فن القصة
تعريف فن
القصة: فن أدبي وهي سرد مشوق لمجموعة كاملة من الأحداث متصلة بشخصيات
إنسانية متباينة في طباعها وتجري في إطار بيئة زمانية ومكانية معينة وتقوم
إلى أساليب السرد والوصف والحوار.أنواعها:للقصة الحديثة ثلاثة
أشكال:الرواية:وهي قصة طويلة يمكن أن تستغرق عدة أجزاء.القصة:تتميز بحجمها
المتوسط وتعرض غالبا في جزء واحد.القصة القصيرة:تتميز بقصرها حيث تتناول
شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة أو مجموعة من العواطف أثارها موقف
واحد. تطور فن القصة في الأدب العربي القديم لقد كان للعرب قديما اهتمام
بالفنون القصصية وقد نشأ القصص في الأدب العربي القديم خـــلال العصر
العباسي الأول ( 132. 232) غير أن القصة كعمل أدبي لم تحض بالمكــانة
الأدبية الــلازمة التي حضت بها الفنون الأخرى كالشعر والخطابة والرسائل
حيث لم يعن النقاد مطلقا بتحليلها ودراستها والتاريخ لها ولكن ذلك لم يمنع
من ظهور أعمال قصصية قيمة كان من أبرزها البخلاء للجاحظ" وكليلة ودمنة
"لابن المقفع "ورسالة الغفران"للمعري و" حي بن يقضان "لابن الطفيل
والتوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي وأخيرا المقامات التي ظهرت خلال
القرن الرابع الهجري وكان رائدها الهمذاني ثم الحريري وفضلا عن ذلك فقد
عرف الأدب العربي القديم تراثا قصصيا شعبيا أصيلا ومترجما مثل "ألف ليلة
وليلة" و " السيرة الهلالية "إن الفن القصصي القديم قـد تميز على كثرته
وتنوعه بسيمات متـعددة: -التوافر على عناصر القصة من حادث وشخصيات وحوار
وسرد بسيط.الافتقار إلى الحبكة الفنية والبناء المنطقي .سرد الحادثة في
حركة خارجية آلية لا تتفاعل مع الشخصيات ودون وصف بالبيئة المحيطة بها .
الوصف الخارجي للشخصيات دون تحليل النوازع النفسية
- الحوار العام المجرد الذي لا يجسد طبيعة الشخصيات ولا يكشف عن تطور
الحادثة عبر الزمان و المكان في الأدب العربي الحديث: عرف الأدب العربي
الحديث نشأة القصة بمقوماتها الفنية المتكاملة ولم تكن هذه النشأة امتدادا
للتراث القصصي القديم وإنما جاءت بفضل تأثير الآداب الغربية ، ولقد مرت
القصة العربية الحديثة فـي تطورها وتكاملها بثلاثة أطوار: طور
الترجمة:ويمتد خلال الثلث الأخير من القرن التاسع حيث اتجه بعض أدباء
العرب إلى ترجمة قصص أجنبية فرنسية في أغلبها وكان رائدها " رفاعة رافع
الطهطاوي " الذي ترجم قصة " مغامرات تلماك " للقس الفرنسي "فلون" بعنوان
مسجوع " مواقع الأفلاك في مغامرات تلماك" ونشرت الترجمة سنة 1867 .ثم
توالت الترجمة على يد أدباء آخرين فترجم الكاتب محمد جلال عثمان قصة " بول
وفرنجيني" للأديب الفرنسي (بيرنار دي سان بيير) وقد نشرت بعنوان(الأماني
والمنة في حديث قبول وورده حنة) ونقل نجيب حداد قصة)الفرسان الثلاثة)
وصالح جودت(صحبة العفاف وسر الاعتراف) كما ترجم نقولا حداد قصتي(عقدة
الملكة) (الثورة الفرنسية) وكلها قصص فرنسية. طور المحاكاة والاقتباس:
ويمتد من نهاية القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين وقد عرف هذا
الطور اتجاهين في تأليف القصة .أولهـا:كتابة قصص باعتماد شكل المقامة حيث
