بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} الزلزلة
من يعمل مثقال ذرة...ما وزن الذرة كي نزن بها عمل خير أو شر كان ويحاسبنا الله عليه
بدأت بهذه الآية لينتبه كل من يقلل من شأن أمر من أمور ديننا فرضا كان أو سنة
واجب كان أو مستحب
أيها الأحبة
لم يقتصر الأمر فقط على التقليل من بعض أمور الدين بزعم أنها قشور تارة وبزعم أن المهم هو ما في القلب تارة أخرى
بل
وصل الأمر إلى مهاجمة هذه الأمور
ثم وصل الأمر إلى الهجوم على من يدافع عن هذه الأمور
أهي غربة لكل مستمسك بأمور دينه
أم جهل تفشى وانتشر بين بني جلدتنا
إنا لله وإنا إليه راجعون
مع كل هجوم على مظهر من مظاهر الدين نسمع العجب العجاب
سفسطة تخرج على ألسنة بعضهم عن عمد أحيانا
وأحيانا أخرى يكرر بعضهم نفس الكلام دون وعي أو فهم
وصل الأمر ببعضهم إلى التقليل من شأن بعض الفروض في الدين وأخص بالذكر الحجاب
يقول له المضيف متى تتحجب المرأة
فأجاب
"يعني ايه تتحجب انا بالنسبالي لو واحدة ست مش مغطية راسها ومغطية من أول هنا (يقصد عنقها) لحد تحت زي ما ربنا سبحانه وتعالى بيقول ما هيه 90% محجبة ليه هنعتبرها مش محجبة...........ليه منعتبرش إن اللي مغطية 90% من جسمها 90% محجبة"
نسي المسكين أن النار درجات
لكل درجة حسب ذنبه
فصاحبة الميني جيب في درجة
وصاحبة الميكروجيب في درجة أخرى
وكاشفة شعرها في درجة أخرى
بالطبع صدمة أن يخرج مثل هذا الكلام ممن يفترض أنهم يبلغون عن الله ورسوله
لكن الصدمة الأكبر أن ترى من يبرر لك هذا الكلام
يقول أيضا نفس الشخص في تعليق له عن رأيه في الحجاب
"يقول لماذا نبدأ بالحجاب مع أنه فرض في سورة ترتيبها 104 في سور القرآن....يقول هذا الاستعجال والاستعجال موجود أيضا في التدين المغلوط في هذا الزمان لما نقعد نتكلم عن ظاهر التشريعات طرحة أو غيرها مع إغفال الكلام عن الصدق وتقبيح الكذب الكلام عن الأمانة وتقبيح الخيانة مبنقعدش نقبح في الرشوة...."
وأنا أسأل من هذا الذي أغفل الحديث عن الصدق والأمانة والإخلاص في العمل وأعمال القلوب من هذا الذي أغفل الحديث عن تلك الأمور
ولكنها تهمة معلبة نسمعها مرارا
إذا كنا ننادي بظبط الظاهر على هدي رسول الله فإننا ننادي في نفس الوقت بضبط الباطن كما أمر الله
يا مسلمون
قال الله
** وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
وأتانا من رسولنا أوامر بضبط الظاهر كما أتانا منه أوامر بضبط الباطن
كلما تحدثت عن الحجاب بصوره (كامل الجسم أو ما عدا الوجه والكفين)
كلما تحدثت عن لحية أو تقصير للثياب
يقولون
لماذا لا تتحدثون عن الصدق والأمانة والأأخلاق
يقولون
أهم شيء القلب
نعم
يجب على الذي يظن أن الدين مظهر وقلبه خاوٍ من الإيمان أن يعلم أن الله إنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فيتق الله في قلبه ويؤمن بالله في قلبه، ولا يظن أن المظهر يكفي، والعكس الذي لا مظهر له من مظاهر الخير ولا يحرص عليه ويدعي أن الإيمان في قلبه، نقول له: أين هذا الإيمان، أين ثمرته، أين نتيجته؟
يستدلون بحديث مبتور
"إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم"
وللحديث تتمة
"إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
وأعمالكم
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين معلقا على الحديث
"إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم": (زاد مسلم وغيره في رواية: "وأعمالكم"، وهو مخرج في "غاية المرام في تخريج الحلال والحرام" [410]، وهذه الزيادة هامة جداً، لأن كثيراً من الناس يفهمون الحديث بدونها فهماً خاطئاً، فإذا أنت أمرتهم بما أمرهم به الشارع الحكيم، من مثل إعفاء اللحية، وترك التشبه بالكفار، ونحو ذلك من التكاليف الشرعية، أجابوك بأن العمدة على ما في القلب، واحتجوا على زعمهم بهذا الحديث دون أن يعلموا بهذه الزيادة الصحيحة الدالة على أن الله تبارك وتعالى ينظر أيضاً إلى أعمالهم، فإن كانت صالحة قبلها، وإلا ردها عليهم، كما تدل على ذلك عديد من النصوص، كقوله : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
لا ينظر الله إلى القلوب وفقط بل وإلى الأعمال
قال صلى الله عليه وسلم
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"
إن صلح قلبك صلح جسدك كله
ومما يدل على أهمية الهدي والسمت الصالح نهيه عن التشبه بالكفار، سيما اليهود والنصارى، وبإخوانهم من المشركين، ومن شياطين الإنس والجن، وعن تقليد الآباء والأجداد، حيث قال: "ومن تشبه بقوم فهو منهم
لو لم يكن للمظاهر الإسلامية والسنن المرعية إلا غيظ أعداء الإسلام لكفاها فخراً
ومن العجيب الغريب أن يفطن أعداء الإسلام لخطورة المظاهر الشرعية والهدي والسمت النبوي، ويغفل عن ذلك طائفة من المسلمين.
