منتدى غارداية شبكة للتعليم نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, لديك: 378 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : .
 
الرئيسيةصـــفحة قرأنيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fb110

 

 اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الرومنسية
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الرومنسية


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ النقاط/ : 4128 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10 المتصفح : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fmfire10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:42 pm

[center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا بحث كامل حول
"اثبات الطلاق و فقا لقانون الاسرة""
الخطــــة:
الفصل الأول :
كيفية إثبات الطلاق
.

المبحث الأول
: كيفية إثبات الطلاق في قانون الأسرة الجزائري
.
المطلبالأول : ثبوت الطلاق بحكم .
المطلب
الثاني : إشكالية الطلاق العرفي على ضوء
التطبيقات
القضائية .
المبحث
الثاني : كيفية إثبات الطلاق في الشريعة
الإسلامية .
المطلب الأول
: الإشهاد على الطلاق في الشريعة الإسلامية
.
المطلب
الثاني : طرق إثبات الطلاق شرعا و قانونا
.

الفصل الثاني : إجراءات إثبات الطلاق .

المبحث الأول
: إجراءات استصدار الحكم المثبت للطلاق
.
المطلب الأول
: اتصال القاضي بالدعوى
.
المطلب
الثاني : تعامل القاضي مع
دعوى إثبات الطلاق .

المبحث
الثاني : طرق الطعن في الحكم بالطلاق و تنفيذه
.
المطلب الأول
: طرق الطعن في حكم الطلاق
.
المطلب
الثاني : تنفيذ الحكم
المثبت للطلاق .


مقدمة:
لقد قدس الإسلام الزواج و سماه
ميثاقا غليظا و
وضع له من القواعد ما يضمن به بقاؤه واستمراره إلا أنه و مع
ذلك فقد شرع الطلاق
استثناءا و اعتبره أبغض الحلال إلى الله عز وجل علاجا للحياة
المتفككة، وقيده بجملة
من الأحكام والإجراءات ينبغي على الزوج إتباعها حتى يقع طلاقه
و يعتبر سنيا و
صحيحا، و الطلاق لغة مأخوذ من الإطلاق و هو الإرسال والترك،
وفي الشرع هو حل رابطة
الزواج و إنهاء العلاقة الزوجية، فالأصل أن عقد الزواج يعقد
للدوام و التأبيد
.
وقد اختلف الفقهاء في حكم الطلاق و الأصح
هو رأي الذين ذهبوا إلى حظره إلا لحاجة وهم
الأحناف و الحنابلة و استدلوا على ذلك
بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن
الله كل مذواق مطلاق» ، كما قال أيضا صلى
الله عليه وسلم: «أبغض الحلال إلى الله
عزوجل الطلاق»
و قبل طرح
مختلف الإشكاليات التي سوف نحاول معالجتها في بحثنا هذا
ينبغي علينا الإشارة بنوع من الإيجاز
إلى مسألة إثبات الطلاق قبل صدور قانون الأسرة
الجزائري بدءا بفترة الاحتلال الفرنسي
لبلادنا أين كانت تطبق على المسلمين أحكام
الشريعة الإسلامية، وأنشأت لهذا الغرض
المحاكم الشرعية وأهم قانون كان يطبق آنذاك
هو الأمر294-59 الصادر
في04/02/1959بالإضافة إلى النصوص التطبيقية له والجدير
بالذكر في هذا المجال أنه في هذه
المرحلة وإلى غاية صدور الأمر 294- 59 كان الطلاق
إجراءا بسيطا لا يتطلب أية شكلية إذ يتم
بإعلان الزوج عنه لدى القاضي الشرعي ويتعين
فيما بعد على الزوجة المطلقة رفع دعواها
من أجل المطالبة بحقوقها المالية ، إلا أنه
بعد 1959 أصبح انحلال العلاقة الزوجية
يخضع بصفة إلزامية إلى القضاء و ينظمه بصفة
خاصة المرسوم رقم 7082-59 المؤرخ في
17/09/1959 الذي تضمن اللائحة التنفيذية
لأمر294- 59.
أما بعد
الاستقلال فقد صدر القانون رقم 218- 63 المؤرخ في
18/05/1963 و الذي ألغى ولاية محكمة النقض الفرنسية
على القرارات الصادرة عن محاكم
الاستئناف الجزائرية و أنشأ مكانه المجلس القضائي الأعلى ،
بالإضافة إلى المرسوم
261- 63 المؤرخ في 22/07/1963 و الذي ألغى المحاكم الشرعية و نقل إلى
المحاكم
المدنية
العادية ، واستمر الحال على ما هو عليه إلى غاية صدور قانون الأسرة
الجزائري حيث أصبح الطلاق لا يمكن أن
يتم إلا بتصريح من القاضي بعد محاولة الصلح
.
و قد عرفه
المشرع الجزائري في المادة 48 منه بأنه حل عقد الزواج و يتم بإرادة
الزوج أو بتراضي الزوجين أو بطلب من
الزوجة في حدود ما ورد في المادتين 53و54 من
هذا القانون.
إلا أن ما
يعنينا في بحثنا هذا هو الطلاق بالإرادة المنفردة للزوج
ذلك أنه وان كان المشرع الجزائري قد
أطلق لفظ الطلاق على كل من الطلاق بالإرادة
المنفردة للزوج أو بالخلع أو بطلب الزوجة
إلا أن مسألة إثبات الطلاق في حد ذاتها لا
تتعلق إلا بالطلاق بالإرادة المنفردة،
لأن دور القاضي هنا يكون سلبيا إذ يتحقق فقط
من إرادة الزوج في إيقاع الطلاق ليحكم
بإثبات هذه الإرادة دون أن يكون له الحق في
مناقشتها .
و عليه ومتى
وقع الطلاق بهذه الصفة وجب على الزوجة أن تعتد و بانتهاء
عدتها تبين من زوجها إما بينونة صغرى أو
بينونة كبرى، ولكن ورغم صحة وقوع الطلاق من
الناحية الشرعية إلا أنه قد يتدخل المشرع
و يقيد إرادة الزوج في إيقاع الطلاق
باللجوء إلى القضاء و التصريح به أمامه،
ومن ثمة فلا يمكن تصور وقوع الطلاق خارج
إطار القضاء، ولكن ومع ذلك فإن الواقع
العملي أثبت وجود هذه الحالات وهنا يطرح
التساؤل: كيف يتصرف القاضي أمام هذا
الموقف مع وجود نص قانوني صريح ؟

هل يحكمبإثبات الطلاق العرفي بأثر رجعي أم من
تاريخ صدور الحكم ؟

و فيما إذا
كانت
الإجابة
بنعم كيف يتعامل مع آثار الطلاق مع العلم أن العدة تكون قد انقضت ؟

هذامن جهة و من جهة أخرى تطرح إشكالية
الطعن في الحكم القاضي بالطلاق خاصة مع غموض نص
المادة 57 من قانون الأسرة و عدم النص
على مسألة الطلاق
العرفي.

الفصل الأول: كيفية إثبات الطلاق .
في حقيقة الأمر أن مسألة إثبات
الطلاق و إن كانت
للوهلة الأولى تبدوا بسيطة إلا أنها تنطوي على غموض كبير خاصة
في تفسير نص المادة
49 من قانون الأسرة إذ يثار الإشكال حول الحكم الصادر بالطلاق
فيما إذا كان منشئا
أو مقررا، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنه نظرا لخصوصية الحكم
بإثبات الطلاق فإنه لا
مجال لإعمال سلطة القاضي فيه ذلك أنه يتعين عليه أن يحكم
بالطلاق متى رفع إليه
بناءا على إرادة الزوج المنفردة دون أن يكون له الحق في
مناقشته، و عليه فإن السؤال
الذي يطرح نفسه هو هل يدخل الحكم بالطلاق في الوظيفة
الولائية للقاضي أم في الوظيفة
القضائية له ؟
وعلى صعيد
آخر نجد أن التطبيقات القضائية تذهب إلى إثبات الطلاق
الواقع خارج ساحة القضاء وبأثر رجعي مع
العلم أن هذا الاتجاه كان معمولا به قبل
صدور قانون الأسرة الجزائري تطبيقا
لقواعد الشريعة الإسلامية، وعليه هل يمكن القول
بأن مسلك القضاء سليم في هذا المجال أم
أن ذلك بدعة قضائية ينبغي النزوح عنها
؟
خاصة و أن
المادة 222 من قانون الأسرة تحيل على أحكام الشريعة الإسلامية
بالنسبة لكل ما لم يرد النص عليه في
قانون الأسرة
.
إجابة على
مختلف هذه
التساؤلات
و غيرها فإننا سوف نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في المبحث الأول
كيفية إثبات الطلاق في قانون الأسرة
الجزائري و الذي نتطرق فيه إلى المبدأ الوارد
به و هو عدم ثبوت الطلاق إلا بحكم قضائي
في مطلب أول و خروج القضاء عن هذا المبدأ
بإثباتهم الطلاق العرفي بأثر رجعي في
مطلب ثاني ، في حين نخصص المبحث الثاني إلى
كيفية إثبات الطلاق في الشريعة الإسلامية
على أساس أن المادة 222 من ق. أ أحالت
عليها في حالة الغموض ، و على أساس أن
المرجع القضائي في إثبات الطلاق العرفي بأثر
رجعي هو الشريعة الإسلامية و سوف نتطرق
فيه إلى الإشهاد على الطلاق في الشريعة
الإسلامية في المطلب الأول أما المطلب
الثاني فنخصصه لطرق الإثبات المقررة شرعا
وقانونا.

المبحث الأول: كيفية
إثبات الطلاق في قانون الأسرة الجزائري
.

نص المشرعالجزائري في المادة 49 من ق.أ على ما
يلي : لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد محاولة
الصلح من طرف القاضي دون أن تتجاوز هذه
المدة ثلاثة أشهر
.
يتضح لنا من
خلال هذه
المادة
أن إرادة المشرع تتجه إلى إخضاع مسألة إثبات الطلاق إلى القضاء إلا أن
الإشكالية التي تثار في هذه الحالة هي
مسألة إثبات الطلاق الواقع خارج ساحة القضاء
بحكم قضائي وبأثر رجعي و هذا الاتجاه كان
معمولا به قبل صدور قانون الأسرة الجزائري
إلا أن القضاء استمر يحكم به حتى بعد
صدور قانون الأسرة وعليه فإن السؤال المطروح
هو كيف يتم إثبات الطلاق في قانون الأسرة
و ما مدى صحة اتجاه القضاء في هذا المجال
؟ وهذا ما سوف نتناول الإجابة عنه فيما
يلي
:

المطلب الأول :
ثبوت الطلاق بحكم قضائي
.

كما سبقوأن ذكرنا فإن المادة 49 من قانون
الأسرة استعملت عبارة لا يثبت و ليس لا ينعقد أو
لا ينشأ أو لا يقع الطلاق إلا بحكم .
وعليه يطرح
التساؤل حول ما يرمي إليه
المشرع الجزائري من خلال هذه العبارة : هل يقصد أن الطلاق
يمكن أن يقع خارج ساحة
القضاء إلا أن إثباته يكون باللجوء إلى القضاء أم أنه لا يمكن
تصور الطلاق خارج
ساحة القضاء ؟
وهذا ما سوف
نجيب عنه من خلال الفروع التالية
:

الفرع 01/
ضرورة صدور حكم لإثبات الطلاق
.

للوهلة
الأولى يفهم من سياق المادة 49 من ق . أ : أنه
فقط مسألة الإثبات هي التي تبقى خاضعة
للقضاء إلا أن وقوع الطلاق في حد ذاته يمكن
أن يكون خارج ساحة القضاء .
ولكن :
وبالرجوع إلى مواد قانون الأسرة نجدها تعتبر
أن الطلاق لا يكون إلا بموجب حكم قضائي و
أن العدة تبدأ من تاريخ التصريح بالطلاق
من القاضي و أن هذا الطلاق هو طلاق بائن
رغم أنه يعد انطلاقة لبداية احتساب العدة و
بالتالي فإن المراجعة تكــــون قبل
صدورالحكم بالطلاق أي أثناء محاولة الصلح فما
طبيعة الرجعة في هذه الحالةو هل يمكن
اعتبارها طلقة تدخل ضمن الطلقات الثلاثة التي
يملكها الزوج على زوجته أم لا ؟
و بعبارة
أخرى هل يفهم من ذلك بأن المشرع اعترف
ضمنيا بالطلاق الواقع خارج ساحة القضاء
أم أن المراجعة لا تنصرف إلى الطلاق الرجعي
؟
و إذا قلنا
بأن الأمر كذلك فهل يعني ذلك أن المشرع الجزائري لا يعترف بوجود
الطلاق الرجعي لأنه بصدور الحكم تبين
الزوجة من زوجها ؟

إجابة على
هذه الأسئلة
نقول
في البداية بأن المشرع قد حدد فترة زمنية تجرى خلالها محاولة الصلح وهي
ثلاثة
أشهر
ممنوحة للزوجين من أجل مراجعة نفسيهما ،و بالتالي لا يجوز للقاضي أن يحكم
قبل
مضي هذه
المدة إلا أنه في حالة امتداد المصالحة إلى أكثر من ثلاثة أشهر فإن المشرع
لم يرتب أي جزاء على ذلك.
وفي رأيي أن
عدة الزوجة عادة ثلاثة أشهر وعليه فقد
رأى المشرع أن المصالحة خلال العدة لا
تحتاج إلى عقد جديد ومن هنا جاءت مدة الثلاثة
أشهر وبما أن الأمر كذلك فإننا نفهم أن
المشرع قد اعترف بوقوع الطلاق خارج ساحة
القضاء ضمنيا و يبقى الإشكال في كون أن
المشرع لم يرتب جزاءا عن المصالحة التي تقع
بعد مضي مدة الثلاثة أشهر .
وفي هذا
المجال يرى الأستاذ زودة عمر أن الرجعة التي
تقع بعد الإعلان عن الطلاق من قبل القاضي
لا تدخل في مفهوم الرجعة التي يملكها
الزوج في الطلاق الرجعي ،لأن الطلاق لم
يقع بعد ، و تبعا لذلك يستطيع الزوج أن يعيد
الزوجة إلى بيت الزوجية في أي وقت ما
دامت العلاقة الزوجية ما تزال
قائمة.
وخلاصة القول
أن المشرع الجزائري لم يميز بين الطلاق الرجعي و الطلاق
البائن هذا إذا أخذنا بحرفية النص و
بفكرة عدم وقوع الطلاق خارج ساحة القضـاء، أما
إذا أخذنا بالمفهوم المقابل له و هو وقوع
الطلاق خارج ساحة القضاء و ثبوته بحكم
قضائي فإننا نكون كما سبق البيان أمام
نوعين من الطلاق طلاق رجعي و آخر بائن
.
وتجدر
الإشارة إلى أن المشرع قد فرق بين الطلاق البائن بينونة كبرى و الطلاق
البائن بينونة صغرى ، و ذلك بنصه في
المادة 51 من ق. أ على أنه لا يمكن أن يراجع
الرجل من طلقها ثلاث مرات متتالية إلا
بعد أن تتزوج غيره وتطلق منه أو يموت عنها
بعد البناء .
و قد ذهبت
المحكمة العليا إلى التفرقة بين الطلاق الرجعي و الطلاق
البائن حيث جاء في قرارها أنه من المتفق
عليه فقها و قضاءا في أحكام الشريعة
الإسلامية أن الطلاق الذي يقــع من الزوج
هو الطلاق الرجعي وأن حكم القاضي به لا
يغير من رجعيته لأنه إنما نزل على طلب
الطلاق. أما الطلاق البائن فهو الذي يقع ما
قبل الدخول أو وقع بناءا على عوض تدفعه
الزوجة لزوجها للتخلص من الرابطة الزوجية
معه، و كذلك الطلاق الذي يوقعه القاضي
بناءا على طلب الزوجة لدفع الضرر عنها و حسم
النزاع بينها و بين زوجها.
و إن القضاء
بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا لأحكام
الشريعة الإسلامية و لذلك يستوجب نقض
القرار الذي اعتبر الطلاق بإرادة الزوج طلاقا
بائنا.
وعلى صعيد
آخر نجد أن عبارات قانون الأسرة جاءت غامضة، إذ نجد في المادة
58 منه عبارة تاريخ التصريح بالطلاق فما
لمقصود منها ؟ هل نعني بها تلفظ الزوج
بالطلاق أم نعني بها تصريح القاضي به ؟
يذهب الأستاذ
زودة عمر إلى أن الطلاق لا
يقع إلا بموجب حكم فهو ليس شرطا للإثبات و إنما هو شرط
للانعقاد، ذلك أن المشرع
عندما نص على أنه لا يمكن إثبات الطلاق إلا بحكم بعد محاولة
الصلح فهو ينفي وقوع أي
طلاق مالم تسبقه محاولة الصلح التي يقوم بها القاضي و من ثمة
يكون المشرع قد انحاز
إلى الاتجاه الشكلي، فلا يعتد بالطلاق الواقع خارج مجلس
القضاء بل يجب على الزوج أن
يعلن عن إرادته في استعمال حقه في الطلاق أمام القاضي بعد أن
يستوفي إجراء الصلح،
وينتهي استعمـال الزوج لحقه الإرادي بصدور إشهاد من القاضي
يثبت فيه استيفاء إجراء
الصلح و تعبير الزوج عن إرادته في ذلك، و من ثمة يعدّ المحرر
القضائي شرطا لصحة
وقوع الطلاق و ليس وسيلة لإثباته.
ونجد أن
المشرع الجزائري لم يستحدث أمرا
جديدا و إنما أخذ برأي الفقهاء الذين يقولون بضرورة الإشهاد
على الطلاق
.
وعلىغرار التشريع الجزائري فقد ذهب التشريع
التونسي إلى عدم وقوع الطلاق خارج ساحة
القضاء. وذلك على خلاف التشريع المصري و
الذي يعترف بوقوع الطلاق خارج ساحة القضاء،
حيث يثبت بجميع طرق الإثبات الشرعية من
إقرار و بينة ويمين
.

وقد ذهبالاجتهاد المصري إلى أن إقرار الزوج
بطلاق زوجته مسندا إلى تاريخ سابق لا يعد إنشاء
لطلاق جديد، و حجتهم في ذلك هو حتى لا
يحل له التزوج بأختها أو بأربع سواها زجرا له
حيث كتم طلاقها و هو المختار.
كما ورد في
اجتهاد آخر أن يعامل المطلق في حق
نفسه وحق الشرع بإقراره بالطلاق ، و بانقضاء العدة في زمن
يحتمل فيه ذلك فليس له حق
مراجعة مطلقته.
وتجدر
الإشارة إلى أنه و إن كان المشرع الجزائري لم ينص على
إثبات الطلاق الواقع خارج ساحة القضاء
بأثر رجعي إلا أن التطبيقات القضائية في
مختلف المحاكم تعمل على إثبات الطلاق
العرفي وترتب عليه آثاره بأثر رجعي، وقد عمت
هذه الظاهرة في معظم محاكم البلاد و على
رأسها محكمتي الجلفة و البويرة وقبل التطرق
إلى مسألة الطلاق العرفي و الإشكاليات
الناجمة عنه ينبغي علينا معرفة أولا طبيعة
الحكم بالطلاق فهل هو حكما منشئا أم
مقررا ؟ وهل هو عملا قضائيا أم عملا ولائيا ؟


الفرع
الثاني:طبيعة الحكم بإثبات
الطلاق.
إن البحث في
طبيعة الحكم المثبت للطلاق يقودنا إلى
البحث أولا في أنواع الأحكام القضائية و
التي تنقسم إلى أحكام تقريرية، أحكام منشئة
و أحكام إلزام،وكل حكم تقابله دعوى خاصة
به ، ثم البحث في طبيعة الحكم في حد ذاته
فيما إذا كان حكما قضائيا بأتم معنى
الكلمة أم لا يعدوا أن يكون مجرد عملا ولائيا
.
ونعلم أنه
وكما سبق بيانه فإن حق الطلاق المقرر للزوج هو حق إرادي و الحق
الإرادي يعرف بأنه سلطة إحداث الأثر
القانوني بمحض إرادة صاحبه ما دام ذلك يوافق
القانون وبمجرد استعماله يترتب عليه
الأثر القانونـي و هنا يجب تمييزه عن الحـــــق
الإرادي الذي لا يولد مع ميلاد الحق أو
المركز القانوني إذ لا ينشأ هذا الأخير إلا
بناءا على ما يرتكبه الطرف الآخر في
الرابطة من إخلال بالتزاماته و مثالها حق
الزوجة في التطليق .
ولذلك فإن
طرق استعمال هذا الحق تختلف عن طرق استعمال الحق
الإرادي الذي ولد مع ميلاد الحق أو
المركز القانوني
.
إلا أنه ورغم
كون حق
الزوج
في الطلاق هو حق إرادي فقد قيده المشرع باللجوء إلى القضاء ، وتبعا لذلك
أصبحت إرادة الزوج عاجزة لوحدها على
ترتيب الأثـر القانوني إلا باستيفاء الشكل
المقرر قانونا، و ذلك باستصدار حكم قضائي
يثبت إرادة الزوج في الطلاق
.
وقد جعلالمشرع لهذا الحكم طبيعة الإنشاء لأنه
ينهي العلاقة الزوجية بين الطرفين و يخلق
بذلك وضعا جديدا و ذلك من تاريخ صريح
القاضي به ،إلا أن السؤال الذي يبـقـــى
مطروحا هو ماهي طبيعة هذا الحكم ؟ هل
يدخل في الوظيفة الولائية للقاضي أم أنه عملا
قضائيا ؟
الإجابة على
هذا السؤال تقتضي منا التمييز بين الأعمال القضائية و
الأعمال الولائية للقاضي ، فالأصل في
أعمال القضاء أنها ذات طبيعة قضائية بحتة
واستثناءا تكون ذات طبيعة ولائية ،و يذهب
الأستاذ زودة عمر إلى أن الفرق بينهما
يكمن في وجود النزاع من عدمه و عليه و
طالما أن الحكم بإثبات الطلاق لا ينطوي على
أي نزاع فإنه من المفروض أن يكون عملا
ولائيا، إلا أن المشرع ارتأى إصداره في شكل
حكم قضائي تماما كالأعمال القضائية .
وخلاصة القول
أن المشرع الجزائري و إن كان
قد منح للزوج حق الطلاق بإرادته المنفردة دون الحاجة إلى
إبداء الأسباب و دون أن
يكون للقاضي فيها دورا إيجابيا -و هـذا ما يفيد أنه يدخل في
الوظيفة الولائية
للقاضي- فإنه قيده باستيفاء الشكل المقرر قانونا وجعل له
طبيعة الإنشاء و هذا ما
انتهى إليه الأستاذ زودة عمر، ذلك أنه من المفروض أن القاضي
يقرر وجود هذا الطلاق
من عدمه فقط في حين أن القانون يذهب إلى وقوع الطلاق من
تاريـخ إعلان القاضي عنه و
ليس من تاريخ تصريح الزوج به ، و بالتالي فإن آثاره تترتب من
تاريخ الحكم و هذا ما
يدعونا إلى التساؤل حول مضمون الحكم المثبت للطلاق، فما هو
مضمونه ؟

الفرع
الثالث:مضمون الحكم بإثبات
الطلاق.
يتضمن الحكم
بالطلاق عادة شقين اثنين
:
فأما الشقالأول فهو يتعلق بالطلاق و يصدر
ابتدائيا نهائيا في حين نجد أن الشق الثاني يتعلق
بالآثار المترتبة على الطلاق و يصدر
ابتدائيا و عادة تكون صيغةالمنطوق كما يلي
:
حكمت المحكمة
حال فصلها في قضايا الأحوال الشخصية حكما علنيا حضوريا
:
فيالشكل : بصحة الإجراءات و بالتالي قبول
الدعوى شكلا
.
في الموضوع :
القضاءنهائيا بالطلاق بين كل من …… و …… مع
أمر ضابط الحالة المدنية بتسجيله بسجلات
الحالة المدنية لبلدية …… و التأشير به
على هامش عقد زواج الطرفين و شهادتي
ميلادهما .
و القضاء
ابتدائيا: بتحميل الزوج مسؤولية الطلاق و إلزامه بأن يدفع
للزوجة مبلغ …… تعويضا عن الطلاق
التعسفي، ومبلغ …… كنفقة عدة و إسناد حضانة
الأبناء …… لأمهم على نفقة أبيهم بواقع
…… شهريا لكل واحد منهم تسري من تاريخ النطق
بالحكم تستمر إلى غاية سقوطها شرعا أو
قانونا، مــع منـح الأب حق الزيارة يومي
الخميس والجمعة و في المناسبات و الأعياد
الدينية و أيام العطل، و إلزام الزوج بأن
يخصص للحاضنة سكنا لممارسة الحضانة فيه
أو بدل إيجار بواقع …… شهريا
.
و تجدرالإشارة إلى أن أساس التعويض عن الطلاق
التعسفي هو الضرر المادي و المعنوي اللاحق
بالزوجة المطلقة، و من ثمة يتعين التمييز
بينه و بين حق المتعة و الذي يعد حقا
معترفا به لكل مطلقة بغض النظر عما إذا
كان قد لحق بها ضرر أم لا
.
الملاحظ فيالواقع العملي أن قضاة الأحوال الشخصية
لا يبادرون إلى سؤال الزوجين

فيما إذاسبق و أن وقع طلاق بينهما كما أنني لم
أجد حكما واحدا يتضمـــن عدد الطلـقات مع
العلم أن القانون الجزائري يفرق بين
الطلاق البائن بينونة صغرى و الطلاق البائن
بينونة كبرى .
وعليه و إذا
قلنا أن الطلاق يثبت بحكم قضائي منشئ فما مدى صحة
التطبيقات القضائية بشأن إثبات الطلاق
العرفي بأثر رجعي ؟ وهذا ما سوف نتناوله في
المطلب الموالي .

المطلب الثاني:
إشكالية
الطلاق
العرفي على ضوء التطبيقات

القضائية
لقانون الأسرة
الجزائري:

رغم عدم وجود
نص قانوني يسمح بإثبات الطلاق
بأثر رجعيإلا أن التطبيقات القضائية تذهب في جميع الأحوال إلى إثباته
بأثر رجعي،
ونجد
أن كلا من محكمـــة البويرة و كذا محكمة الجلفة تعملان على إثباته بأثر
رجعي
بعد
التحقيق في واقعة الطلاق في حد ذاتها ، بسماع الأطراف و كذا الشهود، و قد
صدرت
عدة
أحكام عن محكمة الجلفة مؤيدة بقرار من المجلس تصب في هذا الغرض و أهمها
القرار
رقم
19/99 الصادر بتاريخ 30/01/1999 والذي صدر إثر استئناف حكم قضى بالإشهاد
على
واقعة
الطلاق العرفي الواقع بين الطرفين خلال شهر أوت 1996 و إلزام المدعى عليه
بأن
يدفع
للمدعية مبلغ 40.000 دج عن الطلاق التعسفي و مبلغ 10000 دج نفقة عدة و مبلغ
1000 دج نفقة إهمال للابن تسري من تاريخ
01/06/1998 إلى غاية النطق بالحكم و إسناد
حضانة الابن لأمه.
وقد كان قرار
المجلس بتأييد الحكم مبدئيا مع تعديله بحذف مبلغ
التعويض عن الطلاق التعسفي.
وتجدر
الملاحظة أن حذف التعويض لم يكن لعدم جوازه بل
لكون أن الزوجة قد اعترفت بوجود اتفاق
بينها و بين الزوجعلى الطلاق ، وبالتالي فقد
أسسوا قرارهم على أساس المادة 442 و ما
بعدها من القانون المدني واعتبروا أن الصلح
ينهي النزاع.
وفي حقيقة
الأمر أن الفراغ القانوني الموجود في قانون الأسرة بخصوص
النصوص التي تحكم الطلاق أدى بنا إلى
مشاكل عويصة خاصة و أن المشرع سمح بإثبات
الزواج العرفي و سكت عن إثبات الطلاق
العرفي، فما هي أهم هذه الإشكاليات
؟

الفرع
الأول:حالة عدم تسجيل عقد
الزواج.

تنص المادة
22 من قانون الأسرة على أنه: يثبت
الزواج بمستخرج من سجل الحالة المدنية وفي حالة عدم تسجيله
يثبت بحكم إذا توافرت
أركانه وفقا لهذا القانون.
وقد حددت
المادة 9 من قانون الأسرة أركان عقد الزواج
بنصها على أنه يتم عقد الزواج برضا
الزوجين و بولي الزوجة و شاهدين و صداق
.
يتضحلنا من خلال هاتين المادتين أن المشرع
الجزائري يعترف بوجود عقد الزواج العرفي و
يرتب عليه آثاره كاملة من إثبات النسب
ووجوب النفقة ... إلا أنه قد يحدث أن يقدم
الزوج على طلاق زوجته عرفيا أمام جماعة
من المسلمين و ينصرف كل منهما إلى حال سبيله
فما مصير هذا الزواج و ما مصير الأولاد
إن وجدوا ؟

بادئ ذي بدء
يجب القول أنه
لا
يمكن رفع دعوى إثبات الطلاق العرفي ما لم يكن الزواج العرفي قد تم تسجيله،
هذا
من جهة
ومن جهة أخرى فإن دعوى الطلاق العرفي تختلف عن دعوى تسجيل الزواج ومن ثمة
وجب رفع أولا دعوى تسجيل الزواج وإلحاق
النسب ثم رفع دعوى إثبات الطلاق بصفة
مستقلة، هذا طبعا إذا سايرنا الواقع
وسلمنا بقبول دعوى إثبات الطلاق العرفي و التي
فرضت نفسها بشدة في الواقع العملي.
إلا أن
المعمول به على مستوى مجلس قضاء
الجلفة هو أن يتم رفع دعوى إثبات الزواج والطلاق العرفي في
نفس الوقت ، وجرت
التطبيقات القضائية على قبول مثل هذه الدعاوى و الحكم فيها
بحكم واحد ، وقد صدر عن
مجلس قضاء الجلفة القرار رقم 178/2002 بتاريخ 26/10/2002 بين
ر. عبد القادر و ج
. زوينة و الذي قضى بتأييد الحكم القاضي علنيا حضوريا نهائيا
بالنسبة للطلاق
وابتدائيا بالنسبة لما ســواه بالإشهاد على صحة الزواج العرفي
بين كل من ر . عبد
القادر والمسماة ج . زوينة الحاصل سنة 1994 وكذا الإشهاد على
صحة الطلاق العرفي
الواقع بين الطرفين سنة 1996 و الحكمة من عدم جواز رفع
الدعويين بموجب عريضة واحدة
تكمن في اختلاف دعوى الطلاق عن دعوى إثبات الزواج هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن حكم
الطلاق يكون نهائيا في حين أن الحكم بإثبات الزواج يكون
ابتدائيا ومن ثمة يمكـــن
[b:9bc4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghardaiahd.yoo7.com
عاشق الرومنسية
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الرومنسية


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ النقاط/ : 4128 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10 المتصفح : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fmfire10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:45 pm

المبحث
الثاني: كيفية
إثبات
الطلاق في الشريعة الإسلامية
.

