هناك أكثر من تفسير لحركة التاريخ .. فهناك من يقول إن الدين هو محرك التاريخ .. وهناك من يقول إن الحرب هي محركة التاريخ .. وهناك من يقول إن الزعماء والقادة هم محركو التاريخ.
ولكن هناك من يقول أيضا إن الاقتصاد هو محرك التاريخ فكل دين نزل كانت دعوته من أجل الفقراء .. والأخذ من الغني للفقير .. فهي دعوة تعبدية اقتصادية .. والحروب كلها قامت لأسباب اقتصادية .. من "الإسكندر" إلى "نابليون" إلى "هتلر" إلى "جورج بوش" .. ثم تضيف ستنا حواء إلى قيمة الاقتصاد التاريخي قيمة عاطفية .. ففي استطلاع نشر قريبا أن الفتاة المعاصرة تفضل أن تكون الزوجة الثانية بل الثالثة مع رجل خمسيني على لقب الزوجة الأولى مع شاب في الثلاثين.
صحيح أنها "موضة" أن تحب الفتاة الرجل ذا الشعر الأبيض، كما تم في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" .. وتقول أكثر من فتاة إن الرجل الناضج أفضل في الحب وفي الزواج .. وأن الشعر الأبيض زينة على رأس الرجل .. كذلك تجاعيد الوجه .. فهذا كله يؤكد أن الرجل مجرب .. قد اجتاز تجارب الشباب واستقرت أحواله الاقتصادية .. فهو قادر على توفير السكن المناسب .. والسيارة المناسبة والإنفاق المناسب فهي إذن تراه "المشروع الجاهز" وليس مشروعا تحت التأسيس قد ينجح وقد يفشل.
إذن تضاف إلى وظائف الاقتصاد المتعددة وظيفة عاطفية أو إنسانية أخرى .. باعتباره ليس محركا للتاريخ فقط .. ولكن للعواطف أيضا .. وبالتالي للحب وللزواج.
إن نظرة الفتاة المعاصرة إلى قضية الزواج نظرة فيها واقعية فليس الزواج لقاء رومانسيا يقتات على الخبز والماء ويتغطى بالسحاب .. إنه حياة كاملة يجب أن تتوافر لها عوامل النجاح .. والأساس أو الخرسانة المسلحة هي الفلوس فابحثي عن الفلوس .. ابحثي عن الاقتصاد.