بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتسابق الناس إلى تقليد الغرب فتأخذ عنه كل شيء ولا تفرق بين المفيد
والضار أو بين الحلال والحرام. ومن الأشياء التي ابتلي بها بعض أبناء
أمتنا احتفالهم بعادة الكذب في شهر أبريل (نيسان\أفريل) تمشيا مع عادة الغرب المسماة بكذبة أبريل.
وهذه العادة السيئة المحرمة مأخوذة من الغرب بلا شك؛ لأن كذبة أبريل تقليد أوروبي وعادة انتشرت في الغرب منذ سنين.
ذكرت موسوعة ويكبيديا: "أن "كذبة ابريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح
يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من ابريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب
ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة
ابريل". وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه
شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك
التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في
الأول من ابريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.وعندما
تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في
الأول من ابريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا ابريل وأصبحت عادة
المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها
انتشرت الى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في انجلترا بحلول
القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي
اسكتلندا نكتة ابريل. ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول
ابريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31
مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية
ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من ابريل. وهناك
جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون
الوسطى إذ إن شهر ابريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف
العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك
الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور
باسم عيد جميع القديسين".
"وهناك فريق آخر من علماء الاجتماع والباحثين في مجال التراث الشعبي له رأي في أصل كذبة
إبريل/ نيسان. وقالوا إن الحكاية تعود إلى أكثر من ألف عام حينما تمكن
الأسبان بالخدعة من إسقاط آخر حصن للدولة الإسلامية في غرناطة في أول
إبريل/ نيسان، ومن هنا احتفلوا بهذا اليوم تحت اسم خدعة إبريل/ نيسان".
وهذا التأريخ لما يسمى بكذبة أبريل
يفيدنا في معرفة أصل هذه العادة المنكرة. فهي إذن عادة غربية، فمن اتبعها
كان مقلدا للغرب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
والكذب في الإسلام، في معرض الجد أو الهزل، حرام ويعد كبيرة من الكبائر.
روى أبو داود في السنن: عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم
ويل له ويل له".
وروى أحمد في المسند: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة ويترك المراء وان
كان صادقا".
وروى مسلم في صحيحه: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى
يكتب صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن
الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا".
وروى الطبراني: عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا".
ولذلك يجب التحذير من كذبة أبريل
لما فيها من تقليد للغرب ولما فيها من حرام يرتكبه الإنسان وهو يظن أنه
أتى بشيء بسيط. {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