سوف, وهي البلدة الثانية أو الثالثة فيها من حيث النشأة. تقع قمار شمال
الوادي على بعد أربعة عشر ك.م على الطريق الوطني الرابط بين وادي سوف
وبسكرة. نشأت بلدة قمار القديمة في جزيرة صغيرة يكونها وادي سوف المنحدر
جنوبا عندما يتفرع إلى فرعين. وقد دفنت الرمال اليوم فرعي الوادي. ولكن السكان
يعرفون آثار الجزيرة من التربة, فإن كانت عند الحفر رملية هشة فذلك دليل على
مجرى الوادي المدفون, وإن كانت التربة صلبة أو صخرية فذلك دليل على أنها تقع خارج
مجرى الوادي. أما اليوم فلا أثر لمياه الوادي على سطح الأرض. لقد توسعت بلدة قمار
القديمة مع ازدياد عدد السكان فخرج العمران من الجزيرة إلى الأراضي الشاسعة
.............................من حولهاالموقع الجغرافي:
قمار بلدة في واحات
سوف, وهي البلدة الثانية أو الثالثة فيها من حيث النشأة. تقع قمار شمال
الوادي على بعد أربعة عشر ك.م على الطريق الوطني الرابط بين وادي سوف
وبسكرة. نشأت بلدة قمار القديمة في جزيرة صغيرة يكونها وادي سوف المنحدر
جنوبا عندما يتفرع إلى فرعين. وقد دفنت الرمال اليوم فرعي الوادي. ولكن السكان
يعرفون آثار الجزيرة من التربة, فإن كانت عند الحفر رملية هشة فذلك دليل على
مجرى الوادي المدفون, وإن كانت التربة صلبة أو صخرية فذلك دليل على أنها تقع خارج
مجرى الوادي. أما اليوم فلا أثر لمياه الوادي على سطح الأرض. لقد توسعت بلدة قمار
القديمة مع ازدياد عدد السكان فخرج العمران من الجزيرة إلى الأراضي الشاسعة
من حولها.
تاريخ المنطقة:
يعود تاريخ المنطقة إلى حوالي سنة 1460م أما عن مؤسسيها فلعل من سكن المنـطقة
بادئ الأمر مـن تـلك العائـلات القديمة كما يشيع لدى العامة من أولاد سيدي سعيد و
أولاد زان و أولاد ماني و هم الذين بدأوا البناء قدر أربعين مسكن و يحيط بهذه
المساكن جامع سيدي مسعود
أصل التسمية:
أما اسم ( قمار) فهو قديم, وربما يرجع إلى القرن الثامن
الهجري/ الرابع عشر ميلادي. وهو اسم موجود أيضا في الهند, غير أن قمار الهندية
مفتوحة القاف, كما جاء في القاموس المحيط, وقد ضرب صاحب القاموس مثلا لذلك
بكلمة (قطام) بينما قمار الجزائرية مضمومة القاف. ويقول الشيخ محمد الطاهر التليلي
الذي قيد أخبار قمار في كناشه: إن في الأندلس بلدة تسمى قمار بضم القاف أيضا. وفي
تونس توجد (تاقمرت) جهة توزر, كما توجد في ضواحي تونس (قمرت). وفي السودان بلدة
اسمها (قمار). وفي التقاليد الشعبية طائر حمام يسمى (القمري) بضم القاف,
وهناك عود الطيب المعروف في الهند باسم العود القماري وهو مضموم القاف أيضا.
وقد سمعت النسبة إلى قمار قماري وأقماري, وكان أحد علماء قمار في القرن
الثاني عشر للهجرة, وهو الشيخ خليفة بن حسن, يوقع اسمه هكذا: الأقماري
بعض التواريخ
في سنة 1180 هاجم بنو جلاب (وهم حكام بلدة تقرت)
سوف ومنها قمار, وهو هجوم كانت وراءه جباية الضرائب كما يحدث في التواريخ القديمة
غالبا. وفي سنة 1201 آوى أهل قمار أحمد الجلابي مدة سنتين, ثم تحرك منها إلى بلدة
نفطة بتونس. وقد تعرضت قمار لهجمات أخرى من حكام تقرت, فنزل فرحات الجلابي في قمار
بمكان يسمى الرقوبة, وجمر نخيلها انتقاما من أهلها, كما جمر نخيل بلدة تاغروت
المجاورة. ويقال إن ما جمره فرحات أكثر من 300 نخلة, وإنه قتل الكثير من أهل
بلدة الدبيلة أيضا. وفي سنة 1203 فرض بنو جلاب على قمار غرامة ثقيلة.
وفي سنة 1207جاء بوعزيز بن نصر الحناشي, مرسلا من صالح باي حاكم قسنطينة, لمعاقبة
أهل قمار على عصيانهم, ربما لعدم دفع الضرائب التي هي علامة الطاعة. فنزل الحناشي
بمكان يسمى العدامة. وجرت مناوشات بين الطرفين انتهت بانسحاب الحناشي. وفي سنة
1209 قاد الشيخ إبراهيم (الجلابي؟) حملة ضد قمار باسم العثمانيين أيضا. وقد حاول
إبراهيم دخول قمار فنصب عليها الحصار مدة شهرين, ولما عجز عن دخولها حاول
حفر دهليز ليصل منه إلى داخلها, فأحس به أهلها فأفسدوا عليه الحفر وأفشلوا خطته.
بنيت
المدينة العتيقة بقمار على الشكل التالي و ذلك لعدة عوامل وهي خصوبة أرض
قمار و كون أهل قمار فلاحين اهتموا بهذه الأرض و تعاملوا مع الطروف
المناخية الصعبة التي تميزت بها المنطقة و نظرا لإستقرارهم جعل المدينة تعم
بالرخاء جعل عرضة للمناوشات وقد بدأو بناءها على شكل حصن
كبير بني عليه ما يشبه الهضبة التي ترتفع عن سطح الأرض المحيطة
به و تخلل هذا الحصن أبوابا فقد كانت في المدينة ثلاث أبواب كبيرة : باب الظهراوي
من جهة الشمال و الباب الشرقي من الشرق و باب الغربي إلى الغرب من
الدينة إضافة إلى باب صغير جهة الشمال وهي البويبة و باب أخر
مخصص لجلب المياه من الناحية الشرقية و هو الفج من جهة الباب
الشرقي أما من الناحية الجنوبية فقد كان السوق, و تميزت هذه المدينة
بالأقواس والقباب و الأزقة الضيقة .