منتدى غارداية شبكة للتعليم نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, لديك: 378 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : .
 
الرئيسيةصـــفحة قرأنيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Fb110

 

 مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
djamele7892
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
djamele7892


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ النقاط/ : 10349 العـمــر العـمــر : 34 الدولة : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Jazaer10 المتصفح : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Fmfire10

مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Empty
مُساهمةموضوع: مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة   مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Emptyالسبت أبريل 02, 2011 12:59 am


مـعـالـم
المـديـنـة المنوَّرة




1-من
أسماء المدينة:


1- الحرم:
جاء
في صحيح مسلم: (المدينة حرم) وفي رواية (إنها حرم
آمن).

2- دار
الأبرار:
لأنها
دار المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم والمهاجرين والأنصارولأنها تنفي
شرارها وهي في الحقيقة ليست داراً لمن أقام بها من
الأشرار.

3- الفاضحة
:
لأنها
تفضح من أخفى فيها عقيدة فاسدة وكذلك من أضمر فيها نفاقاً أو أمراً أظهره الله و
فضح صاحبه.

2-تفضيلها
على غيرها من البلاد
:


1- انعقد
الإجماع على تفضيل ما ضم أعضاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الشريفة على جميع
بلاد الله حتى الكعبة الشريفة وكذلك انعقد الإجماع أيضاً على أن مكة والمدينة أفضل
من سائر البلاد على الإطلاق، وإنما وقع الخلاف في أيهما أفضل من الأخرى مكة أم
المدينة؟. فذهب عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما والإمام مالك رحمه
الله إلى تفضيل المدينة المنورة على مكة المكرمة، وذهب الجمهور إلى تفضيل مكة على
المدينة ماعدا ما ضم الأعضاء الشريفة ولكل دليله وتأويله.

2-ورد
في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "...
ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في
الماءِ ".


وإذا
كان هذا الوعيد الشديد لمن أرادها بسوء فما بالك بمن فعل بها سوءاً فالوعيد أشد،
وهذا الوعيد يشمل الدنيا والآخرة معاً.

3- روى
الترمذي وابن حبان في صحيحه وابن ماجه في سننه والبيهقي مرفوعاً إلى النبي صلى الله
عليه وسلم " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت فيها ".


4- ورد
في الصحيحين أنه من دعائه صلى الله تعالى عليه وسلم :" اللهم حبب إلينا المدينة
كحبنا مكة أو أشد"


5- وفي
صحيح البخاري أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران
المدينة أسرع براحلته حباً في المدينة وقد دعا لها بالبركة كما ورد في الصحيحين
قال: " اللهم اجعل بالمدينة ضعفيّ ما جعلت بمكة من بركة
".


6- قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بين لابتيها حرام) (واللابتان الحرّتان
الشرقية والغربية). ومن انتهك حرمة شيء من ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين إلا أنه ليس عليه قصاص مثل الذي قتل وهذا يدل على عظم ذنبه لأن الذنب إذا
وجدت له كفارة في الدنيا كان أمره أهون.

7- خلاصة
القول:
إنّ
المدينة من أحبِّ البقاع إلى الله، وإنها دار الإيمان وإليها يأرِز (أي يجتمع و
ينضم) الإيمان في آخر الزمان وعلى مداخلها حراس من الملائكة لا يدخلها الدّجال ولا
الطاعون.

عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على أنقاب
المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ". ولم يدخل الطاعون حتى الآن
المدينة. وهي آخر مدن الدنيا خراباً وهي مضجع أفضل خلق الله صلى الله تعالى عليه
وسلم ومهبط الوحي فلا يكاد يوجد فيها مكان إلا ونزلت فيه آية أو آيات قرآنية أو ورد
فيه حديث نبوي وهي حرم الله ورسوله صلى الله تعالى عليه
وسلم.

وقد
أخبر الوحي بالوعد لمن صبر على بلوائها ومن صلى في مسجدها ومن أكل من ثمرها وشرب من
مائها وجعل تربتها شفاء فطوبى لمن زارها.



3-المسجد
النبوي الشريف:

1- إن
موضع المسجد النبوي الشريف كان محل تجفيف تمر ليتيمين من بني النجار في حجر أسعد بن
زرارة.

فلما
طلب النبي صلى الله عليه وسلم المكان اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعشرة
دنانير ذهباً ونبش ما كان في هذا المكان من قبور المشركين وسويت الخرب وقطع النخل
الذي فيه ثم بناه صلى الله عليه وسلم أول ما بناه بالجريد وجعل أساسه أربعة أذرع من
الحجارة وكانوا ينشدون أثناء بنائه:

(اللهم
لاّ خير إلا خير الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة).

2- وهو
أول مكان نزل فيه صلى الله تعالى عليه وسلم. فعندما وصل النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم موضع مسجده بركت الناقة ووضعت جرانها على الأرض في مكان منبره الشريف فجاء
زعماء الخزرج يتسابقون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكل واحد منهم يقول يا رسول
الله أنا أحق بأن تنزل عندي فيذكر قرابته و خؤولته فانسل أبو أيوب رضي الله عنه
وأخذ الرحل من فوق الناقة وأسرع به إلى منزله فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم
ابتسم وقال: "المرء مع رحله".

3- ولما
بنى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مسجده الشريف جعل رجالاً على زواياه ليعدِّل
القبلة فجاءه جبريل عليه السلام وقال بيده هكذا فأماط كل جبل بينه وبين الكعبة ثم
قال للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة وبعدما وضع
القبلة قال جبريل بيده هكذا مرة أخرى فعاد كل جبل إلى مكانه.

بأي
شيء بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده:



ثبت
في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر عليه الشهر والشهران لم يوقد في بيت
من بيوته نار للطبخ وإنما الطعام التمر والماء فقط، كما كان فراشه من أدم حشوها ليف
وربما نام على الحصير فيؤثر في جنبه الشريف، وكان يخرج في غزواته على قل من الزاد
ونقص في الراحلة إلى حد أن يتعاقب ثلاث من أصحابه على راحلة واحدة كما وقع في غزوة
بدر، وربما جاءه الضيف فيمر على بيوته فلا يجد له طعاماً فيقول: منْ لهذا الضيف؟
فيبادر أحد أصحابه إلى أخذ الضيف إلى منزله فيقدم له القرى الكافي مؤثراً إياه على
حاجته وحاجة أولاده للطعام، وكان يأتيه بعض أصحابه الراغبين في الخروج معه للجهاد
في سبيل الله فيقول لهم:

" لا
أجد ما أحملكم عليه "

فيرجعون وأعينهم تفيض بالدموع حزناً لعدم وجود ما يقدرون به على الجهاد في سبيل
الله.

فهل
معنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان فقيراً عاجزاً حتى عن الحصول على ضروريات
العيش ومتطلبات الجهاد؟ والجواب بالطبع لا بل هو اختيار من النبي صلى الله عليه
وسلم وإيثار للآخرة على الأولى ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله
عنه لما بكى حين رأى الحصير أثر في جنبه الشريف وقال: يا رسول الله ألا نصنع لك
فراشاً وذكر له ما عند كسرى وقيصر من الأسرة والأرائك. قال النبي صلى الله عليه
وسلم وهو كالمغضب: (يا عمر أولئك عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا) وهذه يعني أن
النبي صلى الله عليه وسلم ترفع عن زخرف الحياة الدنيا ومتاعبها القليل والزائل رغبة
فيما عند الله من النعيم المقيم، وظهر هذا الترف السامي في تواضع عيشه وبيوته
ومسجده، وحين خُيِّرَ بين البقاء في الدنيا إلى نهايتها وبين لقاء ربه اختار لقاء
ربه.

ولم
يرضَ صلى الله عليه وسلم وضع أقل زينة في بيوته، ولهذا لما عاد النبي صلى الله عليه
وسلم من غزوة دومة الجندل وجد أم المؤمنين ( أم سلمة ) رضي الله عنها بَنَتْ حجرتها
- ولا أقول قصرها - باللبن وطينت سقفها بالطين لأنه كان يخر بالماء إذا نزل المطر،
فلما رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك قال لأم سلمة لِم فعلت هذا؟ فقالت: يا رسول
اللّه أردت أن أكف أبصار الناس فقال لها: (يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلم
البنيان).

