دنيا اليوم

لا أخفي عليكم أخذت قلمي بيد ومفكرتي بيد وفكرت مليا لمن ارسل رسالتي هذه
فأمعنت النظر فقد ارسلها لكهف ذكرياتي ولكن مرارة السنين ستخفي نورها من حياتي وذاكرتي
وقد ارسلها لجروحي ولكن سيأتي عليها وقت وتندمل فالعلم عند الله
وقد ارسلها لحبيب القلب ولكن اخاف يوم الفراق الحتمي الذي هو دوما في طريقي كالظل
وكل هذا وذاك فهناك الأهم عندي في هذه الرسالة بالذات
وأتى الوقت المناسب لطرحي لتكون شعلة خالدة في هذا الواقع وهذا الفضاء الواسع
ظل الكون يمتد بي الريح تغني والأشجار مملوءة بالأخبار والأوراق تئن فرغم تساقطها فهي تحب الحياة
فأنتظر نقاوة الضمير وصفاء العقل لنرى بالصفاء كل شيء
ولكن ولكن أرى في واقعنا اليوم اأشبه بصراع الثيران يصفقون لدماء بريئة تزهق وللأعناق تداس ولكرامة تمتهن
وليس هناك قاض يقضي بعدل ولا محام يرفع صوتا للحق
مشاهد مخيفة وهذه شريعة اليوم وآه من تلك الشريعة
وكأنها حبل تغطيه دماء الأبرياء تبقى منها اليوم عصارة دم الشهداء
فأين الأمس وأين روحه؟
فالحياة تربطنا بالأرض فنصيبنا من الحياة نريده كاملا بأي ثمن
وغذا عندما ينطوي العمر ويبيض الرأس ويتقوس الظهر ويتجعد الوجه ويضمحل نور العينين وتخرس كل احاسيسنا
وتغمض جفون المستقبل وتستوي العروق وتنطفئ الأحلام فحينها نستسلم للموت
فالحياة متاعب أرض، متاعب ناس، وأعمال، معاملات بدون ثقة، وعراقيل مدبرة، نفاق، هموم، وهموم،
آمال تطويها خيبة الأصدقاء، والأحلام تذوب والسنين تختفي من الأذهان
ولنا أمل دائم في ملاقاة السرور وإذا بنا نهبط حين نرتفع ونحزن حين نفرح
ونضعف حين نظن أنفسنا أقوياء ويوم عزمنا هو يوم غيابه
فأود أن أنطلق من قيود الأرض وأعيش وأفكر ما بعد تلك الأرض
فحسرتي على الورد الذي يستعمله الناس للأفراح هو نفسه الذي يستعملونه للأحزان
يضعونه على إكليل العروس وفي غرفتها ويلقونه على نعش الميت وقبره
ثقلت السنين فوق الرأس وتعبت التأملات
فالموت هو السر الواضح والأكثر وضوحا من أي شيء والصعوبة السهلة
والسهلة من كل شيء فهو الذي ننتظره كل يوم ولاكننا لانراه وهو الذي يهددنا كل حين ولكن لا نكثرت
فالموت نعم
فهذا مايكون في أذهاننا وعقولنا دوما ولكن عندما نطمئن ويهدأ الفكر وتطهر النفس
فتقول الحياة للموت ضمني ... ضمني إلى قلبك فليس هناك مانع فهذه إرادة الله
فما ينقلني إلا من ضفة الحياة اإلى ضفة حياة أخرى وهي الموت
فهناك عناق بينهما لا بل إلتصاق فالموت لا يتكلف القوة فيكفيه أن يكون كرداء يلف حول الفرد منا
فهو صورتنا في كل حين
فبعد مرور الصعوبات والمضائق في الحياة
نرفع أيدينا ونشكر الله ونصلي لنؤدي واجباتنا وفروضنا
لتنطلق روحنا إنطلاقة نور.

تحياااااااااااااااتي