قد قررت أن أفتح لكم كتاب قلبي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم يا من سكنتم جدران فؤادي

واحتللتم أرض قلبي

إليكم كتاب حياتي البائسة

تصفحوه بحذر لكيلا تتلفوا أوراقه المهترئة

فلقد أتلفتها لآلئ العبرات

علكم تفهموني بعدما عجز الجميع عن ذلك

سوف أضع لكم كل يوم صفحة من صفحات ذلك الكتاب

و هاهي ذي الصفحة الأولى:

على مشارف الموت
قابعة وسط أمواج عاتية ، تتقاذفني من مكان إلى مكان ، و قاربي الصغير أضحى مهترئا لا يقوى على مقاومتها، والآن ها أنا ذا وحيدة وسط البحر الواسع أتسائل في حيرة أين المخرج؟ حاولت لعدة مرات أن ألملم بقايا أفكاري
و أصفي ذهني من أجل أن أفكر جيدا في حل ، لكن دون جدوى ، هل اتبع قلبي و الأحاسيس المكتنفة بداخله ، أم أفعل ما يمليه علي عقلي؟لست أدري هل أبكي على حظيالعاثر أم اضحك من سخرية القدر ام اصرخ لينتشلني احد من هذا المكان
و بينما انا على تلك الحال راودتني فكرة غريبة و هي ان ارمي بنفسي في ظلمات اليم علي استريح من هذا العذاب ، لكن ثمة شيء يمنعني من ذلك و بينما انا أحاول طرد تلك الفكرة من رأسي احسست برجة شديدة في جسدي و فجأة لم أرى سوى الظلام الدامس ، وصوت الأمواج يدندن في أذني ، احسست بالبرودة ، هل هو الموت يا ترى؟ هل هذا ما يشعر به الميت؟ وفي تلك اللحظة مر شريط حياتي أمام عيني، كيف أني جرحت أفئدة الآخرين و منعتني قسوة قلبي من الاعتذار لهم ، كيف أني احببت أناسا كثيرين لكني لم اعبر لهم عن مدى حبي لهم ، كيف أني انشغلت بمتاع الدنيا و لذتها عن ذكر الواحد الأحد و نسيت بل تناسيت انه سبب وجودي
وكيف أني وقفت تائهة في متاهة المعاصي و لم اجد منها مخرجا ، كيف انني قلقت و لم انم الليالي لأجل امور تافهة لا تستحق القلق
و ها انا ذا الآن على مشارف الموت يعتصر قلبي ندما على تلك الأوقات التي أضعتها ، وتلك الذنوب التي ارتكبتها ، وتلك القلوب التي جرحتها ، و تلك السنين التي أفنيتها ......و فجأة اصبحت احس بجسدي من جديد.....فتحت عيناي....ادركت انني لم امت ...ووجدت نفسي فوق الرمال الذهبية... فلقد ارادني الله ان أعيش ...