قد يظن البعض ان الشعر هو دلك الكلام الموزون المقفى ولو كان خاليا من معنى بليغ وروح جداب,وان الكلام المنثور ليس بشعر ولو كان اعدب من الماء الزلال ,واطيب من زهور التلال ,فهادا ظن فاسد واعتقاد فارغ وحكم بارد اد ان الشعر كام قال شابلن هو النطق بالحقيقة ,تلك الحقيقة العميقة ,الشاعر بها القلب والشاعر الصادق قريب من الوحي,نعم هو اعلى منزلة من ان يتناوله النظاميون الماديون عبيد التقليد واعداء الاختراع ,اد لا يدرك كنهه الا من له فكر ثاقب وعقل صائب ودوق سليم,حتى يقدر ان يستخرج دره من صدفه وسمينه من غثه ,ومن نبش دفائنه بغير هاته الآلات الثلاث فقد حاول مستحيلا وطلب امرا عسيرا وكان من الدين:
اتوا بكلام لا يحرك سامعا
عجوز لشطر وشطر هو الصدر
وقد حشروا اجزاءه تحت خيمة
كعظم رميم ناخر ضمه القبر
وزين بالوزن الدي صار مقتفى
بقافية للشط يقدفها البحر
وقالوا وضعنا الشعر للناس هاديا
وما هو شعر ساحر لا ولا نثر
ولكنه نظم وقول مبعثر
وكدب وتمويه يموت به الفكر
فقلت لهم لما تباهو بقولهم :
الا فاعلمو ان الشعور هو الشعر
وليس بتنميق وتزوير عارف
فما الشعر الا ما يحن له الصدر
فهدا خرير الماء شعر مرتل
وهدا غناء الحب ينشده الطير
وهدا زئير الاسد تحمي عرينها
وهدا صفير الريح ينطحه الصخر
فداك هو الشعر الحقيق بعينه
وان لم يدقه الجامد الميت الغر
عن الشاعر والكاتب والاديب الجزائري حمود رمضان