"عروبة نزار قباني" يحكيها كتاب
دمشق : صدر مؤخرا كتاب «عروبة نزار قباني» لمؤلفه أحمد الخوص وهناء برهان، كتاب ثمين بتحليلاته ونقاشه لآثار نزار قباني الشعرية ودخوله في حياة هذا الشاعر المليئة بالمواقف والجروح والتحديات.
في القسم المخصص لعروبة نزار قباني، يعترف مؤلفا الكتاب ، وفقاً لجريدة "تشرين" السورية ، بأن نظرة غير صحيحة كانت موجودة عندهما لنزار قباني وشعره«كنت كلما اقتربت من مواجهة مكتبة فيها ديوان لنزار قباني ابتعدت عن هذه المواجهة، وإذا ما رأيت شخصاً يقرأ لنزار قباني في أحد دواوينه نصحته أن يترك الديوان، لأن نزاراً شاعر المرأة المترفة والمدللة التي تروي نزواته..»
وتتغير تلك النظرة لشعر نزار مع معرفتنا بقصيدته«خبز وحشيش وقمر»التي أثارت مجلس النواب السوري فحكم عليها أحكاماً جائرة، والقصيدة في مضمونها نقد لاذع للأوضاع السائدة في الوطن العربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يقول فيها:
ما الذي عند السماء؟
لكسالى ضعفاء
يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمر
ويهزون قبور الأولياء..
وعندما حلت نكسة حزيران عام«1967»حزن نزار قباني على ما أصاب أمته من هزيمة وذل ومهانة، واعترف أول مرة أنه تحول من شاعر حب وحنين إلى شاعر يكتب بالسكين حيث قال:
ياوطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين
ويتحدث الكتاب في قسمه هذا حسبما ذكرت "تشرين" عن عشق نزار وحبه لكل ذرة من تراب الوطن العربي، وأول ما يذكر في هذا المضمار حبه للشام مسقط رأسه التي عاش في أحضانها بين ياسمينها وفلها ووردها الجوري، في دمشق الخالدة أقدم مدن العالم وأقدرها على البقاء. يقول نزار:
هل واحد من بينكم
يعرف أين الشام؟
هل واحد من بينكم
أدمن سكنى الشام؟
رواه ماء الشام
تأكدوا ياسادتي
لن تجدوا في كل أسواق الورود، وردة كالشام
وفي دكاكين الحلى جميعها
لؤلؤة كالشام....
وأيضاً يشارك نزار قباني العرب في مصر وهم يصدون عدواناً غاشماً يريد أن يذل شعباً يعتز بعروبته، ويسير قدماً من نصر إلى نصر من خلال قصيدة تتضمن أربع رسائل من جندي في بور سعيد إلى والده.
وينتقل الشاعر إلى بلد المليون شهيد إلى الجزائر الأبية ليسجل انتصاراً آخر في شخص امرأة مناضلة تحدت جبروت المستعمر الفرنسي الغاصب، ونالت من كبريائه حين لم تأبه للتعذيب والقهر اللذين أنزلا بها، فيقدم لنا هوية هذه البطلة ويصف شجاعتها..
امرأة دوخت الشمس
جرحت أبعاد الأبعاد
ثائرة من جبل الأطلس..
وفي مكان آخر يتحدث الكتاب عن موت الرئيس جمال عبد الناصر الذي هز الشاعر هزاً عميقاً.
فبعد الناصر كان أمل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.. يناديه نزار:
رفيق صلاح الدين.. هل لك عودة
فإن جيوش الروم تنهى وتأمر..
وها هو يمجد حرب تشرين التحريرية ويعتبر أن يوم السادس من تشرين يوم الانتصار العربي في عصرنا الحديث على قوى الاستعمار والصهيونية. يضم الكتاب 24 قسماً البداية التعريف بنزار قباني ابن دمشق مروراً بوطنية نزار قباني ومفهوم الحرية عنده إلى نزار شاعر الحب والمرأة و«نزار قباني شاعر ثوري»...الخ.