وهذا
لا يعني أنه حرم على الإنسان أن يتخذ لنفسه داراً لسكناه أو داراً يكتسب بكرائها
فالكسب بالتجارة والإجارة حلال لأمته صلى اللّه عليه وسلم وإنما المراد تقبيح
التطاول في البنيان والتفاخر بزخرفتها وتجميد الأموال في الحجر والطين حتى لا
يستفيد منها قريب أو بعيد، وحتى تقام بهذه الأموال المشاريع الحية التي تفيد الأمة
وتساعد في الرخاء. وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده الشريف بالجريد والطين
كما بنى حجراته الشريفة بنفس الشيء وترك مساحة كبيرة من المسجد رحبة غير مسقوفة،
وكان ارتفاع مسجده في بنائه الأول خمسة أذرع وبعد فتح خيبر بناه ووسعه وجعل ارتفاعه
سبعة أذرع كما تقدم.

قِبلته
إلى الشام:


من
خلال ما ذكرنا من وضع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لقبلة مسجده الشريف وهو ينظر
إلى الكعبة، قد أحسَّ بأن قبلته كانت إلى الكعبة الشريفة عند قدومه المدينة وأنها
حوّلت إلى بيت المقدس وعندئذ صار النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقلب وجهه في
السماء ليجعل قبلته إلى بيت الله الحرام وقال اليهود بعد تحويلها: {مَا وَلاهُمْ
عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا..
} [البقرة:
142].

ولقد
مكث النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل بيت المقدس في الصلاة نحو ستة عشر شهراً بعد
قدومه المدينة وكان محرابه إلى البيت المقدس في نهاية المسجد آنذاك من الشمال مقابل
باب جبريل اليوم عند الاسطوانة الخامسة شمالي أسطوانة عائشة رضي الله عنها بحيث
تجعلها خلف ظهرك وتسير إلى الشمال وتعد خمس أسطوانات غربي دكة الاغواث (خدام
الحرم).

منبرُ
النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم
:


كان
النبي الصلاة والسلام يخطب يوم الجمعة إلى جزع نخلة في المسجد وكان الجزع بين مكان
المنبر والمحراب أقرب إلى الأسطوانة المخلقة ولما شق على النبي صلى الله عليه وسلم
القيام اتخذ منبراً يجلس عليه ويخطب. وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى
امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار يقول لها: " انظري غلامك النجار يعمل لي
أعواداً أكلم الناس عليها "
فعمل هذه الدرجات الثلاث ثم أمر بها فوضعت في هذا
المكان فأصبحت منبره الشريف في مكانه الدائم.

فلما
تحوّل النبي صلى الله عليه وسلم بخطبته عن الجزع إلى المنبر قام الجذع حنين إلى
النبي صلى الله عليه وسلم مثل حنين الناقة التي فقدت ابنها وارتفع حنينه حتى أحزن
الصحابة رضي الله عنهم فنزل إليه النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه وسارَّه بحديث:
"إن شئت عادت إليك خضرتك ونضرتك و إن شئت دعوت الله أن يجعلك من غراس الجنة
"
فاختار الجزع أن يكون من غراس الجنة وسكت عن الحنين. ودفن هذا الجزع فيما بعد
تحت المنبر من جهة القبلة.

وقد
ورد في منبره الشريف أحاديث تدل على فضله، فقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " قوائم منبري رواتب في الجنة " وهذا يعني أن هذا
المنبر بذاته يعيده الله يوم القيامة على حاله فينصبه عند حوضه صلى الله عليه وسلم
كما يعيد الله تعالى الخلائق يوم البعث.

وعن
أنس رضي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " منبري على ترعة من ترع
الجنة
" والترعة هي الروضة أو الباب أو الدرجة. وفي سنن أبي داود من حديث جابر
بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحلف أحد
عند منبري هذا على يمين آثمه ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار أو وجبت له
النار "
.

وقد
عرف الصحابة رضي الله عنهم لهذا المنبر فضله وأنه حظي بوقوف النبي صلى الله عليه
وسلم.

ولما
ولي الصديق رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على درجة المنبر الثانية تأدباً مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يجلس على المنبر ويضع قدميه على الدرجة
الثانية.

ولما
ولي عمر رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض
تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدباً مع الصديق رضي الله عنه.


وهكذا
يكون الأدب والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم و هكذا يكون التأدب أيضاً مع
أصحابه رضوان الله عليهم. وفي عهد معاوية رضي الله عنه قام بكسوة المنبر الشريف
بقبطية وزاد فيه ست درجات فاصبح تسع درجات ولم يزد فيه أحد قبل معاوية ولا بعده غير
أنه جدد عدة مرات.

محرابه
صلى اللَّه تعالى عليه وسلم:


عرفنا
فيما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى قبلة بيت المقدس ستة عشر شهراً وأن
مكان صلاته كان عند العمود الخامس شمالي أسطوانة عائشة وغربي ما يسمى اليوم (دكة
الأغواث) وبعد تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام حوله النبي صلى الله عليه وسلم من
شمالي المسجد إلى جنوبية وصلى عند أسطوانة عائشة مدة شهرين أو أربعة شهور ، ثم تقدم
إلى الاسطوانة المخلقة وصلى عندها أياماً وكان ذلك موقفه في الصلاة وفيه بني محرابه
الشريف. وفي زيادة عمر رضي الله عنه قدم محراب الإمام إلى نهاية زيادته جنوباً، وفي
زيادة عثمان رضي الله عنه وقف في محرابه العثماني الذي يقف فيه الإمام حتى
الآن.

أساطين
المسجد النبوي الشريف:


كانت
أعمدة المسجد النبوي الشريف من الخشب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وورد أن أبا
بكر الصديق رأى بعضها أكلته الأرضة فأبدله بأعمدة أخرى من الخشب، ولكن عمر رضي الله
عنه غير أعمدة المسجد النبوي وبناها باللبن لأول مرة ولم يغير مكانها، وكذلك
الخلفاء الذين جددوا ووسعوا المسجد النبوي الشريف بعده فلم يغيروا مكان أعمدته على
مر الزمان مما ترك للمسلمين فرصة التعرف على مكان هذه الأعمدة وتوخي ما ورد في
أمكنتها من فضل وبركة.

والصلاة
في المسجد النبوي كله مضاعفة بألف صلاة فيما سواه غير أنّها في الروضة الشريفة
معنىً وفضلاً زائداً على ذلك، وحيث إن كثيراً من أساطين الروضة الشريفة ارتبط
بمناسبات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأطلق عليه اسم خاص يشير إلى تلك
المناسبات ، وحيث إن الكثير من الصحابة ومن بعدهم من السلف كان يتحرى الصلاة عند
تلك الأساطين التي لا يخلو ما أحاط بها من فراغ وهواء جوٍ من أن يكون لامس بدن
النبي صلى الله عليه وسلم في مروره بينها وجلوسه عندها ، وبما أن أمكنة جلوسه صلى
الله عليه عند هذه الأسطوانات وغيرها من أماكن المسجد النبوي كانت محلاًّ لنزول
الكثير من الآيات القرآنية وورود الأحاديث النبوية وارتياد جبريل عليه السلام على
النبي صلى الله عليه وسلم.

