السلام عليكم
ما يشد انتباهي كلما قرأت نصا عن سكان الجزائر هو أن المؤلف ينسبهم الى الأمازيغ أو البربر ضاربا عرض الحائط بكل الحقائق المنطقية و التاريخية
و كأن الجزائر لم تتلق جيشا من مائتين و خمسين ألف من الجنود العرب الفاتحين الذين طردوا الرومان من السهول و سكنوا مكانهم في بسكرة و سطيف و سكيكدة الخ
و كان الجزائر لم تتلق هجرات بني هلال و بني سليم و رياح و الشرفة الخ التي شهد التاريخ بكثرتهم العددية المفرطة و حتى ابن خلدون الذي هو مؤرخ أمازيغي يؤرخ أغلب الأحيان بالعاطفة و يميل الى ارجاع كل شيء الى البربر لكنه لم يستطع اخفاء حقيقة الهجرات الهلالية و أحصى الهلاليين بثلاثمائةألف حين قدومهم و في ذلك الوقت كانت المدينة ذات الف نسمة تسمى مدينة كبيرة و الهلاليون هم من جعلوا الرستميين ينزحون من تيارت الى غرداية و الحماديين ينزحون من المسيلة الى بجاية
و كأن الجزائر لم تتلق الملايين من عرب الأندلس الفارين طيلة قرنين من الزمن
و المؤسسين لعدة مدن كالمدية و البليدة و شرشال و الغزوات و تنس و القليعة الخ و تعميرهم لمدن كانت صغيرة فأصبحت بهم من الحواضر الكبرى كقسنطينة و العاصمة و تلمسان و عنابة و ميلة الخ حيث توجد الموسيقى الأندلسية و مشتقاتها كالحوزي
و منطقيا أن اللغة تنتقل مع المهاجرين فالكيبيك يتكلم بالفرنسية لأن الفرنسيين سكنوا الكيبك و باقي كندا تتكلم الانكليزية لهجرة البريطانيين اليها و جنوب أمريكا و الولايات يتكلم الاسبانية لهجرة الاسبان اليها و البرازيل يتكلم البرتغالية لهجرة البرتغاليين اليه الخ
فلو كنا بربرا كلنا فمن أين يتكلم أغلب مناطق الجزائر العربية؟ هل يمكن لشعب أن يغير لغته؟ و الاسلام لا يعرب و الدليل هو تركيا و ايران و اندونيسيا و مالي و النيجر و ألبانيا و البوسنة و باكستان و جمهوريات جنوب الاتحاد السوفياتي و ماليزيا الخ هل عربهم الاسلام؟ أبدا
و ليس لأن الخطبة بالفصحى أو ان القرآن بالفصحى فيصبح الشعب عربيا بهذا فلو كان الاسلام يعرب لكنا الآن نتكلم الفصحى لأنها لغة القرآن لكن ما نتكلمه هو لهجات عربية تشترك مع لهجات أخرى في المشرق في عدة نواح و مفردات مما يدل على منبع القدوم
و حتى إذا صرح بوتفليقة أنه أمازيغي لكي يحابي القبائل فيتركوه في الحكم فهذا لا يجعل عرب الجزائر يغيرون أصلهم من أجل تصريحه
كل جزائري سواء كان عربي الأصل أو أمازيغي الأصل يعرف أصله
فنحن كلنا إخوة في الاسلام و الوطن و كل منا يعرف أصله
فأنا مثلا عربي لأن أبي قال لي منذ صغري أنني كذلك لأن أباه جدي قال له هذا الخ
فلو كان جدي الأول قبائليا أو شاويا أو مزابيا أو شلحيا أو طوارقيا لكان نقل ذلك الى ابنه و دواليك فالأصل يعتز به و هو أول ما يشربه الأب لابنه
لذا أرجو أن نحترم بعضنا و لا داعي للتهميش
و مقولة ابن باديس نحن أمازيغ عربنا الاسلام هي مقولة عممت خطأ فهو أجاب بها على سؤال يخص القبائل فهو قبائلي كما هو معروف و سئل كيف يكون أمازيغيا و عربيا ؟ فأجاب نحن أمازيغ عربنا الاسلام و كان حين قالها يتحدث باسم القبائل
و نحن عرب الجزائر إذ نحترم و نحب اخوتنا الأمازيغ و نعترف بأن الأمازيغ هم السكان الأصليون للجزائر قبل مجيئ الرومان و الوندال و البيزنطيين و قبل الفتح الاسلامي فهذا لا يعني أن أصل الجزائريين أمازيغي بل كما هو ملاحظ بالعين المجردة فالعنصر العربي في الجزائر يشكل الأغلبية الساحقة