ألف المويلحي قصة حديث ابن هشام وألف نصيف اليازجي (مجمع البحرين ) كما
ألف حافظ إبراهيم(ليالي سطيح)وكلها قصص تعالج عادات اجتماعية بالنقد وتصور
الصراع الذي بدأ ينشب بين التقاليد الموروثة والمظاهر المدنية
الحديثةالوافـــدة من أوروبا.ثانيـها:ترجمة قصص أجنبية بأسلوب موافق للذوق
العربي دون العناية بتطابق الترجمة مع القصةالأصلية،مع اعتماد لغة أدبية
جميلة فكان من ذلك قصص:الفضيلة،الشاعر،ماجدولين (للمنفلوطي)البؤساء(حافظ
إبراهيم).طور الإبداع والتأليف:والذي يبدأ بتاريخ قصة(زينب)للكاتب
المصري(محمد حسين هيكل) سنة 1912 والتي اعتبـرت أول قصة عربية حديثة من
حيث توفرها على الشروط الفنية المتكاملة لمفهومهما الغربي الحديث حـــيث
إن القصة لم تكن سوى فاتحة لهذا الفن الذي ما لبث أن اندفع نحو التطور
والتكامل الفني والتنــوع في الموضوع والاتجاه بفضل أدباء كبار من أمثال
توفيق الحكيم،يوسف إدريس، سهيل إدريس،الشرقاوي، نجيب محفوظ الذي حقق للقصة
العربية مستوى العالمية بحصوله على جائزة نوبل سنة1988 اسـتحقاقا لثلاثيته
الرائعة:بين القصرين ،قصر الشوق ، السكرية، ثم تعددت اتجاهات القصة
العربية الحديثة من حيث موضوعها فكان من أهم أنواعها:القصة التاريخية:التي
تعالج واقع المجتمعات العربية من خلال قضايا تاريخية بغرض إحياء المجد
القومي والوطني ومن كتابها(جورجي زيدان) في مجموعته القصصية عن تاريخ
الإسلام ومنها(عبد الرحمان الداخل،أميرة الأندلس) ومحمد فريد أبو حديد في
قصتيه (زنوبيا،المهلهل).القصة الاجتماعية:التي تعالج واقع المجتمعات
العربية تصف تطورها وتحلل تناقضاتها و كان ألمع كتابها توفيق الحكيم(عودة
الروح)،نجيب محفوظ في أكثر أعمــاله التي أبـرزها(زقاق المدق)(خان
الخليلي)(القاهرة الجديدة.....)
تطور فن المقال وخصائصه
تعريف المقال : المقال قطعة نثرية محدودة الطول تعالج موضوعا واحدا ، وتلم
بالجوانب العامة له بطريقة سهلة وسريعة. وموضوع المقال يتسع لكل شئ في
الوجود من تعبير عن عاطفة أو رغبة أو رحمة أومعرفة أو فكرة ،ولكنه ليس
حشدا للمعلومات ، وليس كل هدفه أن ينقل المعرفة وإنما يراعى فيه عنصر
التشويق ولا يتم ذلك حتى يعطي من شخصية الكاتب بمقدار ما يعطي عن الموضوع
ذاته .تطور فن المقال في الأدب العربي جذور فن المقال في الأدب العربي
القديم:عرف الأدب العربي القديم فصولا من الكتابة النثرية شبيهة بفن
المقال الحديث ، تشترك معه في معالجة موضوع واحد غالبا و في الاعتماد على
أساليب الإقناع المختلفة .غير أنها تختلف عنه في الطول وانعدام الترابط
المنطقي فضلا عن الاستطراد .وقد ظهرت هذه الفصول النثرية لدى عبد الحميد
الكاتب في رسائله ,وابن المقفع في كتابيه: ( الأدب الصغير) و( الأدب
الكبير) ثم الجاحظ في كتابه: ( البيان والتبيين) وأبي حيان التوحيدي في(
الإمتاع والمؤانسه) لكن هذه الفصول لم تستوف شروط المقال الحديث في منهجها
وأسلوبها , ومنذ القرن الرابع الهجري خطا الـــنثر العربي خطوة ذميمة
باتجاه التكلف والإسراف في الصنعة البديعة واستعمال غريب اللفظ، كمايتجلى
ذلك في مقامات الهمذاني والحريري مما يبعده في نظر النقد الحديث عما
