صدأ النبات
اسم مجموعة من الفطريات الطفيلية التي تصيب النباتات، وضررها شديد بوجه خاص على محاصيل الحبوب. وقد اكتسبت هذه الفطريات اسمها من بَوْغها الذي تفرزه، فلونه ضارب إلى البني ويشبه صدأ الحديد. ولتلك الفطريات أجهزة عضوية خاصة تشبه الأهداب التي تنمو بين خلايا النبات الذي تصيبه. وتمتص الطعام من الخلايا النباتية، مماقد يتسبب في ذبول الأوراق والسيقان. وإذا اشتدت إصابة النبات بتلك الفطريات فلن ينتج سوى محصول ضئيل من الحبوب الهزيلة. كما تهاجم هذه الطفيليات أنواعا أخرى من النباتات، مثل صدأ الأسبراجوس الذي يصيب نبات الأسبراجوس. أما صدأ البثرة فيهاجم أشجار الصنوبر، ويتلف صدأ الأرز التفاح.
ويمر كل نوع من هذه الطفيليات بدورة حياة معينة؛ تتميز كل مرحلة منها بشكل مختلف تتشكَّل به البوْغة. وقد تصل بعض أنواع صدأ النبات إلى خمسة أشكال مختلفة، بينما لاتزيد في البعض الآخر عن شكلين أو ثلاثة. وتمضي بعض أنواع الصدأ دورة حياتها بأكملها على نبات واحد، ويطلق عليها اسم أحادية العائل. بينما يتحتم على أنواع أخرى أن تكون دورة حياتها على نباتين مختلفين، ويطلق عليها متعدِّدة العائل. ويقال للنبات الثاني، الذي تستكمل عليه دورة حياتها، النبات أو العائل البديل.
ومن الأنواع الشائعة للصدأ متعدِّد الأبواق صدأ الساق السوداء الذي يهاجم نباتات القمح. ولهذا النوع خمسة أنواع مختلفة من الأبواغ، ويجب أن يمضي دورة حياته على نباتين، وهما القمح والبرباريس الأمريكي. انظر: البرباريس، شجيرة.
وفي الربيع تظهر كؤوس صغيرة ممتلئة بالأبواغ على الجانب السفلي لأوراق البرباريس، وتحملها الرياح وتنثرها على نباتات القمح، حيث تنمو وتخرج منها أهداب تدخل في أنسجة النبات؛ حيث تنتج أبواغًا ضاربة للحمرة تنتقل إلى النباتات الأخرى السليمة، وهي المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية فتحدث في الخريف، حينما تنمو أبواغ سوداء صغيرة على سيقان النبات والأعواد المقطوعة، حيث تنمو هذه الأبواغ السوداء وتخرج منها أبواغ يقال لها السبوريديات، وهي المرحلة الثالثة في حياتها. ولا تستطيع السبوريديات أن تنمو على القمح، إذ لا يصلح لها إلا نبات البرباريس فتحملها الرياح إليه، وفي المرحلة الرابعة تنمو أبواغ صفراء صغيرة على السطح العلوي لأوراق البرباريس، ثم تظهر كؤوس برتقالية صفراء تحتوي على الأبواغ على الجانب السفلي من أوراق البرباريس، وهذه هي المرحلة الخامسة. وهذه الأبواغ عاجزة عن إصابة نباتات البرباريس، ويجب أن تحملها الرياح إلى نباتات القمح، حيث تبدأ دورة جديدة في حياتها.
ومن أساليب مكافحة الصدأ الذي ينمو على نوعين من النباتات إزالة النبات المضيف الثاني، ففي حالة صدأ الساق السوداء يمكن انقاذ القمح بإزالة نباتات البرباريس، ومن الأساليب الأخرى زراعة نبات مقاوم للصدأ. وقد تقتضي مكافحة الصدأ أحيانًا تدمير المحصول المصاب، ومما يساعد على مكافحته استخدام الدورات المحصولية في الزراعة.