السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته أما بعد:أختي
الكريمة نور، أنا شاب تجاوزت الثلاثين من العمر مستقر في حياتي العملية
وكذا الاجتماعية، تقدمت منذ فترة وخطبت فتاة متخلقة جميلة ، هذا ما
يجعلها لا تبرح خيالي فأنا دائم التفكير بها، ومن فرط ذلك أصبحت لا
تفارقني الوساوس، فأخشى لو قدر الله أن يكون مظهرها مخالفا لجورها، هذا من
جهة ومن جهة أخرى ـ كما أسلفت الذكر ـ لقد أسرفت في التفكير بها حتى
أضحيت أتخيلها في فراشي، مما أفسد علي صلاتي فلم أعد أخشع كما السابق
فماذا أفعل لأتجنب هذه الوساوس وتلك الخيالات الفاسدة.
إبراهيم/ بئر توتةالـــــــــــــــــرد:أتمنى أن ييسر لك الله أمر الزواج ويعينك عليه، ويعجل لك فيه الخير كل الخير أما بعد:
سيدي
حتى يحين ذلك أنصحك أن تشغل نفسك بما ينفع، لأن النفس إن لم تشغلها بالحق
شغلتك بالباطل، فهذه طبيعة النفس أشبه ما تكون بالرحى، الذي يطحن ما يوضع
فيه، فإذا وضعت فيه أفكارا صالحة جيدة أنتجت ثمارا جيدة، والعكس بالعكس.
فما
يعينك على تجنب هذه التخيلات، أن تفكر جيدا بعقل ورويّة في جدوى ونفع هذا
النوع من التفكير، فإذا تدبرت الأمر جيدا علمت أنه لا فائدة منه، فإنه لا
يجلب لك منفعة ولا يعجل لك مصلحة، وإنما يضيع عليك الأوقات، ويشتت الذهن،
ويصرفك عن أشياء كثيرة تنفعك في الدنيا والآخرة.
سيدي،
لقد أفسدت على نفسك الصلاة بطمأنينة وخشوع، و هذا يوضح لك أنه لا نفع ولا
خير من الوساوس والتخيلات، ومن ثم يتعين عليك تجنبها.
فمن
أحسن ما يعينك على تجنب هذه الأفكار، هو تجنب الانفراد والعزلة، فحاول ما
استطعت أن تقضي أوقاتك مع صحبة تنفعك، حاول أن تكثر من مجالسة الصالحين
والرجال الطيبين، وتحاشى العزلة بقدر الاستطاعة، حتى تتغلب على هذه
الوساوس وعلى هذه الأفكار، فإذا أخذت بهذه الأسباب ستتغلب شيئا فشيئا على
هذه السلبية كان الله معك وسدد خطاك إلى ما فيه الخير والصلاح
ردت نور