الغش بالكمبيوتر والحبر السري:
الكثير
من الطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل بداية الامتحان في الاستعداد لإعداد
أدوات الغش الذي أصبح شبه روتين سنوي، ومنها كتابة المنهج في أوراق
وتصغيرها بواسطة آلات التصوير لتأخذ مساحة أقل ويمكن إخفاؤها في أكمام
القمصان أو بين طيات أوراق الإجابة!!
ويقول
عبدالخالق عبدالحليم وكيل مدرسة: أحيانًا يقوم المعلمون الخصوصيون أنفسهم
بصنع أدوات الغش هذه حتى لا يرهقوا الطلاب، بالطبع تحت دعوى صنع مذكرة
للمراجعة النهائية وتكتب بواسطة الكمبيوتر بخط صغير يشبه النشرة الطبية
التي توضع داخل علب الدواء، وهكذا يتحول المنهج إلى قصاصات صغيرة خاصة في
المواد النظرية، ويمكن مشاهدة هذه القصاصات عند مكتبات التصوير، وفي قاعات
الامتحانات بعد انصراف الطلاب.. بكل سهولة.
ويتابع:
وهناك أيضًا الكتابة على الجسم – الأيدي، السيقان، الأذرع، وكذلك على
المقاعد وإن كانت قد أصبحت موضة قديمة، فهناك الآن الساعات المحشوة بأوراق
والساعات التي تحتوي على كمبيوتر صغير، وأحيانًا اللاسلكي الذي ضبطت به
طالبة وهي تستعمله في إحدى لجان الثانوية العامة العام الماضي.
وهناك
أيضًا الكتابة على الأوراق الهندسية كالمساطر والمثلثات البلاستيكية
الشفافة التي لا تظهر الكتابة عليها إلا إذا وضعت على الورق الأبيض بطريقة
تشبه الحبر السري، فهي إذا لم توضع على الورق تبدو شفافة، ولا يظهر عليها
أي شيء غريب، وقد يستخدم الهاتف الجوال بأكثر من طريقة عن طريق إخفائه في
الملابس وتوصيله بسماعة وقت الحاجة وتحويل رنينه إلى طريقة الاهتزاز حتى
لا يسمع الرنين أحد، رغم أن جميع لجان الامتحانات قد أعلنت عن منع الدخول
بالهاتف الجوال داخل اللجان، لكن لا شيء يستعصي على أصحاب الأفكار الجديدة.
العُمَّال
والفراشون أيضًا وسيلة لتوصيل إجابات الأسئلة من المعلمين أو الطلاب أو من
هم بالخارج في بعض اللجان المجاورة أو من خارج المدرسة مع المشروبات، وهي
بالطبع ليست خدمة مجانية.
أما
دورات المياه فهي أأمن مكان لتخبئة الكتب والمذكرات للجوء إليها إذا تعذر
استخدام الوسائل الأخرى، فما أسهل أن يذهب الطالب لدورة المياه أثناء
الامتحان بمصاحبة معلم، ويطلع على بعض الإجابات بالداخل ويعود للجنة،
لكنها على أي الأحوال وسيلة ضئيلة الاستخدام، فالمعلمون – للأسف
- يساعدون الطلاب على الغش لأسباب كثيرة ليست كلها من أجل الدروس الخصوصية
والمصالح فقط، لكن أحيانًا خوفًا من بطش الطلاب بهم في الخارج، أو يطبق
بعضهم قاعدة المساواة في الظلم عدل لأنه يعلم أن بقية اللجان يحدث بها قدر
من الغش أو التهاون.