مقالة في الشعور

السؤال
هل يحق لنا أن نصدق من يقول نفسه "أعرف جيّدا من هو نفسي"

المقدمة

التحليل
الانسان يعرف ذاته
يعتقد ديكارت أن النفس تعرف ذاتها بالضرورة لأن الشعور من حيث هو معرفة وحد مباشر
ليس صفة عرضية لأحوالها ونشاطاتها النفسية بل هو جوهرها
فلا فرق بين النفس والشعور وهذا ما حعله يرى انه من التناقض الحديثعن حياة نفسية لاشعورية
ولاشك أن هذا الموقف يرتكز على معطيات وحقائق نفسية جزئية لا يمكن انكترها
فلا يستطيع الانسان ان يغضب او يحب او يكلره اةو يتالم دون ان يشعر بذلك.

واذا كان في وسع الفرد الكذب على الاخرين
فانه لايستطيع ان يفعل ذلك مع نفسه اذ يتعذر عليه النفاق معها او اخفاء اسراره عنها


نقد
إن ما يدفع الانسان الى الاعتقاد بأنه يعرف ذاته هو انه يشعر بها باستمرار وبكونها مألوفة وقريبة جدا منه
ولكن الشعور بالذات ليس مرادفا لمعرفة الذات وقد يكون وهميا تماما
فالمغرور يبالغ في تقديره لنفسه ومن يعاني من عقدة نفسية يقلل من شانه وقيمة نفسه.
وإذا تأملنا في أنفسنا نلاحظ كذلك أننا لا نتحكم في مجرى أحداثها الا في حدود ضيقة جدا
وهذا ما يدل على اننا لا نعرف انفسنا جيدا واننا الشعور باننا نعرفها وهم

الانسان لايعرف ذاته
موقف التحليل النفسي يقول فرويد"الأنا ليس سيدا في بيته" اي انه مسيّر
اذ يقع تحت سيطرة قوى نفسية لا شعورية تتمثل في محضورات وممنوعات الأنا الأعلى من جهة
ودوافع وميول وذكريات الهوى المكبوتة من جهة أخرى
ورغم ان الانسان يشعر بسلوكه لكنه لايدرك دوافعه العميقة واللاشعورية
ولذالك شبه يونج تلميذ فرويد الشعور بجزيرة مضاءة في وسط محيط عميفق ومعتم

نقد
لا شك اننا لانعرف بصورة واضحة وكلية كيف يؤثر الجسم في النفس
ولا نعرف كذلك آليات وطريقة تأثير اللاشعور في في وعينا وسلوكنا ومع ذلك نستطيع القول
ان فرويد بالغ في تقدير اللاشعور في سلوك وفكر الانسان لأن التجربة النفسية الشعورية تكشف ان هذا الأخير
واع وحر وقادر في حدود معينة على الأقل ان يتحكم في سلوكه وفي وظائفه النفسية العليا.

الخاتمة
ان الشعور ببعض الأحوال ببعض نتائج النشاطات النفسية لا يعد في حد ذاته معرفة حقيقية للنفس
لكن الانسان يتحكم في بعض نشاطاته النفسية وفي بعض تصرفاته ولذلك لايمكننا المبالغة في الطرح الذي جعل الانا غريبا في بييته
والحقيقة التي يجدر بنا ذكرها في الاخير هي ان الانسان يعرف عالم الاشياء الخارجية اكثر مما يعرف ذاته
ويمكننا التاكيد على ان الذات العارفة لايمكنها ان تكون موضوع ملاحظة او تامل او دراسة
لان ذلك يشترط وجود ذات عارفة اخرى تقوم بدراستها
فالعين ترى ما يوجد امامها ولكنها تعجز عن رؤية نفسها بصورة مباشرة
ولايعرف الانسان في الحقيقة نفسه سوى مايظهر منها.


وفقكم الله

تحيااااااتي

بارك الله فيك اخي


في انتظار جديدك