أظهرت الصور الفضائية التي ترصد الأقطاب أن ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي يتم بشكل أسرع من المتوقع، بينما تسجل درجة حرارة الهواء ارتفاعا ملحوظا منذ بداية الألفية الميلادية الثانية.
وكشفت بيانات الأقمار الصناعية انحسارا كبيرا للجليد في القطب الشمالي وسجلت رقماً قياسياً ليصبح الأشد على الإطلاق، حيث اتضح من خلال الصور انحسار واضح للجليد في مناطق سيبيريا وألاسكا وجوانب القطب الشمالي.
ووفقاً للتقرير الذي أعده للزميل خالد العوض في صحيفة الاقتصادية قال الباحثون: إن هذا هو أدنى قياس للجليد البحري في القطب الشمالي على الإطلاق، حيث إن ذوبان الجليد الموسمي قد انتهى في القطب الشمالي. ووصل حجم الجليد أدنى مستوياته لهذا العام 2010، وبلغ أدنى مستوى له في 19 أيلول (سبتمبر). وكان كل من الممر الشمالي الغربي والمسار الشمالي مفتوحا لفترة خلال سبتمبر أمام الملاحة، وقد اقتربت إحدى السفن الروسية والنرويجية من الدوران حول القطب.
الجدير بالذكر أن هذا الانحدار في الغطاء الجليدي سينعكس سلباً على المناخ في جميع أنحاء الكرة الأرضية لما للغطاء الجليدي من قدرة ـــ بإذن الله ـــ في الحفاظ على التوازن المناخي، حيث يعزو العلماء سبب هذا التدهور إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الذي زادت حدته في السنوات الأخيرة بسبب الاستخدام المفرط للطاقة الأحفورية وبسبب قطع الأشجار الذي زاد من رقعة التصحر في أنحاء كثيرة من العالم، حيث يتوقع مناخ شاذ خلال السنوات المقبلة سواء في الجزيرة العربية أو في أي رقعة من العالم، ولن يقتصر الأثر على الظروف الجوية بل سيتعدى ذلك ويصل التغير إلى كل شيء يعيش فوق الأرض وحتى داخل البحار بحيث تخرج لنا مخلوقات ونباتات قادرة على التكيف مع الوضع الجديد للمناخ وتنقرض أخرى وتغرق جزر وتتوسع بعض البحار ويتغير موقع خط الاستواء الحراري لتصبح السعودية ضمن المناطق المدارية أو الاستوائية الرطبة ويتزحزح الفاصل المداري شمالاً بشكل أكبر من السابق لتصبح روسيا منطقة حارة في الصيف شحيحة الأمطار.
ويعتقد ـــ بأمر الله ـــ أن المنظم للمناخ هي درجات الحرارة التي سجلت هذا العام 2010 وهي أرقام قياسية غير معهودة لفترات طويلة ومنذ وقت مبكر, وحتى البحار لم تسلم من لهيب الحر، فقد سجل شمال غرب المحيط الهادي خلال شهر أغسطس وحسب مصادر وكالة نوا الأمريكية العالمية نصف درجة فوق المعتاد ودرجة واحدة فوق المعتاد على اليابسة، وعلى هذا يجب على الجميع أن يعد العدة للتكيف مع الوضع الجديد للمناخ بانتظار المفاجآت غير المعهودة لذلك يجب أن تكون المباني قادرة على تحمل الحرارة والمجاري قادرة على تصريف السيول، وربما تتصحر غابات في نواحٍ من العالم وتزدهر صحارى في جزيرة العرب.