عندما توفي عالم الرياضيات الألماني دايفيد هيلبرت عام 1943 ترك وراءه 23
عملية حسابية من دون حل, وانشغل علماء الرياضيات بالعمل على فكها, وتمكنوا
طوال نصف قرن وأكثر من حل 20 عملية حسابية. في حين تمكنت الطالبة ا
لسويدية ألين اوكسينلم (22 عاماً) بعد بضع ساعات من العمل على حل أجزاء من ا
لعملية الحسابية الرقم 16 وباتت مرشحة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه.
وتقول ألين : " إن حل مشكلة تلك العملة الحسابية استغرق بضع ساعات, ولكن
كي تتمكن من الوصول إلى المشكلة قبل حلها تحتاج إلى عمر كامل من الدراسات في
مجال علم الرياضيات. أعكف منذ سنوات على دراسة المشكلة الرقم 16 وبدأت ق
بل أشهر بكتابة دراسة عنها. ومنذ أيام عملت لبضع ساعات على حل أجزاء منها وتوصلت إلى حلها".
تبتسم ألين بخجل ثم تشرح أنها توصلت إلى أسلوب يساعد على تحديد عدد الدورات
الزمنية في المعادلة التفاضلية المتعددة الحدود. وتشير إلى أن "هذا الشرح لا يستوعبه
إلا علماء الرياضيات, لكنه عملياً أسلوب يمكننا من معرفة عدد الموجات وحجمها
وسرعتها وكيف تتأثر بالعوامل الخارجية".
الحل الذي توصلت إليه يساعد في تحديد عدد الاهتزازات في الهواء وطريقة حركات
الحيوانات وكل شيء يتحرك ويولد موجات ترددية. وفي المجال العملي سيتمكن صانعي
الطائرات والسيارات من "صناعة سيارات وطائرات ومركبات فضائية أكثر أماناً
وتتحمل الضغوط الخارجية". وتشير إن المعادلة قد تكون صعبة على طلاب
الرياضيات لذا من المفضل أن "يعطي أساتذة الرياضيات أمثلة مادية من الواقع
لتسهيل فهم المعادلة إذ عندما تصبح الرياضيات كماً من النظريات لا يهتم بها كثير من
الناس".
تعيش ألين حياة عادية مثل بقية أبناء جيلها في السويد. فهي تحصل على مساعدة
دراسية من الدولة, كما أنها تعمل مدرسة في أوقات فراغها من أجل زيادة دخلها.
وبدأت تميل إلى عشق الرياضيات عندما دخلت المرحلة الثانوية لكنها لم تكن تعتقد ب
أنها ستتمكن يوماً من حل معضلة حسابية معقدة قد تخلق ثورة في مجال الرياضيات.
إنها فتاة متواضعة ومحبوبة. تروي: "عندما أعلنت عن الحل الحسابي اتصل بي
معظم زميلاتي وزملائي وباركوا لي, إلا أن هناك عدداً من الأساتذة الكبار في الجامعة
أصيبوا بالغيرة لأن فتاة صغيرة بعمري تمكنت من التوصل إلى حل مشكلة حسابية
معقدة". وتؤكد أنها لم تتناول طعاماً مميزاً قبل أن تتوصل إلى الحل وتقول ضاحكة:
"قال لي والدي ووالدتي إن الفضل يعود اليهما لأنني ورثت كل الأرقام عنهما فهما
يدرسان الرياضيات". وعلى رغم أن أساتذتها اقروا بنجاحها فأن هناك لجنة دولية من
الأساتذة ستشرف على الدراسة للموافقة عليها. وهي كما تؤكد "مستعدة للإجابة عن
كل الأسئلة التي سيوجهونها إلي فأنا واثقة من أن دراستي ناجحة مئة في المئة".