إن المتأمل في حديقة الأدب العربي في العصر الحديث يجد أن بساطهاالسندسي البراق قد اكتسى بأجمل الفنون الأدبية المتنوعة بين نثر وشعر منقصة إلى مسرحية إلى مقالة تغذي العقول وتسحر اللأباب إلى ملحمة إلى شعرمتغير شكلا ومضمونا شعر عمودي شعر التفعيلة وقصيدة النثر إلى خواطر متنوعة......
هذا الموضوع سوف أتناول من خلاله توضيح
الفرق بطريقة مبسطة بين الشعر الحر و قصيدة النثر والخاطرة
أولا
الشعر الحر
شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت
وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر
ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه
فأساس الوزن في الشعر الحر أنه يقوم على وحدة التفعيلة
والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم
أن الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر
واليك نموذجا من قصيدة للشاعرة نازك الملائكة تتحدث عن الألم :
مهدي ليالينا الأسى والحرق
مهدي ليالينلأسى ةلحرق
/0/0//0/0/0//0/0//0
فاعل – فعل - فعلن – فعل – قاعلن
ساقي مآقينا كؤوس الأرق
ساقي مااقينا كؤوسلأرق
/0 /0 //0/0/0//0/0// 0
فعلن – فعل – فعلن –فاعلن
نحن وجدناه على دربنا
نحن وجدناه على دربنا
/0///0/0///0/0//0
فاعل – فعلن – فعلن – فاعلن
ذات صباح مطير
ذات صباحن مطير
/0///0/0//00
فاعل – فعلن – فعل
ونحن أعطيناه من حبنا ربتة إشفاق وركنا صغير
ونحن أعطيناه من حببنا ربتة اشفاقن وركنن صغير
//0/ /0/0/0/ /0 /0//0 /0///0/0/0//0/0//00
فعل – فعلن – فاعلن – فاعلن فاعل – فعلن – فاعلن – فاعلان
ينبض في قلبنا
ينبض في قلبنا
/0///0/0//0
فاعل – فعلن – فعل
يا طفلنا الصغير سامحنا يدا وفم
يا طفلنصصغير سامحنا يدن وفم
/0/0//0//0//0/0/0//0//0
فعلن – فعل – فعل –فعل – فعلن – فعل – فعل
وعادةيستعمل الشعراء في الشعر الحر أو ما يسمى شعر التفعيلة البحور الصافيةالتي تعتمد على تكرار تفعيلة واحدة مثل بحر الرجز مستفعلن .....
بحر المتدارك فاعلن ....
بحر المتقارب فعولن ........ وهلم جرا
وقد يتحرر الشعر الحر من كل هذا فلا يلتزم بوزن أو قافية محددة
إنما يكون على هيئة مقاطع شعرية لها نسق معين وموسيقى خاصة
كأن يتخذ كل سطرين نفس القافية ثم يتم تبديلها في السطرين أو البيتين التاليين
أو قد لا يلتزم إطلاقا بقافية او وزن او مقاطع شعرية ويتحرر من كل هذا
ومن رواد هذا الشعر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب
ثانيا
النثر او القصيدة النثرية
اختلف الكثير حول التسمية وهل هي تعد شعرا أم لا
ولجأ البعض الى تسميتها بالقصيدة النسقية
واهم ما يميزها انها تعتمد على الصورة وليس الصوت
كما في باقي أنماط الشعر
فالصورة هي المحور الأساسي
فهي تخرج عن إطار النظم والموسيقى الخارجية
وتحتفظ بموسيقاها الداخلية أي أن الصوت واللحن
ليس هو الأساس فيها فهي ترتكز على الصورة بشكل اكبر
والإيقاع الداخلي للنص وما يحمله من دلالات مع اللغة والجو النفسي له
واهم ما يميزها
إيجاز وتكثيف وصور شعرية مركبة مفاجئة وإيقاع هابط مرتفع في تراوح شعري جديد
واهم ما أدى إلى ظهور النثر هو التأثر بالثقافة الغربية
والنصوص النثرية المترجمة عن الغرب وهي تعتبر اتجاه حديث
اتجه إليه العديد في عصرنا الحالي
ويعتبرها البعض تمرد على قصيدة التفعيلة
والبعض اتهمها بأنها تقليد للشعر الغربي
ومن أشهر كتاب النثر الأدبي الغربي او القصيدة النثرية بودلير
ثالثا
وأخيرا الخاطرة
فن أدبي كغيرها من الفنون الأدبية متشابهة إلى حد كبير مع أساليب القصة والرسالة والقصيدة النثرية....
إلا أنها تتميز الخاطرة بأنها غير محددة برتم أو وزن موسيقي معين أو قافية وتخلو من التفصيلات
فهي تعبير عما يجول بخاطر الكاتب
أي تعبر عن حالة شعورية خاصة بالكاتب
في قالب أدبي بليغ ويكثر فيها استخدام المحسنات البديعية
والتصوير والكلمات القوية
أي أنها انفعال وجداني وتدفق عاطفي
ومن اسمها (خاطرة) هي خطر على البال مرّ أو ذكر بعد النسيان ويكون وليد اللحظة او الحين ومدته قصيرة
فهي تكتب لحظة حدوث الشيء او بعده
ولا تحتاج لاعداد مسبق ولا تحتاج لأدلة او براهين
وقد تتعدد اشكالها ما بين قصر وطول
خاطرة قصيرة
تحتوي في الغالب على كلمات سهلة وبسيطة ومفهومة .
خاطرة متوسطة
وهي الأكثر جمال لوجود التماسك الفكري القوي وانحصار المعنى .
خاطرة طويلة
فتكون المعاني فيها كثيرة وتكون مبالغة .
انه عمل مختصر نوعا ما
حتى لا أطيل على القارئ فيمل وتختلط عليه الأمور
تحياتي