إن التميز يبدأ بتغيير العادات,وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الانتقال من دائرة الراحة إلى دائرة المعاناة، كما أن تراثنا الإسلامي مليء بالأفكار الإيجابية القادرة على تغيير عاداتنا السيئة.. ورغم أن الكثير من خبراء الغرب ـ الذين ألَّـفوا كتباً في التنمية البشرية وتغيير العادات والوصول إلى التميز ـ لم يأتوا بجديد لأن معظم هذه الأفكار موجودة في تراثنا وديننا كما أن علماء الإسلام وضعوا الكتب في نوعية العادات السيئة وكيفية التخلص منها اعتماداً على فكرة معروفة في الإسلام هي أن الكمال لله، فإن الإنسان معرَّض للخطأ ومن ثم فما عليه إلا إصلاح أخطائه.
و تغيير العادات يمكن أن يتحقق من خلال تطبيق عدد من الخطوات يمكن اختصارها في سبعة حروف كالتالي:
"اصدع تفز"....*الحرف ألف "أ" يعني البدء فليبدأ الإنسان بتغيير عاداته.
*وحرف "ص" يعني صلة الرحم، فينبغي ألا يقطع الإنسان رحمه، فإن قطع رحمه فتلك عادة سيئة.
*وحرف "د" يعني الدعوة إلى الخير، فينبغي تخصيص وقت للدعوة، أما عدم تحقق ذلك فيعني عادة سيئة.
*أما حرف "ع" فيعني العمل، إذ ينبغي أن يدخل الإنسان العمل في الوقت المناسب ويخرج منه في الوقت المناسب لكن العادات تجري خلاف ذلك.
*أما حرف "ت" فيعني التقوى، وقراءة القرآن، فينبغي الاستمرار في قراءة القرآن.
*ويعني حرف "ف" الفكر، فينبغي أن تخصص وقتاً للقراءة والبحث.
*وإن حرف "ز" يعني الزوجة/ الزوج، إذ ينبغي الاهتمام بالزوجة/الزوج والإصغاء والتواصل، لكن العادات جعلتنا لا نصغي لنسائنا ولا نتواصل مع رجالنا.
والأكيد أن عملية التغيير فيها معاناة وآلام لكن هذه العملية لا تستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع كمتوسط، و ينبغي للوقت أن يأخذ حقه في تغيير العادات.. وهناك عشر خطوات لتغيير العادات السيئة:
1- القناعة، فالعادات الحسنة مكتسبة في معظمها بنسبة 94%. 2- السؤال، إذ لابد من سؤال أهل الذكر من أجل البحث عن الأفضل، والوصول إلى الحلول الصحيحة، وليس أنصاف الحلول. 3- التريث، فللزمن أهمية في عملية التغيير، وتكوين العادات الجديدة الإيجابية. 4- الإصرار والعزيمة حتى تصل إلى النهاية، فالإصرار ضد التسيب والهزيمة. 5- المفاصلة وذلك بالابتعاد عن رفاق السوء حتى يصير بينك وبين العادات السيئة حاجز. 6- المجالسة، إذ ينبغي مجالسة الصالحين كي يعرف الإنسان أخطاءه من خلال أفعالهم الحسنة. 7- الانطلاقة بالقرار، إذ ينبغي ألا يتخذ الإنسان قراره الحاسم في موقف تافه، بل في موقف جاد، لأن كل خلية من خلايا الإنسان تتفاعل خلال الموقف الجاد، وهنالك ثلاث لحظات لاتخاذ القرار هي: لحظة خشوع، ولحظة تأمل، ولحظة إنصات. 8- الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه. 9- التاسعة فهي المكافأة، أي مكافأة النفس. 10- والأخيرة في الاستمرار والديمومة، لأن الاستمرار هو أهم مرحلة في تلك المراحل