يقولون
هناك كثيرات محجبات وسقطن في المعاملات فهي محجبة وتضحك وتقهقه بصوت عال وهذه محجبة تصادق الشباب ، .....فما هذا الحجاب
وهناك غير محجبات لا تفعل أي من ذلك
سبحان الله
ومن أقر المحجبة التي تفعل ذلك
ومن أمرها أن تفعل ذلك
وما علاقة ذلك بالحجاب أصلا
يذكرني هذا الرد بواحد تقول له لماذا لا تصلي
فيجيب
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
أنا أحدثك عن الصلاة فما علاقة ردك هذا بالصلاة
وأنتي غير المحجبة يا من لا تصادقين الشباب ولا تضحكين بصوت عال وينقصك الحجاب وفقط
أين حجابك
وهل هذا ما أمرك الله به
لماذا لا تكونين محجبة ولا تصادقين الشباب ولا تضحكين بصوت عال وفيكي كل الصفات الحسنة
قال أحدهم لرجل لا يصلي لماذا لا تصلي
فقال له كل الذين أعرفهم من المصلين لصوص وحرامية
فقال له لماذا لا تكون أنت من المصلين وملتزم لا لص ولا حرامي
أمسكوا برجل في الحج يسرق أحدهم
فعلق أحدهم
نريد أن نلغي الحج
سُأل أحدهم ما اسمك
فقال أسكن بالمدينة المنورة
تحدث أحدهم عن الحجاب
فرد واحد عليه وأين الصدق والأمانة
عيب أن يصدق هذا الكلام ويروج له من عنده عقل
إلا إذا كان يضحك على نفسه
ولن يعذره ذلك أمام الله
فالله أعلم بما في الصدور
لماذا عندما نقول أن هذا الأمر من عند الله لا يقول الناس سمعنا وأطعنا ولا عليهم بمن التزم بهذا الأمر أو من لم يلتزم به
لماذا عندما نتحدث عن أمر إلهي يتهرب منه البعض بتعليق الخطأ على شماعة غيره
لماذا لا تلتزم أنت بما علمت ولا عليك بغيرك ممن أساء الالتزام بهذا الأمر
لماذا نعلق على المحجبة التي بان منها خطأ
ولا نعلق على تلك المحجبة العفيفة التي ما رأينا منها إلا كل خير
لماذا عندما نريد أن نتهرب من أمر شرعي نأتي بأسوأ الأمثلة لنصد بها الناس عن هذا الأمر مع إغفال الأمثلة الطيبة
لماذا نغفل دائما أنه أمر من الله وأنت مأمور به ولو قصر أهل الأرض في تطبيقه بحق
سبحان الله
الله أمرك بالحجاب
وأمرك بالصدق
وأمرك بالحياء
وأمرك وأمرك
لماذا نتشبث بكل ما سبق ما عدا الحجاب بحجة أن هناك محجبات يفتقرن إلى ما سبق
أليس هذا هوىً في أنفسنا ونضحك به على أنفسنا ثم نحاول أن نقنع به غيرنا
لماذا يحاول الكثيرون الآن إرضاء الغرب تارة
وبعضهم يريد إرضاء فئة معينة من أهل الأهواء تارة أخرى
لماذا لا نبلغ دين الله بحق
يقولون
بعض المحجبات تظن أنها ضمنت الجنة وتنظر لغير المحجبة نظرة استحقار
وذكر هذا الأخ صاحب الكلام السابق ضمنا عندما قال
"فلما تقولي امتى تتحجب المرأة قصدك امتى تحط طرحة على راسها ولا امتى تنضم إلى فئة من المجتمع يعدون أنفسهم خيرا من فئة أخرى"
إذا كان هذا خطأ بعضنا
ينظر الملتزم لغير الملتزم على أنه خير منه
وتنظر المحجبة لغير المحجبة على أنها خير منها
وهكذا
فلماذا لا نأمر الناس بالحجاب مع التواضع واللين واتهام النفس أولا قبل تفضيلها على خيرها.
ما علاقة الحجاب بهذا أيضا
سبحان الله
محجبة وسارقة
ما علاقة الحجاب بالسرقة
لا
لن ألبس الحجاب لأنني رأيت محجبات كثيرات لصوص
تهمة أقصد حجة واهية يتحجج بها كثيرون ممن يعترضون على الحجاب
لكن الغريب أن يخرج بها علينا من يفترض أنهم يبلغون عن الله ورسوله.
إذا كان الأدعياء هم من يقولون هذا الكلام فكيف بالعوام الذين يسمعون عن الله ورسوله
لقد أصبح الدين محل عرض إفرازات أفكار كل من هب ودب بغير علم
أين حرمة الدين
إننا بحاجة لواحد كعمر بن الخطاب
لو كان عمر بيننا لما تجرأ واحد من هؤلاء أن يبوح بالهراء
اللهم انصر دينك
وكتابك
وسنة نبيك
وعبادك الصالحين