عادة لا يقدم الأزواج على استخدام سياسة الضرب إلا لوجود سبب جوهري كبير يعتبر هو
الموجة الداخلي لتعامل الرجل مع المحيط الخارجي ، وهذا المحور تشكل منذ الصغر
متزامنا مع تنشئته التربوية فمن أسباب الإقدام على العنف الجسدي هو
1 - عندما يعاقر الزوج المسكرات والإدمان على الخمر والمخدرات ، فإنه ينسى نفسه ولا
يدرك ما حوله ، بل لا يفرق بين الإنسان والحيوان ، فمن الطبيعي جدا أن نرى الرجل
السكران يتصرف بأي تصرف دون وعي لما يفعل .
2- الشعور بالنقص والاقتناع بضعف الشخصية نتيجة التنشئة الخاطئة التي تلقاها الزوج
أثناء الصغر ، ناهيك عن البيئة السلبية والاضطرابات النفسية الموروثة من الوالدين .
3 - البطالة والفشل في الحياة العملية مما تنعكس على حياته العائلية ، فتجد الزوج
يفرغ كل انفعالاته الداخلية بالاعتداء على جسد ضحيته أو أبنائه .
4- عدم النضج العاطفي والإنساني فترى الزوج جاف الطباع متبلد الإحساس اتجاه زوجته ،
يغلب على تعامله الجفوة وعلى أسلوبه القسوة ، حاد الطباع صعب الإرضاء .
5 - ضعف الوازع الديني والابتعاد عن دين الله تعالى وسنة نبيه في التعامل مع
الآخرين ، وخاصة الزوجات .
6- سوء استخدام سلطة الرجل وقوامته على المنزل ، والفهم المرتكس لمعنى الرجولة
وتفسيره على أنه مجرد صراخ وسيطرة وضرب .
7- الأمراض النفسية التي تسبب الاضطرابات لدى الزوج وتتولد عنه العصبية ، فالزوج
المصاب بمرض السادية منذ صغره ينشأ والعصبية تلازمه في تعامله ، والآخر المصاب بمرض
السيكوماتية كذلك يتصرف بشيء من القسوة والقهر ، بل نجد بعض الأزواج من لا يطيق
الحياة الزوجية ويرى انه قد تورط بهذا الزواج ، فيكره زوجته ويتضايق من بيته ويحس
بثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقه .
8 - طبيعة التربية التي تلقاها الزوج أثناء المرحلة الأولى من حياته ، فكثيرا من
الأباء والأمهات لم يستطيعوا أن يغرسوا التربية السلوكية السليمة للتعامل مع
المواقف والأحداث ، وخاصة الأطفال الذكور منهم ، فالأب يخشى التنشئة التي سيغدو
عليها الابن مستقبلا فهو يريده أن يكون رجلا شجاعا وقويا ومعتمدا على نفسه في تصريف
شؤونه ، فيغرس فيه منذ صغره بعض السلوكيات التي يعتقد أنها ستساعده على تحقيق ذلك
فينشأ الطفل بطريقة تجعله لا يفهم أية مشاعر ما عدا الغضب والصراخ ، فتتعطل لديه كل
المشاعر العاطفية الأخرى ، وتتجمد نتيجة إهمالها ، فالبكاء محرم على الولد مسموح
للفتاة ، والضعف ممنوع عند الولد مسموح للفتاة ، والخوف ممنوع عند الولد ومسموح عند
الفتاة ، وغيرها من السلوكيات الأخرى ، فعندما يشعر الولد بالضيق والتوتر والقلق
فلا يعرف تصريفها إلا عن طريق الغضب والعنف وينفجر غيظا في أي موقف يتعرض له .
فقد أثبتت الدراسات بأن حوالي 67% من الأزواج الذين يستخدمون العنف ضد زوجاتهم ، قد
رأوا آباءهم وهم يضربون أمهاتهم أمام أعينهم أثناء الصغر .
9 - الفكرة السيئة التي يحملها البعض من الرجال ضد النساء ، التصور القاتم لتلك
الشريحة من الجنس الآخر ، فالمرأة في نظرهم ما هي إلا من سقط المتاع ، ولا تستقيم
إلا بالضرب والقهر وهذا ما يسميه علماء النفس بعقدة النرجسية حيث الأنانية وحب
الذات
10 - الصحبة السيئة والشلة الفاسدة التي يصاحبها الزوج ، حيث يتأثر بسلوكياتهم
وينهج بمنهجهم العقيم في التعامل مع أهل بيته .