إنني أعبث حين أمسك الريشة لكي أرسم وجهكْ ..المعنى الحقيقي لكِ يتلبّسني ..فساتينك ومشطك ومرآتكْ ..وجواربك البيضاء ..كل هاته التفاصيل تستوطنني ..فأنا لا أحبكْ فقطْ بل شىء آخر أيضا..
غريبان على العتبة ..جلسنا وتسمارنا حتى لفنا النور بوشاح تراتيل الفلاحيين وأغاني الرعاة عند الفجر.. قلت:
- أشعر انني حين أريد ان أضمكّ إلي ، وكأنني ريشة في هواء ثقيلْ ، لا أستطيع أن أكون خفيفا كالنوتة الموسيقية المنخفضة أو كزخة ضوء مسرعة في ليل بهيم .
قلتِ :
- لا أجيد الكلام مع المهوسين بالفنتازيا ..ولكني أصدع لك بشىء راودني قبل وقت طويل ، قبلما أن نلتقي ، فقد أخذت ميثاقا على قلبي بأن أقول لمعشوقي الاول والاخير :" أنني أقسمت على أن يدخل الحبّ قلبي "؟ تفهم قصدي..فدعنا مثلما كالرّسام والريشة ، أو كالراعي ومزمار داودْ .
تريثتُ كي أسترجع بعض العناء وأردفت :
- لو كنتُ مكانك ، لقلتُ :"د عنا وردتين على كتاب "؟ ولكن يؤسفني أنني لا أملك انفعالا طويلا لكي أقفز فوق حزني وأتذكر لك فيلما قديما يتحدث عن الصداقة ..وأتمثّل لك كل الشخوص وأغني لك أغنياته وأرقص لك تحت المطر كما في الفلم ..لو كنا وحدنا لأريتكِ ما أرى ولغوصت في الفكرة الكبرى ..وهي معناي فيكْ ..
قلت ضاحكة :
- دائما تحب اصطياد الفكرة التي تقع في غرامها ..ولكني أخالني لا أفهمكْ ..فدعنا كفرخي حمام فوق الرذاذ الوردي ..
قلت ويبدو أنني كنت هاديا حتى الهذيان :
- لو قالت لي إمرأة ما ، في مكان ما ، في زمان ما ، " أنني لا أفهمك " لانتحرت بالزرنيخ كبونابرت ولا مجد ورائي ولا فردوس أمامي ..غير أنني أفهمك تريدين ان ألا نبالغ في مشاعرنا وأن نكون مرتاحين في الاحاديث المسائية ..ياللصراحة التي ولجت الى الوقاحة !
قلتِ مستبشرة :
- فكرة مضيئة تعجبك ..- ابتسمتِ - الرجال هم الرجال ولو كانت لهم أجنحة .!
قلت :
- هي كذلك غير أن ورد الكرز يعيش أكثر منها ، فهي تحتكم للوقتْ أبدا .
يالله !
كل شىء متكرر..وأنا شىء عابر !