السلام عليكم
كوننا في الجهة المقابلة للوادي و الرجال في الجهة الأخرى ، و الوادي يقولون انه خادع في فصل الشتاء ، فمن حين الى حين يجرف كل شيء وجده امامه و لا يترك شيء وراءه بل يترك الخراب و نزع تلك الحشائش الغير ضارة التي يجدها حول الاطراف .
فلا يخدعكم عذب المياه فيه ، ففيه تجدون الأفاعي .
ولا يغرنكم سمع الأذان ففي البصيرة ترى القلوب و العيون تقرأ و العقل يميز بما يضر البدن .
فابحثوا في ما سمي لنا الاولين .
علكم تبصرون بالقلوب و تمعنوا الكلمات و قفوا عندها و في الفواصل معاني تاكدوا منها و لا تتخطوها في صخب المسير .
و إلا جرفكم الوادي ، فاليوم نعيش و غدا نموت
فالموت نموت و لكن كيف ؟
مسلمين مؤمنين بالله. نحب لأنفسنا ما نحب لأخوىننا ام محبي النصارى و اليهود !!! .
الذين لن يرضوا عنا و عنكم إلا إذا اتبعنا مللهم
فهل إتباعهم إلا إذا نطقنا بنطقهم و فعلنا فعلهم أم أن الدخول معهم هو مساندتهم في الرأي فقط و العمل به فإن كان الخيار الاول فسحقا لنا ولكم و ثكلتنا امهاتنا و موتنا خير ألف مرة من حياتنا .
و إن كان الخيار الثاني فهي الكارثة بعينها و نحن لا ندري ولا نعي ما يدور حولنا .
و قد مهدنا الطريق لهم بانفسنا و اموالنا ، و ذهب أبنائنا و بناتنا ضحية اخطاء أبائهم و امهاتهم فهم يقلدوننا ، و يقولون ما المانع فهاهو أبي و أمي فكيف لا أنا .
القبطي أو المسيحي او اليهودي او النصراني أو الهندي الوثني يكفينا فقط بانهم يكرهوا الإسلام و ما داموا يكرهون الإسلام فحتما يكرهون المسلمين ، و ما داموا لا يحبون المسلمين فكل شيء يأتي من عندهم أو من عند اتباعهم فهو ليس في صالح الإسلام و المسلمين و إلا لما سمى المنطق بمنطق ولا كان البديهي بديهيا .
و هل وقف المسلمين منا في وجه مقاطعة الدنمارك أم أنه كان السين و الجيم أم انه دخل الدخلاء بينهم فشتتوهم وعللوا و اسردوا القصص و الأساطير أم أنهم اتخذوا القرار من غير رجعة ولا من غير دخيل ، و هل أثمرت بعد جهد و أيام طوال أم انها في وقت كان الصباح فأثمرت و أينعت في المساء .
و ماذا كان رد المسلمين حين كانت كارثة السويسريين و الفرنسيين في القمم تتعالى ببهتان ، و ما كان من معمر القذافي من أقوال بغير افعال فكيف رآه المسلمين ، ألم يقولوا مهرج مجنون .
من قال هذا و من اراد ان يوطد الفكرة فيسمعها المسلم الصغير و الكبير و الشيخ على انه فعلا هذا امر من امور الزمان فقد مر عليها و اكل عليها الدهر و شرب بعض السموم
ألم يكونوا المسلمين في بعضهم البعض فهذا كذب هذا و هذا نافق هذا و هذا قتل هذا و هذا قاطع هذا بحكم المناهج و اختلاف تكاتف الايدي و الارجل في الصلاة و هي واحدة لله الواحد
ألم يكونوا مسلمين مندسين تحت تسميات الطوائف و الاديان و الاجناس و كثير من الانساب الى حد الحسين
ألم يكونوا الاخوة يذبحون في بعضهم البعض و من هذا الذي اغر بهم فانساقوا لفتك الدم كالبهائم لا يفكرون و انصاعوا لفتاوى الجهال و الشياطين من الإنس ولو استعملت العقول ما تحركوا نصف خطوة للمضي في قتل الأبرياء و ترك من مهدوا لهم الطريق و من ذكرتهم اعلاه و كانوا السبب في تناحر المسلمين
الطفل الصغير من غير العالم يعلم أن قتل الطفل البريء يعد جرم لا يغتفر و قتل المرأة ذنب يقهر و قتل الشيخ الهرم هتك للعادة التي عليها التي منع الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه الأغر
فهل أصبحوا علماء يفتون بغير ما جاء به الرسول الأعظم في الجبال تحت تسميات مختلفة اخترعوها لأنفسهم و لها و عليها استماتوا و ضنوا انهم للجنان سيساقون بفتك دماء الابرياء و النساء و الشيوخ .
كلا قد كذب عليهم بعض البشر
و رموهم في الجب من غير خيط او أهتك العرض بمسميات بعض الحاخامات في العصر الغابر
فقالوا تدربنا في باكستان و أذربيجان و بلاد البخاري حيث الإيمان يدفق من الأنهار كالكوثر .
فهاموا و جابوا الجبال بحثا عن الأموال و هتك الأعراض و ما هكذا فعل المسلمين و المؤمنين بالله حق الإيمان و الإسلام فأشهدوا على انفسهم و التاريخ يشهد بأنهم لا يمتون للدين و الإيمان بصلة بل هؤلاء خوارج قد لعنهم أبو بكر الصديق و قتلهم في الشعاب و الوديان و قاتلهم الله حيث كانوا و حيث وصلوا و لن يغفر التاريخ لهم ما فعلوا بالناس و البشر .
أليست هي الأيام .
اليست اليهود و الكفار و الفرنسيين و الامريكيين قد صغت علينا نحن المسلمين و اصبحوا حين يريدون بنا الشر أصبح من غير حساب و لا تخطيط بل حين يقول دمروا العراق سيكون في لمح البصر
و حين يقولون هذه الصومال و السودان شتتوها بوابل من التمرد و الطغيان فأكلوا بعضهم البعض من مجرد تصفير .
أليسوا هم و نحن قتلنا بعضنا البعض تحت تسميات الطوائف
من اصطنع هذه الطائفية و كثيرة الاديان في دين واحد
تراكم اليوم تسمعون
هذا سني مسلم
و هذا شيعي مسلم
وهذا صوفي مسلم
وهذا قبوري مسلم
وهذا وثني مسلم
وهذا وهابي
و هذا مالكي
و هذا صادقي
و هذا فلان و فلتان
و إن الناس كلها تعلم بان الرسول واحد و الدين هو الاسلام وواحد لا فروع فيه و من اراد الجنان عليه بسنة واحدة و هي اتباع هدي الرسول صلى الله عليه و سلم
تراهم يعبدون الحسين و علي بن ابي طالب و تراهم اليوم يعبدون القبور من غير الله و تراهم اليوم لعهم كرامات لم تكن لرسول الله و كل حزب بما لديهم فرحين .
من صنع هذا أيها الإخوة في الله
و من أراده ان يكون في بلاد الإسلام دون غيرها من البلدان هذا الذي نرى .
ام هي ارض بابل و الأولين و حيث نزل آدم
و هل هي ارض لاسكندر الأكبر حيث كان إله
و هل هي ارض الملكان هاروت و ماروت و الأنبياء كلهم من غير استثناء ولدوا فيها و شبه الجزيرة و بلاد العرب حيث كانوا فأصبحت هذه الأرض مقدسة و لها الناس و الأنفس طمعت فيها من كل صوب و حدب اندفعوا إليها بفرض السلاح .
ام أرض فيها بيت الله
أو هي ارض فيها الصخرة و نور و شعاع
أم هي ارض فضلها الله على سائر الاراضي بتراب هو مال و بترول ينتفع به الخلق في الارض إلى ان الله الارض و من عليها و لن يستغني عنه العباد ما داموا احياء
هل فيكم من يقول لي لماذا تكالبت علينا الأمم كالأكلة على قصعتها فشتتونا فما وجدنا من سبيل إلا الانصياع .
إنهم طغوا فيها و تجبروا ، و ظلموا الناس بفضل قوة هم صنعوها لأنفسهم على رقاب التعساء و الفقراء و الأميين بما سموه و اصطنعوه بالعالم الثالث ، فعلوا في الأرض فسادا ، فسكت من هم على الحق و عقيدتهم حق حتى أصبحوا يسنون لنا القوانين في دساتيرنا و أولي الأمر منا يصفقون و الشعب هو الضحية فهو المشتري و البائع في نفس الوقت
فهل نصفق أم نحزن على ماضينا .
فالسجين إذا حس بالظلم منع الأكل على نفسه بعد تفكير كي لا يعود إدراجه مذلولا مهانا .
و الضعيف يشتكي ضعفه لله
و التغيير يأتي من العزيمة و الإرادة ، فإذا خذلته إرادته تراجع خوفا من الشر او الفقر .
و جهاد النفس صعب ، و من لم يستطع إذلال نفسه لله وحده فليقعد مع القاعدين
و المسلم إن عرف أن كلامه ينقص من عزيمة أخيه أخرس لسانه و قلمه و إن عرف بأنه يقويه أطلق لهما العنان
هي الإرادة و العزيمة و الإيمان بالله
بهم نجاهد النفس ، و نعرف طريق الصواب ، و تتماسك الأيدي مع بعضها البعض و تكون الكلمة الواحدة من امة واحدة
لهذه الأسباب فقط أخذتنا الذلة و التمسكن و التقهقر تحت بعض المسميات التي لم تخلق فينا بل تربينا عليها
فهل سننتهي منها في يوم ما
تخيلوا فقط المدمن على الشرب أو الدخان
و يأتي يوم ليقرر بأن يمتنع عليهما فهل سيجد المصاعب أم انها تكون حربا على النفس ضروس
هو جهاد على النفس حتى في الإدمان
ألا يكون عليها في الإيمان ؟
و هو جهاد على النفس حتى حين يحس المرء بأنه مهان
الجهاد ليس بشرط ان تحمل سيفا او رشاشا و تحارب من لا ينطق بالشهادة
بل أولى لي و لكم و للناس أجمعين إعلان الجهاد على الأنفس الطماعة الأمارة التي أذلت بالأرواح
فهلا فعلتم ...