بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي, إخوانيالكرام:
كيف تكون صانع حياه حقيقي وتتوفر لديك جميع المواصفات التي تتطلب ذلكوتجعلك قابلا لتحدي الصعاب والمشاق التي تصحب هذهالمسؤولية؟
الثقةبالنفس
إن الثقةبالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والترددوعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدمإدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوهالاستطاعوا أنيفعلوا الكثير، والناس لاتحترمولا تنقاد إلى من لا يثق بنفسه وبما عنده من مبادئ وقيم وحق، كما أن الهزيمةالنفسية هي بداية الفشل، بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردتهقتيلاً.
يقول مونتغمري فيكتابه 'الحرب عبر التاريخ': 'أهم مميزات الجيوش الإسلامية لم تكن فيالمعدات أو التسليح أو التنظيمبل كانت فيالروحالمعنويةالعالية..
"ماذا يكسب الإنسان إذا فاز بكل شيء وخسرنفسه".
ولئن اختلفالأطباء في كيفية ثبوت موت الإنسان طبيًا، فقال بعضهم: إن موت الإنسان يثبت عندتوقف القلب، وقال الآخرون: بل يثبت موت الإنسان عند توقف المخ؛ لأنه ثبت أن في بعضالحالات يتوقف القلب ويظل المخ يعمل، فبعيدًا عن قول الأطباء فإننا نقول لك: احذرأن تموت وأنت على قيد الحياة بأن تفقد مصدر الطاقة في رحلة حياتكوهو "الثقة بالنفس"
ما هي الثقة بالنفس؟
يقول جرودون بايرون: 'إن الثقةبالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمانبها'.
وأوضح من هذا تعريف الدكتور أكرم رضا: 'هي إيمان الإنسانبأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته, أي الإيمانبذاته'.
والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو الغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنانالمدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول علىما يريده الإنسان منأهداف.
فالمقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاهاالله للإنسان، فهذه ثقة محمودة وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصية، أماعدم تعرفه على ما معه منإمكانات, ومن ثم عدم ثقته في وجودها, فإنذلك من شأنه أن ينشأ فردًا مهزوز الشخصية لا يقدرعلى اتخاذقرار، فشخص حباه الله ذكاءً لكنه لا يثق في وجودهلديه, فلا شك أنه لن يحاولاستخدامه، ولكنينبغي مع ذلك أن يعتقد الواثق بنفسه أن هذه الإمكانات إنما هي من نعم الله تعالىعليهم, وإن فاعليتها إنما هي مرهونة بعونالله تعالى وتوفيقه للعبد، وبذلك ينجو الإنسانالواثق بنفسه منشرك الغطرسة والغرور، وهاهو سليمان عليه السلام ـ الذي أتاهالله تعالى ملكًالم يؤته أحدًا من العالمين، لما مر بجيشه علىواد النمل وسمع النملة, فماذا كان ردهفيه عليه الصلاة والسلام: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْقَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَعَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِيبِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19].
فمع ثقتهبنفسه وبما حباه الله عز وجل من ملك وإمكانات وقدرة على فهم لغة الحيوانات إلا أنهعليه الصلاة والسلام لم ينس أن ينسب كل ذلك إلى محض فضل اللهومنته.
حينما تفقد أحترامك لنفسك يكون من الصعب على الأخرين أن يحترموك.