يقتضيه أسلوب المقالة الحديثة من تدفق وحرية وانطلاق ولذلك فإن النشأة
المتكاملة لفن المقال كانت من فتوح الأدب الغـربي .نشأ المقال في الأدب
العربي الحديث :لقد نشأ فن المقال في الأدب العربي الحديث بتأثير الآداب
الغريبة ومقترنا بظهور الصحافة وذلك منذ بداية الثلث الثاني من القرن
التاسع عشر ومع أوائل الصحف العربية ظهورا ( الوقائع المصرية1828 , حدائق
الأخبار 1858, الأهرام 1875 …) . وقد مرفي تطوره حديثا بثلاث مراحل
:المرحلة الأولى : وتمتد منذ أول النشأة إلى نهاية القرن التاسع عشر و
مثلها جيل الصحافة الأول الذي تزعمــه الكاتب المصلـح ( رافع رفاعه
الطهطاوي 1801-1873 و تميز المقال في هذه المرحلة ب : اقتصار ه غالبا
علىموضوعات السياسة والتعليم و اعتماد أساليب الصغة البديعية الموروثة من
عصر الانحطاط . وكان الطهطاوي من الكتاب الأوائل الذين حاولوا تحرير
المقال من تلك الأساليب الموروثة كما يتجلى ذلك في أحد نماذجه حيث يقول:
كان الذين عاشوا زمن الحجاج إذا أصبحوا يتساءلون من قتل البارحة من صلب من
جلد ؟ … وكان الوليد صاحب ضياع ومصانع فكان الناس في زمنه يتساءلون عن
الدنيــا والضياع والمصانع , ولما ولي عمر بن عبد العزيز كان الناس
يتساءلون : كم تحفظ من القرآن ومتى تختم وكم تصوم من الشهر … ))المرحلة
الثانية : وتمتد من نهاية القرن التاسع عشر إلى بداية الحرب العالميــة
الأولى و مثلها جيل الصحافة المتأثر بحركة الإصلاح التي قادها جمال الدين
الأفغاني و برز فـي هذه المرحلة من الكتاب عبد الرحمن الكواكبي , عبد الله
النديم , أديب إسحاق، محمد عبده الـذي يقول في إحدى مقالاته بعنوان الشرف:
(( الشرف بهاء للشخص يحوم عليه بالأنظار ويوجه إليـه الخواطر و الأفكار …
ومشرق ذلك البهاء عمل يأتيه صاحبه يكون له اثر في أمته أو بني ملتـه أو في
النوع الإنساني عامة كإنقاذ من تهلكة أو كشف لجهالة أو تنبيــه لطلب أو حق
سلب))وعموما فقد تطور المقال في هذه المرحلة نحو التخلص نسبيا من قيود
السجع و التكلف، وأخذ يقترب أكثر من عامة الناس تأثرا بدعوة جمال الدين
الأفغاني ومحمد عبده الاصلاحية ، كما تنوع موضوعه ليشمل الإصلاح الديني ،
التربية ، التعلــيم، السيـاسة ، الأدب و الفـلسفة...المرحة الثالثة: تبدأ
هذه المرحلة من الحرب العالمية الأولى وتستمر في العقود التالية من القرن
العشرين و مثلها الأدباء الذين أسسوا حركـة التجديـد من أمثال : طه حسين ،
العقاد المازني ، الرافعي ، نعيمة …ا متازت المقالة في هذه المرحلة
بالتكامل في خصائصه الفنــية و الموضوعية والتي تتجلى في:ـ الوضوح و
العناية بالفكرة ـ العبارة المرسلة ـ اللغة المألوفة ـ البناء المنطقي
المحكم ـ التركيز و السرعة ـ الاتجاه إلى الثقافة العامة و تثقيف أذواق
الجمهور ـ تـنوع المـوضوع ليشمل جميع جوانب المعرفة الإنسانية من أدب و
نقد وعلم وجتماع وتاريخ و لقد أعيد جمع عيون ما كتبه الأدباء البارزين من
مقالات في كتب مستقلة (كحديث الأربعاء) لطـه حسيــن و( حصاد الهشيم)
للمازني و( ساعات بين الكتب) (يسألونك) للعقاد (وحي القلم) للرافعي (وحي
الرسالة) لأحمد حسن الزيات و(عيون البصائر) لمحمد البشير الإبراهيمي.
