أثارت قصة فيلم هندي يدور حول قصة حب رومانسية للإمبراطور المغولي المسلم جلال الدين أكبر والأميرة الهندوسية هيرا كونواري ضجة كبيرة في البلاد، حيث تسبب في حدوث تظاهرات غاضبة بعد اتهامه بعدم الدقة في الأحداث التاريخية لحياة الإمبراطور العاطفية. وفيلم "جودا-أكبر Jodhaa Akbar" الذي أشعل غضب الهنود تقوم ببطولته ملكة جمال الهند السابقة "إيشوريا راي"، ويدور حول العلاقات في عالم القصور الحافل بالمكائد والملاحم التاريخية. ويقول العاملون في الفيلم لرويترز إنهم يريدون أن يظهروا كيف نجح الحبيبان في تحطيم الحواجز الثقافية والدينية. واختلف المؤرخون التاريخيون حول ما إذا كان الإمبراطور المغولي المسلم "أكبر" تزوج من الأميرة الهندوسية "جودا" منذ أكثر من 450 عاما، ولكن تم تغذية الفلكلور الهندي بقصة الحب المحتملة هذه في بلد مليء بالجروح جراء حمامات الدم الناتجة عن الخلافات الدينية. وهاجمت بعض مجموعات من "الهندوس" قاعات السينما التي يعرض بها الفيلم ومزقت إعلاناته قائلين إن الفيلم به خطأ تاريخي، وهو أن "جودا" كانت في حقيقة الأمر زوجة ابن "أكبر". ووفقا لوكالة أنباء تراست الهندية هاجم المتظاهرون عرضا للفيلم في مركز تجاري بمدينة الأقمار الصناعية جورجوان في دلهي، بينما هاجم حشد آخر قاعة سينما في أحمدي أباد أحد أهم مدن إقليم جوجارات مما أجبر العديد من قاعات العرض المتعددة الشاشات على إغلاق أبوابها مؤقتا. وخوفا من التظاهرات الغاضبة لم يتم عرض الفيلم في الإقليم الغربي "راجاستان" وهو المكان الذي ينحدر منه كثير من الراجبوتيين، ولكنه أيضا أحد أهم الأسواق للسينما الهندية-بوليوود. وانتقد بعض النقاد فيلم "جودا أكبر" للمخرج أشوتوش جواريكار الذي تكلف إنتاجه 10 ملايين دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمقاييس بوليوود الإنتاجية. وقال الناقد الفني هيتال أديسارا "جواريكار تطرق إلى أعماق وتفريعات غير ضرورية، وكان في غنى عنها، وبدونها كان سيكون الفيلم ممتعا للمشاهدة". من هو جلال الدين أكبر ووفقا لرويترز، فيعتبر الإمبراطور جلال الدين أكبر أعظم الأباطرة المغول. فرغم أنه اعتلى العرش وهو في الثالثة عشرة من العمر، فقد تمكن سريعا من تحقيق نجاح سياسي بمزيج ذكي من العسكرية والدبلوماسية. نجح جلال الدين أكبر في نيل تحالف قطاع المحاربين بعد أن ارتبط بالزواج من جودا -بحسب بعض الروايات التاريخية- لكن الإمبراطورة الجميلة رفضت أن تكون مجرد أداة سياسية في يد إمبراطور كان عليه أن يكسب ثقتها وحبها. ويقال إن جودا التي لم يسجل التاريخ عنها الكثير بسطت نفوذها على سياسة البلاط الإمبراطوري، مما أزعج قطاعا من الأسرة الإمبراطورية وخلق أعداء. ولم ينل جلال الدين قسطا وافرا من التعليم، لكنه كان يتمتع بدرجة عالية من الحس المرهف والتذوق، وقد شحذت شخصيته خيال الكثيرين من كتاب المسرح والتلفزيون والسينما في الهند. انتقادات لسينما بوليوود وتواجه بوليوود -السينما الهندية- العديد من الانتقادات دفعت النقاد إلى القول بأن الهند لم تعد مكانا محتملا للفنانين. ففي العام الماضي أحرق المتظاهرون الغاضبون صور النجم الأمريكي ريتشارد جير، والفائزة البريطانية -الهندية في برنامج "الأخ الأكبر البريطاني" الشهير- شيلبا شيتي، بعدما قام جير بتقبيلها علنا في إحدى الاحتفاليات. حتى إن إحدى المحاكم الهندية أصدرت حكما بإلقاء القبض على جير بتهمة الفعل الفاضح. كما قامت الحكومة لفترة وجيزة بمنع عرض فيلم Aaja Nachle للنجم "مادهوري ديكست" والذي عاد به للسينما، وطال انتظار الجمهور له بسبب أغنية بالفيلم رأى البعض أن إحدى سطورها مهينة لطائفة اجتماعية هندوسية. وكتب فير سانجفي في مقاله بجريدة هندوستان تايمز يقول "مثل هذا المناخ المحتقن في الهند اليوم أصبح يجعل من المستحيل تأليف كتاب أو صنع فيلم بدون الاضطرار إلى مواجهة حشد من المتظاهرين الغاضبين".