للرجال حور العين فماذا للنساء؟؟
موضوع أستوقفنى عندما قرأته و ربما دار فى ذهن الكثييرين.
عندذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلةوالمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميعيستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر مافيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء..فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
الجواب :
1- أن الله: لايسئل عما يفعل وهم يسئلون [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذاالعمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:
2- أن من طبيعة النساء الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه.
3-أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإنالله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : { ما تركت بعدي فتنة أضرعلى الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة مناللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالىأومن ينشأ في الحلية [الزخرف:18].
4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنماذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغبفي المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساءولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.
فائدة 1
المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة
1-فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنةمن رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنة أعزب } [أخرجه مسلم]، قالالشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالىيزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا علىالذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3-ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأةإذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذادخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجهاأحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
6-وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجهامهما كثروا لقوله : { المرأة لآخر أزواجها } [سلسلة الأحاديث الصحيحةللألباني]. ولقول حذيفة لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلاتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم اللهعلى أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).
مسألة: قديقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرامن زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها فيالدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟
والجوابكما قال الشيخ ابن عثيمين: 'إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجهاالمقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أيخيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعتشاة ببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذاالرجل بإيمان وكما في قوله تعالى: ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات[إبراهيم8]، والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت'.
فائدة 2
وردفي الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار...} وفي حديثآخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد فيحديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا.فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هلالنساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثر ولد آدم ).
وقالبعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثرأهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
وقالآخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أنيخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله : { رأيتكنأكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأمابعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لاإله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر ).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار
فائدة 3
إذادخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله : { إنالجنة لايدخلها عجوز.... إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا }.
فائدة 4
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.
فائدة 5
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبعد:فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عندمليك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقىبعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أنالجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريطوتذكرن قوله : { إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعتزوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت }.
جعلنا الله وإياكم من ساكني الجنة بإذنه تعالى