خصائص فن المقال الحديث: تلتزم المقالة الحديثة خطة منهجية تتألف من
:مقدمة: تتضمن طرح الموضوع ووضع القارئ في أجوائه، وعرض : يتناول تحليل
عناصر الموضوع مستعينا بالأسلوب الملائم والحجج والأمثلة المناسبة ثم
خاتمة : تختلف باختلاف موضوع المقال ومادته فقد تتضمن رأيا خاصا أو تقدم
حلا أو تعيد تلخيص فكرة المقال . تنقسم المقالة من حيث الموضوع إلى مقالة
سياسية واجتماعية وأدبيـة وعــلمية. تنقسم أساليب المقالة إلى نوعين :
أسلوب علمي يناسب بحث قضايا العلم والاقتصاد والصناعة …ويتميز ب: سهولة
اللفظ وواستعمال المصطلح العلمي ،واعتماد أساليب الإقناع المختلفة فضلا عن
الأسلوب المباشر التقريري والتـــزام الموضوعية العلميــة .وأسلوب أدبي
يعالج القضايا الاجتماعية والأدبية والسياسية ويعتمد على انتقاء اللفظ
والعبارة ، ابراز العاطفة الذاتية ، التنويع في الأساليب بين الخبر
والإنشاء واستعمال الصور البيانية والمحسنات البديعية .
تطـور فن التراجم والسير
لآثار المادية لتوكيد الأحكام الصادرة لصالح المترجم
له أو ضده.الاستعانة بدراسات علم النفس والاجتماع لتفسير المواقف
والسلوكات وابراز العواطفذعرضها في حلـة جميلة.1/ تعريف الترجمة:فـن نثري يتناول التعريف بحياة أحد الأعلام في مجـال
العلـم أو الأدب أوالسياسة…ويتعرض فيها إلى نسب المترجم له ومولده وطفولته
وتعليمه وعوامل نبوغه ومواقفه وأهم مآثره وظروف وفاته وقد تسلط الضوء على
بيئته السياسية والاجتماعية والفكرية لتبين مدى تفاعله معــها.2/ تعريف
السيرة هي ترجمة مطولة تختلف عن الترجمة من حيث الطول واستيفائها جميع
جوانـب حياة صاحب السيرة ويمكن أن تعرض السيرة في أكثر من جزءواحد ومن
أمثالها سيرة "النبي"(ص) لابن هشام وتنقسم الترجمة والسيرة إلى نوعين -
ذاتية تعرف بحياة الكاتب نفسه- موضوعية تعرف بأحد الأعلام.تطور فن التراجم
والسير:في الأدب العربي القديم:عني العرب والمسلمون بكتابة تراجم مشاهير
الرجال عناية بالغة واحتفوا بوضع السير المطولة حتى بلغت بهم العناية بذلك
أن ألفوا كتبا في تواريخ البلدان لنشأتها وتطورها و عمرانها ويضيفون لذلك
البلد من ولدوا فيها أو نشأوا فيها أو وفدوا إليها…وقد فاقت التراجم
العربية القديمة من حيث كثرتها وضبط أسمائها وتحقيق أنسابها وذكر مصادر
أخبارها غيرها من التراجم في الآداب الأجنبية قديما وحديثا…ولقد كانت سيرة
الرسول( ص) أولى السير باهتمام الكتاب والمؤرخين لذلك عكفوا عليها يتقصون
أخبارها ويدونون أحداثها لما فيها من القدوة الحسنة للمسلمين فمنهم من
يفيض في الحديث عن غزواته ومنهم من يعرض لشمائله ومنهم من يجعل من سيرته
محورا تدور حوله أحداث التاريخ الإسلامي وأشهر سير النبي القديمة سيرة إبن
هشام المتوفى سنة(213ه) والمسماة (سيرة الرسول ص) وسيرة إبن سعـد المتوفى
سنــة(230)والمسماة (الطبقات الكبرى). ولم يقتصر كتاب السير علىسيرة
