في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز..
اوباما:هذه خطتي بشأن العراق
أن الدعوة التي وجهتها حكومة العراق بوضع جدول زمني لأنسحاب القوات الامريكية يمثل فرصة هائلة. ويجب علينا ان نغتنم هذه الفرصة لبدء اعادة انتشار مرحلية للقوات المقاتلة وهو ما دعوت اليه منذ مدة طويلة .أن هذا الامر مطلوب للنجاح على المدى البعيد في العراق وللمصالح الامنية للولايات المتحدة الامريكية.ان الخلافات على العراق في هذه الحملة عميقة وعلى خلاف السيناتور جون ماكين كنت قد عارضت الحرب على العراق حتى قبل ان تبدأ وسوف انهيها بصفتي رئيساً واعتقد انه كان من الخطأ الفادح السماح لأنفسنا ان نصرف انتباهنا عن المعركة ضد القاعدة والطالبان بغزو بلاد لم تكن تشكل اي تهديد وشيك وليس لها علاقة باحداث 11 / 9 .
منذ ذلك الحين فقدنا 4000 امريكي وصرفنا مايقارب (1) تريليون دولار ، جيشنا الآن مرهق وكل تهديد نواجهه سواء كان من افغانستان الى القاعدة الى ايران يزداد كل يوم.
حينما اعلن الرئيس بوش عن ستراتيجية الاندفاع منذ 18 شهرا قامت قواتنا بشكل بطولي بخفض مستوى العنف حيث حمت الوسائل الجديدة الشعب العراقي ورفضت القبائل السنية تنظيم القاعدة مما ادى الى اضعافه بشكل كبير لكن العوامل نفسها التي قادتني الى معارضة ذلك الاندفاع مازالت قائمة حيث ازداد اجهاد قواتنا وتدهور الوضع في افغانستان وصرفنا 200 مليون دولار اضافية لميزانية العراق.
ان القادة العراقيين قد فشلوا في استثمار عشرات ملايين الدولارات من عائدات النفط في اعادة اعمار بلادهم ولم يبلغوا التوافق السياسي الذي كان الغرض المنصوص من وراء ستراتيجية الاندفاع لكن الاخبار الجيدة هي ان القادة السياسيين في العراق يريدون تحمل مسؤولية بلادهم من خلال التفاوض على وضع جدول زمني لأنسحاب القوات الامريكية في حين يقدر اللفتنانت جيمس دوبك المكلف بتدريب قوات الامن العراقية ان الجيش والشرطة العراقيتين قادردتان على تحمل مسؤوليتهمتا الامنية في عام 2009 .
نستطيع نحن من خلال اعادة انتشار قواتنا الضغط على العراقيين كي يتوصلوا الى تسوية سياسية شاملة وتحقيق تقدم ناجح في تحمل العراقيين مسؤولية امن بلادهم واستقراره بدلا من استغلال اللحظة وتشجيع العراقيين على التصعيد من جديد. ان ادارة الرئيس بوش والجنرال ماكين يرفضان اعتناق هذه الفكرة على الرغم من تعهدهم المسبق باحترام ارادة الحكومة العراقية ذات السيادة حيث يعدان وضع اي جدول زمني لأنسحاب القوات الامريكية من العراق بمثابة استسلام على الرغم من انها ستتحول الى حكومة عراقية ذات سيادة.
ان هذه ليست ستراتيجية للنجاح – انما ستراتيجية للبقاء وتسيير الامور خلافا لأرادة الشعب العراقي والشعب الامريكي ومصالح الولايات المتحدة الأمنية ولذلك ففي اول يوم لي في منصبي ساعطي للجيش مهمة جديدة هي انهاء هذه الحرب.
لقد قلت مرات عديدة علينا ان نكون حذرين في خروجنا من العراق بمستوى ما كنا غير مكترثين بدخولنا اليه . علينا ان نعيد نشر قواتنا المقاتلة بنحو آمن وفي مستوى يحقق انسحابها في 16 شهرا وهذا يعني انه في صيف عام 2010 بعد عامين من الآن واكثر من سبع سنوات على بدء الحرب وبعد اعادة الانتشار هذه ستبقى في العراق قوة تؤدي مهاما محددة مثل ملاحقة بقايا القاعدة في بلاد الرافدين وحماية افراد الخدمة الامريكية بينما يحقق العراقيون تقدما سياسيا تعنى قواتنا بتدريب قوات الامن العراقية ولن يكون ذلك انسحابا متعجلا .
ان تنفيذ هذه الستراتيجية ستجنبنا الحاجة الى ترتيبات تكتيكية وكما ذكرت سابقا ساعمد الى التشاور مع القادة الموجودين على الارض والحكومة العراقية لضمان اعادة نشر امن قواتنا وحماية مصالحنا وسنسحبها من المناطق الآمنة اولا وبعدها من المناطق غير المستقرة وسنود اتباع الدبلوماسية مع بلدان المنطقة كلها بشأن العراق ونتعهد بمنح بليوني دولار اضافيين للجهد الدولي لدعم اللاجئين العراقيين.
ان العراق ليس جبهة مركزية في الحرب على الارهاب ولم يكن كذلك ابدا وكما اشار مؤخرا الادميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة قائلا " لن تتوفر لنا موارد كافية لأنهاء عملنا في افغانستان مالم نخفض سقف التزاماتنا في العراق " ان الوقت قد حان الآن لأنهاء هذه الحرب