من
هي المرأة السعيدة؟
هل هي المرأة الغنية أم الناجحة المشهورة التي يسعى إليها الناس أم التي كسبت قلب
حبيبها بالرغم من كل الظروف والصعاب التي واجهتها أم هي المرأة المسيطرة والتي تظن
أنها بقوتها ملكت الدنيا وزخرفها والجميع خاضع وتابع لها..؟
يحكى أن زوجة قالت ذات مرة لزوجها:
أنت لا تملك أن تسعدني أو تشقيني.. فغضب الزوج وقال لها : كيف؟ فقالت: لأن السعادة
في شيء لا تملكه أنت أو احد غيرك فقال لها: والشر يتطاير من عينيه: وما هو ؟ فأجابت
في هدوء وثقة:
" إن سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي"
أين نحن من هذه الكلمات الواعية الثابتة والتي تكشف أن الإيمان هو مصدر السعادة
الذي يملأ القلب بالأمل والرضا والسكينة سعادة لا تحتويها الكنوز والمناصب إنها
السعادة الداخلية الروحية، وهذا هو السر الذي لا يملكه الكثيرون.
كشفت لنا الدراسات الحديثة اليوم أن بداخل كل إنسان سر عظيم إذا عرف مفتاحه يستطيع
أن يحقق السعادة وجميع أحلامه ويجذب كل الخيرات وتتغير حياته بكاملها.
ياتري ما هو السر الذي بداخل المرأة السعيدة ويفتح لها الأبواب وينظر إليها الجميع
يتساءلون كيف حققت هذه المرأة السعادة وجذبت الخير كله إليها؟
إنه الرضا .. المرأة الرضية القانعة بحياتها هي المرأة السعيدة .. الرضا الذي يثمر
الصدق والإخلاص والعطاء والتسامح ، وهناك أيضا الثقافة فالمرأة المثقفة هي القوية
الحكيمة القائدة الرشيدة.
الثقافة سلاح قوي تستطيعين به أن تغزي القلوب والعقول وتتجاوزين المسافات والأماكن
بطاقة الفكر .
نعرف أن الإنسان يملك ثلاث قوي هي : الفكر، والمشاعر، والكلمة وإذا تأملنا وجدناها
تكمن في الثقافة.
لا تغير المرأة من أخرى إلا إذا كانت مثقفة وتكون هذه المرأة المثقفة ناقوس خطر
عليها تعرف أنها يمكن أن تغزو فكر وقلب زوجها.
إذن فالمرأة المؤمنة الراضية الصادقة المثقفة الواعية بدورها هي المرأة السعيدة حقا
وتجذب كل الخيرات، وبإيمانها وحبها لله هي الملكة المتوجة في محراب العبودية والحب
الإلهي تسعى إليها المخلوقات، وتحبها الملائكة وتدعو لها ، وتدان لها الأرض فتصبح
المرأة
القائدة الرشيدة في جميع مجالات الحياة إذ أخذت من آسية الصبر، ومن خديجة الوفاء،
ومن عائشة الصدق، ومن فاطمة الثبات