النبى(ص) ففي القرن الثالث الهجري ألف أحمد بن يوسف بن الداية(سيرة أحمد
بن طولون) وفي مطلع القرن الخامس صنف أبو النصر الكتبي سيرة السلطان محمود
الغزنوي ووضع ابن الجوزي سيرة عدة عظماء أمثال(عمر بن الخطاب،عمر بن عبد
العزيز،أحمد بن حنبل…)وقد ترجم بعض الكتاب للشعراء والأدباء لغايات علمية
وأدبية حيث ألف إبن قتيبة كتاب (الشعر والشعراء) وترجم فيه لمائتين وستة
شعراء ،كماألف إبن سلام (طبقات فحول الشعراء) الذي يعد من أهم المصنفات في
تراجم الشعراء و ألف أبو الفرج الأصفهاني (الأغاني) و الثعالبي(يتيمة
الدهر). وتختلف التراجم القديمة من حيث الطول والقصر تبعا لاعتبارات تتعلق
بثقافة المترجم وأهمية المترجم له فياقوت الحموي ترجم في كتابه(معجم
البلدان) لحياة أسامة بن المنقذ الأمير المجاهد في نحو ستين صفحة وترجم
لغيره في أربعة أسطر فقط…وقد كان كتاب التراجم في الأول وفي بادئ أمرهم
يتحرون إيراد أسانيدهم ومصادر أخبارهم ثم أسقطوا هذه الأسانيد مراعاة
للاختصار وكان منهم الكثير ممن التزم الموضوعية ودعا إلى التقيد التام
بالحقيقة تقيداً صارماوقد عنى المترجمون بتاريخ وفاة الأعلام فألفوا في
ذلك مصنفات كثيرة منها(وفيات الأعيان)لابن خلكان وإذا استعرضنا كتب
التراجم في الأدب العربي القديم رأينها لا تجري في ترتيب الأعلام على نهج
واحد إذ يختار كل مؤلف التي يجدها أوفى بالعرض وأسهل بالتناول وعموما فقد
جرى بعضهم على ترتيب حروف المعجم ولقد ازدهرت الكتابة فيما بين نهاية
القرن الثاني الهجري والقرن العاشر ثم عرفت مرحلة من الركود خلال عصر
الضعف انتهت باحتكاك العرب بأوروبا في القرن التاسع عشر وقد كان هذا
الاحتكاك واحدا من العوامل التي ساعدت على قيام نهضة عربية شاملة في كل
الفنون الأدبية . في الأدب العربي الحديث:في مطلع القرن العشرين ظهرت
طائفة من الكتاب حملت على عاتقها مسؤولية تطوير فن التراجم وهكذا لم يعد
هذا الفن جمعا للأخبار في غير ترتيب وتبويب ولا تحليل ولا تركيب وإنما
أصبح فنا مستقلاً لـــه قواعده وضوابطه ، فلقد رأى كتاب التراجم أن العبرة
ليست في جمع الأخبار ولكن في عرضها في حلة أدبية أنيقة وتحليلها وفق ما
توصلت إليه العلوم الحديثة لتسليط الضوء على الجوانب الخفية من حياة
المترجم له. وقد ظهر هذا التحول في فن السيرة وفي مصنفات الثلث الثاني من
القرن العشرين حيث ألف كل من محمد حسين هيكل ،العقاد في سيرة الرسول(ص)
وأبي بكر وعمر(ض) …ثم أخذت شخصيات التاريخ الإسلامــي من الصحابة
والتابعين والخلفاء والملوك والعلماء والأدباء ،تعرض بأقلام جديدة تستمد
حقائق التاريخ من المصادر القديمة وتعرضها وتحللها على ضوء علم النفس وعلم
الاجتماع وتبين العوامل الفاعلة بين المترجم له وعصره . ولقد كتب بعض
الأدباء تراجمهم الذاتية كأحمد أمين ( حياتي )، طه حسين ( الأيام ) ،
العقاد كتابه المسمى (أنا).خصائص السيرة والترجمة: ايرات الاحداث وفق
