الحاضرُ الغائبْ

مشغول !..

-حقا مشغول..؟؟

وأنا؟ أفني عمري لأجلكَ..وأقضي يومي كله في خدمتكَ..وأطيع ما تأمرني به عن طيب خاطر..

ولا أرفض لك أمرا ولا لغيركَ أعاشر... أعطاكَ ربي حقا مني .. وأعطاكَ أيضا حقا علي...

-نفس الحكاية دوما... لخصي بالعربي كده وأفصحي..!

-هيا لنسافر لمكان ما... نتنزه ربما... ولا تقل لي سافري مع أهلكِ أو اخرجي للتنزه مع أبنائكِ...

فما أريده أنا وأطفالك وجودكَ معنا....

-أووووه يا امرأة ألا تملين من الكلام؟؟؟ تثرثرين وتثرثرين... وتعلمين جدا تعلمين أنه ليس بإمكاني

ترك المدينة..ولا التنزه ولا السفر... لدي من الهموم ما تكفيني... فلا تضيفي لي همومكِ الغبية... المال وأعطيكِ إياه...والرفاهية لا أحرمكِ منها .. فماذا تريدين أكثر؟؟..

-ولكن.. يا زوجي.. يا حبيبي... كما لعملكَ عليكَ حق... فإن لأهلكَ عليكَ حق.. وإن لزوجتكَ عليكَ حق...

صحيحٌ أنكَ حاضر بجسدكَ... لكنكَ غائب بحنانكَ وروحكَ..

أطفالكَ أطفالكَ أزعجوني...كل يوم يسألونني... أين أبي.. أين أبي...

حتى أنني دخلت لغرفة بنتنا سناء.. للتأكد من أنها رتبت سريرها...

وسوت وضعية الغرفة بعد أن كانت في حالة يرثى لها...

وجدت مذكرة صغيرة على المكتب... فتحتها لفضولي الشديد... وبدأت أتصفحها..

أحداث عادية تعيشها أية مراهقة.. لكن ما لفت انتباهي أيها العزيز....

تلك الجملة المكررة في كثير من الصفحات...

-أية جملة؟؟ هياا.. قولي... تعلمين جيدا أنني لا أحب التشويق... هل وجدتِ مثلا...

أنا أحب فلان....

-لا بل وجدت أسوأ من هذا....

-ماذا وجدتِ؟؟ هيا يا امرأة...توقفي عن لعب دور الحكواتي...

-وجدت جملة حزت في قلبي كثيرا.... وأبكتني كثيرا... وجدت أنها كتبت

"ليتَ كل أوقاتنا "منتصف نهار" حتى تجمعنا طاولة الغذاء مع أبي؟؟"