سعدان.. ماذا نفعل الآن؟

فمباراة
الغابون جاءت بعد شهر من اختتام مونديال جنوب إفريقيا الذي شارك فيه
الخضر، وكان من المفروض أن تكون فرصة للناخب الوطني للوقوف على كل ما كشفته
المباريات الثلاث التي لعبها المنتخب في المونديال، وما بينته من نقائص
على مستوى اللعب ومستوى اللاعبين، وحتى أعضاء الطاقم الفني بالذات.

ويبدو
الأمر غريبا إلى حد ما، لأن المشاركة الجزائرية في كأس العالم لم تكشف عن
كل أسرارها، بل اختصرت في القول بأنها كانت مشرفة وتجنبت الإهانة، كما
ذكرنا بذلك المدرب الوطني ساعات قبل مباراة الغابون.

ولما
كان يوم الحادي عشر من أوت هو التاريخ الذي حددته "الفيفا" لإجراء ما
يقارب الخمسين مباراة ودية، أو لنقل تقييميه، فإننا شاهدنا العديد من
المنتخبات التي خرجت مجروحة من المونديال، مثل فرنسا والأرجنتين وإنجلترا
وساحل العاج والكامرون، ولاحظنا كيف أنها لم تضيع الوقت وعادت بسرعة إلى
العمل، ورأينا كيف أنها باشرت مرحلة جديدة بروح تنافسية عالية، أكدت فيها
أن ما حدث لها في المونديال كان مجرد عثرة لابد من الاستفادة منها
والاستثمار فيها.

وخلاقا
لكل التكهنات والتوقعات، ورغم كل ما قيل وكتب عن المنتخب الوطني وخروجه
المبكر من كأس العالم، فإن ريح التغيير هبت جانبا، وقذفت بمحضر بدني
ولاعبين كهلين خارج أسوار المنتخب، ليعود بعد ذلك الحديث عن عقم الهجوم
وهشاشة الدفاع وفوضى وسط الميدان.

وبعيدا
عن النتيجة التي سجلها "الخضر" في مباراة، أول أمس، أمام الغابون، والتي
كانت مخيبة للآمال، فلابد من القول إن المنتخب الوطني قد دخل في مرحلة
حساسة للغاية، تتطلب من مسؤوليه ومدربه التوقف فورا وتصويب الوضع قبل فوات
الأوان. فبعد ثلاثة أسابيع، سيواجه "الخضر" منتخب تانزانيا في مباراة
رسمية، وعليهم أن يدخلوها بروح المنتخب المشارك في كأس العالم، لأن كل
المعطيات ستتغير، ولا ندري كيف سيتصرف الناخب الوطني في الأيام القليلة
القادمة، لأن ما رأيناه في المباراة الأخيرة أمر مخيف حقا، ينم عن وجود خلل
في مكان ما، فهل هو في نوعية اللاعبين، أوفي تفكير المدربين، أم إنه في
منظومة يائسة وبائسة لا يجب أن ننتظر منها أكثر من هدف يتيم في مرمى
الغابون.. وديا.