- اقتباس :
[center]
المسؤولية والجزاء
المسؤوليـة/
Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*. شروطها/
1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2
العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر ،
أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1-
مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2-
مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
-ا- رأي المثاليين/
الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق
بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و
التزاما بمبدأ القصــــاص.الحجة عقلية / إن المجرم حر يتصرف بإرادة و
بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز بين الخير و الشر
ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون فهو مسؤول مسؤولية
فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه و لا بد من إنصافه
قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر مسؤولون عن
اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث يعتبرون الإنسان
خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و أصاب و يستحق
العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار فعله السيئ بمحض
إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن إرادة الفرد
متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك تشريف للمجرم
من حيث هو كائن عاقل "النقد / ان
هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع
تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و
الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان
العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
-ب- رأي الوضعيين–
ان الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من
الجريمة ، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر
بل مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية ) ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو
مرتبط بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته
الماضية مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول
عدوانيــــة، كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه
في طفولته و عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل
النفسي . (
الحتمية الاجتماعية)
يرجع العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية
لأن الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان
الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتم
dـة و
تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي الرهيب
يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو الكسب
المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة مشكلة
الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير مناصب شغل و
غيرها من الحلول الوقائيــة
.( الحتمية البيولوجية ) يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ،
فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض
الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ
العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع
فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي
استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و
مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و
اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان
إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ،
بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ،
بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي
الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف
نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول
بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير
من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..مقال - 1- هل مدار الجزاء اصلاح المجرم أم الاقتصاص منه؟ -2- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )
الاستاذ ج فيصل يتمنى لكم التوفيق ان شاء الله [/center]