منتدى غارداية شبكة للتعليم نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, لديك: 378 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : الخميس يناير 01, 1970 .
 
الرئيسيةصـــفحة قرأنيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Fb110

 

 حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
النور القادم
المدير العام
المدير العام
النور القادم


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 7 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1213 النقاط/ النقاط/ : 2290 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Jazaer10

حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Empty
مُساهمةموضوع: حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف   حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 8:46 pm


.مقدمة....لابد منها


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى ان تكون الاخلاق مطلقة هو انها ثابتة بغض النظر عن ما نعتقده ولا تحتاج لأي تبرير
هدفي في هذه المقالة توضيح نسبية الاخلاق. وبداية دعونا ندرس الموقف الاتي
لنفترص ان صديقا لك قابل متسولا في طريقه الى المنزل، وطلب منه المساعدة،فقام باعطاءه بعض النقود، ثم عاد ليطلب منه المزيد من النقود في اليومالتالي
تردد في اعطاءه مجددا، ثم اعطاه وطلب منه ان لا يطلب منه مجددا، وان يعمل ويتوقف عن التسول
حدث هذا الامر لمدة اسبوع وبعد ان يأس ذلك المتسول، جاء متسول اخر يطلب من صديقك فرفض مساعدته دون تفكير

قد نتسائل بعد ذلك، هل كان صديقك على صواب في هذا الموقف؟
الاحتمالات متعددة، قد يكون المتسول الاول محتاجا وفي ظرف طارئ وظن انه قد يساعده كما فعل من قبل، او انه اراد ان يستغله فقط
كذلك قد يكون المتسول الثاني محتاجا اكثر من الاول ولا ذنب له بتجربة صديقك السابقة

لنفترض وجود قانون للحكم على اعطاء الصدقة للمتسولين
اذا كان القانون المتفق عليه هو مساعدة المتسولين من اجل تحسين توازن وتقارب الطبقات الاجتماعية
فيمكن ان نتفهم الاسباب التي دفعت صديقك لارتكاب هذه المخالفة، ولكنه مذنبلرفضه مساعدة المتسول الثاني، ومحق في مساعدته المتسول الاول

اما اذا كان القانون هو عدم مساعدة الفقراء، لدفعهم على العمل ومن اجل التنمية الاقتصادية
ففي هذه الحالة هو مذنب لمساعدته المتسول الاول، ومحق في رفضه مساعدة المتسول الثاني

ليس الهدف معرفة اي من القانونين افضل (و لا افترض امكانية او عدم ذلك)ولكن اختلاف الحكم حسب الاتفاق واضح بلا شك. قد نتفق مع احد القانونينولكن لا يمكننا ان نحاكم من يتصرف وفق قانون معين بقانون اخر

سافترض ان اي مبدأ اخلاقي لا معنى له خارج موقف معين وحكم متفق عليه

ولنفترض (لهدف النقض) ان مبدأ عدم القتل صائب دائما

دعونا نتخيل الموقف التالي

في محطة قطار لاحظ شرطي وجود شخص يرتدي حزام ناسف فقام باطلاق النار عليه
بعد ذلك تبين ان الحزام الناسف معطل ولم يكن بامكان الارهابي ان يستخدمه
هل اخطأ الشرطي بقتله الارهابي بالرغم من انه لم يقم بتفجير نفسة؟
ماذا كان من الممكن ان يحدث لكل الابرياء الذين ينتظرون في تلك المحطة؟
في المقابل ربما قام الارهابي بتعطيل حزامه الناسف وتراجع عن قراره بالانتحار، اليس هذا واردا؟

فهل يمكن تطبيق مبدأ عدم القتل بشكل مطلق في هذه الحالة؟ .....


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[center]رفعته لكم على الفورشيير بحجم 145 كب



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


[b][b][size=12][b][size=16][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size][/b][/b][/size][/b]
مذهب الواجب الاَخلاقي
نموذج المطلقية و الثبات


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد ابتكر «عمانوئيل كنت» مذهباً خاصاً في الاَخلاق يرجع حصيلته إلى أنّسمة الفعل الاَخلاقي عبارة عن العمل بالفعل بنية انّه أداء للتكليف الذيوجهه ضمير الاِنسان إليه، ولا يكون له حافز ودافع غير أداء التكليف من دونأن يلاحظ حسن الفعل أو قبحه، أو كونه ذا مصلحة أو مفسدة، أو ذا لذة ومرارةأو دعوة العاطفة إليه، فقد أبدع ذلك المذهب شاطباً على الملاكات المختلفةالتي كان فلاسفة اليونان والروم عليها.
كان الرأي السائد في عصر «كنت» هو انّ الحس منبع الاِلهام، أو انّه لايوجد في الذهن إلاّويوجد في الحس قبله، فكأنّ الذهن مخزن يرد إليه العلوممن الخارج عن طريق الحواس الخمسة الظاهرية، وقد اشتهر في عصره قولهم:«لايوجد في الذهن شيء إلاّوقد وجد في الحس قبله».
ولم يرض «كنت» بهذا المذهب وجعل العلوم الاِنسانية على قسمين:
قسم يرجع إلى ما قبل الحس والتجربة.
وقسم آخر يرجع إلى الحس والتجربة، وأحكام العلوم الطبيعية من قبيل الثاني،وأمّا أحكام الاَخلاق فهي من قبيل الاَوّل التي يوحيها الحس الاَخلاقيويبعث الاِنسان إلى الفعل أو الترك، فيأمر بالعدل والصدق وحفظ الميثاق،وجزاء الاِحسان بالاِحسان، كما يزجر عن الظلم ونقض الميثاق، وجزاءالاِحسان بالسوء.