نظرا لعدم
وضوح
اتجاه
المشرع الجزائري فإنه ينبغي علينا الرجوع إلى تنظيم الطلاق في الشريعة
الإسلامية ومدى تطابقه مع قانون الأسرة
وبعبارة أخرى هل تركت الشريعة الإسلامية حق
الطلاق حرا بلا قيود أم أنه ثمة هناك
قيود يتعين على الزوج الالتزام بها حتى يقع
طلاقه؟
و إذا تم
الطلاق فماهي الطرق الشرعية المقررة لإثباته ؟


المطلب الأول:
الإشهاد على الطلاق في الشريعة
الإسلامية.

اتفق جمهور
الفقهاء على أن الطلاق هو حق للرجل
، و لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو
طريقة استعمال هذا الحق هل يتم بصفة تلقائية أم
يجب أن يحترم فيه الزوج ترتيب معين؟ هذا
من جهة ومن جهة أخرى هل هو حق مطلق أم مقيد
؟
وعلى هذا
الأساس سوف نتناول بالدراسة فيما يلي كيفية استعمال الزوج لحق
الطلاق و مدى إلزامية الإشهاد عليه في
الشريعة الإسلامية، مع العلم أن الحق ينقسم
إلى حق يقابله التزام و حق إرادي لا
يقابله أي التزام فهو مقرر لصاحبه
.

الفرع الأول:
حق الزوج في إيقاع
الطلاق.

ذهب جمهور
الفقهاء من السلف و الخلف إلى أن
الطلاق يقع بدون إشهاد لأنه من حقوق الرجل و قد جعله الله
بيده و لم يجعل الله
لغيره حقا فيه حيث قال تعالى: » يا أيها الذين آمنوا إذا
نكحتم المؤمنات ثم
طلقتموهن … « و قال ابن القيم: فجعل الطلاق لمن نكح لأن له
الإمساك و له
الرجعة.
ولكي يباشر
الزوج حقه فلا يحتاج إلى بينة ولم يرد عن النبي صلى الله
عليه وسلم ولا عن الصحابة ما يدل على
مشروعية الإشهاد
.
وقد اتجه
جمهور الفقهاء
إلى
ذلك بل إنهم قالوا بأن الإشهاد على الطلاق ليس شرطا لوقوعه فهو مندوبا لا
واجبا
وبالتالي
وطبقا لهذا الرأي فإن الحق في الطلاق هو من التصرفات الحرة ، ويكفي لترتيب
الأثر القانوني أن يتم التعبير عن
الإرادة بأية وسيلة كانت ، بل و يذهب أبعد من ذلك
و هو وقوع الطلاق الواقع وقت حيض الزوجة
مع إثم الزوج ديانة
.
ونظرا لكون
الطلاق
هو حقمن حقوق الزوج فإنه له أن ينيب عنه غيره
سواء كانت زوجته أم غيرها و هذا ما
ذهب إليه المالكية و تنقسم هذه النيابة
إلـى قسمـين
:

الأولى بأن
يرسل الزوج إلى
زوجته رسولا يعلمها بالطلاق، فالرسول هنا لم يجعل له الزوج
إنشاء الطلاق ، و إنما
له فقط إعلام الزوجة بوقوع الطلاق بعبارة الزوج نفسه والثانية
تفويض الطلاق وهي
ثلاثة أنواع توكيل ،تخيير وتمليك .
وباعتبارأن
الطلاق هو من التصرفات الشرعية
التي تصدرعن الزوج بإرادته المنفردة فقد قيدته الشريعة
الإسلامية بجملةمن الشروط و
القيود ينبغي توافرها لوقوعه، وخارج ذلك إما أن يعتبر بدعيا
لعدم احترام الزوج
إجراءات الطلاق أو تعسفيا لعدم وجود المبرر الشرعي ومن هنا
جاء تقسيم الطلاق إلى
سني و بدعي، فأما الطلاق السني فهو أن يوقع الزوج على زوجته
المد خول بها طلقة
واحدة في طهر لم يمسسها فيه، فإذا طلقها وهي حائض أو في طهر
مسها فيه أو أوقع عليها
طلقتين متتاليتين أو ثلاث فطلاقه بدعي.
والطلاق
البدعي مكروه و محرم في المذاهب
السنية أما في المذهب الجعفري فهو طلاق فاسد لا يقع. و يجب
على الذي يطلق امرأته أن
يردها إليه قبل انتهاء عدتها عند المالكية و الحنفية، ويسن
ذلك عند الشافعية
والحنابلة، وذلك لأن عمله معصــية و الرجوع عن المعصية ضروري
،هذا إذا أمكنت الرجعة
أما إذا طلقها ثلاث أو واحدة مكملة للثلاث فلا رجعة.
و عليه فإن
الطلاق هو حق
مقرر
للزوج الذي توافرت فيه الشروط الشرعية لإمكانية ممارسة هذا الحق و ذلك بأن
يكون عاقلا ، فلا يصح طلاق المجنون و لو
كان جنونه متقطعا
.

الفرع الثاني:
الإشهاد على الطلاق كقيد على حق الزوج
.
ذهب فقهاء
الشيعة الإمامية إلى اعتبار أن الإشهاد شرط في
صحة الطلاق واستدلوا على ذلك بقوله
سبحانه و تعالى في سورة الطلاق: »وأشهدوا ذوي
عدل منكم و أقيموا الشهادة لله « و ظاهر
الأمر من هذه الآية الكريمة في الشرع أن
الإشهاد يقتضي الوجوب.
وقد روى
الإمام ابن كثير في تفسيره عن ابن جريح أن عطاء
كان يقول في قوله تعالى:»وأشهدوا ذوي عدل
منكم « قال: لا يجوز في نكاح ولا طلاق ولا
إرجاع إلا شاهد عدل ولم ينفرد بوجوب
الإشهاد فقط علماء آل البيت بل هومذهب عطاء
وابن سيرين وابن جريح.
وقد قال
الزمحشري : إن المعني بالخطاب في الآية 229 من
سورة البقرة : » فإن خفتم ألا يقيما حدود
الله « هو الأئمة والحكام ، والأمر نفسه
في الآية 35 من سورة النساء : »و إن خفتم
شقاقا بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما
من أهلها «. حيث لهم أن يتدخلوا لرفع
الأذى و المضرة، وكذلك الأمر نفسه في سورة
الطلاق: » واشهدوا ذوي عدل منكم « ، ومن
ثمة وجب على الزوج أن يشهد شهيدين من
المسلمين على طلاقه.
والإشكال
الذي طرح هنا هو موقف القضاة من الزوج الذي يطلق
زوجته بدون إشهاد فإن أقروا طلاقه
خالفوا الآية الكريمة التي تدعوا إلى الإشهاد على
الطـلاق وإن رفضــوا إقراره سمحوا له
بالاستمرار في معاشرة زوجته وهي مطلقة في علم
الله.
والإجابة على
ذلك أنه ما دام و أن روح الآيات تساعد على جعل تنظيم الطلاق
منوطا بالقضاء وأن السنة النبوية
الشريفة جرت على ذلك وأنه ليس فــي الكتــاب ولا
السنة ما يمنعه فإن أقر بذلك أولياء
الأمور وأصبح تشريعا صار الشذوذ عنه باطلا
.
ومن محاسن
ضرورة الإشهاد على الطلاق مع إتباع الخطوات الصحيحة في إيقاعه
والمتمثلة في طهر المرأة هو إعطاء فرصة
للزوج لإعادة التفكير فإن بقي مصمـــما رغـم
حضور الشاهدين و مرور الوقت الزمني فإن
طلاقه يكون قائما على أسباب قوية وليست
عرضية وهذا هو الطلاق المقصود في الشريعة
الإسلامية
.

المطلب الثاني:
طرق إثبات الطلاق شرعا وقانونا
:
إن مسألة
إثبات الطلاق من الناحية الشرعية لا تكتسي غموضا
ذلك أنه يثبت بكافة طرق الإثبات من
إقرار و بينة و يمين ، فإذا ادعت المرأة أن
زوجها طلقها و أنكر هو فمذهب المالكية
أنه إن أتت بشاهدين عدلين نفذ الطلاق ، و إن
أتت بشاهد واحد حلف الزوج و برئ و إن لم
يحلف سجن حتى يقر أو يحلف ، وان لم تأتي
بشاهد فلا شيء على الزوج ، و عليها منع
نفسها منه بقدر جهدها،و إن حلف بالطلاق و
ادعت أنه حنث فالقول قول الزوج بيمينه .
و ذكر
الحنابلة أنه إذا ادعت المرأة أن
زوجها طلقها فالقول قول الزوج بيمينه لأن الأصل بقاء النكاح و
عدم الطلاق إلا أن
يكون لها بما ادعته بينة ، و لا يقبل فيه إلا عدلان لأن
الطلاق ليس بمال ولا
المقصود منه المال و يطلع عليه الرجال في أغلب الأحوال
كالحدود و القصاص، فإن لم
تكن هناك بيّنة يستحلف الرجل على الصحيح لحديث: اليمين على من
أنكر
.
و توضيحالما سبق ينبغي علينا التطرق إلى طرق
الإثبات المقررة شرعا و مطابقتها بتلك المقررة
قانونا لنخلص في النهاية إلى مسلك القضاء
الجزائري في مسألة إثبات الطلاق
العرفي:

الفرع الأول: الإقرار.

الإقرار شرعا
هو الإخبار بثبوت حق للغير على نفس
المقر ولو في المستقبل باللفظ وما في
حكمه، وبذلك يخرج من مدلول الإقرار ما يدعيه
الخصم من حق له على الغير.
فإذا أقر
الشخص بحق لزمه، ولكن الإقرار حجة قاصرة
على المقر بخلاف البينة و ذلك لقصور
ولاية المقر وعدم امتدادها إلى غيره، فإذا ادعت
الزوجة حصول الطلاق و أقر الزوج بذلك
لزمه هذا الإقرار و يثبت الطلاق
.
والإقراريمكن أن يكون شفاهة أو كتابة مع العلم
أن الإقرار بالطلاق كاذبا يقع قضاءا لا
ديانة.
هذا إذا أقر
بطلاق سابق ، أما إذا نوى إنشاء طلاق جديد فالظاهر وقـــوع
الطلاق بها لأنها صيغة تحتمل الإنشاء .
وينبغي
الاعتداد بتاريخ الإسناد واتخاذه
بدءا للطلاق و لكن قد يطرح السؤال : ما هو الحكم في حالة
الإكراه على الإقرار
بالطلاق ؟
هنا لا يقع
الطلاق في حالة توافر البينة الشرعية على وقوع الإكراه
.
وقد نص
المشرع الجزائري على الإقرار كوسيلة من وسائل إثبات الالتزام في المادة
341 ق.م بقوله أن الإقرار هو اعتراف الخصم
أمام القضاء بواقعة قانونية مدعى بها
عليه أثناء السير في الدعوى المتعلقة
بهذه الواقعة
.
و في حقيقة
الأمر أن الإقرار
وإن كان بمثابة الدليل القاطع على ثبوت الواقعة محل النزاع بل
ويترتب عليه إزالة
النزاع حولها، إلا أنه في واقع الأمر لا يعتبر طريقة إثبات
بقدر ماهو إعفاء منه،
ولذلك فالإقرار يغني عن إلزام مدعي الواقعة بتقديــم أي دليل
عنها و لذا فليس من
المتوقع أن يكون أمرا كثير الوقوع في الحياة العملية ،ولا
تظهر أهميته إلا عندما
يعوز الخصم الذي صدر لمصلحته الدليل على ما يدعيه فيضطر إلى
الاعتماد على اعتراف
خصمه.

كما نصت
المادة 342/1 من ق. م على أن الإقرار حجة قاطعة على المقر
ويتضح لنا جليا أن المشرع الجزائري يأخذ
فقط بصورة الإقرار القضائـــي دون أن يتطرق
للإقرار غير القضائي و عليه فإن الإقرار
القضائي متى صدر مستوفيا لشروطه أصبح حجة
قاطعة على صاحبه و يجب على القاضي أن
يأخــذ بـه و عدم إجراء أي بحث فــــي موضوعه
بعد حصوله ، وهذه القطعية في الإثبات لا
تغني المقر عن إثبات صدوره منه عن غلط أو
تدليس أو إكراه

الفرع الثاني : البينـــة .

البينة حجة
متعدية ، فالثابت بها ثابت على
الكافة ولا يثبت على المدعى عليه لوحده بخلاف الإقرار ،
ونصاب البينة في إثبات
الطلاق شهادة رجلين أو رجل و امرأتين ، ولا تجوز الشهادة
بالتسامع في الطلاق لأن
الشهادة بالتسامع إنما أجيزت استحسانا في بعض المسائل دفعا
للحرج و تعطيل الأحكام ،
وليس إثبات الطلاق من بين هذه المسائل .

الفرع الثالث :
اليميــن
.

اليمين هي
إشهاد الله
تعالى
على صدق ما يقوله الحالف أو على عدم صدق ما يقوله الخصم الآخر ، ولما كانت
اليمين عملا دينيا فإن من يكلف بأداء
اليمين عليه أن يؤديها وفقا للأوضاع المقررة
شرعا .
واليمين طريق
غير عادي للإثبات يلجأ إليها القاضي إذا تعذر تقديم الدليل
المطلوب فيحتكم الخصم إلى ذمة خصمه
بيمين حاسمة يوجهها إليه أو يوجه القاضي يمينا
متممة إلى أي من الخصمين ليكمل ما في
الأدلة المقدمة من نقص
.
و قد نص
المشرع
الجزائري
على اليمين في المادة 343 و ما يليها من القانون المدني ، إذا ادعى أحد
الزوجين وقوع الطلاق و أنكره الآخر و لم
يقدم مدعي الطلاق بينة عليه فله أن يطلب من
القاضي توجيه اليمين فإذا حلف بأن الطلاق
لم يقع قضى برفض الدعوى ، أما إذا نكل عن
اليمين قضى للمدعي بطلباته لأن النكول في
حكم الإقرار بما يدعيه المدعي
.

وبعد أن
تعرضنا إلى طرق إثبات الطلاق شرعا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو
: كيف يتم إثبات الطلاق العرفي في القضاء
الجزائري ؟

في حقيقة
الأمر لم ينص قانون
الأسرة أصلا على مسألة إثبات الطلاق العرفي حتى يضع له طرقا
للإثبات ، ومع ذلك فإن
اتجاه القضاء الجزائـري ذهــب إلــى إثبات الطلاق العرفي في
جميع الأحوال بالبينة و
ذلك بإجراء تحقيق فــي الموضوع بسماع الشهود وينم ذلك حتى في
حالة إقرار الزوج و
تصديقه من الزوجة ، إلا أنه في هذه الحالـة الأخيرة يعتبر
الإقرار هو الأساس المثبت
لوقوع الطلاق ومع ذلك يتم سماع الشهود لتأكيد الواقعة أكثر،
ولا نجد في القضاء
الجزائري ما يفيد إثبات الطلاق العرفي باليمين إلا أنه من
الناحية العملية لا يوجد
ما يمنع ذلك .
و تأكيدا
لهذا المبدأ فقد جاء في اجتهاد المحكمة العليا ما يلي
: من المقرر شرعا أن الطلاق هو حق للرجل
صاحب العصمة و أنه لا يجوز للقاضي أن يحل
محله في إصداره أما التطليق فهو حق
للزوجة المتضررة و ترفع أمرها إلى القاضي الذي
يطلقها و من ثمة فإن القضاء بما يخالف
هذا المبدأ يعد خرقا لأحكام الشريعة
الإسلامية .
ولما كانت
الشريعة الإسلامية تخول إثبات تصريح الزوج بالطلاق بواسطة
شهود حضروا وسمعوا بذلك من نفس الزوج أو
بواسطة شهادة مستفيضة فإنه يجب على القضاة
أن يجروا تحقيقا لسماع الشهود الذين
علموا بواقعة الطلاق و لي لهم بعد ذلك إلا أن
يوافقوا على صحة طلاق أثبت أمامهم و كذلك
فإن القرار الذي قضى بأن الطلاق لا يثبت
إلا بتصريح الزوج أمام القضاء يعد مخالفا
لأحكام الشريعة الإسلامية
.
كما جاءفي قرار آخر أنه يستوجب نقض القرار الذي
اعتمد في إثبات وقوع الطلاق بإرادة الزوج
على شهادة الشهود لم تحدد تاريخ و مكان
هذا الطلاق ، ولم تذكر أسماء الأشخاص الذين
حضروا بمجلس الطلاق لتأكيد صحته ذلك أن
هذه الشهادة يكتنفها الغموض و النقص في
محتواها .
و ما تجدر
الإشارة إليه في هذا المجال أن إعتراف المحكمة العليا
بالطلاق العرفي لم يتجسد فقط في
قراراتها القديمة بل إنه موقفها حتى في قراراتها
الحديثة و يتضح ذلك بصفة خاصة من خلال
قرارها الصادر بتاريخ 16/02/1999 و الذي جاء
في المبدأ الثاني منه أنه من المقرر شرعا
أنه يثبت الطلاق العرفي بشهادة الشهود
أمام القضاء .
ومتى تبين في
قضية الحال أن الطلاق وقع بين الطرفين أمام جماعة من
المسلمين ، و أن المجلس أجرى تحقيقا و
سمع الشهود الذين أكدوا بأن الزوج طلق فعلا
المطعون ضدها أمام جماعة من المسلمين ،
وبالتالي فلا يحق له أن يتراجع عن هذا
الطلاق ، وعليه فإن القضاة بقضائهم
بإثبات الطلاق العرفي طبقوا صحيح القانون
.
[center]الفصل الثاني : إجراءات إثبات الطلاق .

انتهينا في
الفصل السابق إلى أنه من الناحية القانونية لا
يثبت الطلاق إلا بحكم و هذا الحكم له
طبيعة الإنشاء و هو عمل يدخل في إطار الوظيفة
الولائية للقاضي رغم صدوره في شكل حكم
قضائي، ذلك أنه يزيل عقبة قانونية تعترض
إرادة الأفراد، ومن ثمة فإن دور القاضي
يكون فيه سلبيا، كما انتهينا إلى أن الطلاق
في حد ذاته هو حق إرادي للزوج إلا أن هذا
الحق يمارس وفقا للشكل القانوني ومن هنا
يطرح السؤال حول الإجراءات المتبعة
لاستصدار الحكم بالطلاق
.
وعلى صعيد
آخر نجد
أن
التطبيقات القضائية في مختلف محاكم الوطن تذهب إلى إثبات الطلاق العرفي
بأثر
رجعي و
هنا يطرح السؤال حول مدى صحة هذا الاتجاه و الإجراءات المتبعة في ذلك و مدى
شرعيتها .
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن أكبر إشكالية هي تلك المتعلقة بالطعن في
الحكم بالطلاق ذلك أن قانون الأسرة ينص
على عدم القابلية للاستئناف إلا أنه لم
يتحدث عن الطعن بالنقض فهل يجوز الطعن في
حكم الطلاق بطرق الطعن العادية و غير
العادية وما هو موقف القضاء في هذه
الحالة ؟


و عليه سوف
نحاول قدر الإمكان
الإجابة على هذه الإشكاليات و ذلك من خلال مبحثين إذ نتطرق في
المبحث الأول إلى
إجراءات استصدار الحكم بإثبات الطلاق والذي نتناول فيه كل من
دعوى الطلاق و دعوى
إثبات الطلاق العرفي و مدى شرعية إجراءات هذه الأخيرة ، أما
المبحث الثاني فنخصصه
لطرق الطعن في حكم الطلاق و كيفية تنفيذه .

المبحث الأول :
إجراءات استصدار الحكم بإثبات الطلاق
.

نعلم أنه قبل
استصدار حكم من القضاء ينبغي مراعاة
الشروط الشكلية التي أوجب المشرع توافرها
في العريضة الافتتاحية بالإضافة إلى
التأسيس الموضوعي وعليه فإن دعوى إثبات
الطلاق يجب أن ترفع إلى محكمة مختصة بموجب
عريضة وفقا لما يقضي به القانون و بعد
توصل القاضي بالعريضة يأتي دوره في استكمال
شكليات لإثبات الطلاق .
فما هي
الشروط الواجب توافرها لإصدار الحكم بإثبات
الطلاق ، و كيف يتعامل قاضي الأحوال
الشخصية مع دعوى لإثبات الطلاق
؟

المطلب الأول:
اتصال القاضي
بالدعوى.
يتم عادة رفع
الدعوى من الزوج إذا كنا بصدد دعوى
الطلاق ، و هذا على خلاف دعوى إثبات
الطلاق العرفي والتي يمكن أن ترفع من كل من له
مصلحة في ذلك و عادة يكون أحد الزوجين أو
الورثة ، ولكي تقبل الدعوى أمام القضاء
يجب توافر شروط قبولها من صفة و مصلحة
وأهلية ، كما ينبغي أن يجسد الطلب في عريضة
افتتاحية وفقا لما يقضي به القانون و أن
ترفع أمام الجهة المختصة بهذه القضايا ،
وهذا ما سوف نتناوله فيما يلي :

الفرعالأول : قواعد الاختصاص.
أ- الاختصاص
المحلي
: بالرجوعإلى المادة 08 من ق. إ . م نجدها نصت
صراحة على أن دعاوى الطلاق ترفع أمام الجهة
القضائية التي يقع بها مسكن الزوجية ،
وبمأن الاختصاص المحلي ليس من النظام العام و
بالتالي يمكن رفع دعوى الطلاق أمام أية
محكمة أخرى بشرط ألا يدفع الخصم بعدم
الاختصاص المحلي ، و مسألة الاختصاص على
بساطتها تثير العديد من المشاكل فكثيرا ما
يتقدم أمام القاضي زوجان لم يستقرا منذ
زواجهما في مكان معين بل غيرا مكان الإقامة
عدة مرات ، ففي هذه الحالة مــا هو السكن
الذي يؤخذ بعين الاعتبار لتحديد الاختصاص
المحلي ؟
الرأي الراجح
في هذه الحالة هو السكن الأخير
.
و تجدر
الإشارة إلى أن
الاختصاص المحلي بالنسبة للجزائريين المقيمين في الخارج يعود
المحل الذي يوجد فيه
السكن الرئيسي ، وفي حالة عدم وجوده يحل محله مكان الإقامة
العادي و هذا ما يتجسد
من خلال قرار المحكمة العليا الذي جاء فيه ما يلي : مـن
المقــرر قانونا أنه يسري
على انحلال الزواج القانون الوطني الذي ينتمي إليه الزوج وقت
رفع الدعوى وأن موطن
كل جزائري هو المحل الذي يوجد فيه مقر سكناه الرئيسي ، و عند
عـدم وجود سكن يحل
محله مكان الإقامة العادي ، وكما ثبت في قضية الحال أن
المتخاصمان جزائري و جزائرية
يقيمان مؤقتا ببلد أجنبي و طلبا التقاضي أمام محكمة جزائرية
فإن قضاة الموضوع عندما
قضوا بعدم الاختصاص المحلي فإنهم بذلك قد دفعوا الطرفين إلى
التقاضي أمام القضاء
الأجنبي وإن المسألة تتعلق بسيادة القانون الوطني مما يتعين
معه نقض وإبطال قرارهم
المطعون فيه .

ب- اختصاص
القانون الجزائري
: و نتحدث في هذا المجالعن حالة تنازع القوانين المراد تطبيقها
على مسألة الطلاق ، و هنا ينبغي علينا
الرجوع إلى قواعد الإسناد المنصوص عليها
في القانون المدني حيث تنص المادة 12 منه
على أنه يسري على انحلال الزواج القانون
الوطني الذي ينتمي إليه الزوج وقت رفع
الدعوى ، في حين تنص المادة 3 منه على
أنه يسري القانون الجزائري وحده في الأحوال
المنصوص عليها في المادتين11 و 12 إذا
كان أحد الزوجين جزائريا وقت انعقاد الزواج
إلا فيما يخص أهلية الزواج .
من خلال
هاتين المادتين يمكن القول أنه إذا كان أحد
الزوجين جزائري وقت إبرام عقد الزواج لا
مجال للحديث عن تطبيق القانون الأجنبي ،
إلا أنه في حالة كون الزوجين أجنبيين
فإنه يطبق على الطلاق قانون الزوج وقت رفع
الدعوى ، ومفـاد هذه القاعدة هو أنه يمكن
أن يتم الزواج في ظل قانون معين ثم يقوم
الزوج بالتجنس مما يؤدي إلى تطبيق قانون
الجنسية الجديدة على انحلال هذا العقد
.
و إذا كانت
مسألة الاختصاص لها أهميتها في دعوى إثبات الطلاق فإن شروط رفع
الدعوى لا تقل عنها أهمية ، فما هي شروط
قبول دعوى إثبات الطلاق ؟

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghardaiahd.yoo7.com
عاشق الرومنسية
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الرومنسية


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ النقاط/ : 4128 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10 المتصفح : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fmfire10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:47 pm

الفرع الثاني : شروطرفع دعوى إثبات الطلاق
.


أ- الشروط
الواجب توافرها في الزوجين
:
لقد نص
المشرع
الجزائري
في المادة 459 ق.إ.م على أنه لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى أمام القضاء مالم
يكن حائزا لصفة و أهلية التقاضي و له
مصلحة في ذلك

فأما الأهلية
فإن القانون
المدني
يعرفها بأنها صلاحية الشخص لكسب الحقوق و التحمــل بالالتزامات والأهلية
في
الاصطلاح
القانوني علــى نوعين:أهليــة وجوب وأهلية أداء
.
والمقصود
بالأهلية في
مجال
الخصومات الزوجية هو أهلية التقاضي أمام المحكمة بمعنى أنه إذا تنازع
الزوجان
و
تخاصما خصاما شديدا فإنه لكي تنظر المحكمة في موضـوع

نزاعهما يجب
أن يكون كل
واحد
منهما متمتعا بأهلية التقاضي و بالغا سن الرشد المدني و هو 19سنة من العمر
كاملة وفقا لما نصت عليه المادة 40 ق . م
و متمتعا أيضا بقواه العقلية و ألا يكون
محجورا عليه لأنه لا يجوز للمحكمة أن
تقبل دعوى من أو على شخص فاقد الأهلية أو
ناقصها إلا بواسطة ممثله القانوني ، هذا
بتطبيق القواعد العامة إلا أن مسألة الطلاق
في حد ذاتها لها خصوصيتها إذ أنها حق
شخصي للزوج وأن الحجر يقع على ممارسة الحقوق
المالية فقط لذلك فإنه في الشرع الإسلامي
يجوز للزوج المحجور عليه طلاق زوجته ، ومن
ثمة وطالما لم يتعرض قانون الأسرة لهذه
المسألة فلا مانع من تبني ما ذهب إليه فقهاء
الشريعة الإسلامية في هذا المجال ، و
تبقى مسألة اللجوء إلى القضاء مسألة إجرائية
.
و الأمر نفسه
فيما يخص طلاق المريض مرض الموت مما يجعلنا نعود إلى أحكام
الشريعة الإسلامية في هذا المجال و
لاسيما ما يتعلق منها بصحة الطلاق و إمكانية
التوارث بين الزوجين إذا حدثت الوفاة
خلال أو اثر مرض الموت
.
لقد أجمع
الفقهاء
على
صحة الطلاق الواقع في مرض الموت و على التوارث أتناء عدة الطلاق الرجعي و
اختلفوا على مدة و زمان إمكانية التوارث
أتناء عدة الطلاق البائن
.
أما قانونالأسرة الجزائري فقد اكتفى بالنص في
المادة 132 منه على انه : إذا توفي أحد الزوجين
قبل صدور الحكم بالطلاق أو كانت الوفاة
في عدة الطلاق استحق الحي منهما الإرث، دون
أن يفرق بين عدة الطلاق الرجعي و عدة
الطلاق البائن

