ما حكمالمولد النبوي وما حكم الذي يحضره، وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذهالصورة؟
المفتي : الشيخ عبدالعزيز بن باز
الجواب
المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي - صلىالله عليه وسلم -ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلمأن الاحتفال بالموالد بدعة، لا شك في ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنصحالناس وأعلمهم بشرع الله والمبلغ عن الله لم يحتفل بالمولد، مولده - صلى الله عليهوسلم -ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم ولو كان حقاً وخيراً وسنة لبادرواإليه ولما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم -ولعلمه أمته وفعله بنفسه، ولفعلهوأصحابه وخلفاؤه رضي الله عنهم فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع،وهكذا القرون المفضلة، لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاةوالسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (منعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، في أحاديث أخرى تدل على ذلك، وبهذا يعلم أن هذهالاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره وهكذا الاحتفالات بالموالدالأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلامتركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين، عيد الفطر وعيد الأضحى ففيهما الكفاية عنإحداث أعياد واحتفالات منكرة، مبتدعة، وليس حب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقومبالموالد، وإقامتها وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم -يقتضي اتباعه وتمسكه بشريعتهوالذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب، قل إن كنتم تحبون اللهفاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدعولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله والاستقامة على شريعة الله، بالجهاد فيسبيل الله، بالدعوة إلى سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -والذب عنها والإنكار علىمن خالفها، هكذا يكون حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به بأقوالهوأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحبالصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي والعمل الموافق لشرعه، وأما كونه يعذب أو مايعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب لكن قديعذب الإنسان بأمر معصيته، وقد يعفو الله عنه إما لجهله وإما لأنه قلد من فعل ذلكظناً منه أنه مصيب أو لأعمالٍ صالحة قدمها كانت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاءمن الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط فالحاصل أن المعاصي والبدع من أسباب العذابوصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا، إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت البدعةمكفرة، من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار، نعوذ بالله، لكن إذا كانت البدعةليس فيها شرك أكبر، وإنما هي فروع خلاف الشريعة من صلواتٍ مبتدعة، أو احتفالاتمبتدعة ليس فيها شرك، هذا تحت مشيئة الله كالمعاصي.