السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته أما بعد:أمي
نور، لدي أخ يبلغ من العمر20 سنة كان متفوقا في الدراسة، وعندما بلغ
المستوى الثانوي تراجع مستواه وساءت أخلاقه و بالتالي بدد حلم والدي في
دخوله الجامعة والتخرج بالشهادة، لأنه تحصل على الباكالوريا بتقدير مقبول
فلم يتمكن من الالتحاق بالتخصص الذي كان يرغب به فاختار الإنسحاب والتوقف
عن متابعة الدراسة الجامعية، وقد بات وضعه مقلقا لكل أفراد العائلة.
أمي
نور، أعلمك أن شقيقي قليل الكلام ولكن إذا غضب يستخدم العنف، وهذا ما يدفع
والدي دفعا لمعاملته بالمثل، ليس ذلك فحسب فهو كثيرا ما يوجه له العبارت
التي تقلل من شأنه ويطالبه بالرحيل من البيت لأن لا فائدة ترجى منه.
بسبب هذا الوضع ولأننا عجزنا عن كيفية التعامل معه ها أنا أكتب لك أمي نور من أجل المساعدة.
هبة/ الأغوطالـــــــــــــــرد:عزيزتي،
أشكرك على اهتمامك بأخيك وأعلمك أن ما يمر به شقيقك حالة مشتركة بين
الكثير من شباب هذا العصر، وهذه الظاهرة لها أسباب عامة وأسباب خاصة بكل
فرد، ومن الأسباب العامة كثرة الملهيات وسوء أو ضعف التربية وسوء اختيار
الأصدقاء والغزو الفكري المركز خاصة على فئة الشباب، وانتشار القنوات
الفضائية المنحلة وغيرها من الأسباب الأخرى، والذي أنصحك به أن تحاولوا
جميعكم في المنزل أن تكسبوا وده وتتقربوا ليشعر أن البيت بيئة جاذبة وليست
بيئة طاردة ومن بعدها يمكن التأثير عليه، بما ترون من الأفكار الجيدة
والتوجيهات السليمة، كما أوصيك أنت شخصيا بالتقرب منه بشكل أكبر واجعليه
يشعر بحنانك وحرصك الشديد على وضعه ومستقبله واستخدمي في ذلك شتى الوسائل
المتاحة ومنها الهدية لأن الهدية، حتى ولو كانت متواضعة جدا، إلا أن لها
أثر كبير في تقريبهم لكم وقبول توجيهاتكم له.
احرصوا
تمام الحرص على نصح الوالد بعدم استخدام القوة معه أو طرده من البيت كما
ذكرت، لأن ذلك سيعود بنتائج عكسية جدا، خاصة في هذه المرحلة، لوجود
أصدقاء السوء المتربصين والذين يمكن أن يستغلوه أكبر استغلال للأسف
الشديد، ثم بعد ذلك اجتهدوا كثيرا في مساعدته على اختيار الأصدقاء
الصالحين وذلك عن طريق الأقارب أو المعارف.
عزيزتي، عليكم بالدعاء والإلحاح على الله سبحانه خاصة في أوقات الإجابة وثلث الليل الأخير أن يصلحه ويعطيه الخير ويهديه سواء السبيل.
ردت نور