عاشت وهران أمس حالات كر وفر، كان أبطالها الأطباء المقيمون
الذين توافدوا من كل ولايات الوطن في إطار التجمع الوطني الذي دعا إليه
تكتلهم المستقل، وأعوان مكافحة الشغب الذين استعملوا الهراوات والعصي
لتوقيف مسيرة المحتجين دون جدوى، حيث وقع التحام بين الطرفين أفضى إلى بعض
الإصابات والجروح
في صفوف الأطباء.
لم تنجح مصالح الأمن التي طوّقت منذ الساعات الأولى من صباح أمس،
المداخل الثلاثة للمستشفى الجامعي لوهران، في منع التكتل المستقل للأطباء
المقيمين من القيام بالمسيرة التي انطلقت في حدود الساعة الحادية عشر،
وامتدت من موقع التجمع بالمركز الاستشفائي الجامعي إلى غاية مقر الولاية،
حيث استطاع المحتجون الذين خرجوا من المدخل الخلفي للمستشفى المؤدي باتجاه
مصلحة الاستعجالات الجراحية، كسر الحواجز البشرية التي فرضتها قوات مكافحة
الشغب، رغم محاولة هذه الأخيرة تفريق المحتجين، واستعمالها للهراوات
والعصي، ولاسيما على مستوى منطقة المهاجرين بحي البلاطو، وقبالة مقر
الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، مما أسفر، حسب الدكتور مروان المتحدث
باسم التكتل، عن تسجيل بعض الإصابات بالجروح. وتسببت المسيرة التي كانت
بداية الأمر في شكل تجمع قبالة مقر مديرية المستشفى، في اختناق كبير في
حركة المرور، خاصة على محور الطرقات التي سلكها الأطباء الذين فاق عددهم
ألفي طبيب، باعتبار أنه تم تسجيل مشاركة ممثلين عن عشر كليات طب متوزعة عبر
الوطن، على غرار الجزائر العاصمة وتيزي وزو والبليدة وسيدي بلعباس وتلمسان
وغيرها من الكليات الأخرى، تنقلوا عن طريق السيارات والحافلات، يتقدمهم
زملاؤهم ممّن كانوا ضحية كسور وإصابات خلال الاحتجاج الأخير بالعاصمة.