لا تحزني يا فتاة الاسلام
فلا تحزني لأن الله تعالى شرَّفكِ بالإسلام ، ورفعكِ بالإيمان ، وجعلكِِ شقيقةً للرجل ومثيلةً له قال تعالى
قال تعالى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
( سورة الأحزاب : 35 )
. وليس هذا فحسب بل قد أنزلك منزلةً رفيعةً عندما كرَّمكِ بالانتساب إلى أُمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – ، ومن سار على نهجهن من النساء الصالحات ، والعابدات القانتات ، والمؤمنات الصادقات . اللواتي قال فيهن الشاعر
فتشبَّهُوا إن لم تكونوا مِثلهم ....... إن التَّشبه بالكِرام فلاح
لا تحزني وقد أنصفك الإسلام يوم أن جعل منك البنت المصونة ، والأُخت الغالية ، والزوجة المكفولة ، والأم الحنون ، والجدة الموقرة . واعلمي أن هذه المنزلة العالية ، والمكانة المتميزة لم تكن لتُمنح لك لولا أنك أمينةٌ على أبنائه ، وحافظةٌ لكيانه ؛ فلا تُفرطي في أداء هذه الأمانة العظيمة ، واحتسبي ما تبذلينه من جهدٍ ووقتٍ في ذلك عند الله جل جلاله، فهو الذي لا يُضيع عمل عاملٍ من ذكر أو أُنثى
لا تحزني وأنتِ متمسكةٌ بحجابك الشرعي الساتر لكل ما أمر الله بستره لأن في هذا الحجاب عزةً وكرامةً لا يذوق حلاوتها إلا من آمنت بالله رباً ، ورضيت بالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، فعن العباس بن عبد المطلب t أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضي بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمدٍ نبيّاً "
( رواه الترمذي ، الحديث رقم 2623 ، ص 591 )
. وإياك ثم إياك أن تنـزعي هذا الحجاب ، أو تتهاوني في الحفاظ عليه ؛ فهو أمرٌ من الله تعالى ليُجنبك الأذى ، قال سبحانه : أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً
( سورة الأحزاب : 59 )
وهو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي جاء به ليُميز المرأة المسلمة عن غيرها من النساء وليُربيها على خُلق الحياء منذ نعومة أظفارها ، فتعيش – بإذن الله – في سعادةٍ وسرور ، وتسلم من الوقوع في الرجس والفجور ، ويرضى عنها العزيز الغفور . ولله در من قال
لا تُعرضي عن هدي ربك ساعةً *** عضي عليه مدى الحياةِ لتغنمي
ما كان ربُكِ جـائراً في شرعه *** فاستمسكي بعُراه حتى تسّلمي
ودعي هراء القائلـيـن سفاهةً *** إن التقدم في السفور الأعجمي
لا تحزني وأنت ممن شرفها الله تعالى بحمل رسالة الإسلام في البيت ، وفي المدرسة ، وفي مكان العمل ، وفي كل زمانٍ ومكان ؛ وكوني قدوةً صالحة في دينك ودنياك ، وعلمك وعملك ، ومأكلك ومشربك ، وملبسك وزينتك ، وكلامك وصمتك ، و في كل شأنك . وأعلمي أن لكل عملٍ غاية ، ولكل مشوارٍ نهاية
لا تحزني وأنت تعلمين أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة ، وأن السيئة بمثلها ، ولا تنسي – بارك الله فيك – أن الله تعالى يعفو ويتجاوز عن عباده بفضله ورحمته وكرمه
لا تحزني وأنت ملازمةً لبيتك ، محافظة على أداء واجباتك ، قائمة بما افترضه الله تعالى عليك من العبادات والطاعات ؛ واعلمي أن في عدم الاختلاط بالفارغات واللاَّهيات نعمةً كبيرةً لا تُقدَّر بثمن ؛ إذ أن في البعد عن هؤلاء راحةً للبال ، وهدوءا للخاطر ، وسلامة للنفس ، وبعداً عن الخطأ
لا تحزني وأنتِ محافظة على ذكر الله تعالى ملازمة للاستغفار ، فإن في كثرة الاستغفار وملازمة الإنسان له ارتياحاً من الهموم ، وسلامةً من الغموم ، ووسيلة لطلب السعادة وراحة البال . جاء في الحديث عن ابن عباس عن معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم أنه قال
من لزم الاستغفارَ جعل الله له من كل ضيقٍّ مخرجاً ، ومن كل همٍّ فرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب
( رواه أبو داود ، الحديث رقم 1518 ، ص 234 )
وعليكِ – بارك الله فيك – بالإكثار من التسبيح والحمد والتكبير والتهليل والاستغفار ، وترطيب اللسان بكثرة ذكر الله تعالى لتحصل لك الطمأنينة
قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الرعد : 28
قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ
وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[يوسف : 108]
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
النحل : 125