عمليات تسيير المعارف.

نموذج هيثم على حجازي لعمليات تسيير المعارف:

يتكون هذا النموذج كما رأينا في موضوع تسيير المعارف من ثلاث عناصر، الإدراك والعمليات والتوظيف.

أولا: الإدراك: ويقصد به تبيان كل مفاهيم المعرفة للأفراد من خلال العناصر التالية:
* المفهوم: أي الشرح الجيد لمضمون المعارف.
* الدور: أي درجة أهمية المعارف في المؤسسة.
* الموجودات: عبارة عن كل العناصر المساعدة على خلق المعرفة وإظهارها.
* الأهداف: أي ما يجب الوصول إليه بتسييرنا للمعرف.
* الفوائد: أي ما يمكننا تحقيقه بتسييرنا الجيد للمعارف.
* القيادة: الكيفيات التي من خلالها يتم توجيه المعارف بين الأفراد.
* الثقافة: طريقة جعل المعارف أحد السلوكات الرئيسية في المؤسسة.

ثانيا: العمليات: ويقصد بها سبل تسيير المعارف باختلاف مصادرها والوصول بها إلى الأهداف المراد تحقيقها، ونجد فيها ثلاث عناصر هي:

1/ توليد المعرفة:
يوضح Marquardt أنه يمكن توليد المعرفة من خلال عدد من العمليات تمتد من الإبداع، البحث الجاد، وعند حل المشاكل تتولد المعارف، وكذلك من خلال التجريب.
إذ يجب على المؤسسة توفير الجو الملائم للأفراد من أجل تحفيزهم على صنع معارف جديدة من خلال الحوار والمحادثة والتشارك في الخبرة، وهنا تظهر لنا مستويات المعرفة:
الفرد ........ المجموعة ......... المؤسسة .......... المجتمع.
إذ أن الفرد ينتج المعرفة وبإمكانه تحويلها إلى زملائه بالعمل وهذا هدف المؤسسة فالمؤسسة تستقبل المعارف التي صنعها الأفراد والذين بدورهم يحددون معرفة المؤسسة وهذه الأخيرة تطرح كل ما قيل سابقا في المجتمع.
إذ أن من واجب المؤسسة العمل على ضمان تحويل المعارف الضمنية منها والمعلنة بين الأفراد من خلال أربع طرق:
* الجتمعة: بتحويل المعارف الضمنية إلى معارف ضمنية، بحيث يتشارك الفرد مع فرد آخر بما يمتلكه كل منهما من معارف ضمنية، عن طريق الملاحظة والتقليد أو الحديث وغير ذلك.

* التجسيد: بتحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة معلنة، ويحدث هذا عندما تكون للفرد إمكانية عرض معارفه الضمنية لكل الأفراد وليس لفرد واحد فقط، بعدة طرق ولعل أحسنها التكوين.

* التركيب: بتحويل المعرفة المعلنة إلى معرفة معلنة، وذلك من خلال استغلال الفرد للمعارف المعلنة في العملية الإنتاجية، أي كعملية ابتكار.

* التذويب: بتحويل المعرفة المعلنة إلى معرفة ضمنية، وهنا يستثمر الأفراد المعارف المعلنة في المؤسسة لبلورة معارف ضمنية خاصة بهم في الأصل تكون جديدة.

إذن هناك علاقة وطيدة بين تحويل المعارف من جهة وبين الأفراد من جهة أخرى وبين المؤسسة من جهة ثالثة.

2/ التشارك:
هذه العملية تتركز أساسا على إتاحة الفرصة أمام أفراد المؤسسة للإطلاع على مختلف المعارف، ومن ثم استخدامها، والتشارك يعتبر أحد أكثر نشاطات تسيير المعرفة أهمية، كونه أهم سبيل لجني الفوائد من المعارف، كما أنه يهيأ الطريق لتوليد معارف جديدة من خلال الإنتقادات البناءة، والتحسينات وغير ذلك.
لكن هذه العملية لا تخلوا من معوقات توجب على المؤسسة مراعاتها ومحاولة تلافيها، والتي نجد منها:
* الخوف من حصول الناس الآخرين على ما يمتلكه أصحاب المعرفة من معرفة.
* مخاوف أصحاب المعرفة من أن يفقدوا سلطتهم وقوتهم، بفقدانهم مصدر القوة التي يتمتعون بها، أي ما يمتلكونه من معارف ضمنية.
* مخاوف من احتمال دعم المؤسسة للفردية والتنافسية.
* مخاوف من أن يتم تحويل المعرفة الخطأ وبالتالي تعريض المؤسسة للمخاطر.
* الشعور بانتفاء الفائدة والمصلحة الشخصية، والبحث عن مقابل لتحويل المعارف.

3/ التعلم:
تعرف Nancy Dixon التعلم بأنه "قدرة المؤسسة على استخدام القدرة الذهنية المدهشة لكافة أعضائها من أجل توليد نوع جديد من العمليات التي ستحسن قدرتها على التعلم".
إذن فالمؤسسة المتعلمة عبارة عن مصطلح يعني توسيع دائرة مدارك الأفراد من خلال تزويدهم بالمعارف والخبرات والتجارب والدروس المستفادة من الأحداث التي مرت بها المؤسسة.
ويمكننا في هذا السياق ذكر نشاطات المؤسسة المتعلمة:
* حل المشكلات، بكثير من الخبرة الماضية.
* التجريب، من أجل الوصول إلى ما هو أحسن.
* التعلم من التجارب الماضية، من خلال عدم تكرار الأخطاء الماضية.
* التعلم من الآخرين.
* نقل المعرفة.

ثالثا: التوظيف:
وهذه المرحلة جد حساسة فهي نتاج المراحل السابقة، فهنا يتم توظيف المعارف داخل المؤسسة إما في الجانب الإيجابي، وإما في الجانب السلبي، وبالتالي تحقيق أهدافها أو تحقيق خسائر فادحة، فيتوجب على المؤسسة هنا التوظيف الجيد لمعارف أفرادها بما يرجع عليها بالنفع والربح الدائم.
..........................
المصدر: هيثم علي حجازي وشوقي ناجي جواد ، وظائف المنظمات، دار الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، 2008.
..........................
تقبلوا تحيات لمـــجد.