ثمّ إنّه يشترط في الفعل الاَخلاقي أُموراً ثلاثة:
الاَوّل: أن يكون الفعل اختيارياً، فالفعل الصادر عن إكراه واضطرار لا يعد فعلاً أخلاقياً وإن كان ربما يوصف بالحسن.
الثاني: أن يكون الفعل مطابقاً للوظيفة والتكليف الذي يوحيه الضمير إلى الاِنسان.
الثالث: أن يكون الدافع إلى العمل هو الحس الاَخلاقي ونية امتثال الاَمرالاَخلاقي. مجرداً عن كلّ دافع سواه. وهذا الشرط هو الذي يصرّ عليه «كنت»وكأنّه دعامة مذهبه الاَخلاقي.
ويوضح ذلك بأنّ الفعل الذي يصدر من الاِنسان لغاية من الغايات ككونه مقتضىالجمال أو الحكمة أو اللذة أو نتيجة الاستشعار بالعاطفة، ليس فعلاًأخلاقياً، بل ربما يعد فعلاً عقلانياً، وإنّما يوصف به إذا كان الاِنسانفارغاً عن كلّداعٍإلى العمل غير الاِتيان به لاَجل امتثال التكليف الذيكلّفه به وجدانه.
فالبائع والمشتري اللّذان يمارسان البيع والشراء لغاية إمرار المعاش فلايمس عملهما بالاَخلاق وفاقاً وخلافاً، ولكن لو دفع المشتري للبائع بدلدينار واحد، عشرة دنانير عن غفلة، فقام البائع بإرشاده إلى خطئه وردالزائد عليه فهو عمل أخلاقي نابع من الاِحساس بالتكليف، كما أنّه إذاتغافل عن هذه الزيادة ولم يخبر المشتري بها، فعمله يعدُّ عملاً لاأخلاقياً.
فالفعل الاَخلاقي هو الفعل النابع عن العمل بالتكليف، وأمّا الفعل الصادرعن الميول و الغرائز الباطنية التي تطلب عملاً مناسباً لنفسها فلا يكونموصوفاً بالاَخلاق أو ضدّ الاَخلاق. هذه خلاصة نظرية «كنت» في الاَخلاق.


نقد وتحليل


أوّلاً: إذا كانت سمة الفعل الاَخلاقي هو القيام به بدافع العمل بالتكليفمن دون أن يتأثر الاِنسان بوازع داخلي أو عامل خارجي، فهذا النوع من الفعللا يقوم به إلاّالاَمثل فالاَمثل من الناس ، مع أنّ«كنت» بصدد تبيينالاَخلاق لعامة الناس.
انّ الاَكثر لا يقومون بالعمل إلاّ بدافع داخلي أو حافز خارجي، فالفعل إذاكان إجابة للغريزة أو مطلوباً لمن يخاف مخالفته يقوم الاِنسان به دون ماإذا تجرد عن كلا الدافعين. اللهم إلاّ إذاكان إنساناً مثالياً متجرّداً عنكل ميل و نزوع.
وثانياً: أنّ الاِتيان بالفعل لاَجل حسنه أو تركه لاَجل قبحه، أوفق بكونهفعلاً أخلاقياً مما فسره «كنت» فانّ الفاعل في الصورة الاَُولى يكونفاعلاً عالماً واعياً بوصف الفعل فيشعر بحسنه ويأتي به، وهذا بخلافالاِتيان به لاَجل تلبية نداء الباطن، حيث يأتي به لا عن وعي ولا شعور،وأيّهما أفضل وأقرب إلى الاَخلاق.
وثالثاً: أنّ تخصيص الفعل الاَخلاقي بما يوحيه نداء الضمير، تفسير له بوجهأخص، إذ هناك أعمال كثيرة داخلة في إطار الاَخلاق وليست من تلك المقولة ،كأعمال الصالحين الموَمنين باللّه ورسوله حيث يقومون برفع عيلة الفقراءببناء المستشفيات والمدارس والمرافق العامة، فالداعي لهم هو كسب رضا اللّهسبحانه أو كون الفعل حسن في ذاته، فهذا النوع من الفعل أخلاقي ولكنّه خارجعن الاِطار الذي حدّده «كنت».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فريدرك نيتشه
نموذج النسبية و التغير


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ورابعاً: الاِنسان الكامل في منهج فريدرك نيتشه (1844ـ 1900م) هو الاِنسانالمقتدر القاهر الغالب، ولعلّه تبع في مذهبه ما نقل عن سوفسطائية اليونانحيث كانوا يفسّرون الحقّ بالقوة، فالقدرة والغلبة آية الحق، و الضعفوالانهزام آية الباطل، وهوَلاء لم يكونوا يتصورون للعدل والظلم مفهوماًغير هذا، فمنطق القوة هو العدل، ومنطق الضعف هو منطق الباطل، ولهذا كانوايدعون الناس إلى اكتساب القوة والقدرة.
وقد كان هذا المذهب مطموسَ الذكر حتى جاء «نيتشه» فأحياه وراح ينكر الحسنوالقبح بتاتاً، إلاّ حسن شيء واحد وهو القوة والقدرة، وكان يدعي أنّ الدينمن مخترعات الضعفاء اخترعوه للحد من نفوذ الاَقوياء، فاخترعوا مفاهيمالجود والرحمة والمروءة والاِنسانية والعدالة كي يعيشوا تحت ظل هذهالمفاهيم ويرقّقوا قلوب الاَقوياء، وادّعاوَه هذا على طرف النقيض ممايدّعيه «كارل ماركس» إذ كان يدّعي أنّ الدين من صنع الاَقوياء لاستغلالالضعفاء.
يقول نيتشه: ما الخير؟ كلّ ما يعلو في الاِنسان بشعور القوة، وإرادة القوة، والقوة نفسها.
ما الشر؟ كلّ ما يصدر عن الضعيف.
ما السعادة؟ الشعور بأنّ القوة تنمو و تزيد ، وبأنّ مقاومة ما، قد قضي عليها.
الضعفاء العجزة يجب أن يُفْنُوا، هذا أوّل مبدأ من مبادىَ حبنا للاِنسانية، ويجب أيضاً أن يساعدوا على هذا الفناء
وعلى ضوء ما ذهب إليه نيتشه فالمفاهيم الاِنسانية كالمساواة والعدالةوالاِيثار كلّها مفاهيم تحول دون وصول الاِنسان إلى القوة حتى مساواةالمرأة بالرجل، فكان يعتقد أنّ المرء هو الموجود الاَقوى والمرأة خلقتلخدمة الرجل فحسب، وقد استلهم منهجه هذا عن «شارل دارون» الذي طرح نظريةتطور الاَنواع على أُصول أهمها:
نشوء التنازع بين أفراد نوع واحد أوّلاً، والبقاء للاَصلح والاَقوىثانياً، فزعم انّ هذا أصل في الحيوان والاِنسان على حدّ سواء، فكأنَّ عالمالطبيعة يغربل ما فيه من الاَصناف والاَنواع ويزيح الضعيف عن حلبة الوجودويُبقي القوي المقتدر، وهكذا الحال في المجتمعات الاِنسانية فهي تحاولدائماً حذف الضعيف وإبقاء القوي.
يقول نيتشه: إنّ إرادة الحياة أسمى الاِرادة وأقواها، ولا تعبر عن نفسهافي التنازع التعس من أجل البقاء بل في إرادة القتال، إرادة القوة والسيطرة
ثمّ يضيف بأنّ الحب والاِحسان ونظائرهما التي يبذلها الآباء للاَبناء تحولبين الاِنسان وتكامله، لاَنّ هذه الاَعمال تحافظ على وجود الضعفاء وعدمحذفهم من المجتمعات، فما دعا إليه سقراط الحكيم من العفة والعدالة والحب،بل ما دعا إليه سيدنا المسيح من الحبّ والعشق كلّها تصد عن ظهور الاِنسانالكامل في المجتمع
وهذه النظرية ممّا يأسف لها العقل السليم، كيف وقد هبط الاِنسان من مقامهالسامي وصار حيواناً يتنازع في البقاء ويسعى لمحو الضعيف إبقاءً لنفسه،فإذا كان الحيوان الكامل هو الباطش الفاتك فالاِنسان الكامل أيضاً هوالقوي الذي لا يرحم الضعيف ويحاول محوه وإفناءه.
أفيرضى إنسان ذومسكة بهذه النظرية، فلو كان الاِنسان الكامل هو الاِنسانالقوي الذي يجعل الدنيا كلقمة سائغة لنفسه، فلازم ذلك إلغاء الاَُصولالتربوية وإبطال القوانين الحقوقية ومجالس التشريع مادام الحقّ يدور مدارالقوة والبطش والحكم لمن غلب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

