[b]III.التحديات المفروضة على الاتحاد الأوربي:
[/b]
[b]1)ضعف البحث:
إن تطوير البحث هو الوسيلة الوحيدة من أجل ضمان القدرة على المنافسة التي
ستميز الأسواق العالمية مستقبلا، وحيث يتجلى اليوم مجال تقنيات الإعلام
والاتصال (TIC)[b][13]
كأهم مورد تجاري. إن اليابان والولايات المتحدة يتقدمان بأشواط طويلة عن
الاتحاد الأوربي ففي الوقت الذي تخصص فيه اليابان3.1 من الناتج الداخلي
الخام (PIB) والو.م.أ 2.8% أوصى المجلس الأوربي بضرورة بلوغ مستوى 3%
في عام 2010. غير أن التوجهات الحالية لا تقود إلى الهدف المرجو حيث نسجل:
تراجع القروض المخصصة للبحث في فرنسا، كما أن الاتحاد لم يتخط بعد حاجز 1.9% من
الناتج الداخلي الخام المخصص للبحث. كما أن المؤسسات الأوربية لا تبذل
الجهد الكافي من أجل البحث والتطوير. إن التراخي النسبي لدول الاتحاد في
مجال البحث أدى إلى ظاهرة نزيف الأدمغة (Brain drain) خاصة لصالح الو.م.أ وهو ما يجعل مستقبل المنظومة الاقتصادية الأوربية بكاملها في المحك.[/b]
2)عدم التجانس في السياسات الاقتصادية:
إن النجاحات المحققة والتي سبق الإعلان عنها في فقرات سابقة ( ايرباص ـ
الأورو ـ السياسة الزراعية المشتركةـ.....) غير كافية ما لم يتحقق التجانس
الاقتصادي فمازالت دول الاتحاد تتصرف وفق منطق<< المصلحة الوطنية
قبل كل شيء.>> فدول كثيرة وقوية لم تتبن بعد العملة الأوربية
الموحدة( المملكة المتحدة ـ الدنمارك ـ السويد ـ....). إلى جانب استمرار
الاختلافات التقنية في الكثير من المجالات التي عطلت انجاز الكثير من
المشاريع كالأنفاق وخطوط السكة الحديدية...الغ.
3)التراجع الديمغرافي:
مع ارتفاع الأمل في الحياة وانخفاض معدل الخصوبة(1.4 بدل 2.1 اللازمة
لضمان تجدد الأجيال) فإن الشيخوخة أصبحت الخطر الأكيد الذي تتعرض له دول
الاتحاد. وحتى الدول المنضمة حديثا والتي كان يعول عليها في إعادة الحيوية
الديمغرافية تعاني اليوم من ضعف معدل الخصوبة هي الأخرى بل إن دول البلطيق
تعرف تراجعا في عدد السكان بدل التزايد. إن انتهاج سياسات متشددة في مجال
الهجرة قللت من فرص الحل لهذا المشكل فماذا ينتظر الاتحاد الأوربي بعد
2010؟ وحيث من المرجح أن تعرف أغلب دول الاتحاد تراجعا في سكانها فعلى دول
الاتحاد استقبال 1.6 مليون مهاجر سنويا للحفاظ على استقرارها الديمغرافي.[b][14].
إنه ليس من الصعب فهم انعكاس التراجع السكاني على القوة الاقتصادية لأي
بلد، إن التراجع يعني المزيد من المتقاعدين ونقص متزايد في اليد العاملة
وميل نحو انخفاض معدلات الاستهلاك، وتزايد مضطرد للنفقات الحكومية ذات
الطابع الاجتماعي ( منح التقاعد ـ الضمان الاجتماعي ـ التأمينات) حيث
ستتجاوز نفقاتها إيراداتها بشكل كبير. إن التباين في السياسات الاجتماعية
بين دول الاتحاد لا يشير إلى وجود حل في المستقبل المنظور. [/b]
الخلاصة:
إن الاتحاد الأوربي كتجربة فريدة من نوعها هو اليوم في مرحلة البناء حيث
يعرف توسعا أفقيا يتمثل في انضمام دول جديدة تكاد تشمل كامل المجال
الجغرافي للقارة الأوربية، وفي حالة توسع عمودي تتمثل في تقوية المؤسسات
المشتركة فمن مجرد سوق مشتركة وصولا إلى العملة الموحدة ومن المجال
الاقتصادي المحض إلى المجال السياسي: البرلمان الأوربي ـ مشروع الدستور
الموحد....الغ، حقق أهم نجاح له في كونه أصبح واحدا من الأقطاب الثلاثة
الاقتصادية الكبرى في العالم (La Triade).