لهذه
المعاني كلها خصصنا باباً مستقلاً لهذه الأساطين وتركنا ما سواها، ولطالما ظل خلفاء
الإسلام وسلاطين المسلمين وملوكهم يحرصون على إبقائها في أمكنتها ويكتبون عليها
أسماءها كلما جدد بناء المسجد النبوي الشريف مما جعل هذه الأساطين معروفة في
أماكنها وبأسمائها المكتوبة عليها إلى وقتنا هذا وإليك أسماءها مع ذكر ما حدث عندها
من مناسبات:



1-أسطوانة
عائشة رضي الله عنها
:


وهي
التي تلي أسطوانة التوبة من جهة الغرب وتقع هذه الاسطوانة في وسط الروضة الشريفة
وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مكانها مصلى بعد تحويل القبلة مدة شهرين أو
ثلاثة ثم تحول إلى مكان مصلاه في نهاية جدار المسجد القبلي حيث هو الآن عند
الأسطوانة المخلقة (أي المطيبة) فأصبحت هذه الأسطوانة خلفه، وكان عمر والصديق
وأفاضل الصحابة رضي الله عنهم يفضلون الصلاة عندها وكان أفاضل أبناء المهاجرين من
التابعين يعتادون الجلوس عندها ، حتى قيل لمجلسهم: مجلس القلادة. وسبب تسميتها
بأسطوانة عائشة رضي الله عنها أن بعضاً من الصحابة رضي الله عنهم كانوا جلوساً عند
عائشة رضي الله عنها ومعهم ابن أختها التابعي الفقيه(عروة بن الزبير) فقالت
عائشة رضي الله عنها: إن في المسجد أسطوانة لو عرفها الناس لاستهموا على الصلاة
عندها بالأسهم.

فسألوها
عنها فأبت أن تعينها لهم ثم بعد قيامهم سارَّت ابن الزبير بشيء ثم قام واتجه إلى
هذه الأسطوانة وصلى عندها. وكان بعض أولئك الصحابة يرقب ماذا سيفعل فلما صلى عندها
جاؤوا وصلوا في مكانه فسميت هذه الأسطوانة بعد ذلك (أسطوانة عائشة) كما هو مكتوب
الآن في أعلاها، كما سميت أيضاً بأسطوانة القرعة لرواية (لاقترعوا عليها بالسهام)
وروى بعض التابعين عن زيد بن أسلم أنه رأى موضع جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند هذه الاسطوانة وأنه رأى بعد ذلك موضع جبهة أبي بكر الصديق دونها ثم رأى موضع
جبهة عمر دون موضع جبهة أبي بكر رضي الله عنه عن الجميع مما يؤكد أن أبا بكر وعمر
رضي الله عنهما كانا يعرفان فضل الصلاة عند هذه الأسطوانة وقد ورد أيضاً أن الدعاء
عندها مستجاب.

ومن
المعلوم أن موضع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم ثم جبهة أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما كان على التراب قبل أن يفرش المسجد بالبلاط.



2- اسطوانة
الوفود:



وهي
الأسطوانة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عندها لوفود العرب القادمة عليه
لكي تبايعه على الإسلام وهي التي وقع عندها نداء بني تميم من وراء الحجرات حيث
نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: (يا محمد أخرج لنا نفاخرك) فأنزل
اللَّه تعالى في شأنهم قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ
الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى
تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
} [الحجرات:
4-5].

وعند
هذه الأسطوانة أيضاً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وافداً عن بني
سعد بن بكر فلما أقبل ووقف على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن يعرف
الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب فقال له ضمام: محمد يا بن عبد المطلب إني سائلك
ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدنَّ في نفسك، فقال صلى الله عليه وسلم: لا أجد في
نفسي، قل عما بدا لك . فقال ضمام: أنشُدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو
كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً وأن نخلع هذه
الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه؟ قال صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، قال ضمام:
فأنشدك الله ألهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله أمرك أن نصلي هذه
الصلوات الخمس؟.

فقال
صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، ثم جعل ضمام يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة
وبالأسلوب نفسه، ثم قال في النهاية أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وساؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف إلى بعيره
راجعاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة
"
وكم عند هذه الأسطوانة حصلت مناسبات وكم جرى من حوار بين النبي صلى الله عليه
وسلم وبين وفود العرب كالذي وقع بينه وبين وفد نجران وغيره.



3-
اسطوانة
التوبة:


وهي
الأسطوانة التي ربط فيها الصحابي الجليل (أبو لبابة) الأنصاري رضي الله عنه نفسه
وظل فيها أسيراً وقال: والله لا أفك هذا الأسر عن نفسي حتى يتوب الله عليَّ ويحلني
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده . وقصة أبي لبابة هذه سببها أن النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم عندما حاصر اليهود بني قريظة بعد غدرهم بعهده وانضمامهم إلى معسكر
الأحزاب وطال عليهم الحصار وامتلأت قلوبهم من الرعب وضاقت الأرض بهم وجهلوا النكاية
التي سوف تحل بهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم أبا لبابة رضي
الله عنه لأنه كان حليفاً لهم قبل الإسلام لكي يتفاوض معهم فلما جاء إليهم أرسلوا
الصبيان في وجهه يجأرون وصاحت نساؤهم مستعطفة لرحمته ثم حاولوا استغلال عاطفته
فقالوا له: ماذا ترى؟ أننزل حكم محمد؟ فقال لهم: إن نزلتم على حكم محمد (وأشار بيده
إلى حلقه) يعني سوف يذبحكم. فقال أبو لبابة فوالله ما تحركت قدماي حتى علمت أني
خُنْت ورسوله فلم يعد إلي الرسول صلى الله عليه وسلم بل ذهب مسرعاً إلى المسجد
النبوي وربط نفسه في هذه الأسطوانة.

فلما
سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أما إنه لو جائني لاستغفرت له ". وبعد
انتهاء حصار بني قريظة عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولا يزال أبو
لبابة مستأسراً في ساريته فتأتيه بنته وتطلقه للصلاة وقضاء الحاجة ثم تعيده إلى
أسره. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما إذ فعل بنفسه ما فعل فما
أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه"
. فلما أنزل الله توبته على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو فيبيت أم سلمة رضي الله عنها، تقول أم سلمة: لقد سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم في السَّحَر يضحك، فقلت: مم تضحك يا رسول الله أضحك الله
سنك؟ قال: " تيب على أبي لبابة ". فقالت أم سلمة: ألا أبشره يا رسول
الله ؟ قال: بلى إن شئت فقامت على باب حجرتها(والحجاب لم يضرب بعد) وقالت:
يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك. وهذا يعني أن دارها كان بابها مفتوحاً على
المسجد فلما سمع الناس التوبة على أبي لبابة ثاروا إليه ليطلقوه من أسره، فقال: لا
والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر عليه
الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر أطلقه من الأسر.

وهذه
الأسطوانة مكتوب عليها حتى الآن (أسطوانة أبي لبابة) وتعرف بالتوبة وتقع إلى الشرق
من أسطوانة عائشة وهذه الأسطوانة أيضاً هي التي أسر النبي صلى الله عليه وسلم فيها
ثمامة بن أثال سيد اليمامة حين جاء به الصحابة في سرية أسيراً فأكرمه النبي صلى
الله عليه وسلم وكان يبعث إليه كل يوم بلبن عدة شياه فيشربه كله وكان ثمامة في أسره
يراقب تصرفات المسلمين وأفعالهم فرأى من التقوى والمحبة والتعاطف والتواضع وكثرة
العبادة ما لم ير في حياته فدخل في قلبه حب الإسلام وأعجب بأهله وأضمر في نفسه
الدخول في الإسلام ولكن أنفة الزعامة والعزة جعلته يؤخر إسلامه إلى نهاية أسره ،
وكان إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أسْلم يا ثمامة يرد عليه بقوله: يا محمد إن
تنعم عليَّ تنعمْ على شاكر وإن تقتلني تقتل ذا دم . وفي اليوم الثالث من أسره أمر
النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق ثمامة من أسره وقال له اذهب حيث شئت. فذهب ثمامة
واغتسل وفاجأ المسلمين بإعلان إسلامه.

إن
حكمة الأسر في المسجد لحكمة عظيمة حيث تمكن الأسير من معرفة الإسلام والوقوف على
حقيقة أهله مما يدفع الأسير للدخول في الإسلام. هذا ما وقع لثمامة، وبعد أن أسلم
أتى باللبن الذي كان يشربه كل يوم فلم يشرب منه إلا لبن الشاة الواحدة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإن المؤمن يأكل
في معي واحد".


