الفهـــرس
رقم الصفحة الموضوع
3
4
6
17
18
23
25
29
30
32
33
34 - كلمة الشيخ / محمد الحمود
- المقدمة
- التنويع في أذكار الصلاة
- مسائل في الصلاة
- المبحث الأول ( الخشوع في الصلاة )
- المبحث الثاني ( الترغيب في الصلاة )
- المبحث الثالث ( وجوب صلاة الجماعة )
- المبحث الرابع ( حكم صلاة المنفرد خلف الصف )
- المبحث الخامس ( حكم تارك الصلاة )
- المبحث السادس ( صفة صلاة النبي )
- الذكر بعد الصلاة
- خاتمة
كلمة الشيخ محمد الحمود النجدي
الحمدلله حمدًا كثيرًا ، القائل في محكم تنزيله والصلاة والسلام على عبده ورسوله المبعوث للعالمين بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا وآله وصحبه أجمعين المطهرين تطهيرًا .. وبعد :
فقد قال تعالى { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } البقرة 152
وقال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات 56 .
فمن أحوال العبد حال ذكره رب العالمين واشتغاله بالأذكار الصحيحة الواردة عن رسول الله .. وقد صنف العلماء في الأذكار النبوية وعمل اليوم والليلة .. كتبًا كثيرة معلومة تعين العاملين على معرفة ما ورد .
وقد اطلعت على ما جمعه الأخ الفاضل / طارق القطان حفظه الله في أذكار الصلاة فوجدتها نافعة مذكرة للقارئ الراغب في التنويع والتجديد .. نسأل الله تعالى أن ينفع بها .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ..
وكتبه
محمد الحمود النجدي
17/10/1423هـ
21/12/2002م
مقدمــــــة
الحمد لله رب العالمين الذي قال في كتابه المبين { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } البقرة 238 ، وقال عن الصلاة { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } البقرة 45 ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن الصلاة أعظم أركان الدين العملية ، والخشوع فيها مـن المطالـب الشرعية ، ولما كان عدو الله إبليس قد أخذ العهد على نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم فقال { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } الأعراف 17 ، صار من أعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتى الوسائل ، والوسوسة لهم فيها لحرمانهم لذة هذه العبادة وإضاعة أجرهم وثوابهم ، ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض ونحن في آخر الزمان ، انطبق فينا قول حذيفة : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورُبّ مصلٍّ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا . وقال سهل : من خشع قلبه لم يقربه شيطان . المدارج 1/521
ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة المشتكين من حوله بشأن قضية الوساوس في الصلاة وفقدان الخشوع ، تبينت الحاجة إلى الحديث عن التنويع بأذكار الصلاة الواردة من أقوال المصطفى ..
فالتنوع بالأذكار يجعلنا نستشعر الصلاة ونتدبر ما فيها ، فتارة بهذا الذكر ، وتارة بهذا الذكر ، فنحظى بالخشوع وموافقة لسنة النبي .
فمن فضل الله علينا أن جعل لنا أذكارًا كثيرة في الصلاة ، وذلك باعتقادي للأسباب التالية :
1- حتى لا نشعر بالملل .
2- التجديد دوما .
3- استشعار العبادة .
4- حتى لا تصبح عادة .
5- حصول اللذة والخشوع .
6- عدم هجر السنة .
7- وأعظم من ذلك كله إحياء سنة نبينا .
