منتدى غارداية شبكة للتعليم نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, لديك: 378 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : الخميس يناير 01, 1970 .
 
الرئيسيةصـــفحة قرأنيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
 مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري Fb110

 

  مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقــاتـل
مشرف عام
مشرف عام
مقــاتـل


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 22 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2838 النقاط/ النقاط/ : 3674 العـمــر العـمــر : 31 الدولة :  مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري Jazaer10

 مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري Empty
مُساهمةموضوع: مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري    مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري Emptyالأربعاء نوفمبر 02, 2011 10:06 am

مـقـبـرة الـرمـاد


أنفض رمادي وأقفُ!!..
لي ألف زِنْد،
لي ألف يد،
مجسات أذرعي لا تعد،
أنفث سمي، في لجة الشط، وأجذفُ
كأخطبوط، ألطم الموج بألف كَفّ
قد قضَّ شجار المطرقة والسندان مضجعي
أيقظني صراخ السنديان حين صاح في مسمعي
خفافيش الليل تشهد، الآن، رجوعي
قد طال هجوعي،
جرحي النازف جَفّ.

أنفض رمادي وأقفُ!!..
أشد الرحال،
لساحة القتال،
وآخذ عفريت خوفي معي
أجمع كل أشلائي، في جيب معطفي
أجمع كل أدمعي،
أنفض عن ثوبي بعض الغبارِ
هذا عَوْسَجُ اصْطِبَاري،
هذا جسدي المُبْتَّلُ خلف الستارِ،
هذه مقبرتي..،
هذا النعش لي،
وهذا الفنار فناري.
آن لي أن أبحر بلا خوف
آن لي أن أعترفَ
آن للسر أن ينكشفَ
آن لي أن أمضيَ مرفوع الرأس، دون أن أرتجفَ
كفاني تجذيفاً..
في يم كَدَّرَتْ هُجُوعه أطياف الرياح.

ظلي على الحائط عابس،
تابوتي حزين يائس،
كفني على لحدي حارس،
أبدأ بالصمت ملحمتي
هرمي الشامخ يتداعى،
هذه، مِمْفِيسُ، مملكتي
أبسط صولجاني على كل البلادِ
أجلد ظهور العبادِ
أجل لا خجل
لي خطيئتي..،
لي جريمتي..،
لكل منا طعنة انتحارهِ،
لكل منا جرعة احتضارهِ،
أجل أزرع قمح الوجل
وعلى طريقتي،..
أحصد رقاب العبادِ.
أَجَل لَمْ تزل هذه فجيعتي
منذ ذاك الصباحِ،
لطختُ صدري بالرمادِ
صَحَا قلبي وصَاحْ
في وجه الرياحِ:
ـ رُودُوبِيسُ لي!!
ـ رودوبيسُ لي!!
ـ رودوبيسُ لي!!
رُدِّيها من قلاع البَعَادِ
آآآخٍ!.. لم يرجع إلا صدى نواحي
وصاح في وجهي الردى ورَاحْ:
ـ رودوبيسُ وأدتها أيادي العبادِ
تحت كثبان الرمادِ!!..

يا صاحبي، يا عُمَر
قد ضاع العُمُر،
هذه جثتي على الأرض
داستها حوافر الكتائبِ
هذه بعض مصائبي
يا صاحبي..
لدغتني الأفعى، في كَفِّي،
فبأي يد أضرب على دَّفِي؟
أجدادي ينتظرون أمجادي،
والطاعون أتى على كل أحفادي.
يا صاحبي..
ذبحني خنجر الوترِ
في أمسيات سمفونيات السهرِ،
لا بأس فهذا اللحن قدري،
نصبوني مزارعا، على محاصيل الشوك والحنظل،
لا بأس هذه أرضي وهذا الشوك شجري،
يا صاحبي أعمى الرماد نظري
أين أمضي الآنَ..؟
كل ما حولي خراب،
أين أمضي الآن..؟
ولم يعد لضوء الشموع دور في تمثيلية السراب!

أنفض رمادي وأقفُ..!!
أجذف في بحر الرمادِِ
أعزف على قيثار الودادِ
آخر ألحاني، وأنصرفُ.
كماني الحزينْ..
بين جبال الريف، يَصْدَحُ بالأنين
وعلى كل شرفة يتداعى صدى الحنين،
ما أزال منذ أجيال ِ
أفتش في يأس.. في الخيال ِ
عن عروس جبال الشمال ِ
ما أزال أشتهي نكهة عصير ليمونهْ
من كأسكِ الملئى يا يمامتي المجنونهْ.

أنثر نكهة قهوتي في الأثير
وعلى جبهتي حناء محنتي..، وأطير
كنورس يبحث عن شط في جو مطير،
أسقط من على قمة الجبل الكبير
أتدحرج في منحذر وعر خطير
وأتلاشى، كالشبح النحيف ِ
في وادي الضياع المخيف ِ.

يا ابنة الريف ِ
رحماك بي وبقلبي الضعيف ِ
يا ابنة الريف ِ
خبئيني..
بين أدغال ضفيرتيكِ
بين أهداب عينيـكِ
خبئيني..
بين المروج، من رماح الزنوجِ
من جيوش المَغُولِ، في البحر اللَجُوجِ
من طنين الفؤوس، على صخر قبري
من رنين العود، على كعب نعلي
خلصيني..
من بكاء الناي، الحزين، على نحري.
يا ابنة الريف ِ
أنقذيني..
من عويل الخريفِ
على شرفة قصري
قد طالت محنتي
يا عذراءً صلبوها بين المقابر،
يا ألِفاً تركوها بين الدفاتر،
يا حسناء سُبِيَت من وراء الستائر،
خانني ساعدي!!
خانني ساعدي!!
خانني ساعدي!!
غرقت في الوحل، من حزني عليك ِ
.. خذيني إليك
قد خنقني ثوب البخور،
ونعلي، الحديدي، يصدأ فوق المجامر،
قلبي الموجوع الثائر
طعنوه بكِ !..
وسرقوا الدخائر.
يا ابنة الريف ِ
دمي يحترقْ
وأنا أختنق
وأنا أنزلق
وأنا أنطلق
لم يعد لي دمع لأبكيك،
لم يعد لي حلق لأرثيك،
لم يعد لي ضفر لأندبك،
لم يعد لي ذراع..،
لم يبق لي ها هنا بقاء
في مقبرة الجماجم الجياع،
في مقبرة غطى رمادها الضِياع،
افترستْ جُثَتَ قبورها الضباع،
حيث الحزن يُشْتَرى ويباع،
قد آن للسندباد ِ
أن يبحر بعيدا عن هذي القلاع
أن ينفض كَوْمَ الرماد ِ
أن يمسك الدفة ويرخي الشراع.



أتمنى لكم قراءة ممتعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقبرة الرماد.. للشاعر مصطفى شكري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل من مرحب بفتاة الرماد؟؟
» الأحلاف و التكتلات في السياسة العالمية -- د محمد عزيز شكري -
» مقبرة الطائرات: حيث ترقد طائرات بـ35 مليار دولار !
»  عابرون في كلام عابر ... للشاعر محمود درويش
» قصيدة رغم الموات للشاعر خالد قاسم حجازي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى غارداية شبكة للتعليم نت :: الساحة الثقافية و الترفيهية :: الساحه الادبيه-
انتقل الى: