الإضرابات شلت قطاع التعليم لمدة طويلة.. حتى أن بعض الناس قالوا: إن القطاع يتجه نحو حدوث سنة بيضاء!
وعندما
جاءت الامتحانات.. حدثت المفاجأة! فقد قالت الوزارة إن نسبة النجاح في
امتحانات شهادة التعليم المتوسط لم تكن مسبوقة.. وجاءت نسبة النجاح في
البكالوريا هي أيضا غير مسبوقة! وقالوا إن هذا تحقق بفضل سياسة الإصلاح
التي باشرتها الحكومة منذ سنوات! وقد يكون هذا صحيحا.. ولكن الصحيح أيضا
هو أن الجزائر اكتشفت نظرية جديدة في التربية لم يسبقها إليها أحد من
المربين منذ فجر التاريخ.. وهي أن التلاميذ يمكن أن ينجحوا وبنسب عالية
دون أن يأخذوا الدروس! وإلا كيف نفهم أن الإضرابات التي شلت قطاع التعليم
لعدة شهور خلال هذا العام لم تؤثر في مستوى الأداء التربوي ولم ينعكس ذلك
على التلاميذ!
نعم الإصلاحات هي التي جعلت تلاميذ الجزائر ينجحون
بتفوق.. بدون أن يدرسهم الأساتذة! وهذا معناه أن الإصلاح حقق أهدافه وهو
الوصول إلى حالة الاستغناء عن الأساتذة!
لا حق لنا في أن نقول بأن هذه
النتائج سياسية ولا علاقة لها بالتربية والتعليم.. لأن مثل هذا القول قلة
وطنية.. أو على الأقل من الأعمال المغرضة التي تمس بمصلحة الوطن!
التلاميذ
نجحوا وبمعدلات قياسية في البكالوريا لأن الإصلاح هو الذي نجّحهم وليس
الأساتذة المضربون! والذين يقولون بأن سياسة تزوير الامتحانات غير موجودة
تماما مثل عدم وجود سياسة تزوير الانتخابات هم على حق! وعلينا أن نأخذ
قولهم على محمل الجد!
مستوى التعليم الثانوي ارتفع بالإصلاح أو
بالغش أو بإضراب الأساتذة أو بمثابرة ليس مهما.. بل المهم هو كيف ستتعامل
الجامعة الجزائرية مع 200 ألف طالب جديد جاءت بهم عبقرية الإصلاح؟!
وعلينا
أن ننتظر معرفة مستوى هؤلاء التلاميذ في الجامعة العام القادم لنتأكد من
أن الأمر له علاقة بإصلاح التنوير أم له علاقة بإصلاح جهاز التزوير؟