وفيما يلي تذكرة لنفسي ولإخواني المسلمين ، أسأل الله أن ينفع بها وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه سبحانه وأن يوفقنا لما فيه خير إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أخوكم في الله
طارق بن محمد القطان
الفصل الأول
• بتصرف من كتاب صفة صلاة النبي للألباني
قال ابن عثيمين رحمه الله عن التنويع بالذكر في الصلاة :
أن لا يستمر الإنسان على نوع واحد ، فإن الإنسـان إذا استمـر علـى نوع واحد ، صار إتيانه بهذا النوع كأنه أمر عادي ، ولذلك لو غفل وجد نفسه يقول هذا الذكـر ، وإن كـان مـن غيـر قصـد لأنه صـار أمراً عادياً ، فإذا كانت الأذكار متنوعة وصار الإنسان يأتي أحيـانـاً بهذا وأحيـاناً بهـذا صـار ذلك أحضـر لقلبه ، وأدعى لفهـم ما يقوله . انتهى
التكبير
كان النبي يستفتح الصلاة بقوله ( الله أكبر ) رواه مسلم
1- ( وكان يرفع يديه تارة مع التكبير ) رواه البخاري والنسائي
2- ( وتارة بعد التكبير ) رواه البخاري والنسائي
3- ( وتارة قبله ) رواه البخاري وأبو داود
4- ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) رواه البخاري والنسائي
5- ( وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه ) رواه البخاري وأبو داود
أدعية الاستفتاح
كان يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا فكان يقول :
1- ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) رواه البخاري ومسلم
2- ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك والمهدي من هديت ، أنا بك وإليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ) رواه مسلم وأبوداود
3- ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) رواه أبوداود والحاكم وصححه
4- ( الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرًا ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ) رواه مسلم
5- ( الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبا مباركًا فيه ) رواه مسلم
وكان يقول في صلاة الليل :
1- ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم
2- ( كان يكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، ويسبح عشرا ، ويهلل عشرا ، ويستغفر عشرا ، ويقول : اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني عشرا ، ويقول : اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشرا ) رواه أحمد والطبراني في الأوسط بسند صحيح
3- ( الله أكبر ثلاثا ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ) رواه الطيالسي وأبوداود بسند صحيح
قراءته في الصلاة
• سنة الفجر
كانت قراءته في ركعتي سنة الفجر خفيفة جدًا حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : ( هل قرأ فيها بأم الكتاب ) رواه البخاري ومسلم . وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آيه { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} إلى آخر الآية ، وفي الأخرى { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى آخرها ، وربما قرأ بدلها{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ } إلى آخر الآية . رواه مسلم ، وأحيانا يقرأ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } في الأولى و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }في الثانية .. وكان يقول : ( نعم السورتان هما ) رواه ابن ماجه وابن حبان بسند صحيح
• صلاة الفجر
كان يقرأ فيها بـ ( الواقعة - الطور - التكوير - الروم - يس - الصافات - المؤمنون - السجدة - الإنسان - الزلزلة ) وبطوال المفصل ، وكان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية ، وكان يقرأ نحو ستين آية فأكثر ، قال بعض رواته : لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما ؟ رواه البخاري ومسلم
وقرأ مرة { إِذَا زُلْزِلَتِ } في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي : فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدًا. رواه أبو داود بسند صحيح
• صلاتي الظهر والعصر
( كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية ، وأحياناً كان يقرأ بـ { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ } و { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } و { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } ونحوهما من السور ) رواه أبوداود بسند صحيح ، ( ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية ) رواه البخاري ومسلم ..
و ( كان يقرأ في صلاة الظهر في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف وربما اقتصر فيهما على الفاتحة ، وفي العصر يقرأ في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما ) رواه مسلم ..
• صلاة المغرب
كان يقرأ بقصار السـور أحيـانًا . رواه البخاري ، وأحيانًا بطـوال المفصل وأوساطه .. وتارة بـ ( الطور - المرسلات - الأعراف ) رواه البخاري ، وتارة بـ ( الأنفال ) رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح ، وقرأ في سفر { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } في الركعة الثانية .. رواه أحمد بسند صحيح
• سنة المغرب
كان يقـــرأ في سنة المغرب البعدية { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } في الأولى و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } في الثانية . رواه النسائي بسند صحيح
• صلاة العشاء
كان يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل .. رواه احمد بسند صحيح ، وتـارة بـ ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) وأشباهها من السور .. رواه أحمد بسند حسن ، وتارة بـ ( إذا السماء انشقت ) وكان يسجد فيها . رواه البخاري ، وقرأً مرةً في سفر ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) في الركعة الأولى .. رواه البخاري
• صلاة الليل
كان ربما يجهر بالقراءة ، وربما أسر .. رواه البخاري ، يقصر القراءة فيها تارة ويطيلها أحيانًا ويبالغ في إطالتها حتى قال ابن مسعود : صليت مع النبي ليلة فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء ، قيل وما هممت ؟ قال : هممت أن أقعد وأذر النبي ) رواه البخاري ، وذلك من شدة قيامه ، وقال حذيفة بن اليمان صليت مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعتين فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع ) رواه مسلم .. وقرأ ليلة وهو مريض بالسبع الطوال .. رواه الحاكم وصححه ، وكان أحيانًا يقرأ في كل ركعة بسورة منها. رواه أبو داود بسند صحيح ، وكان يقرأ أحيانًا في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر ، وتارة يقرأ قدر{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ } .. رواه البخاري ، وكان يقرأ في كل ليلة بـ ( بني اسرائيل ) و ( الزمر ) رواه أحمد بسند صحيح .. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لا أعلم أن رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان ) رواه النسائي .. لذلك كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث . رواه ابن سعد ، وكان يقول : ( من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين ) رواه أبو داود بسند صحيح . ( وما كان يصلي الليل كله ) رواه مسلم
• صلاة الوتر
كان يقرأ في الركعة الأولى { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } وفي الثانية { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } وفي الثالثة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } رواه النسائي بسند صحيح . وكان يضيف أحيانًا { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } رواه الترمذي والحاكم وصححه، ( ومرة قرأ في ركعة الوتر بمائة آية من النساء ) رواه النسائي بسند صحيح
• صلاة الجمعة
كان يقرأ في الأولى بـ { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } وفي الثانية { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ } رواه مسلم .. وأحيانًا يقرأ في الأولى بسورة ( الْجُمُعَةِ ) وفي الثانية { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ } وتارة يقرأ بدلها { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ } رواه مسلم .
• صلاة العيدين
كان يقرأ أحيانًا في الأولى { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } وفي الثانية { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ } رواه مسلم .. وأحيانًا يقرأ فيهما بـ { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } و{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } رواه مسلم .
أذكار الركوع
كان يقول في هذا الركن أنواعًا من الأذكار والأدعية ، تارة بهذا .. وتارة بهذا :
1- ( سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ) رواه أحمد بسند صحيح
2- ( سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا ) رواه أبو داود بسند صحيح
3- ( سُبوح قُدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم
4- ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت ، أنت ربي ، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ) رواه مسلم
5- ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) رواه البخاري
الاعتدال من الركوع
كان يرفع صلبه من الركوع قائلا ( سمع الله لمن حمده ) رواه البخاري ومسلم .. ثم يقول :
1- ( ربنا لك الحمد ) رواه البخاري ومسلم
2- ( ربنا ولك الحمد ) رواه البخاري ومسلم
3- ( اللهم ربنا لك الحمد ) رواه البخاري
4- ( اللهم ربنا ولك الحمد ) رواه البخاري
وتارة يزيد على ذلك :
1- (ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) رواه مسلم وأبوعوانه
2- ( ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق مقال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) رواه مسلم وأبوعوانه
أذكار السجود
1- ( سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات ) رواه أحمد بسند صحيح
2- ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا ) رواه أبوداود بسند صحيح
3- ( سُبوح قُدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم وأبوعوانه
4- ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) رواه البخاري ومسلم
5- ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وأنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين ) رواه مسلم وأبوعوانه
6- ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره ) رواه مسلم وأبوعوانه
• ما يقال في صلاة الليل
1- ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) رواه أبوداود والنسائي بسند صحيح
2- ( سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت ) رواه مسلم وأبوعوانه
3- ( اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ) رواه النسائي وصححه الحاكم
4- ( اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم وأبوعوانه
الأذكار بين السجدتين
1- ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني ) رواه أبوداود والترمذي بسند صحيح
2- ( رب اغفر لي ، اغفر لي ) رواه ابن ماجه بسند حسن
صيغ التشهد
علّم النبي أصحابه أدعية كثيرة من صيغ التشهد .. فمن ذلك :
1- ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) يقول ابن مسعود : وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام على النبي . رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود
2- ( التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله ، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) أخرجه ابن أبي شيبه والبيهقي عن عائشة بسند صحيح
3- ( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ) رواه مسلم وأبوعوانه عن ابن عباس
4- ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه أبوداود والدار قطني وصححه عن ابن عمر
5- ( التحيات الطيبات والصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه مسلم وأبوعوانه عن أبي موسى الأشعري
6- ( التحيات لله الزاكيات لله الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه مالك والبيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب
الصلاة الإبراهيمية
1- ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه البخاري ومسلم
2- ( اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه البخاري ومسلم
3- ( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ) رواه البخاري
4- ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه النسائي بسند صحيح
5- ( اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) رواه مسلم وأبوعوانه
6- ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه أحمد والطحاوي بسند صحيح
الدعاء قبل السلام
1- ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم
2- ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل بعد ) رواه النسائي بسند صحيح
3- ( اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا ) رواه أحمد والحاكم وصححه
4- ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق والعدل في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين لاتنفد ولاتنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، واسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين ) رواه النسائي وصححه الحاكم
5- وعلّم أبا بكر أن يقول : ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) رواه البخاري ومسلم
6- وأمر عائشة - رضي الله عنها- أن تقول : ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد ، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته لي رشدا ) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد
7- ( اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم ) رواه أبوداود والنسائي وصححه الحاكم
8- ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم ، إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ) رواه أبوداود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد
9- وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم : ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم به منى ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) رواه مسلم وأبوعوانه
التسليم
1- كان يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيمن ، وعن يساره ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيسر . رواه مسلم
2- يقول عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) حتى يرى بياض خده الأيمن ، وعن يساره ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيسر . رواه أبوداود وابن خزيمة بسند صحيح
3- كان إذا قال عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) اقتصر أحيانا على قوله عن يساره ( السلام عليكم ) رواه النسائي بسند صحيح
الأذكار بعد الصلاة
إن صيغ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل الثابتة خمس صيغ .. وهي :
1- أن تقول ( سبحان الله ) 33 مرة ، و ( الحمدلله ) 33 مرة ، و ( الله أكبر ) 33 مرة ، وفي المائة تقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) رواه أحمد ومسلم
2- أن تقول ( سبحان الله ) 33 مرة ، و ( الحمدلله ) 33 مرة ، و ( الله أكبر ) 34 مرة . رواه مسلم
3- أن تقول ( سبحان الله ) 25 مرة ، و ( الحمدلله ) 25 مرة ، و ( لا إله إلا الله ) 25 مرة ، و ( الله أكبر ) 25 مرة . رواه النسائي بسند صحيح
4- أن تقول ( سبحان الله ) عشرًا ، و ( الحمدلله ) عشرًا ، و ( الله أكبر ) عشرًا . رواه البخاري
5- أن تقول ( سبحان الله ) 11 مرة ، و ( الحمدلله ) 11 مرة ، و ( الله أكبر ) 11 مرة . رواه مسلم
الفصل الثاني
مسائل
فـي
الصلاة
المبحث الأول : الخشوع في الصلاة
قال الله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ } المؤمنون .. أي خائفون ساكنون
• معنى الخشوع
1- هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته . تفسير ابن كثير
2- هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل . المدارج 1/520
ومحل الخشوع القلب وثمرته على الجوارح ، والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارح فإن القلب كالملك والأعضاء كالجنود له ، فبه يأتمرون وعن أمره يصدرون فإذا عُزل الملك وتعطّل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح .
كان حذيفة يقول : إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع
وقال الفضيل بن عياض : كان يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه .
ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لاهاهنا وأشار إلى منكبيه . المدارج 1/521
• مراتب الناس في الخشوع :
والخاشعون درجات ، والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص فمنهم من يبلغ خشوعه عنان السماء ومنهم من يخرج من صلاته لم يعقل شيئا ، والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط ، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها ، لكنــه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس والأفكار .
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار ، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته ، فهو في صلاة وجهاد .
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها ، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها ، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها .
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ، ناظرا بقلبه إليه ، مراقبا له ، ممتلئا من محبته وعظمته ، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات ، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه ، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض ، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به .
فالقسم الأول معاقب ، والثاني محاسب ، والثالث مكفّر عنه ، والرابع مثاب ، والخامس مقرّب من ربّه ، لأن له نصيبا ممن جُعلت قرّة عينه في الصلاة ، فمن قرّت عينه بصلاته في الدنيا، قرّت عينه بقربه من ربّه عز وجل في الآخرة ، وقرّت عيـنه أيضا به في الدنيا ، ومن قرت عينه بالله قرّت به كل عين ، ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى تقطعّت نفسه على الدنيا حسرات . الوابل الصيب ص : 40
• أحوال الخاشعين في الصلاة
قال عمر بن الخطاب على المنبر : إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة ، قيل : لا يُتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل .
هذا قول عمر بن الخطاب في صدر الإسلام ، ماذا عن واقعنا نحن اليوم ، والكثير - إلا من رحم ربي - تذهب به أحوال الدنيا كل مذهب ، فهو يصلي ببدنه ولكنه يذهب بفكره إلى الدنيا وأسواقها ؛ يبيع ويشتري ، ويزيد وينقص... وما ذاك إلا من الغفلة.
وقال الحسن : سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرون من ذكر الضيعة في الصلاة ، قال : تجدونه ؟ قالوا : نعم ، قال : والله لئن تختلف الأسنة في جوفي أحب إليَّ أن يكون هذا في صلاتي.
أخي الحبيب : ما بالنا هكذا عن الصلاة معرضين ولواجباتنا مضيعين . لقد كان عبد الله بن مسعود إذا قام في الصلاة كأنه ثوب ملقى. وكان سعيد بن جبير إذا قام إلى الصلاة كأنه وتد.
أخي الحبيب : أين نحن من هؤلاء؟ هذا عبدالله بن الزبير يركع ، فيكاد الرخم يقع على ظهره ، ويسجد فكأنه ثوب مطروح.
إننا نستغرب من ذلك الخشوع وتلك الطمأنينة وما ذاك إلا لأننا لا نرى هذا في واقع حياتنا وإلا فإن العنبس بن عقبة كان يسجد حتى تقع العصافير على ظهره ، فكأنه جذم حائط.
ونسير مع الصالحين ... فهذا أبو بكر بن عياش يقول : رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً ، فلو رأيته قلت ميت ، يعني من طول السجود .
وكان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير.
أما ابن وهب فقد قال : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب ، صلى ، ثم سجد سجدة ، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء .
ولم يكن يشغلهم عن الصــلاة شاغل ، ولم يكــن بينهم وبين الله حائل ، فالانتباه مقتصر على الصلاة والخشوع لله والتذلل بين يديه.
وكان الإمام البخاري يصلي ذات ليلة ، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة ، فلما قضى الصلاة ، قال : انظروا أيش آذاني.
وعن ميمون بن حيان قال: ما رأيت مسلم بن يسار متلفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ، ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في صلاته فما التفت.
وعندما سُئل خلف بن أيوب : ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال : لا أُعوِّد نفسي شيئاً يفسد علي صلاتي ، قيل له : وكيف تصبر على ذلك؟ قال : بلغني أن الفساق يصبرون تحت سياط السلطان فيقال : فلان صبور ويفتخرون بذلك ، فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة ؟!!.
وكان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع .
قال القاسم بن محمد : غدوت يوماً وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلِّم عليها ، فغدوت يوماً إليها فإذا هي تصلي الضحى وهي تقرأ رضي الله عنها { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} الطور 27 .. وتبكي وتدعو وتردد الآية فقمت حتى مللت وهي كما هي ، فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت : أفرغ من حاجتي ثم أرجع ، ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد الآية وتبكي وتدعو .
وعن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته فقال : إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي ، ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا؟
وهذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصلاة وإتمامها على وجهها الصحيح إذ قال : إذا أردت أن تنفعك صلاتك ، فقل : لا أصلي غيرها .
ورغم تلك العناية بالصلاة وشدة المحافظة عليها فإن عثمان بن أبي دهرش قال : ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها.
إخواني ... لله أقوام امتثلوا ما أمروا ، وزجروا عن الزلل فانزجروا ، جنَّ عليهم الليل فسهروا ، وطالعوا صحف الذنوب فانكسروا ، وطرقوا باب المحبوب واعتذروا إني جزيتهم اليوم بما صبروا ..
ولكن !! كيف السبيل إلى الخشوع في الصلاة ؟ وما هي الوسائل التي تعين على ذلك ؟
هناك أخي المصلي أسبابٌ يرجى لمن فعلها أن يرزق الخشوع في الصلاة وهي على قسمين :
• أولاً : أسباب لا تتعلق بالصلاة وهي :
1- توحيد الله عز وجل في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته
2- تعظيم جناب الرب تبارك وتعالى والإخلاص له ومراقبته في السر والعلانية .
3- تجريد الاتباع للرسول .
4- تقوى الله بفعل المأمورات وترك المحظورات .
5- أكل الحلال الطيب والبعد عن الحرام وتجنب الشبهات .
6- الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يرزقك الخشوع .
7- صحبة الخاشعين ومسايرتهم .
• ثانياً : أسباب تتعلق بالصلاة ... منها :
1- اجمع نفسك وأحضر قلبك قبل الدخول في الصلاة .
2- استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله عز وجل .
3- الرجاء في الحصول على ثواب الصلاة كاملاً.
4- إحسان الوضوء وعدم الإسراف وترك الأعقاب .
5- تهيأ قبل الدخول في الصلاة لقوله ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) رواه مسلم ، وليكن المكان مهيأً للصلاة
6- الحذر من التهاون في أداء الصلاة مع الجماعة والسعي لها مبكرا مع الأذان .
7- لا تدع النوافل وبخاصة الرواتب كالوتر وسنة الفجر وعليك بقيام الليل .
8- تفكر في معاني الآيات والأذكار التي تقرأها وترددها .
9- لا تتعجل في صلاتك ولا تكن الصلاة أهون شيء عندك تؤديها كيفما كان .
10- التأدب في الصلاة بعدم الحركة أو الالتفات أو العبث المنهي عنه .
11- التزم بأحكام الصلاة وآدابها ، واجعل نظرك في موضع سجودك ، قال (صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري
12- تابع الإمام فإنما جعل الإمام ليؤتم به .
13- فرغ قلبك من شواغل الدنيا ... فهي كلها بما فيها من فتن وشواغل لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
14- تجنب الصلاة في الأماكن التي فيها آلات اللهو أو التصاوير أو تشويش أو أصوات ولغط .
15- صلِّ صلاة مودع فكل من نعرفهم رحلوا بعد صلاة مكتوبة وأنت لا بد منهم .
أخي المسلم ... قال ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة ، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلا كانت كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله ) رواه مسلم .
فالخشوع أمره كبير ، وشأنه خطير ، ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله لذلك ، وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة وخطب جلل ولذلك كان النبي يقول في دعائه : ( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع .. ) رواه الترمذي بسند صحيح
جعل الله لنا من العمل أصوبه وأخلصه ومن الأجر أتمه وأكمله. اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يستجاب له ، اللهم تجاوز عن سيئاتنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ....
المبحث الثاني : الترغيب في الصلاة
o الصلاة : هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين .
o الصلاة : عمود الدين ، قال رسول الله : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) رواه الترمذي بسند صحيح
o الصلاة : أول ما يحاسب عليها العبد ، قال رسول الله : ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ) رواه الترمذي بسند صحيح
o الصلاة : صلة بين العبد وبين ربه ، قال النبي ( إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه ) متفق عليه ، وقال الله تعالى في الحديث القدسي : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي ، فإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : مالك يوم الدين ، قال الله : مجدني عبـــدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) رواه مسلم .
o الصلاة : آخر وصية وصى بها النبي ، فجعل يوصي أمته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة عند مفارقة الدنيا ، وقبل انتقاله للرفيــــق الأعلى ، حينما كان يقول : ( الصلاة .. الصلاة .. واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ) رواه أبوداود بسند صحيح
فلتحرص أخي المسلم كل الحرص على صلاتك ، فهي الفارق الذي بيننا وبين كل من خالف دين الإسلام ، ولتعلم أن من أقام الصلاة فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين ، نسأل الله العافية .
• الترغيب في الصلوات الخمس
عن ابن عمر عن النبي قال : ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : ( أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء ؟ قال : كذلك مثل الصلوات يمحو بهن الخطايا ) رواه البخاري ومسلم
عن عثمان قال : والله لأحدثكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ، سمعت رسول الله يقول : ( لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينهما وبين الصلاة التي تليها ) رواه البخاري ومسلم
وعن عثمان قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله ) رواه مسلم
عن أبى أيوب أن النبي كان يقول : ( إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة ) رواه أحمد بسند صحيح
عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) رواه البخاري ومسلم
عن عبادة بن الصامت قال سمعت رســول الله يقول : ( خمس صلوات كتبهن الله على عباده ، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة ) رواه ابوداود بسند صحيح
عن أنس قال : قال رسول الله ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح ، وإن فسدت خاب وخسر ) رواه الطبراني في الأوسط .. وفي رواية : أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله .
عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله يقول : ( إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها ، تسعها ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها ) رواه ابو داود والبيهقي واحمد وابن حبان في صحيحه
المبحث الثالث : وجوب صلاة الجماعة
الأدلة على وجوب صلاة الجماعة في المساجد من كتاب الله وسنة رسوله ، وأقوال الصحابة كثيرة جدا ، و هي لا تخفى على كثير من الناس ، لذا فسأقتصر على ذكر بعضها مما تقوم به الحجة إن شاء الله تعالى .
• أولا : من كتاب الله
1- وقال تعـــالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } البقرة 43 ، الشاهد قوله : { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } ، وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ، ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } .
2- قوله تعالى : { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ.. } النساء 102 ، وجه الدلالة من هذه الآية أن الله أوجب أداء الصلاة في الجماعة في حالة الحرب ، ففي حالة السلم أولى ، ولو كان أحد يسامح في ترك صلاة الجماعة ، لكان المصافون للعدو ، المهددون بهجومه عليهم أولى بأن يسامح لهم في تركها .
3- قال تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } القلم 43 .
قال سعيد بن المسيبِ رحمه الله : كانوا يسمعون ( حي على الصلاة ، حي على الفلاح ) فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون .. وقال كعب الأحبار : والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة .
فأي وعيد أشد وأبلغ من هذا لمن ترك صلاة الجماعة مع القدرة على إتيانها .
• ثانيا : من السنة
في الصحيحين عن أبي هـــريرة عن النبي ، أنه قال : ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم انطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ) ولا يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إلا على ترك واجب .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ( من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر ، لم تقبل منه الصلاة التي صلى ) . قيل وما العــذر يا رسول الله ؟ .. قال : ( خوف أو مرض ) رواه أبوداود وابن ماجة و ابن حبان في صحيحه
• ثالثا : من أقوال الصحابة رضي الله عنهم :
قال عبد الله بن مسعود : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .
وقال علي بن أبي طالب ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ) قيل : ومن جار المسجد ؟ .. قال ( من سمع الأذان ) رواه أحمد في مسنده .
وقال أبو هريرة ( لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء و لا يجيب ) .
وبعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة ، هل بقي لمتخلف عذر . إن هذه الأدلة حجة على من قرأها أو سمعها ، سيحاسب عنها يوم القيامة .. والله ولي التوفيق
• فوائد صلاة الجماعة
شرع الله سبحانه وتعالى صلاة الجماعة لحِكم عظيمة ، وفوائد جسيمة منها ما يلي :
1 ـ اختبار العباد وامتحانهم ، ليعلم الله من يمتثل أوامره ممن يعرض عنها ويتكبر .
2ـ التعارف والتآلف والترابط بين المسلمين ليكونوا كالجسد الواحد وكالبنيان يشد بعضه بعضا ، والذي لا يصلي في المسجد لا يعرفه أهل الحي إلا من كان بينه وبين أحدهم مصلحة دنيوية .
3ـ تعليم الجاهل .. وتذكير الغافل ، فالجاهل يرى العالم فيقتدي به ، والغافل يسمع الموعظة فينتفع بها .
4ـ ما يشعر به المصلي في الجماعة من الخشوع والتدبر والانتفاع بالصلاة ، بخلاف من يصلي في بيته فإنه قد لا يشعر بشيء من ذلك ، بل إن الصلاة تثقل عليه في الغالب فينقرها نقر الديك فلا ينتفع منها بشيء .
5ـ إغاظة أعداء الله وإرهابهم وعلى رأسهم إبليس وجنوده من شياطين الإنس والجن ، الذين يؤرقهم أن يعود المسلمون إلى المساجد وخاصة الشباب .
6ـ ما في الخروج إلى المسجد من النشاط والحركة ورياضة البدن بكثرة المشي ذهابا وإيابا ، لاسيما إن كان المسجد بعيدا ، بخلاف الصلاة في البيت وما يصاحبها في الغالب من الكسل والخمول.
هذه بعض فوائد الصلاة مع الجماعة في المساجد ، ولا شك أن هناك فوائد أخرى كثيرة ، دينية ودنيوية ، فاحرص ـ يا أخي المسلم ـ على حضور صلاة الجماعة في المسجد حتى تكتب لك البراءة من النفاق .
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق ) رواه الترمذي بسند حسن
• الوعيد لمن تخلف عن صلاة الجماعة من غير عذر:
عن ابن عباس أن النبي قال : ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا بعذر ) رواه ابن ماجه وابن حبان بسند صحيح
قال بن مسعود : ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه مسلم
عن أبي هريرة أن النبي قال : ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ) متفق عليه
عن أبي هريرة قال : أتى رجل أعمى فقال يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله أن يرخــص له فيصلي في بيته فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال : ( هل تسـمع النداء بالصلاة ؟ ) فقال : نعم . قال : ( فأجب ) رواه مسلم
وعن أبي بردة عن أبيه -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله ( من ســــمع النداء فارغا صحيحا فلم يجـــب فلا صــلاة له ) رواه الحاكم وحسنه
• فتاوى في وجوب صلاة الجماعة :
سؤال : يتهاون كثير من المسلمين اليوم بالصلاة في الجماعة وحتى بعض طلبة العلم ، ويتعللون بأن بعض العلماء قال بعدم وجوبها ، فما حكم صلاة الجماعة ؟ وبماذا تنصحون هؤلاء ؟
جواب : الصلاة في الجماعة مع المسلمين في المساجد واجبة بلا شك في أصح أقوال أهل العلم على كل رجل قادر يسمع النداء لقول النبي : ( من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ) رواه ابن ماجه وابن حبان .
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
سؤال : أكون في بعض الأحيان مرهقاً ومتعباً وأنام متأخراً ، ولا أستطيع صلاة الفجر إلا في البيت فهل يجوز ذلك ؟
جواب : الواجب على المكلف من الرجال أن يصلي الصلوات الخمس كلها في المسجد مع إخوانه المسلمين ، ولا يجوز له التساهل في ذلك والتخلف عن ذلك في الفجر أو غيرها من صفات المنافقين كما قال الله عز وجل { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً } النساء 142
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
المبحث الرابع : صلاة المنفرد خلف الصف
قال رسول الله ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ) رواه أحمد في المسند وابن ماجه وصححه الألباني في الارواء
اختلف العلماء في صلاة المنفرد خلف الصف على ثلاثة أقوال :
1- صلاته صحيحة ولكنها غير كاملة مثل قوله ( لا صلاة بحضرة طعام ) وهو قول الأئمة الأربعة .
2- أن صلاته باطلة لا تصح بأي حال من الأحوال حتى ولو تم الصف . وهو المشهور من مذهب الإمام احمد .
3- وتوسط شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : إن كان الصف تاما فإنه تصح صلاة المنفرد خلفه ، لأنه الآن عاجز عن المصافة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وإن كان الصف لم يتم فلا يصح أن يصلي خلف الصف منفردًا لعدم العذر .
الخلاصـــة : قال الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - اذا كان الصف تاما فصلِّ وحدك ، ولا تجذب أحدًا ، ولا تتقدم للصلاة مع الإمام .. هذا هو القول الصحيح والذي نراه أقرب إلى السنة من القول بالبطلان مطلقًا أو بالصحة مطلقًا . أهـ
المبحث الخامس : حكم تارك الصلاة
قال رسول الله (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم عن جابر ، وقال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد والترمذي عن بريده وصححه الألباني في صحيح الجامع 4143
اجمع العلماء على كفر تارك الصلاة جحودًا ، واختلفوا في من تركها تكاسلا على أقوال :
1- تارك الصلاة كافر كفرًا مخرجا عن الملة سواء كان جحودا أو تكاسلا لحديث : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم
2- وذهب آخرون إلى من يترك الصلاة تكاسلا فإنه لا يكفر كفرًا يخرج عن الملة و إنما يكون فاسقًا واستدلوا بحديث البطاقة .
3- والراجح ما توســــط به شــــيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى في مسألة ( فيمن يصلى أحياناً ويترك أحياناً ) فقال : إن كثيرًا من الناس لا يكونون محافظين على الصلوات الخمس ولا هم تاركيها بالجملة ، بل يصلوا أحيانا ويتركونها أحيانا فهؤلاء فيهم إيمان ونفاق وتجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة فإذا كانت تجري على ابن سلول فغيره من باب أولى .
وقال في مكان آخر في الفتاوى : فأما من كان مصرا على تركها لا يصل