تسلسلها الزمني – نقد الاخبار بعرضها على المنطق – عرض الروايات المختلفة
المختلفة ان وجدت – اعتماد النمط القصصي – تحري الموضوعية وتغليب العقل –
مع التقيد الصارم بالحقيقة . الترجمة:تتناول الترجمة تعريف المترجم
،اسمه،كنيته،نسبه،ونشأته،وتعلمه،المناصب التي شغلها ونواحي تأثيره في
محيطه.الاعتماد على ا
تـــطور فــــن المسرحية
تعريف المسرحية : هي فن أدبي يقوم على الحوار يعالج قضية إنسانية من خلال
جملة من الأحداث المترابطة المتصلة بشخصيات إنسانية وتجري في إطار بيئة
زمانية ومكانية معينة .أنواع المسرحية : مأساة ( تراجيديا) : تعالج موضوعا
جادا وتنتهي نهاية مأساوي ملهاة ( كوميديا) : تعالج موضوعا هزليا وتنتهي
نهاية سعيدة
أوبرا: مسرحية مغناةتطور فن المسرحية في الأدب العربي القديم :لم يعرف
العرب فن المسرحية قديما وانما عرفوا أشكالابسيطة (بدائية ) من التشخيص
المسرحي أبرزها ما عرف بخيال الظل الذي شاع في مصر خلال القرن الثالث عشر
على يد ابن دانيال . وقد منعت عوامل مختلفة من ظهور المسرح في الادب
العربي القديم يمكن إجمالها في :
عامل حضاري : يتمثل في تأخر ظهور الاستقرارفي الحياةالاجتماعية
والمدنيةللعرب حيث أن المسرح لا ينمو الا في طل حياة اجتماعية مستقرة و
معقدة عامل عقائدي : يتجلىفي امتناع العرب المسلمين عن ترجمة المسرح
اليوناني لتعارض مضمونه الوثني مع العقيدة الإسلام عامـــل أدبي :يتجلى في
الطابع الغنائي الوجدامي للشعر العربي القديم وكذا احساس العرب بالتفوق
الأدبي الذي جعلهم يعتقدون أن الشعر والبلاغة فضيلتهم وحدهم في الأدب
العربي الحديث :وهكذا فقد كان ميلاد المسرح العربي سنة 1847 بتأثير الآداب
الغربية على يد الأديب اللبناني مارون النقاش الذي ترجم مسرحية (البخيل)
لموليير ثم مسرحية (السليط الحسود) سنة 1851 والمقتبسة من ملهاة الأمير
الغيور لموليير أيضا ثم سار على نهجه رواد آخرون أمثال أبي خليل القباني
والقرداحي ، يعقوب صنوع ، سلامة حجازي وخلال الربع الأخير من القرن التاسع
عشر قدمت الى مصر مجموعة تمثيل سورية من بين أعضائها سليم النقاش يوسف
الخياط وقدمت منذ سنة 1876 أعمالا مسرحية مترجمة منها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أندروماك) لراسين و(هوراس) لكورناي و(زنوبيا) لدومينياك وفي هذه الاثناء
ألف خليل اليازجي مسرحية شعرية سماها(المروءة والوفاء )وقد تميزت الأعمال
المسرحية في مرحلة الترجمة والاقتباس بجملة من الخصائص : الاعتماد على
المسرح الفرنسي الكلاسيكي ثم الرومنسي وبدرجة أقل المسرح الانجليزي-
الترجمة إلى الشعر والنثر-مراعاة الذوق الشرقي بالحروج عن الأصل- الجمع
بين الغناء والتمثيل والرقص -استلهام التراث الشعبي في بعض الموضوعات حيث
ألف مارون النقاش مسرحية أبو الحسن المغفل مأخودة عن الف ليلة وليلة -
اعتماد العامية إلى جانب الفصحى الجمع بين الجد والسخرية .ثم أعقبت مرحلة
الترجمة مرحلة الابداع المستقل بظهور السرحية العربية على يد أحمد شوقي
سنة 1927 حيث ألف مجموعة مسرحيات شعرية منها : مصرع كليوباترا-مجنون
ليلى-عنتره-على بك الكبير ولقد كان لنجاح مسرحيات شوقي وظهور دور المسرح
والفرق المسرحية ألأثر الحاسم في تطور المسرح العربي الحديث والإتجاه نحو
الإبداع فيه ففي المسرحية الشعرية ألف عزيز أباضة : قيس ولبنى،العباسة أخت
الرشيد ،غروب الأندلس وكتب عبد الرحمن الشرقاوي:مأساة جميلة ،الحسين شهيدا
،وطني عكا أما في المسرحية النثرية فقد كتب محمود تيمور :صقرقريش ،حواء
الخالدة ،حفلة شاي
وكان توفيق الحكيم أكبر كاتب مسرحي عربي من خلال أعماله الرائدة التي من
أبرزها : الملك أوديب أهل الكهف ،بجماليون ،سليمان الحكيم ،أغنية الموت
... وتميزت أغلب أعماله بطابعها الذهني الرمزي. خصـائص المسرحية :تشترك
المسرحية مع القصة في العناصر التالية :الموضوع-الحدث –الشخصيات –البيئة
–الحبكة.وتنفرد بالحوار الذي يمثل أداتها الوحيدة‘به يرسم المؤلف الشخصيات
ويعرض الأحداث من خلاله ولكي يكون ناجحا فنيا ينبغي أن يتوفر على الشروط
التالية -السهولة ليتم فهمه لجميع الناس. -مطابقته للشخصية -حياده فلا
تطغى شخصية المؤلف عليه .-التوافر على إيقاع موسيقي مناسب .-ارتفاعه من
حيث قوة الأداء والعمق عن الأحاديث العادية .-حسن تسلسله وجودة ابتدائه
واختتامه.-الصراع: ويمثل المظهر المعنوي للمسرحية ويتخذ أشكالا مختلفة كأن
يكون صراعا بين الخير والشر أو بين الحق والباطل وينقسم إلى نوعين :-صراع
داخلي بين الشخصية وذاتها – صراع خارجي بين الشخصية وظروفها أو بيئتها
وبين الشخصيات الأخرى. تطور الشعر الموضوعي الملحمي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العباسة أخت الرشيد ) ( الناصر ) ( قيس ولبنى ) ( شهريار ) . ويرى بعض
النقاد أن مسرحيات عزيز اباظة التاريخية أقوى من الناحية الفنية .غير أن
المسرح الشعري لم يمضي قدما إلى الأمام لأن الفنون الأدبية الأخرى نافسته
و لانه لم يلق رواجا وإقبالا كافيا من الجمهور بسبب سمو مستواه اللغوي
وكذلك كان الأمر مع الشعر الملحمي الذي لم يظهر إلا في النصف الأول من
القرن العشرين واشهر رواده ( شفيق المعلوف ) في مسرحيته ( عبقر )و (جميل
صدقي الزهاوي ) ( ثورة في الجحيم ) و (محمد محمد توفيق ) ( الملحمة ) (
أحمد محرم ) ( الملحمة الإسلامية ) ( مفدي زكريا ) ( إلياذة الجزائر ) .
1/ تعريف الشعر الموضوعي : ينقسم الشعر الموضوعي الى ثلاثة أقسام :الشعر
القصصي : يتناول قصة حدثت في الواقع أو يحتمل حدوثها بقدرمن التفصيل
معتمدا عناصر القصة من حوار وسرد ووصف .الشعر المسرحي : وهو كل شعر يتناول
قصة تعتمد على الحوار وتمثل على خشبة المسرح وتنقسم الى ملهاة ومأساة
وأوبرا الشعر الملحمي : وهو شعر يتناول بطولات امة أو شعب يروي أخبارها
ويصف معاركها ويعدد خوارقها ومعجزاتها .
2/ تطور الشعر الموضوعي : تطور الشعر الموضوعي في الادب العربي القديم
:لقد كان الشعر العربي في معظمه شعرا غنائيا وجدانيا ولذلك فقد خلى تقريبا
من أنواع الشعر الموضوعي ويمكن تحديد الاسباب التي أدت إلى عدم ظهور الشعر
الموضوعي في الشعر العربي القديم إلى عوامل ثلاث :العامل العقائدي :مع أن
العرب احتكوا باليونان وثقافتهم ونقلوا منها الكثير إلى اللغة العربية
وخاصة الفلسفة والرياضيات فإنهم لم تعرفوا ولم يعربوا شيئا من آدابها
بطابعها الوثني الذي يتناقض مع العقيدة الإسلامية .العامل الحضاري :
ويتمثل في عدم الاستقرار السياسي والمدني في الحياة العربية والذي هو اصل
من أصول ازدهار الشعر الموضوعي والتمثيل منه خاصة .العامل الأدبي : ويتمثل
في طغيان النزعة الغنائية الذاتية على مجموع الإنتاج الأدبي القديم ورغم
هذه الأسباب فقد عرف الأدب العربي القديم بعض الموضوعات الشعرية التي تتسم
ببعض السمات للشعر الملحمي والقصصي . مثل : من قصص الكرم للحطيئة و قصة
وفاء السموأل للأعشى كما نظم إبان اللاحقي في العصر العباسي قصص كليلة
ودمنة شعرا ولكنها نماذج قليلة لا تمثل ظاهرة أدبية .3/ تطو الشعر
الموضوعي في الأدب العربي الحديث :كان الشيخ خليل اليازجي أول من ألف
مسرحية شعرية سماها ( المروءة والوفاء ) غير ان الشعر المسرحي بقي كما كان
إلى أن أتيح له أحمد بيك شوقي حيث نهض به نهضة حديثة 1927 وقدم مجموعة من
المسرحيات الشعرية منها : ( كيلو بترا ) (عنترة ) (علي بيك الكبير) (
مجنون ليلى ) ويعد شوقي بحق أول من طوع الشعر العربي للمسرح وتفنن في
توزيع الأوزان والقوافي وكان من المتأثرين بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي من
حيث اقتباس مسرحيات من التاريخ العربي القديم واختيار أبطالها من علية
القوم واحتفاؤه باللغة الراقية .ثم جاء بعده عزيز أباظة واتخذ من شوقي
أستاذا له يسير على آثاره ومن اهم مسرحياته
4/ خصائص الشعر الملحمي :خصائص الشعر القصصي : من خصائصه توفره على عناصر
الفنية الأساسية للقصة:السرد : ويشتمل على أحداث تقديم القصة .الوصف :يهتم
بإبراز سمات الشخصيات والبيئة .الحوار : ويكشف عن الشخصيات ويجري بينها
.خصائص الشعر المسرحي :وهو عبارة عن قصة تعتمد الحوار وتكتب من أجل
التمثيل أمام الجمهور وأهم عناصرها : العرض : ويتم فيه عرض الفعل المسرحي
العـقدة : وهي تأزم الحكاية المسرحية الحل : وهو الانفراج الكامل للعقدة
.خصائص الشعر الملحمي :ينقسم إلى صنفين :الملاحم الغربية واليونانية
القديمة : وتتميز فيها الأسطورة بالحقيقة والخيال بالواقع ويقوم بصناعة
أحداثها وأبطال خرافيون آلهة ونصف آلهة .مثل : ( إلياذة هوميروس ).الملاحم
العربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية أو جوانب من حياة
شعوبها متقيدة بالأحداث التاريخية ومقتصرة على الشخصيات التي كان لها
الأثر في صناعة الأحداث مثل : ( إلياذة الجزائر ) . وقد تميزت بكونها لم
تعرض حوادث خارقة أو صورت مخلوقات خرافية وإذا كان الطابع الموضوعي يغلب
على الملاحم الغربية القديمة بحيث لا تكاد تعكس شخصية الشاعر ف‘ن الملاحم
العربية الحديثة يغلب عليها الطابع الغنائي إذ يتحدث فيها الشاعر إليك
ويعبر عن إحساسه وآرائه.