يعود المنتخب الوطني، الليلةَ، إلى
المنافسة بدخوله تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012، وشاءت الكرة أن
يواجه منتخب تنزانيا المجهول في مباراة هي الخامسة من نوعها في
تاريخ البلدين .
ومهما
قيل وكتب عن مواجهة تنزانيا، ومهما بالغ الناخب الوطني في تصوير منتخب شرق
القارة بأنه عملاق نائم، فإن معطيات مواجهة اليوم تبين بأن "الخضر"
سيسجلون عودتهم في ظروف، أقل ما يقال عنها بأنها صعبة وحساسة.
لقد
جاءت مباراة تنزانيا بسرعة، ونكاد نجزم بأن اللاعبين الجزائريين ما زالوا
يعيشون حلم المونديال الذي غادروه كما دخلوه، لكن هذا لن ينقص من واجب
اللاعبين والطاقم الفني، الذي فشل قبل بضعة أسابيع في الفوز على منتخب
الغابون المتواضع.
وتأتي
مباراة تنزانيا لتمتحن جملة من لاعبين كثر بشأنهم اللغط، ونالوا أكثر من
حقهم في المدح، وها قد جاء اليوم ليكون المستطيل الأخضر هو الفيصل في
قيمتهم الفنية وقدرتهم على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني.
وتأتي
مباراة تنزانيا الرسمية لتمتحن المدرب سعدان وقدرته على حل
المشاكل الفنية للمنتخب، وهو الذي تعنّت في القول إنه لا يريد
لا مساعدا ولا نائبا ومستشارا .
وتأتي
مباراة تنزانيا لتذكّر جبور وغزال ومطمور وغيرهم من المهاجمين بأن الكرة
أهداف.. والأهداف وحدها هي التي تصنع الفوز، وتختبر مواجهة الليلة سعدان
والحلول التي وجدها لمصيبة عقم الهجوم، الذي سجل خمسة أهداف في نصف سنة.
وتأتي
مباراة تانزانيا لتمكن الخضر من العودة إلى المعترك الإفريقي باسم جديد،
هو المنتخب المشارك في كأس العالم الأخيرة، وهذا ما يعني أن على لاعبيه
وطاقمه الفني الذي جددت فيه الثقة أن يبين وجها جديدا تخشاه تنزانيا
والمغرب وإفريقيا الوسطى وغيرها من المنتخبات.
وبدون
شك أن الجمهور الرياضي الذي ابتعد عن منتخبه بسبب النتائج المسجلة في
المونديال، سيعود هذه المرة إلى ملعب مصطفى شاكر بالبليدة، كما أراد المدرب
ولاعبوه، لكنه يريد مشاهدة منتخب طموح، يلعب ويسجل ويمتع ، ولا يريد
مشاهدة الوجه الشاحب الذي أظهره "الخضر" أمام الغابون، حتى وإن كانت
المباراة ودية .
وعلى
اللاعبين أن يؤمنوا ويدركوا بأنهم عائدون من المونديال، وعليهم التصرف من
موقع الانتماء إلى واحد من أقوى المنتخبات الإفريقية، وهذا في حد ذاته يحمل
أكثر من معنى ودلالة، وهي التغلب على تنزانيا، ولن يكون ذلك إنجازا كبيرا
أبدا.
الشروق