انتقد كانط بشكل لاذع في كتابه الدجال..حيث اقر بان فكرة الخير لذاته فكرةتعبر عن تصدع الحياة و افلاسها النهائي..فكل فضيلة يجب ان تكون منابداعنا..تعكس مقاومة الانسان المشروعة وكدحه المستمر...كما هاجم مواطنهشوبنهاور..الذي في اعتقاده اقام اخلاقه على العاطفة...وقال بانها اخلاقضعفاء...

أولاً: النظر إلى الإنسان باعتباره خالق القيم:
فلم تعد هناك سماء للميتافيزيقا تملي على الإنسان أوامرها الخلقية، وأصبحمن حق الإنسان وحده أن يضع لنفسه القيم التي تساعده على تنمية حياتهوتقويتها وإثرائها والتي تبشر بظهور الإنسان الأعلى، وهي الفكرة التيتتطلع إليها فلسفة نيتشه وكأنها سماء جديدة للميتافيزيقا. يقول زرادشت:
"حقاً، لقد أعطى البشر أنفسهم كل خيرهم وشرهم. إنهم لم ياخذوه، ولميكتشفوه، ولم يأت إليهم كوحي من السماء. إن الإنسان وحده هو الذي وضعالقيم في الأشياء ليحافظ على ذاته، وهو الذي خلق المعنى للأشياء، فهو معنىإنساني، ولذلك فإنه يسمي نفسه "الإنسان"، أي "خالق القيم". أن تُقَيم يعنيأن تخلق، فاستمعوا إلى ما أقول أيّها الخالقون! إن التقييم نفسه، من بينكل الأشياء ذات القيمة، هو الكنز الأكثر قيمة. وبدون التقييم يصبح الوجودفارغاً من كل معنى وكل قيمة. فلتستمعوا إلى ما أقول أيّها الخالقون! أنتغيير القيم يعني تغيير الخالقين، وكل خالق لا بد وأن يهدم دائماً".
ويترتب على هذه النتيجة الخطيرة على الفور نتيجة أخرى وهي "نسبية" القيمالخلقية وتغيرها بتغير الأشخاص والشعوب التي تخلقها وتضعها لأنفسها، وهذاهو ما انتهى إليه زرادشت من زياراته للكثير من الشعوب.
"لا يستطيع شعب من الشعوب أن يعيش بدون تقييم، ولكنه إذا أردنا أن يحافظعلى ذاته فعليه ألا يُقَيم الأشياء مثلما يُقَيمها جيرانه. وعلى ذلك فقدوجدت أشياء كثيرة تعد أخيراً عند شعب وتعد حقارة وعاراً عند شعب آخر.ووجدت أشياء كثيرة تسمى شراً هنا وتكلل بالفخر هناك".

ثانيا: النظر إلى القيم الخلقية نظرة متأمّلة محايدة
بمعزل عن الخير والشرّ، وهو المنظور الذي استخدمته الأخلاق التقليدية لآلاف السنين. يقول نيتشه في "أفول الأصنام"
"إن طلبي من الفيلسوف معروف وهو أن يتخذ موقفاً بمعزل عن الخير والشرّ،وأن يترك خلفه وهم الحكم الخلقي. وهذا الطب ينتج عن نظرة كنت أول منيصوغها، ومؤداها أنه لا يوجد على الاطلاق حقائق خلقية. إن الأحكامالخلقية، مثل الأحكام الدينية، تنتمي إلى مرحلة من مراحل الجهل كانت تفتقرإلى تصور ما هو حقيقي والتمييز بينه وبين ما هو خيالي. وهكذا فإن"الحقيقة" في هذه المرحلة كانت تشير إلى كل الأشياء التي نسميها اليوم"تخيلات".
وعلى هذا النحو حاول نيتشه، بعد أن أنكر وجود أي حقائق أو ظواهر خلقية،وأكد أنه لا يوجد سوى تفسيرات إنسانية لهذه الظواهر، حاول كما يقول فيكتابه "العلم المرح" أن ينظر إلى القيم الخلقية السائدة "من الخارج"تماماً مثلما ينظر المسافر الغريب إلى أبراج المدينة التي يزورها من خارجالمدينة لكي يستطيع أن يعرف مدى ارتفاعها على نحو دقيق.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

------المراجع------


1-من المكتبة الشاملة -بتصرف
2-كتاب فلسفة الأخلاق.. فريدريك نيتشه
3- الكتاب أفول الأصنام_ فريدريك نيتشه..




[size=29][size=21][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size][/size]

.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


المذهب الاجتماعي و مذهب
المنفعة في الاخلاق....للاطلاع


1-أخلاق المنفعة:


لقد إختلف فلاسفة أخلاق المنفعة في نوعيتها ولكنهم إتفقو جميعا على أنالطبيعة البشرية بميولها وأهوائها هي الأساس الوحيد الذي تبنى عليه القيمالأخلاقية كما أنهم متفقون أيضا في أن القيم الأخلاقية إحسان ووفاء وواجبالتي لاتكون خيرة إلا إذا تحقق من القيام بها لكي تحقق له منفعة أوالسعادة ومن بين الفلاسفة الذين عالجو هذا الموقف أبيقورجريمي بنتام وجونستوارت ميل.

-اللذة الفاضلة عند أبيقور:


موَسس هذا المذهب هو «ابيقور» وهو نفس مذهب« ارسطيفوس»، غير انّه أدخل فيهعنصراً خاصاً وهومدخلية العقل في تحديد تسمية اللذة بالاَخلاق.
ولد «ابيقور» عام 341ق.م. في مدينة «شامِس» ثم انتقل إلى «اثينا» فأقاممدرسة في حديقته المشهورة باسم «حديقة ابيقور». وظل يدرِّس بها حوالي ستوثلاثين سنة، وتوفي سنة 270 ق.م.

وهو في الفلسفة تلميذ «ذيمقراطيس» الذي يقول: إنّ الاَصل في كلّ معرفة هوالحس، وعن طريقه وحده تتمّ المعرفة، وإنّالاَجسام موَلفةمن أجزاء لا تتجزأ.
واللازم هنا دراسة الاَخلاق الابيقورية، وخلاصتها انّ «ابيقور » يفرّق بينأنواع عدة من اللذة والاَلم، فهو لا ينظر إلى اللذة بحسبانها اللذة الحسيةالصرفة، التي يجدها الاِنسان في الاِحساس المباشر بما هو ملائم في اللحظةوالزمن المعينين بل يفاضل بين اللّذات بعضها وبعض، وبين الآلام بعضهاوبعض، فيجعل بعض الآلام أفضل من بعض اللّذات، لاَنّ في احتمال هذه الآلامما يوَدي إلى لذة أكبر، ولاَنّ في تجنب هذه اللّذات ما يوَدي إلى تجنبآلام أكبر.
إنّما يجب أن نحسب حساباً إلى جانب الآلام واللّذات في ذاتها، للّذاتوالآلام المترتبة عليها، فإذا كنا نجد لذة تنتج ألماً تأثُرنا به أشدبكثير من تنعُّمنا وتملينا باللّذة الاَُولى، كان علينا أن نتجنب هذهاللّذة حرصاً على تجنب ألم أكبر، وإذا كان بعض الآلام من شأنه أن ينقضيإلى لذة درجتها أكبر من درجة الاَلم المنتج لها، كان علينا أن نعاني هذاالاَلم حرصاً على تحصيل هذه اللّذة الكبرى.
إنّ المذهب الذِّي عند أبيقور يختلف كل الاختلاف عن المذهب الذي عندالقورينائيّين فهوَلاء كانوا يطلبون اللّذة كائناً ما كان نوعها، أودرجتها، أو النتائج المترتبة عليها، ولم يكونوا ينظرون إلى اللّذات بوصفهاتكون كلاًّ واحداً متصلاً بلذات الاِنسان، بل كانوا ينظرون إلى هذهاللّذات كأشياء مفردة مستقلة بعضها عن بعض، وكأنّ لحظات الحياة الاِنسانيةالمتتابعة مستقلة بعضها عن بعض، حتى ليعطي الاِنسان أو ليجب عليه أن يعطيكلّلحظة استقلالها وقيامها بذاتها. ولا داعي إذاً للنظر إلى مايترتب عليهامما يجري في لحظات تالية.


أمّا الاَبيقوريون، فعلى العكس من ذلك ينظرون إلى لحظات الحياة الاِنسانيةالمتتابعة بحسبانها تكوِّن وحدة، فيضطرون بالتالي إلى جعل اللحظات المكونةللحياة تعتمد الواحدة منها على الاَُخرى.
وبالتالي يجب أن نراعي اللحظة التالية، ونحن ننظر إلى اللحظة السابقة،فإذا كانت الحال على هذا النحو، فقد يكون ما تتصف به لحظة مستقلة عن غيرهاومنظوراً إليها بوصفها وحدة مستقلة، مخالفاً كل المخالفة لما يجب أن ننظربه إلى هذه اللحظة بوصفها جزءاً من كل.
انّ هذا المذهب يفارق المذهب الاَوّل في أمرين بعد اشتراكهما في أنَّ مناط السعادة هو اللّذة:
الاَول: إدخال عنصر العقل في وصف الشيء باللّذة، فاللّذة المستتبعة ألماً كثيراً ليس بلذة.
الثاني: انّه يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار معدَّل المجموع الكلي للّذات التييصادفها الاِنسان، فلو كان شيء لذيذاً حالياً وموَلماً في المستقبل فهذاليس بلذّة.
يلاحظ على ذلك أوّلاً: أنّ المذهب وإن كان أسلم من المذهب الاَوّل ولكنّهيشاركه في أنّه جعل محور الاَخلاق هو الاِنانية واللذة الشخصية، لكنمحدّدة بقضاء العقل باعمالها، مع أنّ هناك أُموراً معنوية يلتذ بهاالآخرون كإغاثة الملهوفين وإعانة المنكوبين.
وهذا يعرب عن أنّه نظر إلى الاِنسان كارسطيفوس من زاوية ضيقة وهي الالتذاذبالغرائز الحيوانية، غير انّ ارسطيفوس جعل مطلق اللّذة ملاك السعادة، ولكنأبيقور جعل اللّذة محددة بحدين كما عرفت.

وثانياً: أنّ موَسس هذا المذهب إذا كان إلهياً يجب أن يفكر في اللذائذوالآلام الاَُخروية، فالملاك الذي أدخله في المذهب يلزم أن يعمّ اللذائذوالآلام الا َُخرويّة.
لكن أكثر الباحثين في المسائل الاَخلاقية ـ وللاَسف الشديد ـ قد غفلوا عن هذا الجانب.

-المنفعة الخاصة (عند بنتام):


استطاع الفيلسوف الإنجليزي بنتام 1748/1832أن يوسع مفهوم اللذة عندالأبيقورية مهتما بالوسائل المؤدية إلى اللذة كما وضع بنتام النفعية فيالوقت الذي كان فيه الإقتصادالليبرالي سائد وكانت الفيزياء متقدمة وكانالمذهب الترابطي القائل بتربط الإحساسات بمعاني شائعا فستنتج بنتام من هذهالتيارات مذهبا أخلاقيا قائم على المنفعة أو اللذة فاعتبر أن الإنسانأناني بالفطرة ويبحث دائما على منفعته الخاصة قبل كل شيء كما اعتبر أنالسعيد من يحقق المنفعة باستعمال ذكائه ومهاراته لينال أكبر عدد منالمنافع ويحقق سعادة أعظم.

وفي رأي بنتام أن فلاسفة الأخلاق مخطئون إذ أرجعو الأخلاق إلى الإلزاموالواجب بدلا من إرجاعه إلىماالإنسان من ميول وأهواء ورغبات ففي نظرهالطبيعة البشرية هي إلي توجه السلوك الأخلاقي فيوضح لنا هذا من خلالتوظيفه لمثال مثل إحساني للمعوزين يكسب مشروعيته بما يترتب عنه من منفعةلي كما رأى بنتام أن مبدأ لأخلاق الوحيد الذي شبهه بقانون الجاذبية فيالفيزياء ويدعو بنتام الرجل الشريف إلى حساب منفعته قبل أن يقوم بأي عملوهنا يمدنا بنتام بعلم رياضي لقياس كميات اللذات المتجانسة بمراعاة سبعةالعوامل:
:الشدة :قياس اللذة من حيث قوتها أوضعفها .
2)المدة:حساب مدة اللذة زمنيا.
3)التيقن:أي أن الفعل الذي يحقق لذة اليوم أفضل من فعل آخر يحققها غدا.
4)القرب:أي اللذة الراهنة أفضل من المقبلة.
5)الخصب :أي اللذة التي تنتج لذات أخرى.
6)الصفاء:خلو اللذة من الألم.
7)الإمتداد:زيادة عدد الأفراد الذين يتمتعون باللذة .
أما اللذات الغير متجانسة مثل القراءة مع لذة للرياضة لايمكن حساب كميتها.
2- المنفعة (عند جون ستيوارت ميل):

تعتبر نفعية جون ستيوارت ميل (1806-1873)امتدادا لنفعية بنتام فهما معايريان أن غاية الاخلاق هي تحقيق أكبر قدر من العادة لأكبر عدد ممكن منالناس إلا أن جون ستيوارت ميل يصحح نفعية جريمي بنتام في ثلاث مواقف.

أولا:أن تقدير اللذات لا يعود إلى طابعها بل إلى مشهورة الناس الفضلاء الذين يعرفون بتجاربهم الشخصية قيمة اللذات.

ثانيا:لابد من مراعاة كيفية اللذات بجانب كميتها.

أخلاق المنفعة و اللذة تلجا إلى التجربة هذه الأخيرة تبين ما هو كائن وأحكامها أحكام وجود و من هنا رفض كانت إقامة الأخلاق على الخير في جميعأشكاله الميتافيزيقية التي تؤدي حسبه إلى النجاح و الفوز و السعادة والغيرة و المنفعة.

مناقشة


يبدو أن حساب اللذات هذا قابل للنقد. فهو يقوم على أن السعادة هي اكبر قدرممكن من اللذات لكن في الواقع اللذة والسعادة ليسا معطيات متجانسةومتكاملة, إذ يمكن أن أكون شقيا وأتلذذ بشرب قهوة أو أكون سعيدا ولا اشعربلذة. والواقع أن اليائسين هم الذين يفرون إلى عالم اللذات.
ومن ناحية أخرى ثمة صعوبة يشير إليها بنتهام نفسه: هل الإنسان الذي يحسبلذاته يفكر بالفعل في لذات الآخرين؟ فإذا كان النفعيون الإنجليز يقولون إنالمنافع والمصالح تتكامل وإذا كان الليبراليون والاقتصاديون يعلنون أنمصلحة البائع والمشتري هي نفسها فإننا نستخلص على عكس ذلك نمو الصراعالطبقي واشتعال جذوته في تلك اللحظة التاريخية وصراع المصالح فثراءالبرجوازية رافقه بؤس العمال. بيد أن بنتهام حقوقي ويسعى إلى إيجاد حللهذا الإشكال إذ يمكن أن نخلق تكاملا بين المصالح عن طريق منظومةالعقوبات. فإذا كان من مصلحتي أن أحافظ على حافظة نقودي ومن مصلحتك أنتسرقها ففي مجتمع منظم لن يكون من مصلحتك سرقتها لأنك ستنقاد إلى السجنحيث تكون شقيا.
لكن هل تصلح أخلاق المنفعة في نهاية المطاف كي تكون أخلاقا؟
يبدو أنها كاريكاتورا أخلاقيا. فهي تدعو أطرافا غرباء عن الأخلاق كييصيروا أخلاقيين. ففي منظومة بنتهام نتحدث عن غيرية وهمية.فالمنفعة هي مالا يؤسس الأخلاق بل ما يضيعها. يقول لاروشفوكو:" إن الفضائل تضيع فيالمنفعة كما تضيع الوديان في البحر".


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


2-مصدر الواجب: المجتمع( دوركهايم):

يرى دوركهايم من موقعه كعالم اجتماع تحويل مجال المساءلة الأخلاقية منمساءلة فلسفية إلى مساءلة علمية. فالأخلاق في نظره ظاهرة اجتماعية قابلةللدراسة الموضوعية. فبالإمكان اعتبارها شيئا.
إن مجال الأخلاق ليس ما يجب أن يكون, ليس معياريا بل هو مجال بحث في ما هو كائن وقابل للاختبار. فماهو مصدر الواجب؟
إنه المجتمع فهو الذي يحدد قيمتي الخير والشر إذ لا وجود لقيم في ذاتهاوإنما تتسم القيم بالنسبية. وينزع المجتمع من خلال آليات الإلزام إلىإدماج الأفراد داخل المنظومة الاجتماعية كي يحقق استمرارية القيم.
يقول دور كهايم:"تبدأ الأخلاق حيث يبدأ التعلق بالمجموعة". إن الأخلاقباعتبارها ظاهرة اجتماعية تنطبق عليها قوانين هذه الظاهرة. فهي إلزاميةقاهرة فوق فردية. يقول دور كهايم:" إذا تحدث ضميرنا كان المجتمع هوالمتحدث فينا".
إن خصائص الواجب الأخلاقي اجتماعية صرفة. فالواجب جماعي وقسري. لذا فانفكر دور كهايم يؤكد على الطابع المتعالي( الخارجي والأعلى) للواجبالأخلاقي. فالأخلاق مجمل قواعد لا نجلبها من الانفعالات المتغيرة للأفراد.فكما أن الناس مدعوون إلى احترام قواعد اللغة والنحو والصرف عليهم أنينظموا سلوكهم حسب قواعد خارجية اجتماعية مستقلة عنهم. لكن أليست هذهالخلقية امتثالية؟ إن الوعي الفردي يمكن أن يثور باسم المثل الأعلى

الأخلاقي نفسه على أوامر المجموعة. ففي تراجيديا سو فوكل " انتيجونا",ثارت انتيجونا على أوامر الملك كريون, أي إرادة الدولة عندما أرادت أنتقيم جنازة لأخيها الخائن. وهنا يمكن أن يجيبنا دور كهايم مستدلا بالحجةالتالية: إن انتيجونا لم تثر على الوعي الاجتماعي بأكمله وإنما هي تطيعقواعد الشرف, إنها تمتثل لأوامر المجتمع المنظم وهو الجماعة الدينيةالمتصارعة مع السلطة السياسية. فرجال الدين هم من أمروها بدلك. وهكذانستشف أن المجتمع يمكن أن يقدم لنا أوامر متناقضة. نستخلص ادن الصعوبةالتالية: ادا رفضت فكرة الواجب واستمعت إلى قلبي فان الحياة الخلقية لنتختلف عن الحياة الغرائزية وتفقد طابعها المتعالي وهو أساسي فيها. لكن اداخضعت لقاعدة خارجة عن وعيي الفردي تصير الحياة الخلقية خضوعا لا مبررا.ولعل الحل يتمثل في الحفاظ على تعالي الأخلاق دون التضحية بالمبادرةالفردية للافراد. لا بد إذن من الحفاظ على الطابع المتعالي للأخلاقوالداخلي للقيم. وهذا ما أكده مسبقا كانط.

نقد:

لئن تفطن دور كهايم إلى أهمية المجتمع في نحت القيم إلا انه لم ينتبه إلىأن المجتمع تشقه تناقضات.وهذا ما ستركزه الماركسية التي رأت في الأخلاقجزءا لا يتجزأ من البنية الفوقية تعكس أشكال الصراع الطبقي. فالأخلاق بناءعلى ذلك تملك وظيفة إيديولوجية تبريرية. لذا يجوز لنا الحديث عن أخلاقإقطاعية وأخلاق بروليتارية...
يقول انقلز:" وكما أن المجتمع قد تطور حتى اليوم ضمن تناقضات طبقية فقد كانت الأخلاق على الدوام أخلاقا طبقية.
ومن ناحية أخرى فالأخلاق من وجهة نظر دور كهايم تهمش قدرة الفرد على تغييرالواقع. وهو ينكر كذلك أهمية الحرية وحضور الإرادة الفاعلة في تغييرالواقع.
---------------------------------
المرجع
فلسفة الأخلاق د.صايم عبد الحكيم.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


القيمة الخلقية بين المعتزلة و الاشاعرة بالتفصيل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قول المعتزلة

يرى المعتزلة أن الحسن والقبح في الأشياء ذاتي ويمكن إدراكهبالعقل ، فالفعل نفسه - بغض النظر عن الشرع - له جهة محسنه تقتضي استحقاقالفاعل مدحا وثوابا أو جهة مقبحة تقتضي استحقاق فاعله ذما وعقابا
يقول أبو الهذيل العلاف : ويجب على المكلف قبل ورود السمع… أن يعرف اللهتعالى بالدليل ……… وإن قصر في المعرفة استوجب العقوبة أبدا ويعلم أيضاحُسن الحسن وقُبح القبيح فيجب عليه الإقدام على الحسن كالصدق والعدلوالإعراض عن القبيح كالكذب والفجور
ويقول القاضي عبد الجبار المعتزلي :" قد ذكرنا أن وجوب المصلحة وقبحالمفسدة متقرران في العقل " ويقول في موطن آخر " فليس لأحد أن يقول إنمايحتاج إلى السمع ليفصل العاقل بين الحسن والقبيح
فالمعتزلة جعلوا الشرع عبارة عن كاشف عن أشياء معلومة مسبقاً بالعقل يقولالقاضي " واعلم أن النهي الوارد عن الله عز وجل يكشف عن قبح القبيح لا أنه
يوجب قبحه وكذلك الأمر يكشف عن حسنه لا أنه يوجبه

إذاً المعتزلة يرون أن صفات الأشياء من حسن وقبح موجودة في الأشياء قبل أنيرد بها شرع وعليه فإن هذا العقل لا يعتبر إلا كالكاشف لأشياء موجودةسلفاً في نفس الأمر .
ويجب التنبيه إلى مسألة مهمة عند المعتزلة وهي أن ليس كل الأشياء يعلمحسنها وقبحها من العقل ، بل إن هناك بعض الأشياء لا يدرك العقل حسنها ولاقبحها بل إن حسنها وقبحها لا ينال إلا من الشارع الحكيم سبحانه ؛ فمثلاًقضاء الحائض للصيام دون الصلاة وقبح الصلاة بعد صلاة الفجر وحسن صدقةالفطر قبل صلاة العيد كلها تدرك بالشرع.
يقول القاضي عبد الجبار في كلام له عن لزوم الدية على العاقلة مع أنها لمتفعل شيئاً قال عنه القاضي " وهذا مما لا دخل له في التكاليف العقلية "

ويقول الآمدي في خلال كلامه عن مذهب المعتزلة والكرامية " … إن الأفعالمنقسمة إلى حسنة وقبيحة لذواتها لكل منهما ما يدرك حسنه وقبحه بضروة العقلكحسن الإيمان وقبح الكفران……… أو بالسمع كحسن العبادات "

فكما تقرر من كلام المعتزلة السابق انهم يرون أن تفاصيل الشريعة ليس للعقلمجال فيها ؛ وقرروا على ذلك وجوب بعثة الرسل على الله !! وكيف يوجب هؤلاءعلى الله أشياء وهم مخلوقون مربوبون مستعبدون ، بل الله هو الذي يوجب علىنفسه وليس لنا إلا أن نقول أوجب الله كذا وكذا على نفسه ، ولا يجب عليهبعثة رسل إلينا بحيث أننا نوجبه .

يقول القاضي في خلال كلامة عن شرائع الدين :
"فلابد من أن يعرفنا الله تعالى حال هذه الأفعال كي لا يكون عائداً بالنقصعلى غرضه بالتكليف و إذا لم يمكن ذلك إلا بأن يبعث إلينا رسولاً مؤيداًبعلم معجز .دال على صدقه فلا بد أن يفعل ذلك"

لمهم في ذلك أن المعتزلة أطالوا النفس في الدفاع عن هذه القضية و الكلامعنها و اعتبارها أنها الأصل الذي لا يجب أن يكون خلاف حوله وعادة مايكتبون في هذا الموضوع في كتب عقائدهم وهي قليل ، وكثيراً ما يطرق هذاالموضوع في كتب الأصول أو كتب المخالفين

الحجة


1-قوله تعالى ( وإذا فعلوا فحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بهاقل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون قل أمر ربيبالقسط ) [سورة الأعراف 28،29 ]
فأخبر سبحانه أن فعلهم هذا فاحشةُُ قبل نهيهم عنه وذكر الله عن نفسه أنهلا يمكن أن يأمر بفاحشة ولهذا قال الله لقوم لوط ( أتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين ) [سورة الأعراف 80 ] فدل على أنها كانتفاحشة قبل أن ينهاهم .
وقوله تعالى (إن الله لا يأمر بالفحشاء ) أي لا يأمر بما هو فاحشة فيالعقول والفطر ولو كان سبب تسميتها فاحشه أن الله نهى عنها فقط ؛ لكانمعنى الآية :إن الله لا يأمر بما نهى عنه وهذا الأسلوب يصان عنه البشرفكيف بالله .
ولكن ينبغي أن نعلم أن أمر الله لنا بتركها جعلها أزجر في النفوس السليمة وأبعد عن الوقوع فيها

2-قوله تعالى (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) [الأعراف 157]
فالمعروف الذي يأمرهم به ما ترى العقول حسنه والمنكر المنهي عنه هو ماتنكر القلوب قبحه فلو أن المعروف لا يعرف الا بالشرع لكان معنى الآيةيأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه وهذا بعيد

3-قال تعالى ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبيا إذ قال لأبيهيا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً ) [سورة مريم42]
فهذا توبيخ من إبراهيم لأبيه على فعله وهو عبادة الأصنام وأنه أمر منكر فقد وبخه على فعل فعله قبل النهي

4-قال تعالى : (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) [سورة: ص :28 ]
فقد أنكر الله في هذه الآية على من نسب لحكمته التسوية بين المختلفين كالتسوية بين الأبرار والفجار .
وفي آية أخرى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن يجعلهم كالذين آمنواوعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) [الجاثية –21]
المسألة ليست أن هذا الأمر لن يكون فحسب ، بل إن الله أنكره من جهة قبحه فقال (ساء ما يحكمون )

5-أن العقول السليمة تجتمع على استحباب مكارم الأخلاق من الشكر والإحسان وإنقاذ الغرقى واستقباح الكذب
يقول القاضي عبد الجبار " كل عاقل يعلم بكمال عقله قبح كثير من الآلامكالظلم الصريح وغيره وحسن كثير منها كذم المستحق للذم وما يجري مجراه "

6-أن الحسن والقبح في كثير من الأشياء يستوي في معرفتها الملحد والموحدفالملحدين يعرفون قبح أشياء مثل القتل والسرقة مع أنهم لا يعرفون لا نهيولا ناهي ولو لم يعرف قبح القبيح إلا بالأمر والنهي "للزم فيمن لا يعرفالله ألا يكون عارفاً بقبح قتل القاتل ولده و غصب ماله "

7- أن من ضاع له غرض من الأغراض واستوى في تحصيل هذا الغرض طريقة الصدقوطريقة الكذب فإنه يؤثر الصدق قطعاً بلا تردد فدل على أن حسن الصدق مركوزفي العقل ومثله من رأى شخص مشرف على الهلاك فإنه ينقذه ولو لم يرى منإنقاذه مدحاً ولا ثواباً

8-لو توقف الحسن والقبح على ورود الشرع لامتنع تعليل الأحكام والأفعالبالمصالح والمفاسد وفي ذلك سد باب القياس وتعطيل أكثر الوقائع عن الأحكام

9-أنه لو لم يكن الحسن والقبح إلا بالشرع لحسن من الله تعالى كل شيء ولوحسن منه كل شيء لحسن منه إظهار المعجزة على يد الكاذب ولو حسن منه ذلك لماأمكننا أن نميز بين النبي والمتنبئ وذلك يفضي إلى بطلان الشرائع


قول الأشاعرة

ذهب الأشاعرة رحمهم الله إلى قول مخالف ومناقض لقولالمعتزلة ومن المعلوم أن رأيهم هو ثاني اثنين من الآراء المشهورة في هذهالمسألة .
فقالوا: إن الله تعالى لا يجب عليه شيء من جهة العقل ولا يجب على العبادشيء قبل ورود السمع فالعقل لا يدل على حسن شيء ولا قبحه (في حكم التكليف)بل وصف الحسن والقبح إنما هو باعتبارات غير حقيقية .

يقول الأيجي " المقصد الخامس في الحسن والقبح:القبيح مانهي عنه شرعا ،ً والحسن بخلافه ولا حكم للعقل في حسن الأشياء وقبحها"

وقال الباقلاني:"والحسن ما وافق الأمر من الفعل والقبيح ما وافق النهي منالفعل وليس الحسن حسناً من قبل الصورة وليس القبيح قبيحاً من قبل الصورة"

وقال الشهر ستاني "العقل لا يدل على حسن الشيء وقبحه في حكم التكليف منالله شرعاً…… وقد يحسن الشيء شرعاً ويقبح مثله المساوي له في جميع
الصفات النفسية فمعنى الحسن ما ورد الشرع بالثناء على فاعلة ومعنى القبيح ما ورد الشرع بذم فاعلة"

إذا ؛ الأشاعرة لا يجعلون للعقل أي معيار في تصنيفهم للحسن والقبحوالذي عليه مدار التكليف بل قد تجد بعضهم قد يقول بأن الله قد يجعلالواجبات على العباد محرمات .