.
و خلاصة
القول أن حكم
الطلاق
في مرض الموت هو طلاق صحيح شرعا و قانونا و لا يجوز الطعن فيه أو الادعاء
ببطلانه و أن حق التوارث يبقى قائما
لصالح الزوجين إذا مات أحدهما أتناء عدة الطلاق
الرجعي، و يبقى قائما لصالح الزوجة
المطلقة وحدها إذا مات مطلقها أثناء عدة الطلاق
البائن أو بعدها كلما ثبت أن الزوج قد
طلقها في مرض الموت بقصد حرمانها من حقها في
التركة و هذا ما يسمى عند الفقهاء بطلاق
الفرار الذي يستوجب معاملة المطلق بنقيض
قصده.
و بمأن
الطلاق هو من حقوق الزوج فإنه يجوز له توكيل غيره في إيقاعه و
ينصرف هذا الأثر إلى الزوج ، وهذا ما
ذهبت إليه المحكمة العليا في قرارها إذ جاء
فيه أنه من المقرر قانونا أن الوكالة أو
الإنابة هي عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا آخر
للقيام بعمل شيء لحساب الموكل و باسمه و
أن الوكالة الخاصة الرسمية تصح للمرافعة
أمام القضاء .
ومن المقرر
أيضا أن الأحكام بالطلاق غير قابلة للاستئناف ما عدا
في جوانبها المادية.
و من ثمة
يتعين القول أن الزوج الذي وكل والده نيابة عنه في
إجراءات التقاضي في دعوى الطلاق موضوع
النزاع الحالي بناءا على وكالة رسمية والتي
تحدث آثارها القانونية عكس ما ذهبت إليه
الطاعنة بالقول لا تصح الوكالة في مثل هذه
الحالات، إلا أن ما يؤخذ على قضاة
الاستئناف عدم قبول الاستئناف شكلا من دون مراعاة
أحكام المادة 102 ق . إ . م بدعوى أن
الطلاق نهائي و كان المفروض النظر في مسألة
الاستئناف و بعد قبوله ينظر في موضوع
الطلاق و يحكم بعدم الاختصاص لكون الحكم صدر
نهائيا .
و بصفة عامة
فإن المعمول به في حالة تقصان الأهلية هو رفع
الدعوى منولي الزوج ناقص الأهلية أو ضده ، و في
حالة المنازعة في الأهلية فإنه يعود الأمر
للقاضي لتقدير نقص الأهلية من عدمه و ذلك
بتعيين خبير مختص لإجراء خبرة حول المسألة
.
و تجدر
الإشارة إلى أن القانون الفرنسي في هذا المجال يعتبر أن القاصر يرشد
بالزواج بقوة القانون وأن هذا الترشيد
شرعي و آلي، بل أكثر من ذلك فهو يعتبر كنتيجة
للإرادة الضمنية للآباء ، وأن الضرورة
الحتمية تفرض اعتبار الترشيد كأثر للزواج ذلك
أن الزوج يصبح رئيس للعائلة و عليه ينبغي
أن يتمتع ببعض الحرية في ممارسة وظيفته و
كذلك الزوجة فهي تتحمل أعباء الأسرة و
عليه ينبغي الاعتراف لهما بحد أدنى من
الاستقلالية عن الآباء .
و من ثمة فان
الزوج القاصر متى تزوج أصبح أهلا لان
يرفع دعوى الطلاق أو أن ترفع ضده.
في حين لم
يتناول المشرع الجزائري هذه المسألة
بل سكت عن ذلك و السكوت معناه الإحالة
على القواعد العامة ، و مع ذلك نجد المادة
334 من قانون العقوبات الجزائري تنص على ما
يلي :... و لو تجاوز السادسة عشر من
عمره و لم يصبح بعد راشدا بالزواج .... و
عليه إذا أخدنا بحرفية النص يمكن القــول
أنالمشرع الجزائري يأخذ ضمنيا بفكرة
الترشيد إلا أن الراجح أن المسالة لا تعدوا إلا
أن تكون مجرد خطأ مطبعي أو سهو عندما تم
الاقتباس من القانون الفرنسي
.
و الرأيعندنا هو انه ينبغي على المشرع أن يتدخل
لتقنين هذه المسالة ذلك أن مسالة كون الرجل
أو المرأة يتحمل اعباء أسرة بأكملها و في
الوقت نفسه لا يملك أن يباشر حقوقه
الإجرائية من رفع الدعاوى و الدفاع عن
نفسه بنفسه في حالة رفعها ضده تنطوي على نوع
من التناقض.
و في الختام
ينبغي التنويه إلى أن الأستاذ زودة عمر يعتبر الأهلية
شرط من شروط صحة المطالبة القضائية و
ليس لقبول الدعوى ذلك أن تخلفها يترتب عليه
دفع شكلي في حين أن تخلف شروط قبول
الدعوى يترتب عليها دفع بعدم القبول
.
و أماالصفة فإن المقصود بها هو أن يكون صاحب
الحق حل اعتداء هوالذي يباشر الحق في الدعوى
التي ترفع من اجل تقرير هذا الحق أو
حمايته
.
وعليه فإن
الصفة هي الوصف الذي
يسحب على الأطراف فإذا رفعت الدعوى على غير ذي صفة يحكم بعدم
قبول الدعوى، و
المفروض أن الصفة تثبت لكل شخص تم الاعتداء على حقه غير انه
قد يوجد هذا الشخص في
استحالة مادية أو قانونية تمنعه من استعمال حقه في الدعوى
أمام القضاء و لذلك تباشر
هذه الدعوى بواسطة ممثله القانوني، في هذه الحالة تثبت للممثل
القانوني ما يعرف
بالصفة الإجرائية.
و نجد انه في
حالة تخلف الصفة الإجرائية يترتب عليها بطلان
الإجراءات كما أن زوال الصفة في الدعوى
يؤدي إلى انقضائها في حين أن زوال الصفة
الإجرائية يؤدي إلى انقطاعها.
و الصفة في
دعاوى إثبات الطلاق معناها أن يكون
أحد الزوجين الذي يرفع دعواه ضد الزوج
الآخر له صفة في إقامة هذه الدعوى و تقديمها
إلى المحكمة، بمعنى انه يجب لتحقيق هذا
الشرط أن يكون المدعي هو الزوج أو الزوجة
نفسها أو احد ممثليهما قانونا.
وتثبت الصفة
في الدعوى بتقديم الزوج طالب الطلاق
نسخة من عقد الزواج وفي هذا الصدد نص
القانون رقم 224-63 الصادر في 29/06/1963
والخـاصبتحديد سن الزواج قد نص في المادة
05 منه على أنه : لا يجوز لأحد أن يدعي
بأنه زوج وأن يطالب بما يترتب على الزواج
من آثار مالم يقدم عقد زواج محرر و مسجل
في سجلات الحالة المدنية .
أما في دعوى
اثبات الطلاق العرفي فإنه طالما أن هذه
الدعوى قد فرضت نفسها في الواقع فإنه يجب
التطرق لها و عليه فالصفة تثبت لكل من
الزوجين و لورثتهما في حالة الوفاة مع
العلم انه في حالة كون احد الزوجين قاصرا
فانه يملك الصفة الموضوعية دون الصفة
الإجرائية
.
و أما
بالنسبة لشرط المصلحة
فانه بالنسبة للزوج أو الزوجة أو الورثة في حالة الطلاق
العرفي فانه من مصلحتهم
إثبات وقوع الطلاق، و تظهر هذه المصلحة بصفة خاصة في دعاوى
اتبات الطلاق العرفي و
خاصة حالة إعادة الزوجة الزواج أو تزوج الزوج بأخت الزوجة أو
برابعة، أما بالنسبة
للورثة فان مصلحتهم تتمثل في ثبوت الميراث من عدمه.
ب- أداة رفع
الدعوى إلى المحكمة
:ترفع دعوى الطلاق أمامالمحكمة وفقا للطرق المنصوص عليها
بالمادة 12 من ق.إ.م و ذلك إما بإيداع عريضة
مكتوبة و مؤرخة و موقعة من المدعي أو من
محاميه لدى مكتب الضبط بالمحكمة ، وإما
بحضور المدعي نفسه أمام المحكمة و في هذه
الحالة يتولى كاتب الضبط أو أحد أعوان
مكتب الضبط تحرير محضر بتصريحات المدعي
الذي يوقع عليه أو يذكر أنه لا يحسن التوقيع
.
ومن تحليل
هذه المادة يتضح لنا أنه هناك طريقتان لرفع الدعوى أمام المحكمة
وهما :
-
طريقة
تقديم عريضة مكتوبة حيث يقوم المدعي بتقديم عريضته مؤرخة و موقعة
على نسختين إلى أمانة ضبط المحكمة ولا
يطلب منه القانون أن يبين الأسباب التـي
دفعـتـه
إلى الطلاق
لأن الأمر يتعلق باستعمال الحق الإرادي ، و تعتبر العريضة
أحد العناصر الشكلية لممارسته ويجب أن
يشير فيها إلى اسمه و لقبه و عنوانه و مهنته
، وإلى اسم ولقب وعنوان ومهنة زوجته .
-
طريقة
التصريح الشفوي : و تكون بتصريح
المدعي لدى أمانة ضبط المحكمة بإرادته مع تقديمه له جميع
بياناته و بيانات خصمه
.
وهنا يحرر
الكاتب محضرا بطلبات المدعي و أقواله ثم يقدمه له للتوقيع عليه وان
كان المدعي لا يحسن التوقيع أو لا
يستطيع ذلك فلا ينبغي على الكاتب أن يضع بصمته
على المحضر وإنما ينوه في آخره بأن
المدعي لا يحسن التوقيع
.
و في الواقعالعملي نجد أنه لا أثر للطريقة الثانية
فالمعمول به فقط هو الطريقة الأولى و هي
تقديم عريضة مكتوبة على نسختين تتضمن
كافة الشروط و تكون مرفقة بعقد الزواج و بيان
عائلي ثم يدفع المدعي أو ممثله الرسم
القضائي
.

المطلب الثاني:
تعامل القاضي مع دعوى إثبات الطلاق
.
بعد رفع
الدعوى يقوم الكاتب بتسجيل القضية في السجل المخصص
لذلك ويمنح لها رقما خاصا و يسلم للمدعي
وصلا يحمل رقم القضية و تاريخ تسجيل الدعوى
و تاريخ الجلسة الذي يجب أن يحضر فيه
مرفقا بالتكليف بالحضور و الذي يعد قرينة على
علم المدعى عليه بالدعوى المرفوعة ضده ،
فإذا لم يحضر بذلك التاريخ قضى القاضي بشطب
الدعوى طبقا للمادة 35 من ق.إ.م
أما إذا غاب
المدعى عليه فإن القاضي يفصل في
القضية غيابيا في حقه بعد منحه أجلا للحضور .
و نظرا
لخصوصية دعوى إثبات الطلاق
العرفي و خاصة و أنها وليدة العمل القضائي و لم يرد نص صريح
بشأنها فإن التطبيقات
القضائية تذهب إلى عقد جلسة الصلح أولا و يتم فيها سماع كل من
الزوجين حول واقعة
الطلاق المدعى بها ثم فيما بعد يتم إجراء تحقيق بسماع الشهود
لتأكيد الواقعة وهذا
على خلاف دعوى إثبات الطلاق بالإرادة المنفردة و التـي يقــوم
القاضي فيها فقط
بتأجيل القضية قصد إجراء الصلح ، ومتى كان الأمر كذلك وجب
التطرق أولا إلى كيفية
تعامل القاضي مع دعوى إثبات الطلاق ثم إلى كيفية تعامله مع
دعوى الطلاق العرفي ،
فكيف يتم ذلك ؟

الفرع الأول :
تعامل قاضي
الأحوال
الشخصية مع دعوى الطلاق

بالإرادة
المنفردة
.

القاعدة
العامة أن الحكم القضائي الصادر بفك الرابطة
الزوجية بالإرادة المنفردة للزوج هو حكم
تقريري يقتصر فيه دور القاضي على تكريس
إرادة الزوج و الكشف عنها إلا أن المشرع
جعل له طابع الإنشاء رغم هذه الخاصية ، و
من ثمة خصه بإجراءات متميزة ينبغي
إتباعها و إلا تعرض الحكم للنقض و الإبطال و
تتجلى هذه الإجراءات بصفة خاصة في ضرورة
إجراء الصلح، أما فيما يخص التحكيم فإن
مجاله هو حالة الخصام طويل الأمد بين
الزوجين مع عدم ثبوت الضرر وهذا ما تقضي به
المادة 56 من ق.أ، و على هذا الأساس سوف
نتعرض في هذا الفرع إلى إجراء الصلح كإجراء
جوهري في جميع دعاوى الطلاق بالإضافة إلى
مسألة عرض القضايا المتعلقة بالطلاق على
النيابة العامة و مدى إلزامية هذا
الإجراء
.
أ- إجراء
الصلح
: تنص المادة 49 من ق. أ على ما يلي : لا يثبت الطلاق إلا
بحكم بعد محاولة الصلح من طرف القاضي
دون أن تتجاوز هذه المدة ثلاثة أشهر .
ما يلاحظ على
هذه المادة أنها أكدت على
عدم إمكانية الفصل في دعاوى الطلاق إلا بعد إجراء القاضي
لمحاولة الصلح بين الزوجين
، وذلك في مدة أقصاها 3 أشهر ، وهذا الإجراء من النظام العام
لا يجوز الاتفاق على
ما يخالفه فإذا لم يحترم كان الحكم الصادر بالطلاق عرضة للنقض
من المحكمة العليا و
ذلك على أساس الخطأ في تطبيق القانون و هذا ما أكدته المحكمة
العليا في قرارها الذي
جاء فيه : من المقرر قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد
محاولة

الصلح منطرف القاضي ، وعند نشوز أحد الزوجين
يحكم القاضي بالطلاق …… و من ثمة فإن القضاء
بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق
القانون
.
و قد جاء في
قرار آخر للمحكمة
العليا أنه من المقرر قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد
محاولة الصلح من طرف
القاضي و من ثمة فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في
تطبيق القانون


وتجدر الإشارة إلى أنه عندما صدر قانون
الإجراءات المدنية في سنة 1966 كان قد نص في
المادة 17 منه على وجوب القيام بمحاولة
الصلح في كل دعوى تتعلق بالأحوال الشخصية
قبل الفصل في الموضوع و لا سيما إذا كانت
الدعوى تهدف إلى الطلاق و انحلال عقد
الزواج، كما نص على وجوب أن يحرر القاضي
محضرا بما تم التصالح عليه تكون له قوة
الحكم و قابليته للتنفيذ، أو يحرر محضرا
بفشل محاولة الصلح و دعوة الزوجين إلى جلسة
علنية للمحاكمة، و قبل ذلك كانت المادة
13 من المرسوم رقم 59/1082 الخاص باللائحة
التنفيذية المكملة للأمر رقم 95/274
المتضمن تنظيم عقود الزواج المبرمة في ولايتي
الساورة و الواحات تنص على أنه للقاضي
بعد سماع مزاعم الزوجين أن يصرح للمدعي منهما
بدعوة المدعى عليه إلى جلسة صلح، ويسمع
كل واحد منهما على انفراد في مكتبه و بدون
حضور الوكلاء والمحامين و لا حتى كاتب
الضبط، وفي حالة فشل محاولة الصلح أو غياب
المدعى عليه يثبت القاضي ذلك في محضره و
يستدعي الزوجين رسميا لحضور الجلسة و يفصل
في الموضوع .
وعندما عدلت
المادة 17 أصبحت تنص على أنه يجوز للقاضي مصالحة
الأطراف أثناء نظر الدعوى في أية مادة
كانت ، و بذلك أصبحت إجراءات الصلح شاملة
لجميع الدعاوى المدنية بما فيها دعاوى
الزواج و الطلاق ، و أصبحت أيضا اختيارية
تخضع لتقدير القاضي ولكن و بعد صدور
قانون الأسرة في سنة 1984 نصت المادة 49 منه
على وجوب الصلح إلا أنها أغفلت النص على
وجوب تحرير محضر بالصلح أو بعدم الصلح ،
وأغفلت كذلك ما يجب على القاضي أن يفعله
بعد فشل محاولة الصلح أو نجاحها . إلا أن
المنطق الإجرائي يقتضي أن يقوم قاضي
الأحوال الشخصية باستدعاء الزوجين إلى مكتبه
ليسمع مزاعم كل منهما تجاه الآخر ثم
يحاول الإصلاح بينهما قدر الإمكان ، وسواء فشل
في ذلك أم نجح فإنه ينبغي عليه أن يحرر
محضرا بما توصل إليه يلحقه بملف الدعوى ثم
يحيل الطرفين إلى حضور جلسة علنية تنعقد
ضمن الجلسات المقررة للمحكمة ، وعندئذ يقع
النقاش في الموضوع ليصدر فيما بعد حكمه
وفقا للإجراءات العادية
.
و في حالةتصالح الزوجين فإن النزاع بينهما ينتهي و
ما يبقى أمام القاضي إلا الإشهاد بوقوع
الصلح و هذا ما جاء في قرار المحكمة
العليا إذ ذهبت إلى أنه من المقرر قانونا أن
الصلح عقد ينهي به الطرفان النزاع القائم
أو يتوقيان به نزاعا محتملا و ذلك بأن
يتنازل كل منهما على وجه التبادل عن حقه .....
و متى تبين
في قضية الحال أن قضاة
المجلس لما قبلوا الإستئناف قي الحكم القاضي بالصلح المقام
بين الطرفين و الذي شهدت
عليه المحكمة أخطأوا في تطبيق القانون ، لأن الإستئناف لا
يرفع إلا ضد الأحكام التي
صدرت إثر نزاع بين الأطراف بخلاف الصلح الذي يبرم بين الأطراف
الذين جعلوا حدا لهذا
النزاع وأن المحكمة ينحصر دورها ف مراقبة صحة و سلامة هذا
الصلح
....
و تجدرالملاحظة أن القاضي و بعد أن تصبح
القضية جاهزة للحكم و قبل أن يضعها في النظر يقوم
بعرض الملف على النيابة العامة وفقا لما
تقضي به المادة141 من ق.إ.م فما مدى
إلزامية هذا الإجراء لقاضي الدرجة
الأولى؟

الفرع الثاني :
شروط رفع دعوى إثبات الطلاق

.


أ- الشروط
الواجب
توافرها
في الزوجين
:
لقد نص
المشرع الجزائري في المادة 459
ق.إ.م على أنه لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى أمام القضاء مالم
يكن حائزا لصفة و أهلية
التقاضي و له مصلحة في ذلك
فأما الأهلية
فإن القانون المدني يعرفها بأنها صلاحية
الشخص لكسب الحقوق و التحمــل
بالالتزامات والأهلية في الاصطلاح القانوني علــى
نوعين:أهليــة وجوب وأهلية أداء.
والمقصود
بالأهلية في مجال الخصومات الزوجية
هو أهلية التقاضي أمام المحكمة بمعنى أنه
إذا تنازع الزوجان و تخاصما خصاما شديدا
فإنه لكي تنظر المحكمة في موضـوع
نزاعهما يجب
أن يكون كل واحد منهما متمتعا
بأهلية التقاضي و بالغا سن الرشد المدني و هو 19سنة من العمر
كاملة وفقا لما نصت
عليه المادة 40 ق . م و متمتعا أيضا بقواه العقلية و ألا يكون
محجورا عليه لأنه لا
يجوز للمحكمة أن تقبل دعوى من أو على شخص فاقد الأهلية أو
ناقصها إلا بواسطة ممثله
القانوني ، هذا بتطبيق القواعد العامة إلا أن مسألة الطلاق في
حد ذاتها لها
خصوصيتها
إذ أنها حق شخصي للزوج وأن الحجر يقع على ممارسة الحقوق المالية فقط لذلك
فإنه في الشرع الإسلامي يجوز للزوج
المحجور عليه طلاق زوجته ، ومن ثمة وطالما لم
يتعرض قانون الأسرة لهذه المسألة فلا
مانع من تبني ما ذهب إليه فقهاء الشريعة
الإسلامية في هذا المجال ، و تبقى مسألة
اللجوء إلى القضاء مسألة إجرائية
.
والأمر نفسه فيما يخص طلاق المريض مرض
الموت مما يجعلنا نعود إلى أحكام الشريعة
الإسلامية في هذا المجال و لاسيما ما
يتعلق منها بصحة الطلاق و إمكانية التوارث بين
الزوجين إذا حدثت الوفاة خلال أو اثر مرض
الموت
.
لقد أجمع
الفقهاء على صحة
الطلاق الواقع في مرض الموت و على التوارث أتناء عدة الطلاق
الرجعي و اختلفوا على
مدة و زمان إمكانية التوارث أتناء عدة الطلاق البائن.
أما قانون
الأسرة
الجزائري
فقد اكتفى بالنص في المادة 132 منه على انه : إذا توفي أحد الزوجين قبل
صدور الحكم بالطلاق أو كانت الوفاة في
عدة الطلاق استحق الحي منهما الإرث، دون أن
يفرق بين عدة الطلاق الرجعي و عدة الطلاق
البائن
.
و خلاصة
القول أن حكم الطلاق
في مرض الموت هو طلاق صحيح شرعا و قانونا و لا يجوز الطعن فيه
أو الادعاء ببطلانه و
أن حق التوارث يبقى قائما لصالح الزوجين إذا مات أحدهما أتناء
عدة الطلاق الرجعي، و
يبقى قائما لصالح الزوجة المطلقة وحدها إذا مات مطلقها أثناء
عدة الطلاق البائن أو
بعدها كلما ثبت أن الزوج قد طلقها في مرض الموت بقصد حرمانها
من حقها في التركة و
هذا ما يسمى عند الفقهاء بطلاق الفرار الذي يستوجب معاملة
المطلق بنقيض قصده
.
وبمأن الطلاق هو من حقوق الزوج فإنه يجوز
له توكيل غيره في إيقاعه و ينصرف هذا الأثر
إلى الزوج ، وهذا ما ذهبت إليه المحكمة
العليا في قرارها إذ جاء فيه أنه من المقرر
قانونا أن الوكالة أو الإنابة هي عقد
بمقتضاه يفوض شخص شخصا آخر للقيام بعمل شيء
لحساب الموكل و باسمه و أن الوكالة
الخاصة الرسمية تصح للمرافعة أمام القضاء
.
ومن المقرر
أيضا أن الأحكام بالطلاق غير قابلة للاستئناف ما عدا في جوانبها
المادية.
و من ثمة
يتعين القول أن الزوج الذي وكل والده نيابة عنه في إجراءات
التقاضي في دعوى الطلاق موضوع النزاع
الحالي بناءا على وكالة رسمية والتي تحدث
آثارها القانونية عكس ما ذهبت إليه
الطاعنة بالقول لا تصح الوكالة في مثل هذه
الحالات، إلا أن ما يؤخذ على قضاة
الاستئناف عدم قبول الاستئناف شكلا من دون مراعاة
أحكام المادة 102 ق . إ . م بدعوى أن
الطلاق نهائي و كان المفروض النظر في مسألة
الاستئناف و بعد قبوله ينظر في موضوع
الطلاق و يحكم بعدم الاختصاص لكون الحكم صدر
نهائيا .
و بصفة عامة
فإن المعمول به في حالة تقصان الأهلية هو رفع الدعوى من
ولي الزوج ناقص الأهلية أو ضده ، و في
حالة المنازعة في الأهلية فإنه يعود الأمر
للقاضي لتقدير نقص الأهلية من عدمه و ذلك
بتعيين خبير مختص لإجراء خبرة حول المسألة
.
و تجدر
الإشارة إلى أن القانون الفرنسي في هذا المجال يعتبر أن القاصر يرشد
بالزواج بقوة القانون وأن هذا الترشيد
شرعي و آلي، بل أكثر من ذلك فهو يعتبر كنتيجة
للإرادة الضمنية للآباء ، وأن الضرورة
الحتمية تفرض اعتبار الترشيد كأثر للزواج ذلك
أن الزوج يصبح رئيس للعائلة و عليه ينبغي
أن يتمتع ببعض الحرية في ممارسة وظيفته و
كذلك الزوجة فهي تتحمل أعباء الأسرة و
عليه ينبغي الاعتراف لهما بحد أدنى من
الاستقلالية عن الآباء .
و من ثمة فان
الزوج القاصر متى تزوج أصبح أهلا لان
يرفع دعوى الطلاق أو أن ترفع ضده.
في حين لم
يتناول المشرع الجزائري هذه المسألة
بل سكت عن ذلك و السكوت معناه الإحالة
على القواعد العامة ، و مع ذلك نجد المادة
334 من قانون العقوبات الجزائري تنص على ما
يلي :... و لو تجاوز السادسة عشر من
عمره و لم يصبح بعد راشدا بالزواج .... و
عليه إذا أخدنا بحرفية النص يمكن القــول
أنالمشرع الجزائري يأخذ ضمنيا بفكرة
الترشيد إلا أن الراجح أن المسالة لا تعدوا إلا
أن تكون مجرد خطأ مطبعي أو سهو عندما تم
الاقتباس من القانون الفرنسي
.
و الرأيعندنا هو انه ينبغي على المشرع أن يتدخل
لتقنين هذه المسالة ذلك أن مسالة كون الرجل
أو المرأة يتحمل اعباء أسرة بأكملها و في
الوقت نفسه لا يملك أن يباشر حقوقه
الإجرائية من رفع الدعاوى و الدفاع عن
نفسه بنفسه في حالة رفعها ضده تنطوي على نوع
من التناقض.
و في الختام
ينبغي التنويه إلى أن الأستاذ زودة عمر يعتبر الأهلية
شرط من شروط صحة المطالبة القضائية و
ليس لقبول الدعوى ذلك أن تخلفها يترتب عليه
دفع شكلي في حين أن تخلف شروط قبول
الدعوى يترتب عليها دفع بعدم القبول
.
و أماالصفة فإن المقصود بها هو أن يكون صاحب
الحق حل اعتداء هوالذي يباشر الحق في الدعوى
التي ترفع من اجل تقرير هذا الحق أو
حمايته
.
وعليه فإن
الصفة هي الوصف الذي
يسحب على الأطراف فإذا رفعت الدعوى على غير ذي صفة يحكم بعدم
قبول الدعوى، و
المفروض أن الصفة تثبت لكل شخص تم الاعتداء على حقه غير انه
قد يوجد هذا الشخص في
استحالة مادية أو قانونية تمنعه من استعمال حقه في الدعوى
أمام القضاء و لذلك تباشر
هذه الدعوى بواسطة ممثله القانوني، في هذه الحالة تثبت للممثل
القانوني ما يعرف
بالصفة الإجرائية.
و نجد انه في
حالة تخلف الصفة الإجرائية يترتب عليها بطلان
الإجراءات كما أن زوال الصفة في الدعوى
يؤدي إلى انقضائها في حين أن زوال الصفة
الإجرائية يؤدي إلى انقطاعها.
و الصفة في
دعاوى إثبات الطلاق معناها أن يكون
أحد الزوجين الذي يرفع دعواه ضد الزوج
الآخر له صفة في إقامة هذه الدعوى و تقديمها
إلى المحكمة، بمعنى انه يجب لتحقيق هذا
الشرط أن يكون المدعي هو الزوج أو الزوجة
نفسها أو احد ممثليهما قانونا.
وتثبت الصفة
في الدعوى بتقديم الزوج طالب الطلاق
نسخة من عقد الزواج وفي هذا الصدد نص
القانون رقم 224-63 الصادر في 29/06/1963
والخـاصبتحديد سن الزواج قد نص في المادة
05 منه على أنه : لا يجوز لأحد أن يدعي
بأنه زوج وأن يطالب بما يترتب على الزواج
من آثار مالم يقدم عقد زواج محرر و مسجل
في سجلات الحالة المدنية .
أما في دعوى
اثبات الطلاق العرفي فإنه طالما أن هذه
الدعوى قد فرضت نفسها في الواقع فإنه يجب
التطرق لها و عليه فالصفة تثبت لكل من
الزوجين و لورثتهما في حالة الوفاة مع
العلم انه في حالة كون احد الزوجين قاصرا
فانه يملك الصفة الموضوعية دون الصفة
الإجرائية
.
و أما
بالنسبة لشرط المصلحة
فانه بالنسبة للزوج أو الزوجة أو الورثة في حالة الطلاق
العرفي فانه من مصلحتهم
إثبات وقوع الطلاق، و تظهر هذه المصلحة بصفة خاصة في دعاوى
اتبات الطلاق العرفي و
خاصة حالة إعادة الزوجة الزواج أو تزوج الزوج بأخت الزوجة أو
برابعة، أما بالنسبة
للورثة فان مصلحتهم تتمثل في ثبوت الميراث من عدمه.
ب- أداة رفع
الدعوى إلى المحكمة
:ترفع دعوى الطلاق أمامالمحكمة وفقا للطرق المنصوص عليها
بالمادة 12 من ق.إ.م و ذلك إما بإيداع عريضة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghardaiahd.yoo7.com
عاشق الرومنسية
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الرومنسية


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ النقاط/ : 4128 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10 المتصفح : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fmfire10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:50 pm

الفرع الأول :
تعامل
قاضي
الأحوال الشخصية مع دعوى الطلاق

بالإرادة
المنفردة
.

القاعدة
العامة أن الحكم القضائي الصادر بفك الرابطة
الزوجية بالإرادة المنفردة للزوج هو حكم
تقريري يقتصر فيه دور القاضي على تكريس
إرادة الزوج و الكشف عنها إلا أن المشرع
جعل له طابع الإنشاء رغم هذه الخاصية ، و
من ثمة خصه بإجراءات متميزة ينبغي
إتباعها و إلا تعرض الحكم للنقض و الإبطال و
تتجلى هذه الإجراءات بصفة خاصة في ضرورة
إجراء الصلح، أما فيما يخص التحكيم فإن
مجاله هو حالة الخصام طويل الأمد بين
الزوجين مع عدم ثبوت الضرر وهذا ما تقضي به
المادة 56 من ق.أ، و على هذا الأساس سوف
نتعرض في هذا الفرع إلى إجراء الصلح كإجراء
جوهري في جميع دعاوى الطلاق بالإضافة إلى
مسألة عرض القضايا المتعلقة بالطلاق على
النيابة العامة و مدى إلزامية هذا
الإجراء
.
أ- إجراء
الصلح
: تنص المادة 49 من ق. أ على ما يلي : لا يثبت الطلاق إلا
بحكم بعد محاولة الصلح من طرف القاضي
دون أن تتجاوز هذه المدة ثلاثة أشهر .
ما يلاحظ على
هذه المادة أنها أكدت على
عدم إمكانية الفصل في دعاوى الطلاق إلا بعد إجراء القاضي
لمحاولة الصلح بين الزوجين
، وذلك في مدة أقصاها 3 أشهر ، وهذا الإجراء من النظام العام
لا يجوز الاتفاق على
ما يخالفه فإذا لم يحترم كان الحكم الصادر بالطلاق عرضة للنقض
من المحكمة العليا و
ذلك على أساس الخطأ في تطبيق القانون و هذا ما أكدته المحكمة
العليا في قرارها الذي
جاء فيه : من المقرر قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد
محاولة

الصلح منطرف القاضي ، وعند نشوز أحد الزوجين
يحكم القاضي بالطلاق …… و من ثمة فإن القضاء
بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق
القانون
.
و قد جاء في
قرار آخر للمحكمة
العليا أنه من المقرر قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد
محاولة الصلح من طرف
القاضي و من ثمة فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في
تطبيق القانون


وتجدر الإشارة إلى أنه عندما صدر قانون
الإجراءات المدنية في سنة 1966 كان قد نص في
المادة 17 منه على وجوب القيام بمحاولة
الصلح في كل دعوى تتعلق بالأحوال الشخصية
قبل الفصل في الموضوع و لا سيما إذا كانت
الدعوى تهدف إلى الطلاق و انحلال عقد
الزواج، كما نص على وجوب أن يحرر القاضي
محضرا بما تم التصالح عليه تكون له قوة
الحكم و قابليته للتنفيذ، أو يحرر محضرا
بفشل محاولة الصلح و دعوة الزوجين إلى جلسة
علنية للمحاكمة، و قبل ذلك كانت المادة
13 من المرسوم رقم 59/1082 الخاص باللائحة
التنفيذية المكملة للأمر رقم 95/274
المتضمن تنظيم عقود الزواج المبرمة في ولايتي
الساورة و الواحات تنص على أنه للقاضي
بعد سماع مزاعم الزوجين أن يصرح للمدعي منهما
بدعوة المدعى عليه إلى جلسة صلح، ويسمع
كل واحد منهما على انفراد في مكتبه و بدون
حضور الوكلاء والمحامين و لا حتى كاتب
الضبط، وفي حالة فشل محاولة الصلح أو غياب
المدعى عليه يثبت القاضي ذلك في محضره و
يستدعي الزوجين رسميا لحضور الجلسة و يفصل
في الموضوع .
وعندما عدلت
المادة 17 أصبحت تنص على أنه يجوز للقاضي مصالحة
الأطراف أثناء نظر الدعوى في أية مادة
كانت ، و بذلك أصبحت إجراءات الصلح شاملة
لجميع الدعاوى المدنية بما فيها دعاوى
الزواج و الطلاق ، و أصبحت أيضا اختيارية
تخضع لتقدير القاضي ولكن و بعد صدور
قانون الأسرة في سنة 1984 نصت المادة 49 منه
على وجوب الصلح إلا أنها أغفلت النص على
وجوب تحرير محضر بالصلح أو بعدم الصلح ،
وأغفلت كذلك ما يجب على القاضي أن يفعله
بعد فشل محاولة الصلح أو نجاحها . إلا أن
المنطق الإجرائي يقتضي أن يقوم قاضي
الأحوال الشخصية باستدعاء الزوجين إلى مكتبه
ليسمع مزاعم كل منهما تجاه الآخر ثم
يحاول الإصلاح بينهما قدر الإمكان ، وسواء فشل
في ذلك أم نجح فإنه ينبغي عليه أن يحرر
محضرا بما توصل إليه يلحقه بملف الدعوى ثم
يحيل الطرفين إلى حضور جلسة علنية تنعقد
ضمن الجلسات المقررة للمحكمة ، وعندئذ يقع
النقاش في الموضوع ليصدر فيما بعد حكمه
وفقا للإجراءات العادية
.
و في حالةتصالح الزوجين فإن النزاع بينهما ينتهي و
ما يبقى أمام القاضي إلا الإشهاد بوقوع
الصلح و هذا ما جاء في قرار المحكمة
العليا إذ ذهبت إلى أنه من المقرر قانونا أن
الصلح عقد ينهي به الطرفان النزاع القائم
أو يتوقيان به نزاعا محتملا و ذلك بأن
يتنازل كل منهما على وجه التبادل عن حقه .....
و متى تبين
في قضية الحال أن قضاة
المجلس لما قبلوا الإستئناف قي الحكم القاضي بالصلح المقام
بين الطرفين و الذي شهدت
عليه المحكمة أخطأوا في تطبيق القانون ، لأن الإستئناف لا
يرفع إلا ضد الأحكام التي
صدرت إثر نزاع بين الأطراف بخلاف الصلح الذي يبرم بين الأطراف
الذين جعلوا حدا لهذا
النزاع وأن المحكمة ينحصر دورها ف مراقبة صحة و سلامة هذا
الصلح
....
و تجدرالملاحظة أن القاضي و بعد أن تصبح
القضية جاهزة للحكم و قبل أن يضعها في النظر يقوم
بعرض الملف على النيابة العامة وفقا لما
تقضي به المادة141 من ق.إ.م فما مدى
إلزامية هذا الإجراء لقاضي الدرجة
الأولى؟

الفرع الثاني :
شروط رفع دعوى إثبات الطلاق

.


أ- الشروط
الواجب
توافرها
في الزوجين
:
لقد نص
المشرع الجزائري في المادة 459
ق.إ.م على أنه لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى أمام القضاء مالم
يكن حائزا لصفة و أهلية
التقاضي و له مصلحة في ذلك
فأما الأهلية
فإن القانون المدني يعرفها بأنها صلاحية
الشخص لكسب الحقوق و التحمــل
بالالتزامات والأهلية في الاصطلاح القانوني علــى
نوعين:أهليــة وجوب وأهلية أداء.
والمقصود
بالأهلية في مجال الخصومات الزوجية
هو أهلية التقاضي أمام المحكمة بمعنى أنه
إذا تنازع الزوجان و تخاصما خصاما شديدا
فإنه لكي تنظر المحكمة في موضـوع
نزاعهما يجب
أن يكون كل واحد منهما متمتعا
بأهلية التقاضي و بالغا سن الرشد المدني و هو 19سنة من العمر
كاملة وفقا لما نصت
عليه المادة 40 ق . م و متمتعا أيضا بقواه العقلية و ألا يكون
محجورا عليه لأنه لا
يجوز للمحكمة أن تقبل دعوى من أو على شخص فاقد الأهلية أو
ناقصها إلا بواسطة ممثله
القانوني ، هذا بتطبيق القواعد العامة إلا أن مسألة الطلاق في
حد ذاتها لها
خصوصيتها
إذ أنها حق شخصي للزوج وأن الحجر يقع على ممارسة الحقوق المالية فقط لذلك
فإنه في الشرع الإسلامي يجوز للزوج
المحجور عليه طلاق زوجته ، ومن ثمة وطالما لم
يتعرض قانون الأسرة لهذه المسألة فلا
مانع من تبني ما ذهب إليه فقهاء الشريعة
الإسلامية في هذا المجال ، و تبقى مسألة
اللجوء إلى القضاء مسألة إجرائية
.
والأمر نفسه فيما يخص طلاق المريض مرض
الموت مما يجعلنا نعود إلى أحكام الشريعة
الإسلامية في هذا المجال و لاسيما ما
يتعلق منها بصحة الطلاق و إمكانية التوارث بين
الزوجين إذا حدثت الوفاة خلال أو اثر مرض
الموت
.
لقد أجمع
الفقهاء على صحة
الطلاق الواقع في مرض الموت و على التوارث أتناء عدة الطلاق
الرجعي و اختلفوا على
مدة و زمان إمكانية التوارث أتناء عدة الطلاق البائن.
أما قانون
الأسرة
الجزائري
فقد اكتفى بالنص في المادة 132 منه على انه : إذا توفي أحد الزوجين قبل
صدور الحكم بالطلاق أو كانت الوفاة في
عدة الطلاق استحق الحي منهما الإرث، دون أن
يفرق بين عدة الطلاق الرجعي و عدة الطلاق
البائن
.
و خلاصة
القول أن حكم الطلاق
في مرض الموت هو طلاق صحيح شرعا و قانونا و لا يجوز الطعن فيه
أو الادعاء ببطلانه و
أن حق التوارث يبقى قائما لصالح الزوجين إذا مات أحدهما أتناء
عدة الطلاق الرجعي، و
يبقى قائما لصالح الزوجة المطلقة وحدها إذا مات مطلقها أثناء
عدة الطلاق البائن أو
بعدها كلما ثبت أن الزوج قد طلقها في مرض الموت بقصد حرمانها
من حقها في التركة و
هذا ما يسمى عند الفقهاء بطلاق الفرار الذي يستوجب معاملة
المطلق بنقيض قصده
.
وبمأن الطلاق هو من حقوق الزوج فإنه يجوز
له توكيل غيره في إيقاعه و ينصرف هذا الأثر
إلى الزوج ، وهذا ما ذهبت إليه المحكمة
العليا في قرارها إذ جاء فيه أنه من المقرر
قانونا أن الوكالة أو الإنابة هي عقد
بمقتضاه يفوض شخص شخصا آخر للقيام بعمل شيء
لحساب الموكل و باسمه و أن الوكالة
الخاصة الرسمية تصح للمرافعة أمام القضاء
.
ومن المقرر
أيضا أن الأحكام بالطلاق غير قابلة للاستئناف ما عدا في جوانبها
المادية.
و من ثمة
يتعين القول أن الزوج الذي وكل والده نيابة عنه في إجراءات
التقاضي في دعوى الطلاق موضوع النزاع
الحالي بناءا على وكالة رسمية والتي تحدث
آثارها القانونية عكس ما ذهبت إليه
الطاعنة بالقول لا تصح الوكالة في مثل هذه
الحالات، إلا أن ما يؤخذ على قضاة
الاستئناف عدم قبول الاستئناف شكلا من دون مراعاة
أحكام المادة 102 ق . إ . م بدعوى أن
الطلاق نهائي و كان المفروض النظر في مسألة
الاستئناف و بعد قبوله ينظر في موضوع
الطلاق و يحكم بعدم الاختصاص لكون الحكم صدر
نهائيا .
و بصفة عامة
فإن المعمول به في حالة تقصان الأهلية هو رفع الدعوى من
ولي الزوج ناقص الأهلية أو ضده ، و في
حالة المنازعة في الأهلية فإنه يعود الأمر
للقاضي لتقدير نقص الأهلية من عدمه و ذلك
بتعيين خبير مختص لإجراء خبرة حول المسألة
.
و تجدر
الإشارة إلى أن القانون الفرنسي في هذا المجال يعتبر أن القاصر يرشد
بالزواج بقوة القانون وأن هذا الترشيد
شرعي و آلي، بل أكثر من ذلك فهو يعتبر كنتيجة
للإرادة الضمنية للآباء ، وأن الضرورة
الحتمية تفرض اعتبار الترشيد كأثر للزواج ذلك
أن الزوج يصبح رئيس للعائلة و عليه ينبغي
أن يتمتع ببعض الحرية في ممارسة وظيفته و
كذلك الزوجة فهي تتحمل أعباء الأسرة و
عليه ينبغي الاعتراف لهما بحد أدنى من
الاستقلالية عن الآباء .
و من ثمة فان
الزوج القاصر متى تزوج أصبح أهلا لان
يرفع دعوى الطلاق أو أن ترفع ضده.
في حين لم
يتناول المشرع الجزائري هذه المسألة
بل سكت عن ذلك و السكوت معناه الإحالة
على القواعد العامة ، و مع ذلك نجد المادة
334 من قانون العقوبات الجزائري تنص على ما
يلي :... و لو تجاوز السادسة عشر من
عمره و لم يصبح بعد راشدا بالزواج .... و
عليه إذا أخدنا بحرفية النص يمكن القــول
أنالمشرع الجزائري يأخذ ضمنيا بفكرة
الترشيد إلا أن الراجح أن المسالة لا تعدوا إلا
أن تكون مجرد خطأ مطبعي أو سهو عندما تم
الاقتباس من القانون الفرنسي
.
و الرأيعندنا هو انه ينبغي على المشرع أن يتدخل
لتقنين هذه المسالة ذلك أن مسالة كون الرجل
أو المرأة يتحمل اعباء أسرة بأكملها و في
الوقت نفسه لا يملك أن يباشر حقوقه
الإجرائية من رفع الدعاوى و الدفاع عن
نفسه بنفسه في حالة رفعها ضده تنطوي على نوع
من التناقض.
و في الختام
ينبغي التنويه إلى أن الأستاذ زودة عمر يعتبر الأهلية
شرط من شروط صحة المطالبة القضائية و
ليس لقبول الدعوى ذلك أن تخلفها يترتب عليه
دفع شكلي في حين أن تخلف شروط قبول
الدعوى يترتب عليها دفع بعدم القبول
.
و أماالصفة فإن المقصود بها هو أن يكون صاحب
الحق حل اعتداء هوالذي يباشر الحق في الدعوى
التي ترفع من اجل تقرير هذا الحق أو
حمايته
.
وعليه فإن
الصفة هي الوصف الذي
يسحب على الأطراف فإذا رفعت الدعوى على غير ذي صفة يحكم بعدم
قبول الدعوى، و
المفروض أن الصفة تثبت لكل شخص تم الاعتداء على حقه غير انه
قد يوجد هذا الشخص في
استحالة مادية أو قانونية تمنعه من استعمال حقه في الدعوى
أمام القضاء و لذلك تباشر
هذه الدعوى بواسطة ممثله القانوني، في هذه الحالة تثبت للممثل
القانوني ما يعرف
بالصفة الإجرائية.
و نجد انه في
حالة تخلف الصفة الإجرائية يترتب عليها بطلان
الإجراءات كما أن زوال الصفة في الدعوى
يؤدي إلى انقضائها في حين أن زوال الصفة
الإجرائية يؤدي إلى انقطاعها.
و الصفة في
دعاوى إثبات الطلاق معناها أن يكون
أحد الزوجين الذي يرفع دعواه ضد الزوج
الآخر له صفة في إقامة هذه الدعوى و تقديمها
إلى المحكمة، بمعنى انه يجب لتحقيق هذا
الشرط أن يكون المدعي هو الزوج أو الزوجة
نفسها أو احد ممثليهما قانونا.
وتثبت الصفة
في الدعوى بتقديم الزوج طالب الطلاق
نسخة من عقد الزواج وفي هذا الصدد نص
القانون رقم 224-63 الصادر في 29/06/1963
والخـاصبتحديد سن الزواج قد نص في المادة
05 منه على أنه : لا يجوز لأحد أن يدعي
بأنه زوج وأن يطالب بما يترتب على الزواج
من آثار مالم يقدم عقد زواج محرر و مسجل
في سجلات الحالة المدنية .
أما في دعوى
اثبات الطلاق العرفي فإنه طالما أن هذه
الدعوى قد فرضت نفسها في الواقع فإنه يجب
التطرق لها و عليه فالصفة تثبت لكل من
الزوجين و لورثتهما في حالة الوفاة مع
العلم انه في حالة كون احد الزوجين قاصرا
فانه يملك الصفة الموضوعية دون الصفة
الإجرائية
.
و أما
بالنسبة لشرط المصلحة
فانه بالنسبة للزوج أو الزوجة أو الورثة في حالة الطلاق
العرفي فانه من مصلحتهم
إثبات وقوع الطلاق، و تظهر هذه المصلحة بصفة خاصة في دعاوى
اتبات الطلاق العرفي و
خاصة حالة إعادة الزوجة الزواج أو تزوج الزوج بأخت الزوجة أو
برابعة، أما بالنسبة
للورثة فان مصلحتهم تتمثل في ثبوت الميراث من عدمه.
ب- أداة رفع
الدعوى إلى المحكمة
:ترفع دعوى الطلاق أمامالمحكمة وفقا للطرق المنصوص عليها
بالمادة 12 من ق.إ.م و ذلك إما بإيداع عريضة
مكتوبة و مؤرخة و موقعة من المدعي أو من
محاميه لدى مكتب الضبط بالمحكمة ، وإما
بحضور المدعي نفسه أمام المحكمة و في هذه
الحالة يتولى كاتب الضبط أو أحد أعوان
مكتب الضبط تحرير محضر بتصريحات المدعي
الذي يوقع عليه أو يذكر أنه لا يحسن التوقيع
.
ومن تحليل
هذه المادة يتضح لنا أنه هناك طريقتان لرفع الدعوى أمام المحكمة
وهما :
-
طريقة
تقديم عريضة مكتوبة حيث يقوم المدعي بتقديم عريضته مؤرخة و موقعة
على نسختين إلى أمانة ضبط المحكمة ولا
يطلب منه القانون أن يبين الأسباب التـي
دفعـتـه
إلى الطلاق
لأن الأمر يتعلق باستعمال الحق الإرادي ، و تعتبر العريضة
أحد العناصر الشكلية لممارسته ويجب أن
يشير فيها إلى اسمه و لقبه و عنوانه و مهنته
، وإلى اسم ولقب وعنوان ومهنة زوجته .
-
طريقة
التصريح الشفوي : و تكون بتصريح
المدعي لدى أمانة ضبط المحكمة بإرادته مع تقديمه له جميع
بياناته و بيانات خصمه
.
وهنا يحرر
الكاتب محضرا بطلبات المدعي و أقواله ثم يقدمه له للتوقيع عليه وان
كان المدعي لا يحسن التوقيع أو لا
يستطيع ذلك فلا ينبغي على الكاتب أن يضع بصمته
على المحضر وإنما ينوه في آخره بأن
المدعي لا يحسن التوقيع
.
و في الواقعالعملي نجد أنه لا أثر للطريقة الثانية
فالمعمول به فقط هو الطريقة الأولى و هي
تقديم عريضة مكتوبة على نسختين تتضمن
كافة الشروط و تكون مرفقة بعقد الزواج و بيان
عائلي ثم يدفع المدعي أو ممثله الرسم
القضائي
.

المطلب الثاني:
تعامل القاضي مع دعوى إثبات الطلاق
.
بعد رفع
الدعوى يقوم الكاتب بتسجيل القضية في السجل المخصص
لذلك ويمنح لها رقما خاصا و يسلم للمدعي
وصلا يحمل رقم القضية و تاريخ تسجيل الدعوى
و تاريخ الجلسة الذي يجب أن يحضر فيه
مرفقا بالتكليف بالحضور و الذي يعد قرينة على
علم المدعى عليه بالدعوى المرفوعة ضده ،
فإذا لم يحضر بذلك التاريخ قضى القاضي بشطب
الدعوى طبقا للمادة 35 من ق.إ.م
أما إذا غاب
المدعى عليه فإن القاضي يفصل في
القضية غيابيا في حقه بعد منحه أجلا للحضور .
و نظرا
لخصوصية دعوى إثبات الطلاق
العرفي و خاصة و أنها وليدة العمل القضائي و لم يرد نص صريح
بشأنها فإن التطبيقات
القضائية تذهب إلى عقد جلسة الصلح أولا و يتم فيها سماع كل من
الزوجين حول واقعة
الطلاق المدعى بها ثم فيما بعد يتم إجراء تحقيق بسماع الشهود
لتأكيد الواقعة وهذا
على خلاف دعوى إثبات الطلاق بالإرادة المنفردة و التـي يقــوم
القاضي فيها فقط
بتأجيل القضية قصد إجراء الصلح ، ومتى كان الأمر كذلك وجب
التطرق أولا إلى كيفية
تعامل القاضي مع دعوى إثبات الطلاق ثم إلى كيفية تعامله مع
دعوى الطلاق العرفي ،
فكيف يتم ذلك ؟

الفرع الأول :
تعامل قاضي
الأحوال
الشخصية مع دعوى الطلاق

بالإرادة
المنفردة
.

القاعدة
العامة أن الحكم القضائي الصادر بفك الرابطة
الزوجية بالإرادة المنفردة للزوج هو حكم
تقريري يقتصر فيه دور القاضي على تكريس
إرادة الزوج و الكشف عنها إلا أن المشرع
جعل له طابع الإنشاء رغم هذه الخاصية ، و
من ثمة خصه بإجراءات متميزة ينبغي
إتباعها و إلا تعرض الحكم للنقض و الإبطال و
تتجلى هذه الإجراءات بصفة خاصة في ضرورة
إجراء الصلح، أما فيما يخص التحكيم فإن
مجاله هو حالة الخصام طويل الأمد بين
الزوجين مع عدم ثبوت الضرر وهذا ما تقضي به
المادة 56 من ق.أ، و على هذا الأساس سوف
نتعرض في هذا الفرع إلى إجراء الصلح كإجراء
جوهري في جميع دعاوى الطلاق بالإضافة إلى
مسألة عرض القضايا المتعلقة بالطلاق على
النيابة العامة و مدى إلزامية هذا
الإجراء
.

أ- إجراء الصلح :تنص المادة 49 من ق. أ على ما يلي : لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد محاولة
الصلح من طرف القاضي دون أن تتجاوز هذه المدة
ثلاثة أشهر .
ما يلاحظ على
هذه المادة أنها أكدت على عدم إمكانية الفصل في
دعاوى الطلاق إلا بعد إجراء القاضي
لمحاولة الصلح بين الزوجين ، وذلك في مدة أقصاها
3 أشهر ، وهذا الإجراء من النظام العام لا
يجوز الاتفاق على ما يخالفه فإذا لم
يحترم كان الحكم الصادر بالطلاق عرضة
للنقض من المحكمة العليا و ذلك على أساس الخطأ
في تطبيق القانون و هذا ما أكدته المحكمة
العليا في قرارها الذي جاء فيه : من
المقرر قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا
بحكم بعد محاولة الصلح من طرف القاضي ، وعند
نشوز أحد الزوجين يحكم القاضي بالطلاق ……
و من ثمة فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ
يعد خطأ في تطبيق القانون .
و قد جاء في
قرار آخر للمحكمة العليا أنه من المقرر
قانونا أنه لا يثبت الطلاق إلا بحكم بعد
محاولة الصلح من طرف القاضي و من ثمة فإن
القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في
تطبيق القانون


و تجدر
الإشارة إلى أنه
عندما صدر قانون الإجراءات المدنية في سنة 1966 كان قد نص في
المادة 17 منه على
وجوب القيام بمحاولة الصلح في كل دعوى تتعلق بالأحوال الشخصية
قبل الفصل في الموضوع
و لا سيما إذا كانت الدعوى تهدف إلى الطلاق و انحلال عقد
الزواج، كما نص على وجوب
أن يحرر القاضي محضرا بما تم التصالح عليه تكون له قوة الحكم و
قابليته للتنفيذ، أو
يحرر محضرا بفشل محاولة الصلح و دعوة الزوجين إلى جلسة علنية
للمحاكمة، و قبل ذلك
كانت المادة 13 من المرسوم رقم 59/1082 الخاص باللائحة
التنفيذية المكملة للأمر رقم
95/274 المتضمن تنظيم عقود الزواج المبرمة في ولايتي الساورة و
الواحات تنص على أنه
للقاضي بعد سماع مزاعم الزوجين أن يصرح للمدعي منهما بدعوة
المدعى عليه إلى جلسة
صلح، ويسمع كل واحد منهما على انفراد في مكتبه و بدون حضور
الوكلاء والمحامين و لا
حتى كاتب الضبط، وفي حالة فشل محاولة الصلح أو غياب المدعى
عليه يثبت القاضي ذلك في
محضره و يستدعي الزوجين رسميا لحضور الجلسة و يفصل في الموضوع .

وعندما عدلتالمادة 17 أصبحت تنص على أنه يجوز
للقاضي مصالحة الأطراف أثناء نظر الدعوى في أية
مادة كانت ، و بذلك أصبحت إجراءات الصلح
شاملة لجميع الدعاوى المدنية بما فيها
دعاوى الزواج و الطلاق ، و أصبحت أيضا
اختيارية تخضع لتقدير القاضي ولكن و بعد صدور
قانون الأسرة في سنة 1984 نصت المادة 49
منه على وجوب الصلح إلا أنها أغفلت النص
على وجوب تحرير محضر بالصلح أو بعدم
الصلح ، وأغفلت كذلك ما يجب على القاضي أن
يفعله بعد فشل محاولة الصلح أو نجاحها .
إلا أن المنطق الإجرائي يقتضي أن يقوم قاضي
الأحوال الشخصية باستدعاء الزوجين إلى
مكتبه ليسمع مزاعم كل منهما تجاه الآخر ثم
يحاول الإصلاح بينهما قدر الإمكان ،
وسواء فشل في ذلك أم نجح فإنه ينبغي عليه أن
يحرر محضرا بما توصل إليه يلحقه بملف
الدعوى ثم يحيل الطرفين إلى حضور جلسة علنية
تنعقد ضمن الجلسات المقررة للمحكمة ،
وعندئذ يقع النقاش في الموضوع ليصدر فيما بعد
حكمه وفقا للإجراءات العادية .

و في حالة
تصالح الزوجين فإن النزاع بينهما
ينتهي و ما يبقى أمام القاضي إلا الإشهاد بوقوع الصلح و هذا
ما جاء في قرار المحكمة
العليا إذ ذهبت إلى أنه من المقرر قانونا أن الصلح عقد ينهي
به الطرفان النزاع
القائم أو يتوقيان به نزاعا محتملا و ذلك بأن يتنازل كل منهما
على وجه التبادل عن
حقه ..... و متى تبين في قضية الحال أن قضاة المجلس لما قبلوا
الإستئناف قي الحكم
القاضي بالصلح المقام بين الطرفين و الذي شهدت عليه المحكمة
أخطأوا في تطبيق
القانون ، لأن الإستئناف لا يرفع إلا ضد الأحكام التي صدرت
إثر نزاع بين الأطراف
بخلاف الصلح الذي يبرم بين الأطراف الذين جعلوا حدا لهذا
النزاع وأن المحكمة ينحصر
دورها ف مراقبة صحة و سلامة هذا الصلح ....

و تجدر
الملاحظة أن القاضي و
بعد أن تصبح القضية جاهزة للحكم و قبل أن يضعها في النظر يقوم
بعرض الملف على
النيابة العامة وفقا لما تقضي به المادة141 من ق.إ.م فما مدى
إلزامية هذا الإجراء
لقاضي الدرجة الأولى؟

ب- عرض الملف
على
النيابة
العامة
: تنص المادة 141 من ق.إ.م على أنه يجب
إطلاع
النائب
العام على القضايا الآتية
:
2-
القضايا
الخاصة بحالة الأشخاص
.....
وترسل هذه القضايا الموضحة آنفا إلى
النائب العام قبل 10 أيام على الأقل من يوم
الجلسة بواسطة كتابة الضبط.
و نجد أن هذه
المادة قد ورد النص عليها في القسم
الثالث - المتعلق بالأحكام - من الباب
الأول و المتضمن الإجراءات المتبعة أمام
المجالس القضائية و لا يوجد ما يفيد
ضرورة عرض ملفات قضايا الطلاق على السيد وكيل
الجمهورية ذلك أن دعاوى الطلاق يعود
الاختصاص بالفصل فيها كما سبق و أن أشرنا إلى
المحاكم كدرجة أولى و أخيرة .
وقد ذهبت
المحكمة العليا إلى أنه من المقرر قانونا
أنه يجب إبلاغ النائب العام بالقضايا
المتعلقة بحالة الأشخاص ومن ثمة فإن القضاء
بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا لإجراء
جوهري وانتهاكا لقاعدة قانونية من قواعد
النظام العام و لما كان قضاة الاستئناف
وافقوا على حكم قضى بالطلاق دون إبلاغ الملف
إلى النائب العام فإنهم بقضائهم هذا
خرقوا أحكام المادة 141من ق.إ.م
.

الفرع الثاني :
تعامل قاضي الأحوال
الشخصية مع دعوى إثبات الطلاق العرفي.

سبق لنا و أن
ذكرنا
بأن
دعوى إثبات الطلاق العرفي هي دعوى وليدة القضاء و لا تستند إلى أية مرجعية
قانونية و عليه فهي تتميز بإجراءات خاصة
هي الأخرى وليدة العمل القضائي حيث يعقد
القاضي أولا جلسة الصلح ثم يقوم بإجراء
تحقيق حول الواقعة المدعى بها و هذا ما سوف
نتناوله فيما يلي:

أ- إجراء الصلح : قلنا أنهبعد تسجيل دعوى إثبات الطلاق يقوم القاضي
باستدعاء الطرفين إلى مكتبه بواسطة أمين
الضبط أو أثناء حضورهما الجلسة لتاريخ
معين لإجراء الصلح أين يقوم بسماع كل منهما
حول واقعة الطلاق المدعى بها و التأكد من
إرادتهما و السؤال المطروح في هذا الصدد
هو : ما مدى جدوى إجراء الصلح في حد ذاته
؟

و بعبارة
أخرى إذا قلنا أن القاضي
يعترف بوقوع الطلاق خارج ساحة القضاء و يبقى فقط اللجوء إلى
القضاء من أجل توثيق
هذه الإرادة، فما هي الفائدة العملية من إجراء الصلح ؟ و في
حالة ما إذا تراجع
الزوج كيف يكون حكم القاضي ؟
هذه جملة من
التساؤلات و غيرها كثيرة في هذا
المجال نظرا لتعقد هذه المسألة و عدم استنادها إلى نص صريح .
وفي رأيي و
جوابا
على ذلك
يمكن القول أن القاضي إذا ما تأكد من وجود طلاق عرفي و مع إصرار الزوجين
عليه لا يبقى أمامه إلا الحكم به في حين
أنه إذا تصالحا فإن الصلح ينهي كل نزاع هذا
من جهة ومن جهة أخرى فإن الصلح في حكم
سحب الطلب القضائي و لا يجوز للقاضي أن يحكم
بما لم يطلب منه ، وعليه لا يبقى أمامه
إلا الإشهاد

بوقوع الصلح و
تبقى مسألة
وقوع
الطلاق من عدمه بين الزوجين الذين من المفروض أن يكونا أحرص على دينهما من
القاضي .
هذا من
الناحية القانونية البحتة إلا أنه من الناحية الشرعية فإن
المسألة محل نظر ذلك أنه يتم رفع دعوى
إثبات الطلاق العرفي الواقع في زمن ماض وعليه
فمن غير المنطقي أن يصرح القاضي بالصلح
في مسألة مع علمه علم اليقين أن الزوجة قد
[/b:0d7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghardaiahd.yoo7.com
جزائري أصيل
المدير العام
المدير العام
جزائري أصيل


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 5 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 4460 النقاط/ النقاط/ : 4544 العـمــر العـمــر : 42 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالأحد أكتوبر 16, 2011 12:33 am

عمل المعروف يدوم
و الجميل دائما محفوظ
لا تفكروا في يوم أنسى
أنكم وقفتم مع طلاب العلوم
عجزت الكلمات تعبر
عن مدى الجميل و العرفان
الذي بدر منكم تجاه طلاب غرداية
كل الجميل للعمل الذي
ما أظن ينساه إنسان
فبارك الله فيكم
وفي عملكم الموزون
دمتم بطيب النسيم
وعبق الرحيق المختوم
شكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
djamele7892
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
djamele7892


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ النقاط/ : 10349 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Jazaer10 المتصفح : اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Fmfire10

اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري   اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2011 10:28 pm


كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم

دمت بكل خير



.
.
.
تحيااااااااااااااااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري
» اثبات الطلاق في قانون الاسرة الجزائري
» قانون الاحزاب الجزائري
» قانون الاعلام الجزائري
» قانون براءة الاختراع الجزائري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى غارداية شبكة للتعليم نت :: منتديات الحقوق و العلوم السياسية :: منتدى الحقوق و الاستشارات القانونية :: سنة الرابعة-
انتقل الى: