لن تكون هناك ثورة في الجزائر وهذه هي الأسباب
كتبها Abdelkader Benkhaled
مرحبا جميعا،
دون الإطالة في المقدمات التحريرية المعقدة، فعنوان المقال يوضح ويبين مقصد هذه التدوينة الصغيرة.
فمن
متابعتي المستمرة واللصيقة للشأن السياسي الجزائري والعربي، رأيت - من
وجهة نظري - أنه لن تكون هناك ثورة شعبية في البلاد على شاكلة تونس أو مصر
أو اليمن أو ليبيا أو سوريا، وعددت العديد من الأسباب أردت مشاركتكم بها،
لكنها في المجمل عبارة عن سبب ضعيف وآخر متوسط وآخر وجيه
فأما السبب الأول فهو استباقية الثورة في الجزائر
أكتوبر
1988، كان تاريخا حاسما للجزائريين الذين ثاروا ضد النظام القائم آنذاك
وكادت هذه الثورة أن تجلب الديمقراطية الحقيقية للجزائر لولا تسارع
الأحداث وتصلب مواقف النظراء، فاتسع الخرق على الراقع، ولم يكن هناك من
مخرج برايات بيضاء !!
إذن ذهنية المواطن الجزائري تعودت على مظهر
الثورة الشعبية وارتبط في اللاوعي بالفوضى والدماء والحرب الأهلية وهذا ما
يمنع حدوثها مرة أخرى على المنظور المتوسط
وأما السبب الثاني فهو الإصلاحات الهادئة والمتدرجة
فلن
أختلف مع أحد في أن الجزائر ليست تونس، التي حكمها بن علي وآل الطرابلسي
بالنار والحديد؟؟ وزجّ بالمعارضين السياسين في السجون، وقيّد الحريات
الشخصية والسياسية، ومنع التعددية الحزبية الحقيقية، وأغلق اللعبة
السياسية على حزب واحد، ولا هي مصر التي جثم حاكمها على الشعب عشرات
السينون، وسط سطوة عائلية على الثروة والسياسة، ولا هي اليمن ولا هي سوريا
ولا ليبيا؟؟؟؟؟
عقلية النظام الجزائري أذكى من أن تفعل ذلك وتدفع
الشعب إلى الثورة عليه، كما أن الإصلاحات الهادئة للقيادة السياسية على
مختلف الجبهات (الاحتماعية والسياسية والاقتصادية) وإن كانت بطيئة لكنها
فعّالة وملحوظة.
وأما السبب الأخير والذي أراه وجيها، هو الإسلاميون ووجهة نظرهم المخالفة لنهج الثورة
فلا
يمكن لأي حراك شعبي، كائنا من يقوده أن ينجح دون تخندق واضح وتام للحركة
الإسلامية ورموزها، ففي الجزائر تنفرد حركة مجتمع السلم بقيادة التيار
الإسلامي، نظرا لرصيدها الفكري والنضالي، والانتشار التنظيمي، والخطاب
المتوازن، لكن لها رأي آخر فهي ترى إصلاح النظام عوض تغيير النظام الذي
جربه قبل ذلك الفيس المحل !
الحلقة القادمة
هذه المظاهر ستدفع إلى الثورة
بقلم الأستاذ : عبد القادر بن خالد