بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه القائل ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُم فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر )
والصلاة والسلام على النبي القائل (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر و الحمّى)
وبعد:
إخوتنا في الله نحن ندعوكم للإنضمام إلى ركبنا ركب (حيّ على المقاطعة ) و كلّنا ثقة في غيرتكم على الإسلام و المسلمين و في انتصاركم لقضاياكم و في مقدّمتها قضيّة فلسطين الحبيبة
بني الإسلام ،أتراه مناسبا بعد ما رأيناه من حصار خانق و قتل وحشيّ لإخواننا في فلسطين أن نستمرّ في التّعامل مع قتلتهم نأكل أكلهم و نشرب شربهم و نلبس ملابسهم و نلعب بالعابهم ونزوّدهم بثمن الرّصاص الذي يخترق صدورنا أتراه مناسبا وهم لا يرتوون إلّا بدمائنا ؟
أين قلوب المسلمين ؟ أين قلوب الملهوفين على إخوانهم ؟ أين قلوب الخائفين من إله يرقبهم و يحصي عليهم أعمالهم ؟
إذا عجزنا عن فكّ الحصار عن إخواننا و التّصدّي لهذا العدوان عليهم فليس أقلّ من أن نقاطع منتجات الشّركات الدّاعمة للصّهيونيّة التي تزيد في تعميق معاناتهم بل و تعلن بصفاقة و دون حياء مساهمتها في بناء المستوطنات و تسليح الجيش الإسرائيلي
فالمقاطعة تلعب دورا هامّا في المعركة إلى جانب المقاومة لاستنزاف الإحتلال و زيادة كلفته يوما بعد يوم و تقريب ساعة الانتصار عليه وصولا إلى دفعه إلى الرّحيل عن الأرض التي يحتلّها ناهيك عن تأثيرها على القرار السّياسي الأمريكي لزحزحته عن تحيّزه السّافر لإسرائيل فجمعيّة رجال الأعمال المكوّنة من أصحاب الشّركات المعنيّة من أكبر جماعات الضّغط في أمريكا
قد يتبادر إلى أذهانكم السّؤال التّالي ؟
أترانا لو عذّبنا أنفسنا بمقاطعة مضنية نحدث أثرا في شركات عملاقة تنتشر فروعها في مشارق الأرض و مغاربها أليس هذا جهدا ضائعا و عملا مبدّدا ؟
العالم الإسلامي مليار و ثلث المليار موزّعين على ما يقارب 60 دولة تخيّل لو أنّ نصف مليون فقط من كلّ دولة يقاطعون ستكون الحصيلة 30 مليون مقاطع فإذا كان متوسّط عائلة الفرد المقاطع 5 أفراد و من السّهل أن تفترض أنّ الرّجل المقتنع سيقنع عائلته ستكون الحصيلة 150 مليون مقاطع أليست هذه خسارة اقتصاديّة حتميّة و محقّقة فما بالك لو أقنع هذا الرّجل صديقه و قريبه و زميله ألن يصبح الرّقم مهولا
والواقع هو من يؤكّد أنّ حملات المقاطعة لها تأثيرات قويّة على الإقتصاد الأمريكي و الصّهيوني فلمرّتين تعقد شركة كوكاكولا مصر اجتماعا للجمعيّة العموميّة غير العاديّة للشّركة للنّظر في استمرارها في مصر أو تصفية الاعمال . كوكاكولا الصّديق الحميم لإسرائيل تعمل في مصر منذ 30 عاما لم تعلن هذا الإعلان إلّا في فبراير 2003 (بعد الإنتفاضة ) و في يونيو 2006 (إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان )و قد حاولت الإلتفاف على المقاطعة بكلّ الطّرق و لم تفلح
و في يناير 2003 أعلنت ماكدونالدز هي الأخرى أنّها أغلقت 675 مطعما من مطاعمها و أعلنوا خسائر تصل إلى 343.8 مليون دولار مقارنة بربح وصل إلى 271.9 مليون دولار سنة 2002 في نفس الزّمن و أعلن المراقبون بأنّ السّبب هو المقاطعة الإسلاميّة العالميّة فلا يوجد أيّ سبب آخر لأنّ عادة الأمريكيين في الأكل لم تتغيّر
مازلتم تشكّون في إمكانيّة إحداث خسارة فعليّة لهذه الشّركات ؟
سنسوق لكم المثال التّالي لتتخلّصوا من رواسب الهزيمة النّفسيّة :
NIKE الشّركة العالميّة و المشهورة بدعمها للصّهيونيّة كتبت لفظ الجلالة على احذيتها ففجع المسلمون و لوّحوا بالمقاطعة مجرّد تلويح فماذا كان ردّ فعل الشّركة مع العلم أنّ المسلمين في أمريكا 8 مليون فقط و ليسوا مليار و ثلث المليار
1- اعتذار صريح في أكثر من صحيفة أمريكيّة
2-سحب للمنتج بكامله من السّوق مع التّضحية بالخسارة المادّيّة الملموسة
3- عرض سخيّ لأموال ضخمة تبرّعا للمراكز الإسلاميّة
تأمّل ذعر هذه الشّركة من مجرّد التّلويح بالمقاطعة من فئة محدودة من المسلمين
و لتعلموا أنّ قرار المقاطعة الإقتصاديّة مدعوم بعدد من الأدلّة الشّرعيّة و الذي يذهب إليه علماؤنا الأفاضل ممّن يعتدّ بآرائهم أنّ المقاطعة تتجاوز حدّ الإستحباب إلى الوجوب لأنّ دفع العدوّ و جهاده بكلّ الوسائل الممكنة واجب و إذا انحصرت الوسائل الممكنة في المقاطعة صارت هي الواجب كلّه بحيث يؤدّي تركها إلى ترك الواجب الذي يأثم به الجميع فالمقاطعة الإقتصاديّة نوع من أنواع الجهاد بالمال
و اعلموا أنّ المقاطعة تربية عظيمة للنّفس تعوّدها على التّغلّب على شهواتها و على تغليب المصلحة العامّة للأمّة على المصلحة الخاصّة للأفراد
فلنزرع ذكرى إخواننا في أفئدتنا و لنتذكّر عدوّا يقتل بيد و يبيع بالأخرى فكيف نشتري منه واللّه قد كذبنا من ادخل في روعها أنّ الحياة لا تستقيم دون هذه المنتجات
فلنتذكّر يوما عصيبا طويلا سنحاسب فيه و ستكون مقاطعتنا حسنات في رصيدنا ولعلّ حرماننا من أشياء بسيطة في الدّنيا يورث جنّة لا حرمان فيها
إنّ القضيّة جادّة و إنّ الخطب جلل و المقاطعة أقلّ ما يمكن أن نقدّمه لمن يصرخون تحت أمطار قذائف الإحتلال و يستغيثون بنا لكي ننقذهم
ومن هذا المنطلق تعلن المنتديات الجزائرية ( منتديات الجلفة، منتديات المهندس الجزائري، منتديات طلبة الجزائر، شبكة النايلي، منتديات نبع الجزائر... ) عن انطلاق حملة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للعدو الصهيوني ...
موضوع ذي صلة
[عاجل] بيان حملة المنتديات الجزائرية لمقاطعة الشركات الداعمة للعدو الصهيوني