غير أن الكثير من نقاط الضعف تشوب هذا البناء
العملاق: فمازال الاتحاد بعيدا عن انجاز سياسة صناعية مشتركة بل ولم يبادر
إليها بعد رغم ما حققته السياسية الزراعية المشتركة من نتائج مذهلة. بل
ويتعداه إلى غياب سياسة مشتركة في مجال البحث و النقل. و ما زاد من تعقيد
الوضع غياب سياسة اجتماعية واضحة نتيجة التجاذبات السياسية والثقافية إن
لم نقل العنصرية الكامنة التي أصبح معبرا عنها في تنامي التيارات السياسية
اليمينية المتطرفة في فرنسا وألمانيا وايطاليا والدنمرك وبريطانيا.....[/b]
[1]روبرت شومان: خطاب الساعة9 ماي 1950
[2]
رغم ما تحقق : من المبكر الحديث عن وحدة سياسية أوربية و مثال على ذلك عدم
تحقق مشروع الدستور الأوربي الموحد، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر
بتاريخ:الأربعاء، 13 صفر، 1429/ الموافق ل:20-02-2008 عبرت دول
الاتحاد بشكل مختلف عن موقفها من قضية إعلان استقلال كوسوفو.
[3]Benelux :بلجيكا ـ هولندا ـ لكسمبورغ. ( اتحاد جمركي يعود لعام 1944)
[4]يبدو
التبادل البيني عاملا مبهما في تفسير القوة الاقتصادية للاتحاد، ولكنه في
الحقيقة يعبر عن عامل خفي في القوة الاقتصادية وهو القدرة على الكفاية
الذاتية(Autonomie)
[5]من الكلمات:Afrique ـ Caraïbes ـ Pacifique: المستعمرات السابقة للدول الأوربية والتي تحظى بمعاملة تجارية خاصة بموجب اتفاقية لومي واتفاقية كوتونو
[6] وهو ما أدى إلى وقوع ما يعرف بالحروب الزراعية بينهما ( حرب اللحوم ـ حرب المواد المعدلة وراثيا ـ .......)
[7]إن الفرق بين PIB وPNB يكمن في أن الأول يتضمن التحويلات الخارجية أما الثاني فيقتصر على المنتج داخل البلد فقط.
[8]مثال: بلغ مجموع التحويلات المالية لشركة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
البنكية النشطة حديثا بالجزائر أكثر من 84 مليون دولار كأرباح لسنة 2007
بالعملة الصعبة رغم نوع من الحماية التي مازالت تتمتع بها المؤسسات
البنكية الوطنية.......!!!!!!!!!
[9]حيث تتوافر عناصر مثل: الطاقة الاستهلاكية ـ وسائل الاتصال ـ اليد العاملة ـ مراكز اتخاذ القرار ـ ......
[10]الأمر لا يتعلق بحي: manhattan بنيويورك بالولايات المتحدة.
[11]سأخصص موضوعا حول الزراعة الأوربية.
[12]و هنا يجب التمييز بين طبيعة التبعية الأوربية وتلك التبعية في بلدان العالم الثالث ( يمكن إثارة نقاش حول الموضوع)
[13]Technologie de l'information et de la communication.
[14]لكن
هذا يطرح ما يعرف بالهوية الثقافية والدينية لأوربا / سبق إن شرحت هذا
المشكل في مقاربة بين الجزائر وألمانيا في موضوع المؤشرات الاقتصادية و في
موضوع مثال لقارنة: البحر الأبيض المتوسط (الخطر القادم من الجنوب)
[/center]