يقول الكلنبوي في حاشيته على شرح الجلال الدواني على العقائد العضدية"(قوله لأنه المالك على الأخلاق وله التصرف في ملكه كيف يشاء)فله أن يجعلالواجبات على العباد محرمات وبالعكس"
هكذا نجد الأشاعرة نافحوا عن هذا المذهب كثيراً وتكلموا عنه في كتبهم وأشبعوه بحثاً.

الحجة


ذكرنا فيما مضى أن الأشاعرة ومن تبعهم قالوا بأنه لا يمكن أن يحسن العقلأو يقبح في الشرع أي شيء وإنما ما حسنه الشارع فهو حسن وما قبحه فهو قبيحواستدل الأشاعرة ومن تبعهم على ما ذهبوا إليه بأدلة كثيرة نذكر منها

1- قال الله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) [النساء 165]
فأخبر الله أنه إنما بعث الرسل إلى العقلاء بالبشارة والنذارة لئلا يكونلهم حجة عليه فلو كان قد وجب عليهم شيء من جهة العقل قبل مجيء الرسل ماقال (لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل ) إنما قال : بعد العقل ولمالم يقل هذا ثبت أن العقل لا تأثير له في ذلك وأن الحسن والقبح لا يؤخذ إلامن الشارع .

2- لو كان الحسن والقبح عقلياً لما كان الكذب مثلاً واجباً أحياناً أوحسناً أحياً مثل أن يستفاد به عصمة دم عن رجل ظالم يريد قتله فما دام أنالكذب قبيح دائما فمن الذي جعله في بعض الأحيان حسنناً !! إنه مما لاشكفيه أنه الشرع .

3- لو جرى حكم تحسين العقل وتقبيحه في أفعال الله ، وفي أحكامه لقبح منه تكليف من علم أنه سيكفر .
ومثال ذلك : من دفع سكنياً إلى عبده وعلم يقيناً أنه متى دفع ذلك السكينإليه فأنه يقتل به ولده ثم إنه مع هذا اليقين يقول :أني إنما دفعت هذاالسكين إليه ليقتل به عدواً لي فإن كل أحد يكذبه ويقول : إنك لما علمتعلماً يقينياً أنه لا يقتل بذلك السكين إلا ولدك ، ثم إنك دفعته إليهوأزلت عنه جمع الموانع من قتل ولدك دل هذا على انك كنت ساعيا في قتل ولدك

4- قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) [سورة الإسراء –الآية :15]
فأخبر الله سبحانه وتعالى أن العقلاء آمنون من العذاب قبل بعثة الرسلإليهم فعُلِمَ أن الله تعالى لم يوجب عليهم شيئاً من جهة العقل بل أوجبذلك عند مجيء الرسل

5- أن العبد مجبور على فعله فلا يتصور الحسن والقبح العقليان في فعله فليسالعبد مستقل بإيجاد فعله فلا يحكم العقل بالاستقلال على ترتب الثوابوالعقاب على أفعاله

6- لو كان حكم العقل بالتحسين مغيراً عن أفعال الله تعالى وفي أفعالهلقَبُح من الله أن يقول للعبد :إن فعلت الفعل الفلاني أو تركت الفعلالفلاني عاقبتك وبالاتفاق هذا لا يقبح فوجب أن يكون العقل معزولاً عن هذاالحكم

7- قولة تعالى : ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلتإلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ) [سورة طه 134 ]
فجعل الحق تبارك وتعالى على الناس في أتباع ما نزلت به الآيات على الرسل لا في اتباع ما دل عليه العقل من الحسن والقبح

8- " لو حسن الفعل وقبح لذاته أو لصفاته ولجهاته لم يكن الباري مختاراً فيالحكم فنحن على هذا لا نحتاج إلى شرع يبين لنا الحسن والقبح إذا كانتمعرفتنا لها بعقولنا .

9-لو كان حكم العقل معتبراً لقبح من الله تعذيب الكفار والعصاة ، وهذا باطل فذاك باطل

10- لو كانت أفعال الله واقعة على وفق المصالح لكان من الواجب إبقاءالأنبياء والأولياء والصالحين وإماتت الأبالسة والشياطين ، لكن الأمربالعكس منه ، فعلمنا أن أفعال الله غير واقعه على وفق المصالح في عقولالبشر .

11- أجمعت الأمة على أن التكليف يقف على البلوغ وليس العقل موقوفاً علىذلك ،إذ عقل المرء موجود قبل البلوغ وهو بعد البلوغ لا يستحدث عقلاً آخرفبان أن العقل لا يحسن ولا يقبح


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=16][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][img:ea97][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.algeria-edu.com
اريج الجنة
عضو جديد
عضو جديد
اريج الجنة


الجنس : انثى السٌّمعَة السٌّمعَة : 1 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2 النقاط/ النقاط/ : 2 العـمــر العـمــر : 39 الدولة : حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Jazaer10

حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف   حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Emptyالإثنين يناير 24, 2011 1:40 pm

شكرا بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
djamele7892
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
djamele7892


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ النقاط/ : 10349 العـمــر العـمــر : 33 الدولة : حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Jazaer10 المتصفح : حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Fmfire10

حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف   حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 10:38 pm

Mad Like a Star @ heaven
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حصريا اضخم مشروع للاختبارات ...اكثر من 200 اختبار لكل السنوات
» مقالة : الاخلاق النسبية و الموضوعية
»  اضخم مكتبة و موسوعة لتحميل الكتب العلمية في الطب و البيولوجيا
» حصريا وعلى منتدنا اروع التلخيصات في التاريخ والجغرافيا حصريا جدا
» حصريا هنا التصحيح المفصل للعلوم الطبيعية حصريا bem 2012

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى غارداية شبكة للتعليم نت :: منتدى التعليم الثانوي :: أحصل على 20/20 في الBAC :: فلسفة-
انتقل الى: