جزائري أصيل المدير العام
الجنس : السٌّمعَة : 5 الْمَشِارَكِات : 4460 النقاط/ : 4544 العـمــر : 42 الدولة :
| موضوع: معاني رمضان كيف ننقلها للاطفال الثلاثاء أغسطس 16, 2011 6:10 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معاني رمضان كيف ننقلها للاطفال
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما الكريم المنان ذو الطول والإنعام ، لا إله إلا هو إليه أدعو وإليه متاب وصلى الله على نبيه ومصطفاه ، وعلى آله ومن والاه ، صلاة تدوم إلى يوم نلقاه . وبعد فإن معاني رمضان وما تحمله هذه الكلمة من مزايا وخواص وعطايا وهبات وفرص ونفحات ، لمن العسير جدا أن يحيط بها العالمون أو يلم شتاتها أقلام الباحثين ولكن يفتح الله على عباده في جانب يسير هو كالقطرة في المحيط من هذه المعاني العظيمة والفيوضات الرحيمة { وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85) سورة الإسراء ، فمن هذا القليل الذي من الله علينا به أن الله تعالى دلنا على هذا الشهر المبارك وفرض علينا صيام نهاره وحبب إلينا قيام ليله كرما منه ورحمة وتفضلا . قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة . - فمن هذه المعاني التفضل من الله تعالى بفرضه على عباده المؤمنين ، ومنها أن الله كتبه أيضا وفرضه على الأمم السالفة . - ومنها وهي أهمها : ( لعلكم تتقون ) أي لتحصل لكم التقوى التي هي سبب سعادة العبد في الدنيا والآخرة . جاء في تفسير السعدي لهذه الآية : ( لعلكم تتقون ) [ وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة الحكم البديعة والآيات الرفيعة أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله ، ويعظم معاصيه ، فيتركها فيستحق بذلك أن يكون من المتقين ] - ومنها أن هذا الشهر شهر القرآن وموسم التزود منه وتعلمه والدعوة إليه ، حيث أن القرآن نزل فيه دفعة واحدة في ليلة مباركة هي ليلة القدر ، في بيت العزة كما وردت بذلك السنة المطهرة . - ومنها أن هذا القرآن فيه الهداية لجميع البشر {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (185) سورة البقرة ) - ومنها أن صيام نهاره وقيام ليله يكفر جميع الذنوب السالفة ما عدا الكبائر . - ومنها أن فيه ليلة خير من ألف شهر أي العبادة والقيام في هذه الليلة وعمل الخير يفضل عمل ألف شهر ، ويزيد عنه وكل هذا لعظم هذه الليلة وما فيها من الرحمة والخير والسكينة وتنزل الملائكة والروح فيها . قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (3-4) سورة الدخان. وهذه المعاني والحكم والآثار الحميدة لا يسعني ذكرها جميعا في هذا الموضوع المحدد ، ولا شك أن ما يتركه رمضان من آثار حسنة على نفوس الصائمين لا يعلم مداه إلا الله .. ولكن هل للأطفال والصغار من الذكور والإناث حظ من هذه النفحات الطبية والبركات العظيمة ؟. نعم كيف لا والله تعالى قد أرسل رسوله بالهدى ودين الحق للعالمين أجمعين ، فلا شك أن الإسلام عني بالصغار أشد عناية منذ الولادة ، فهي على الفطرة لا شك ، ثم الأمر بالصلاة لسبع والضرب عليها لعشر ، والتفريق بينهم في المضاجع ، كل هذه العناية وغيرها من المعاني تبين اهتمام الإسلام بالأطفال حتى يشبوا على تعاليم الإسلام عقيدة ( فطرة ) وعملا وسلوكا فيكونوا بذلك حاملي راية هذا الدين بالعمل به والدعوة إليه والذب عنه والجهاد لإعلاء رايته والصبر على تحمل الأذى طلبا لرفعته وانتشاره حتى يبلغ جميع المعمورة . وهذا لا يكون من فراغ بل بدعوة هؤلاء الأطفال وتربيتهم على سلوك سبيل المؤمنين حتى يأخذوا هذه التعاليم بحزم واحترام وتقدير لها . والصيام من هذه الشعائر التي يجب أن تنتقل بين الأطفال حتى تكون لهم أمرا أساسيا في حياتهم فيهبون إلى ميدان التسابق في الخيرات في هذا الشهر ليكون امتدادا لبقية الشهور حتى يشب الطفل فيجد هذه الشعيرة جزءاً من حياته بل هي روحه التي يعيش بها مع ربه ودينه . ويتم ذلك بطرق شرعية ووسائل دعوية كثيرة أذكر منها هنا ما يسع المجال له . ومن هذه الوسائل : 1- ترغيب النشء في الصوم وتعويدهم عليه منذ نعومة أظفارهم ومن ذلك ما ورد في السنة . عن الربيع بنت معوذ قالت: ( ... فكنا نصومه بعد ذلك ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعب من العهن ، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ) " البخاري ومسلم " 2- ترغيبهم في الأجر والثواب الذي يناله الصائم حتى ولو كان صغيراً ، فإن أعماله تلحقه إذا كبر ، ونقرب إليهم المعاني في ذلك . 3- للصائم فرحتان : نذكرهم بمثل هذه العبارات النبوية كما جاءت في السنة ( للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) ، ونحمل الطفل على الصبر ونعوده عليه حتى موعد الإفطار ليتصور فرحته عند التزود من المأكولات والمشروبات التي قد حرم منها طول نهاره . فيا لها من فرحة ، يريد الصائم أن تتكرر عليه وكذلك الطفل كل يوم ، ولذلك تنبعث في نفسه العزيمة والنية الصادقة لصيام المزيد من الأيام أو كل الشهر . 4- ونرغبهم أيضا بتنويع المطاعم والمشارب من غير خيلاء ولا سرف حتى يتشوق الطفل أكثر ويندفع لحضور هذه الوجبات وهو صائم . المعنيون بنقل معاني رمضان للأطفال : - ولا شك أن نقل المعاني والآثار السلوكية للأطفال من الأمور الدعوية الخاصة التي يكلف بها المربي أبا كان أم أما أم مدرسا معلما وغيرهم ، فلكل دور في نقل هذه المعاني وكذلك وسائل الإعلام المرئية خاصة . ولكل هذه الوسائل الدور الفعال في نقل المعاني وترسيخها في نفوس الأطفال حتى يكبروا عليها فيعتقدونها ويعلمون أنها من الدين بالضرورة ويعلمون ما ينبغي لها من المقتضيات وما يترتب عليها من الثواب حسنه وسيئه . الوالدين ودورهم في ذلك : للأب والأم الضلع الأكبر في هذا المضمار حيث أنهما بقرب من الطفل ويرعيان تصرفاته ، فهو يتأسى بهما في جميع أعمالهما ، فينبغي لهما أن يكونا قدوة حسنة صالحة لهؤلاء الأطفال الذين جعلهما الله أمانة في أعناقهما ، فلا بد من استشعار المسئولية تجاه هؤلاء الصغار . ومما ينبغي للأبوين أن يقومان به في هذا المجال ، تحبيب الأطفال في الصوم ومن ثم تقريب معانيه في نفوسهم ولذلك وسائل منها : - قراءة وشرح بعض الأحاديث الواردة في فضل الصيام مثل حديث " الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن إمرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إني صائم ، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها .. " وأيضا من ذلك حديث " إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه غيرهم : يقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " . إلى غير ذلك من الأحاديث.. أثر المعلمين والمربين : المعلم القدوة ينبغي له أن يهتم بأمر طلابه وخاصة من الصغار حتى يتربوا على تعاليم هذا الدين ، وفي مجال الصوم فينقل لهم صوراً مؤثرة عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر الصيام حيث كان هديه فيه أكمل الهدي . ومن ذلك هديه في استقبال الشهر والفرح بقدومه ودعاء الله تعالى أن يبلغه إياه ، وإذا دخل الشهر اجتهد في جميع أنواع العبادات ، فمثلا كان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والاعتكاف والذكر والصلاة . . والطرق الدعوية لتقريب معاني رمضان للناشئة كثيرة وواسعة الآفاق ، فعلى كل من شرائح المجتمع يقع واجب النصح لدين الله تعالى في هذا المجال ، حتى يسلم المجتمع من الإفلاس العلمي في شبابه وأجياله المتلاحقه . وخاصة أن هذا الموسم يتجدد كل عام ويفتح الله فيه على العباد ، وخاصة العلماء والدعاة وطلبة العلم ما الله به عليم ، وهذا كله يرجع إلى ما يقذفه الله تعالى من نور الإيمان والهداية في قلوب أصفيائه من عباده . قال تعالى :{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى . وأخيرا أسأل الله تعالى أن يجعل هذه الكلمات نافعة لي ولمن اطلع عليها وأن تكون خالصة لوجهه إنه سميع مجيب .
| |
|
djamele7892 إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ : 10349 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: معاني رمضان كيف ننقلها للاطفال الأحد أبريل 22, 2012 7:01 pm | |
| بارك الله فيك وفي جهودك بوركت | |
|