وورد
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أكثر نوافله عند أسطوانة التوبة وتقع عن يمين
حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ضمن أسطوانات الروضة الشريفة.



4-
الأسطوانة
المخلقة
:


(أي
المطيبة بطيب الخلوق): وهي الأسطوانة الملاصقة لمصلى النبي صلى الله عليه
وسلم من جهة القبلة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها بعد تحوله عن
أسطوانة عائشة رضي الله عنها ولكن هذه الأسطوانة اليوم متقدمة عن محلها الأصلي إذ
محلها الأصلي عن اليمين الإمام إذا وقف في المصلى الشريف.

وروى
يزيد بن عبيد أنه كان يجيء مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى (أي صلاة الضحى) فيعمد
سلمة إلى مكان الأسطوانة المخلقة ويصلي عندها سبحة الضحى ، فقال له يزيد: ألا تصلي
في مكان آخر من المسجد؟ فقال له سلمة: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى
هذا المقام ، وهذا الحديث مروي في الصحيحين وفي صحيح البخاري عن يزيد بن عبيد:
"
كنت آتي مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف
- أي المخلقة - فقلت: يا أبا سلمة أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، فقال: فإني
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها ".

وفي
صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى موضع المصحف يسبح فيه وذكر أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك. فرضي الله عن سلمة وجميع الصحب الكرام، فإن استطعت
أيها المسلم أن تتحرى بصلاتك ونوافلك المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتحرى الصلاة فيه فافعل، ولكن احذر من أن تضر أحداً من الجالسين والقاصدين من الفضل
مثلما تقصد حتى لا يتسبب ذلك في إحباط عملك.

وهذه
الأسطوانة اليوم يرتكز عليها المحراب النبوي الشريف ومكتوب في أعلاها (الأسطوانة
المخلقة)
وسبب تسميتها بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه
ذلك فقام أحد الصحابة وحك النخامة وطيب مكانها بطيب يسمى الخلوق فسر النبي صلى الله
عليه وسلم لذلك واعتبر هذا أول تطييب للمسجد النبوي الشريف.



5-أسطوانة
السرير:


وهي
الأسطوانة التي تقع في مكان اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وكان يوضع له عندها
سرير وكان هذا السرير من جريد النخل وفيه السعف ولا تظن أنه أريكة وثيرة فإن ذلك من
نعيم الدنيا الزائل الذي ترفع عنه النبي صلى الله عليه وسلم وفضل عليه نعيم الآخرة.


وتقع
هذه الأسطوانة شرقي أسطوانة التوبة وليس بينها أسطوانة أخرى وهي اليوم ملاصقة لشباك
الحجرة الشريفة، وأول من عمل حظيراً على الحجرة الشريفة السلطان قايتباي، وعندها
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقْرِعُ بين نسائه. ومن مكان اعتكافه عليه الصلاة
والسلام هذا كان يعطي رأسه لعائشة رضي الله عنها وهي في داخل باب حجرتها لتسرحه
وترجله كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.



6- أسطوانة
المحرس، أو الحرس
:

وكانت
تسمى أيضاً أسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه كان يجلس عندها حارساً للنبي
صلى الله عليه وسلم قبل أن يترك الحراس فلما نزل عليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
[المائدة: 67]ترك الحراس
حينئذ.

وترتيب
هذه الأسطوانات: المخلقة عند المحراب، وأسطوانة عائشة خلفه إلى اليسار قليلاً،
والتوبة على يسارها، ثم السرير عن يسار هذه، ثم الوفود خلف ذلك شمالاً ، ثم الحرس
خلف الوفود، ومكتوب في أعلى كل واحدة اسمها.

وبداخل
الشباك أسطوانات أخرى لا تمكن الصلاة عندها منها أسطوانة مربعة القبر، وأسطوانة
التهجد وهي التي كانت في مكان تهجده صلى الله عليه وسلم من
الليل.

باب
عثمان رضي الله عنه
:


وهو
الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعرف قبل هذه التسمية بباب النبي
صلى الله عليه وسلم وأصبح يعرف بباب جبريل.

ومن
الباب الذي عن اليمين المحراب دخل الأعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم على منبره في
خطبة الجمعة وقال: يا رسول الله هلكت الأموال والأنفس من القحط وقلة المطر فادع ربك
ليسقينا. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه فخرجت سحابة من وراء سلع وليس بين
المسجد وبين السلع بيت فغطت السماء فأمطرت ستاً (أي أسبوعاً) ثم دخل هذا الرجل نفسه
ومن نفس الباب في الجمعة الثانية وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل من
كثرة المطر فادع ربك يرفع عنا المطر. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " لو
كان الشيخ هنا لقرت عينه"
فقال أبو بكر رضي الله عنه كأنك تعني يا رسول الله
قول أبي طالب:

وأبيض
يستسقى الغمام بوجهــه ثمال اليتامى عصمـه للأرامـل


يلوذ
به الهلاك من أل هــاشـمٍ فهم عنده في نعمة وفــواضل


ثم
قال صلى الله عليه: " اللهم حوالينا ولا علينا " فيقول راوي الحديث إن السحاب كان
ينقشع ويميل مع يده صلى الله عليه وسلم حيثما أشار حتى أصبحت السماء
صحواً.

توسعة
النبي صلى الله عليه وسلم لمسجده:


وكان
لا بد أن تعترض دور لتوسعة النبي صلى الله عليه وسلم مسجده ولا بد من انتزاع
ملكيتها ويكون فيما اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم في انتزاع الملكية تشريعاً
لأمته من بعده ومن ذلك أنه اعترضته دار لرجل من الأنصار قيل إنه(منافق )
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " تتصدقُ بها على المسجد ولك بيت في الجنة
"
فأبى الرجل فجاءه عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعل يساومه في داره حتى
اشتراها بعشرة ألاف درهم ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول
الله اشتر مني البقعة فإني اشتريتها من الأنصاري بمثل ما كنت تريد شراءها به منه
فاشتراها منه النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة وهكذا تعودنا أن نقرأ عن
عثمان رضي الله عنه الإنفاق في سبيل الله إلى حد اكتسب الجنة كما في هذه القصة وكما
في تمويله لجيش غزوة العسرة (تبوك) وكما فعل في عيرة التجارة عام الرمادة وكما فعل
في شراء بئر رومة وتصدق بها على المسلمين وجعل دلوه فيها كدلو أحد المسلمين. فيا
أثرياءنا وأغنياءنا لكم في أصحاب رسول الله صلى تعالى الله عليه وسلم أسوة حسنة
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ".

وهكذا
نرى الصديق رضي الله عنه دفع ثمن مكان المسجد الأول وعثمان رضي الله عنه دفع ثمن
الزيادة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهما وعن عامة أصحاب المصطفى
صلى الله عليه وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع لبنة في بناء مسجده
الشريف ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة ثم دعا عمر فوضع لبنة ثم جاء عثمان فوضع لبنة ثم
قال للناس ضعوا فوضعوا.

كيف
وضع عمر القبلة في توسعته
:


لقد
كان الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من السلف يحترمون قبلة المسجد
النبوي ويرون أنها وضعت بالوحي فهي مسامتة للبيت الحرام ولهذا لم يقدم أحد من
الخلفاء والسلاطين على زيادة المسجد من جهة القبلة بعد عمر وعثمان رضي الله
عنهما.

ولما
أراد عمر رضي الله عنه أن يضع مكان القبلة ويؤخرها إلى مكان جدار زيادته نادى
الصحابة رضي الله عنهم ليشهدوا وضع قبلتهم فقال رجل من الصحابة -ولعله مسلم
بن حباب - إنه سمع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يوماً وهو جالس في مصلاه يقول
" لو زدنا في مسجدنا " وأشار بيده نحو القبلة فاخذ عمر رضي الله عنه رجلاً
وأجلسه في المصلى ثم رفع يده باتجاه القبلة وجعل الصحابة رضي الله عنهم يخفضون يد
هذا الرجل ويرفعونها حتى تيقنوا أنها استقامت على نحو ما أشار إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم مدوا حبلاً فوضعوا طرفه في يد الرجل ثم مدوه فلم يزالوا يقدمونه
ويؤخرونه حتى رأوا أنه صار نحو إشارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهكذا وضع عمر
رضي الله عنه قبلة المسجد بهذا التحري الدقيق والحرص الشديد الذي لا يمكن حصوله بعد
موت الصحابة رضي الله عنهم الذين حضروا وضع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لقبلة
مسجده وشاهدوا إشارته بيده إلى جهة القبلة في الزيادة
المؤملة.





4-موقع
الحجرات:


1- كانت
حجرات الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم محيطة بالمسجد من الركن الجنوبي الشرقي. حيث
كانت حجرة حفصة في مكان الشباكالنبي الذي عند المواجهة الشريفة الذي يقف عنده
الزائرون الآن وإلى شماله خوخة (أي زقاق أو كوريدور) تفصل بين حجرتها وحجرة
عائشة ولكل واحدة منهما عاليها كوّة صغيرة تتبادلان منهما الحديث والأسرار وعبر
هاتين الكوتين أخبرت حفصةُ عائشة بما أسَّر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من
تحريم العسل على نفسه وأظهره الله على ما أفشت حفصة من سره قال تعالى: {وَإِذْ
أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ
وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا
نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ
الْخَبِيرُ
} [التحريم: 3].

فقد
ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف ببيوته كلها في كل يوم وأنأم المؤمنين زينب
بنت جحش كانت تحرص على ما يسره، فكانت تصنع له شربة عسل لأنه كان يحب العسل فإذا
مرّ بها سقته عسلاً فغارت منها حفصة وعائشة فاتفقتا على ما يجعل النبي صلى الله
يترك شرب العسل عند زينب وقالت كل واحدة للأخرى: إذا جاءك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقولي له إني أجد فيك ريح مغافير (والمغافير شيء كريه الرائحة) وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يكره الرائحة الكريهة فلما جاء إلى عائشة بعد أن شرب العسل عند زينب
قالت: إني أشم فيك رائحة مغافير يا رسول الله قال: " إنما شربت عسلاً عند زينب
"
فلما ذهب إلى حفصة قالت أيضاً : يا رسول الله أشم فيك رائحة مغافير فقال صلى
الله عليه وسلم: "إنما شربت عسلاً عند زينب" ثم قال: إني حرّمت العسل على
نفسي واستكتم حفصة ذلك فما إن خرج من عندها حتى أخبرت عائشة بسر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ
مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}
[التحريم:
1-2]، وقد أوردت الحديث بالمعنى. فجعل اللَّه كفارة من حرم على نفسه شيئاً أحله
الله أن يكفر كفَّارة يمين.

الحجرة
الشريفة:


إن
حجرة عائشة رضي الله عنها هي أول ما بنى النبي صلى الله عليه وسلم من بيوته الشريفة
بعد بناء مسجده ثم بنى بعدها حجرة سودة رضي الله عنها وتقع هذه الحجرة شرقي المسجد
النبوي ويفتح بابها على الروضة الشريفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي رأسه
لعائشة رضي الله عنها تسرحه وترجله وهو معتكف في المسجد، ولما رفع النبي صلى الله
عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان في حجرة عائشة لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن
يُمرّضَ في حجرة عائشة رضي الله عنها، وتقول عائشة إنه صلى الله عليه وسلم قبض
ورأسه في حجرها، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم دهش أصحابه لوفاته إلى حد أن
عمر رضي الله عنه استل سيفه ووقف عند باب هذه الحجرة وقال: لا يقول أحد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم تُوفي إلا ضربته بهذا السيف حتى جاء أبو بكر الصديق رضي
الله عنه ودخل على رسول الله وهو مسجى في ثيابه فكشف عن وجهه الشريف وقبَّل بين
عينيه وقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنها لموتة كتبها الله عليك . ثم خرج الصديق
رضي الله عنه ووقف عند الباب إلى جانب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: (من كان
يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ دائم لا يموت)

ثم تلا قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ
الشَّاكِرِينَ}
[آل عمران: 144] فارْتختْ يد عمر بالسيف واغمده وقال: واللَّه
لكأني ما سمعت هذه الآية من قبل ولإني لمن أول من حفظها بعد نزولها. وبعد ذلك تبادل
الصحابة الرأي في المكان الذي يدفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الصديق
رضي الله عنه إنه سمع حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل نبي يُدفن حيث
قُبض فعند ذلك جيء بحافرين للقبور أحدهما يحفر الشق والآخر يلحد اللحد فألحد قبر
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واللحد هو حفرة في جانب القبر من جهة القبلة يوضع
فيها الميت ثم يهال التراب في القبر. ثم فرشت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قطيفة
حمراء في قبره وبعد أن وُضع فيه أطبقت عليه تسعُ لَبنات ثم سُوِّي التراب فوق ذلك
بارتفاع يسير عن سطح الأرض.

فاصبح
النبي صلى الله عليه وسلم في قبره في جنوبي الحجرة الشريفة وظلت عائشة رضي الله
عنها تسكن في القسم الشمالي منها ليس بينها وبين القبر ساتر فلما توفي الصديق رضي
الله عنه أذنت له أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم فحفر له القبر خلف النبي صلى
الله بذراع ورأسه مقابل كتفيه الشريفين ولم تضع عائشة بينها وبين القبرين الشريفين
ساتراً وقالت إنما هو زوجي وأبي. وبعد أن توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أذنت له
بأن يدفن مع صاحبيه فحفر القبر له خلف الصديق بذراع ورأسه يقابل كتفيه ولطوله عمر
رضي الله عنه وصلت قدماه إلى الأساس الشرقي للحجرة حتى حفر لهما تحت الأساس الشرقي
للحجرة ، فعند ذلك جعلت عائشة رضي الله عنها ساتراً بينها وبين القبور الشريفة لأن
عمر رضي الله عنه ليس بمحرم فاحترمته حتى بعد وفاته فرضي الله عن الجميع وفي سنن
الترمذي عن عبد اللَّه بن سلام (أنه مكتوب في التوراة صفة دفن عيسى عليه السلام
مع النبي صلى الله عليه وسلم)
ولهذا قال بعض العلماء إن المكان الخالي الموجود
في الحجرة سوف يكون مدفن عيسى عليه السلام. أما فاطمة رضي الله عنها فليس قبرها
ثَمَّ بل دفنت بالبقيع الطاهر كما سيأتي ووردت آثار وأحاديث تفيد بأن آلاف الملائكة
يحفون بالقبر الشريف ليلاً ونهاراً ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم . كما عند
الدارمي والبهيقي




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
djamele7892
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
djamele7892


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ النقاط/ : 10349 العـمــر العـمــر : 34 الدولة : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Jazaer10 المتصفح : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Fmfire10

مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة   مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Emptyالسبت أبريل 02, 2011 1:01 am

5-الروضة
الشريفة:

جاء
في الصحيحين " ما بين بيتي ـ وفي رواية قبرى ـ ومنبري روضة من رياض الجنة "
المكان الذي ضم أعضاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أفضل بقاع الأرض على
الإطلاق وكذلك ما جاوره: فالروضة هي روضة من رياض الجنة ومعنى
ذلك:

· أنها
تقطع من الأرض يوم القيامة وتوضع في الجنة؟.


- أو
أن من لازم العبادة فيها حصلت له روضة من رياض الجنة يوم
القيامة؟.


- أو
معنى ذلك أنها روضة في الدنيا للعلم والمعرفة حيث كان يقتبس ذلك من رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو فيها ثم تجعل يوم القيامة إحدى رياض الجنة فرياض الجنة حلق
الذكر.


وقد
وضع العثمانيون علامتها بجعل أساطينها بيضاء كما هو مشاهد
الآن.




آداب
الزيارة للرسول صلى الله عليه وسلم والجلوس في الروضة
:

زيارة
قبر النبي صلى الله عليه وسلم قربة مشروعة من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى،
ومن أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، وهي بعض الوفاء لحقه
علينا صلى الله عليه وسلم . والدليل على مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
أمور عدة:

1- مشروعية
زيارة القبور عموماً، بدليل فعله صلى الله عليه وسلم.

2- زيارة
الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم لقبر النبي صلى الله عليه
وسلم.

3- ما
رواه أحمد رضي الله عنه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج يودع معاذ
بن جبل إلى اليمن قال له: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن
تمر بمسجدي هذا وقبري "، و (لعل) هنا للرجاء …بالإضافة
إلى كثير من الأحاديث والوقائع الدالة عليه.

وكيف
لا يخفق قلب المؤمن شوقاً وحباً وهياماً إلى مثواه للسلام عليه، وهو في قبره
يُخبَرُ بأعمال أمته فما وجد منها خيراً حمد الله عليه وما وجد منها غير ذلك استغفر
لهم صلى الله عليه وسلم.

يرد
السلام على من سلم عليه وتبلغه صلوات المؤمنين عليه ويسر بالمقبلين إليه
… كيف
لا تتلوع قلوبنا تلهفاً إلى مثواه وقد قال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا
} [النساء :
64].

لقد
جعل الله تعالى الدوم إلى حبيبه باباً من أوسع أبواب المغفرة وسبباً لاستحقاق
الرحمة.

آداب
الزيارة
:

*يستحب
للزائر أن ينوي التقرب إلى الله بالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لفضل
ثواب الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم.

* يُستحب
أن يُكثر في طريقه إلى طيبة (المدينة المنورة) من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه
وسلم، ولا سيما إذا بدت له معالم المدينة وأشجارها وأبنيتها، وأن يسأل الله تعالى
أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه.

*يستحب
الاغتسال قبل الدخول إلى مسجده صلى الله عليه وسلم للسلام عليه وأن ينظف نفسه،
ويلبس أحسن ثيابه ويتطَّيب.

* على
المرء أن يستشعر في قلبه أنه في أشرف بقاع الأرض بعد مكة.

* يُستحب
أن يقول عند دخول المسجد النبوي الشريف كما عند دخول المسجد الحرام: " أعوذ بالله
العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله والحمد الله،
واللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب
رحمتك".

والروضة
هي ما بين المنبر والقبر الشريف المحاط بالحجرة الشريف، وهي متميزة بسواريها ذات
الرخام الأبيض.

ويصلي
في الروضة سنة تحية المسجد، ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ويسأله القبول، ثم
يأتي القبر الشريف حيث يثوي سيدنا وحبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقف مستقبلاً
القبر والقبلة خلفه، ناظراً إلى أسفل المواجهة الشريفة، غاض الطرف، ممتلىء القلب
وإجلالاً لمنزلة من هو في حضرته عليه الصلاة والسلام، ثم يسلِّم بصوت معتدل
قائلاً:

السلام
عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك
يا خير خلق الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا نذير، السلام عليك يا
بشير، السلام عليك يا طهر، السلام عليك يا نبي الرحمة، السلام عليك يا نبي الأمة،
السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسول رب العالمين، السلام عليك يا خير
الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك وعلى آل بيتك
وأزواجك و ذريتك وأصحابك أجمعين، والسلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله
الصالحين.


جزاك
الله يا رسول الله عنا أفضل ما جزى نبياً عن أمته، وصلى الله عليك وسلم كما ذكرك
ذاكر وغفل عن ذكرك غافل، أفضل وأطيب وأكمل ما صلى على أحد من الخلق أجمعين. وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له وأشهد أنك عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأشهد
أنك قد بلَّغتَ الرسالة وأدَّيت الأمانة ونصحتَ الأمة وجاهدت في الله حق
جهاده.


اللهم
آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، وآته نهاية ما ينبغي أن
يسأله السائلون، اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آل
سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم،
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما باركت على سيدنا
إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد
مجيد.


وهذه
الصيغة مستحبة وله الاقتصار على بعضها مما يحفظه وحبَّذا لو حفظ ما يقدر على حفظه
دون أن يقرأ من الورق كما يفعل بعض الناس…

ويبلِّغ
السلام من أوصاه بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: السلام عليك يا
رسول الله من فلان ابن فلان…

* وبعد
السلام يتأخر إلى اليمين قدر (50 سم) فيسلم على سيدنا أبي بكر الصدِّيق ويثني بما
هو أهله رضي الله عنه.

* ثم
يتأخر إلى اليمين قدر ذراع فيسلِّم على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويثني بما
هو أهله.

فإذا
انتهى تأخر فوقف مستقبلاً القبلة، حيث أمكنه من الروضة والأفضل إن تيسَّر بين القبر
والسارية، فيحمد الله تعالى ويمجده، ويدعو لنفسه ولوالديه وإخوانه وسائر
المسلمين.

* ليحرص
على الصلاة في الروضة فقد روى أبو هريرة أن رسول الله قال: " ما بين قبري ومنبري
روضة من رياض الجنة، ومنبري على الحوض ".

*لا
يجوز الطواف بالقبر النبوي الشريف، ويكره التمسح به أو بالمواجهة الشريفة والتقبيل،
بل الأدب أن يبتعد كما لو حضر أمام الرسول صلى الله وسلم في
حياته.

*ينبغي
أن يحرص على أن يصلي الصلوات كلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ينوي
الاعتكاف فيه.

* يسن
الخروج إلى البقيع كل يوم، ولا سيما يوم الجمعة وذلك بعد أن يسلم على النبي صلى
الله عليه وسلم، ويقول عندما يصل إلى البقيع: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا
إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل البقيع الغرقد اللهم اغفر لنا ولهم.


* يستحب
زيارة قبور شهداء أُحُد، ويبدأ بحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد
الشهداء.

ويستحب
استحباباً مؤكداً أن يأتي مسجد قباء، والأولى أن يأتيه يوم السبت . روى الترمذي
بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة في مسجد قباء كعمرة ".


ويسن
أن يأتي بئر أريس فيشرب من مائه ويتوضأ من (أُزيل بئر أريس دفعاً لبدَع بعض
الجهلة).

* ينبغي
أن يكون وهو في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم مستحضراً شرف هذه المدينة وأن يتحلى
فيها بالأدب والخلق المطلوبين في ذلك المقام، ويسن أن يكثر من التصدق على فقراءها.


* فينبغي
عدم رفع الصوت وترك المشاحنات في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد أدَّب الله
المسلمين في كتابه العزيز بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ
لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ
} [الحجرات: 2-3]. فقد نهت الآيتان القرآنيتان عن رفع الصوت
عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأوعدت من يرفع صوته عند رسول الله صلى
الله تعالى عليه وسلم بأن الله يحبط عمله ويذهبه ولا يثيبه. وورد في تفسير الآية أن
ثابت بن قيس رضي الله عنه كان جهوري الصوت ولشدة خوفه من الله جلس في بيته وهو يبكي
وقال أنا صيِّتٌ (أي صوتي عالٍ) وأخشى إن بدر من علوّ صوت في حضرة النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم، فما أظن هذه الآية إلا نزلت فيّ.

فلما
افتقده النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أرسل يطلبه فلما جاء الطلب إلى أهله قالوا
ها هو في داخل بيته لم يرقأ له دمع منذ أيام فلما دخلوا عليه قال لهم إنه ما يظن
هذه الآية إلا نزلت فيه لأنه كان جهوري الصوت يرتفع صوته عند رسول الله صلى الله
تعالى عليه وسلم فجيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطمأنه وبشره بالجنة كما
صرَّحت الآية بأن من يغض صوته عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد هيأ الله
قلبه واختاره للتقوى، وقد روى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول: (لا ينبغي
رفع صوت على نبي حيَّاً ولا ميتاً) وكانت عائشة رضي الله عنها إذا سمعت صوت وتد أو
مسمار يدق في البيوت المجاورة ترسل إلى أهلها (لا تؤذوا رسول الله صلى الله تعالى
عليه وسلم)، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا أراد أن يصنع مصراعي باب بيته
خرج إلى المناصع (أي الرومية) حتى لا يؤذي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بما
يحدث من صوت أو ضجيج.

إذ
يجب على الزائر والجالس في الروضة الشريفة التأدب بآداب القرآن والتخلق بما ندب
إليه حتى يسلم من إحباط العمل فإن سوء الأدب ورفع الصوت والمجادلة والمشاحنات
والمناقشات في هذا المكان منافية لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى
عليه وسلم فاحذر أيها الزائر واحذر أيها الجالس من مخالفة كتاب الله فإن ذلك يعرض
لسخط الله أعاذنا الله وجميع المسلمين من ذلك.

ويقول
العلماء: إنّ هذا الأدب معه صلى الله عليه و سلم كما كان واجباً في حياته هكذا هو
واجب بجوار قبره الشريف في مسجده صلى الله عليه و سلم و هكذا ينبغي التَّأدب في
مجالس الحديث الشريف وقراءته وسماعه.

يحرم
صيد المدينة المنورة وشجرها.



قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين لابتيها حرام " واللابتان هما
الحرتان.

* إذا
أراد العودة إلى وطنه استحب أن يصلي في المسجد النبوي ركعتين، ويدعو بعدها بما أحب
ثم يأتي القبر الشريف ويعيد السلام والدعاء على النحو الذي فعل عند قدومه ثم يقول:


اللهم
لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك صلى الله عليه وسلم، ويسر لي العودة إلى الحرمين
سبيلاً سهلاً، وارزقني العفو العافية في الدنيا والآخرة، وردنا سالمين
غانمين.



6-
الصُّــفَّة
وموقعُهَا:


وكانت
الصفة مأموي الغرباء من المهاجرين الذين لا مأوى لهم في المدينة فيقل عددهم حيناً،
ويكثر أحياناً حتى يبلغ ستمائة صحابي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجالسهم ويأنس
بهم ويناديهم إلى طعامه ويشركهم في شرابه فكانوا معدودين في عياله.


وكان
الصحابة رضي الله عنهم يأخذ الواحد منهم الاثنين والثلاثة من أهل الصفة فيطعمهم في
بيته كما كانوا يأتون بأقناء الرطب ويعلقونها في السقف الصفة ليأكلوا منها فذهب
المنافقون ليفعلوا مثل فعلهم رياء فصاروا يأتون بأقناء الحشف والرطب الرديء فأنزل
الله تعالى فيهم قوله: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ
وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
..} [البقرة: 267] ومن أشهر
أهل الصفة المنقطعين فيها أبو هريرة رضي الله عنه وهذا الانقطاع مكنه من تلقي
الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال عن نفسه عندما سمع الناس
يقولون أكثر أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما أنتم يا معشر
المهاجرين فقد شغلتكم التجارة وأما أنتم يا معشر الأنصار فقد شغلتكم الحقول
والمزارع وأما أنا فقد لازمت رسول الله صلى تعالى الله عليه وسلم على ملء بطني فكنت
أتعلم من العلم فكيف تقولون أكثر أبو هريرة أكثر أبو هريرة؟.

وقد
صور لنا أبو هريرة رضي الله عنه ما كان أهل الصفة يصبرون عليه من الجوع وشدة الحال
في قصة وقعت له في يوم من الأيام: قال أبو هريرة رضي الله عنه إنه كان يمضي عليه
اليوم واليومان لم يذق طعاماً وكان يشد الحجر على بطنه من الجوع وجلس يوماً في طريق
الذين يخرجون من المسجد لعل أحداً منهم يكشف ما به من الجوع فمر عليه الصديق فسأله
أبو هريرة عن معنى آية من كتاب الله وقال ما سألته إلا لكي ينتبه لحالي فمر ولم
ينتبه بعد أن أجابه عن معنى الآية ثم مر عمر بن الخطاب كذلك، فلما مر رسول الله صلى
الله عليه وسلم نظر إلى أبي هريرة وابتسم حين رآه وعرف ما في وجهه من الجوع ثم قال
يا أبا هريرة فقال أبا هريرة لبيك يا رسول الله.

فقال:
الحق. فتبعه ودخل معه في بيته فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيته لبناً في قدح
فقال من أين هذا اللبن؟ فقالوا أهداه لك فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا
أبا هريرة فقال لبيك يا رسول الله فقال اذهب فادع أهل الصفة فقال أبو هريرة في نفسه
وما يغني هذا اللبن عن أهل الصفة وضعف أمله في إصابة ما يتقوى به من ذلك اللبن.
فلما دعاهم أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يباشر سقيهم فضعف أمله أكثر لأن ساقي
القوم آخرهم شرباً فسقى الجميع وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعزم على كل واحد شرب
بأن يزيد حتى يشبع فيقول أبو هريرة في نفسه ليته لم يعزم حتى يصل إلي ولو الشيء
اليسير حتى شبع أهل الصفة جميعاً وكان عددهم في هذه الحادثة يبلغ ثلاثمائة رجل حتى
وصل اللبن إلى أبي هريرة رضي الله عنه ولم ينقص شيئاً فتبسم النبي صلى الله عليه
وسلم يا أبا هريرة بقيت أنا وأنت فاقعد واشرب فقعد أبو هريرة وشرب حتى روى فما زال
النبي صلى الله عليه وسلم يعزم عليه بأن يشرب حتى قال أبو هريرة والذي بعثك بالحق
ما أجد مسلكاً للبن في بطني ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم وسمى الله وشرب
الفضلة.

إن
هذا التكثير للطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تكرر معجزة له مرات ومرات
في غزوة الخندق وغزوة تبوك وغزوة الحديبية وفي السمن الذي أهدته له أم سليم وفي
قربة الماء التي زود بها نفراً من أصحابه في سرية فكانوا إذا جاعوا صبوا من القربة
فوجدوا اللبن والزبد وإذا عطشوا صبوا منها فوجدوا الماء العزب فإذا ترى فيما عليه
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من تواضع في العيش؟ إنه اختيار للآخرة على
الأولى.

ويقول
أبو هريرة رضي الله عنه: لقد رأيت معي في الصفة ما يزيد على ثلاثمائة ثم رأيت بعد
ذلك كل واحد منهم والياً أو أميراً، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ذلك حين
مر بهم يوماً ورأى ما هم عليه.



7-
مسجد
قباء:


إن
منطقة قباء هي أول منطقة سكن فيها المهاجرون بعد قدومهم من مكة المكرمة وذلك بعد
انتشار الإسلام في المدينة بعد بيعتي العقبة ودعوة الأنصار للنبي صلى الله عليه
وسلم للهجرة إليهم وتعهدهم بحمايته بما يحمون به نساءهم وأبناءهم، فعند ذلك بدأ
أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يهاجرون إلى المدينة وكان من أولهم خروجاً
إليها عبد الله بن أم مكتوم رضي اللَّه وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله
عنه وقيل إنه أول من يأخذ كتابه بيمينه وبالعكس أخوه الأسود بن عبد الأسد فإنه قيل
إنه أول من يأخذ كتابه بشماله.

وأبو
سلمة هذا كان زوجاً لأم المؤمنين أم سلمة قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولما
أراد الخروج مهاجراً منع المشركون زوجته من الخروج معه ولم تخرج إلا بعد ذلك بمدة
وبعد جدال بين المشركين أنفسهم ، وقدم أبو سلمة المدينة بكرة وقدم عامر بن ربيعة
عشيًّا ثم بعد هؤلاء توجه مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة موفداً إليها
ليعلم الأنصار أمور الدين إذ كرهوا أن يكون إمامهم ومفقههم منهم كما طلبوا ذلك من
رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم تتابعت هجرة الصحب الكرام رضي الله عنهم
حتى لم يبق من أعيانهم مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلا أبو بكر وعلي رضي
الله عنهما.

وكان
من هاجر من المسلمين يستقر بقباء عند بني عمرو بن عوف واتخذوا مكاناً يصلون فيه
بإمامه مصعب بن عمير رضي الله عنه فكان ذلك مكان مسجد قباء فيما بعد حين هاجر
المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى المدينة ونزل بقباء على كلثوم بن الهدم بعد
أن استقبله الأنصار مدججين بالسلاح وبعد أن تفاءل باسم أبي بردة الأسلمي وباسم
عشيرته وقال للصديق: برد أمرنا وسلمنا. وبعد أن تفائل بالاتجاه إلى اليمين وإلى
العالية.

وأسلم
أبو بردة هذا وآمن معه قومه بنو سهم وأعطى عمامته للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم
ليجعلها على رأس عصا واتخذها أول لواء له صلى الله تعالى عليه
وسلم.

ونزل
صلى الله عليه وسلم حين قدم تحت ظل نخلة غربي مكان مسجد قباء فلم يميز الأنصار رسول
الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الصديق لأنهم لم يروه من قبل حتى لحقته الشمس
فقام الصديق يظلله بردائه فعرف الأنصار حينئذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
من الصديق، وقام ببناء مسجد قباء (أول مسجد أسس على التقوى) وهو أول مسجد
صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الجماعة جهراً وكانت قبلته إلى بيت
المقدس ، وقد حمل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الحجارة بنفسه في بناء هذا المسجد
، وإذا أراد أحد أصحابه أن يأخذ عنه الحجر قال خذ حجراً غيره، فوضع قبلته وجبريل
يريه القبلة المشرفة، وكان عبد الله بن رواحة يقول في أثناء بنائه:


أفلح
من يعــالج المساجـــدا


يقرأ
فيها قائمـــاً وقـاعــدا


ولا
يبيت الليـل عنه راقـــدا




وكلما
قال المساجدا - قاعدا - راقدا قال صلى الله تعالى عليه وسلم معه المساجدا - قاعدا
راقدا، ويوجد محراب صغير في صحن مسجد قباء يعتقد أنه في محل مبرك ناقته صلى الله
تعالى عليه وسلم حين قدم قباء.



فضل
الصلاة في مسجد قباء
:

روى
الطبراني بسنده إلى سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
قال: " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة "،
وورد أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يزور قباء يوم السبت ويركب له، وصارت تلك
عادة أهل المدينة حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه، حتى يومنا هذا
.وقد أثنى الله تعالى على أهل قباء بقوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
[التوبة:
108].

فقال
لهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: " ما الذي أحدثتم فيه فقد أحسن اللَّه
عليكم الثناء؟"
فقالوا: إنا نجمع بين الحجارة والماء في
الطهارة.



بعض
ما ورد في فضل كل من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واقتداء الصحابة الكامل
بأقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم
:

وعن
علي بن ربيعة قال: رأيت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه أُتي بدابة ، فلما وضع
رجله في الركاب قال: بسم اللَّه، فلما استوى عليها قال الحمد اللَّه {سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى
رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}
[الزخرف: 13-14]، ثم حمد اللَّه تعالى
ثلاثاً، وكبر ثلاثاً، ثم قال: سبحانك لا إلـه إلا أنت، قد ظلمت نفسي فاغفر لي - ثم
ضحك.

فقلت
له: مم ضحكت يا أمير المؤمنين ؟!!


فقال
رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ثم ضحك ،
فقلت له: مم ضحكت يا رسول الله؟.

فقال
صلى الله تعالى عليه وسلم: " يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر
لي ، ويقول سبحانه: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري
. رواه أصحاب السنن
والإمام أحمد واللفظ له. فانظروا إلى كيفية اقتداء الصحابة رضي الله عنهم بالنبي
صلى الله عليه وسلم حتى في الضحك عندما ركب الدابة !!.

ومن
ذلك ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّه توضأ في بيته
ثم خرج وقال لألزمنّ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولأكونن معه يومي هذا،
قال فجئت المسجد، فسـأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج، وَوَجَّه ههنا،
فخرجت على إثره أسأل -حتى دخل بئر أريس- أي: البستان الذي فيه بئر أريس -
فجلست عند الباب - وبابها من جريد - فتوضأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس، وتوسط قُفّها - يعني
حافتها -وكشف صلى الله عليه وسلم عن ساقيه- أي: تحت الركبة -
ودلاّهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب ، وقلت لأكوننّ بواب رسول
الله صلى اله عليه وسلم اليوم.

فجاء
أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك ، ثم ذهبت فقلت
يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن.

فقال
صلى الله عليه وسلم: " ائذن له وبشره بالجنة " فأقبلت حتى قلت لأبي بكر:
ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة .. فدخل أبو بكر فجلس عن يمين
رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القُفّ، ودَلّى رجليه في البئر، كما صنع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وكشف عن ساقيه.

قال
أبو موسى: ثم رجعت فجلست عند الباب ، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد
الله بفلان خيراً - يريد أخاه - يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من
هذا؟ فقال عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره
بالجنة"
.

فجئت
فقلت له: أدخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، فدخل فجلس مع النبي صلى
الله عليه وسلم في القُفّ عن يساره ودَلّى رجليه في البئر وكشف عن
ساقه.

ثم
رجعت فجلست عند الباب، فقلت: إن يرد الله بفلان - أي: بأخيه - خيراً يأت به
فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟، فقال: عثمان بن عفان، فقلت: على رسلك، فجئت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته.

فقال:
"ائذن له ويشره بالجنة على بلوى تصيبه ".

فقلت
له: أدخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك ، فدخل فوجد
القُفَّ - أي، جانب البئر الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ملىء، فجلس
وجاهه - أي: أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشق الآخر- أي الجانب
الآخر.

قال
سعيد بن المسيب: فأوّلتها قبورهم. اهـ يعني سعيد وغيره- كما في رواية: كنا نتأولها
قبورهم.

ففهموا
من ذلك ترتيب وفياتهم، وترتيب قبورهم، وأن عثمان رضي الله عنه في الشق المواجه وهو
البقيع.

ومن
المعلوم أن عثمان رضي الله تعالى عنه اشترى قبره في البقيع وهو
حي.

فلنتأمل
في اقتداء الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتسليمهم له، فلم يقل أحد منهم:
يا رسول الله لِمَ جلست ههنا بل اجلس ثَمّة تحت الشجر وظلاله أو نحو ذلك، بل فعلوا
مثل ما فعل، لأنهم موقنون أنه رسول الله، ما يفعل ذلك عبثاً ولا عن غفلة، بل عن
حكمة، ولحكمة تتجلى فيها أسرار نبوية دالة على أمور غيبية.



فهذه
هي المدينة المنورة التي ما ركب فيها الإمام مالك رحمه الله تعالى دابة قط وقد عاش
في المدينة المنورة عمره كله وكان يقول كيف أطأ بحافر دابةٍ أرضاً وطأها النبي صلى
الله عليه وسلم بقدميه الشريفتين، فلله درّك يا إمام، ولله درّ القائل:


رعى
الله أياماً تقضّت بطيبه

وحيا
ليالٍ ما عرفت لها قدرا

ليالي
وصالٍ لو تباع شريتها بروحي

ولكنها
لا تباع ولا تُشــرى

سألت
إلهي قبل موتي زيارة

إلى
الروضة الفيحاء والقبة الخضراء

وأدخل
من باب السلام مسلماً على

الهادي
المصطفى وأفرح ببشراه

وأقول
يا رسول الله جئتك قاصداً

فكن
لي شفيعاً يا أجل الورى قدرا



وليقرأ
هذه الأبيات كل واحد عاد من المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم
يدرك حقيقة شعور قائل هذه الأبيات:

وآخر
دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد المرسلين وعلى
آله وأصحابه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابــن الاسلام
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
ابــن الاسلام


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ النقاط/ : 22644 العـمــر العـمــر : 34 الدولة : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Jazaer10 المتصفح : مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Fmfire10

مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة   مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة Emptyالسبت أبريل 02, 2011 2:01 pm

مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة 395852
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/taher.tictac
 
مـعـالـم المـديـنـة المنوَّرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى غارداية شبكة للتعليم نت :: منتديات الأخبار... النُصرة و قضايا الأمّة :: منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم-
انتقل الى: