ابــن الاسلام إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ : 22644 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: أزمة المواقع الإباحية على شبكة المعلومات الدولية الخميس ديسمبر 16, 2010 7:35 pm | |
| زمة المواقع الإباحية على شبكة المعلومات الدولية استلفت انتباهى النتائج التى اسفرت عنها دراسة اشارت الى تزايد اعداد المترددين على المواقع الاباحية في شبكة الانترنت ، كما افادت زيادة اعداد الذين يزورون هذه المواقع من الرجال المتزوجين في المرحلة العمرية ما بين 35 -45 سنة بما يزيد على 25% من نسبة المترددين وهذا يعنى ان هذه المواقع الاباحية المنتشرة على الشبكة قد تحولت الى تجارة واصبحت تدر ارباحا طائلة تقدر بـ 2.5 مليار دولار سنويا من اجمالى 57 مليار دولار من جميع المواقع الاخرى واشارت الدراسة كذلك الى ان 72% من اجمالى المترددين على هذه المواقع يدخلون عليها من المنازل بينما 28% يدخلون عليها من دوائر العمل المختلفة فاذا عرفنا حجم المشاهدين لهذه النوعية من المشاهد الاباحية على القنوات الفضائية سوف ندرك خطورة تأثير هذا اللون من الغزو الفكرى على اخلاقيات الناس في المجتمع العربى والمسلم الذى ظلت تحكم رؤيته لهذه الامور المرجعية الدينية التى شكلت وجدانه واسهمت في بناء ثقافته طوال القرون الماضية وهذا يشير الى اننا امام ظاهرة خطيرة سوف تلعب دورا مؤثرا في اعادة تشكيل المنظومة الاخلاقية للانسان في مجتمعاتنا العربية ولعل انتشار العنف والجريمة في العالم العربى بهذه الصورة يرجع الى هذا الاقبال المتزايد على هذه المواقع والقنوات الفضائية مما سوف يسهم في هدم الركائز التى حافظت على وحدة وتماسك واخلاق العرب والمسلمين . ويتضاعف حجم التأثير الذى تحدثه شبكة المعلومات الدولية وقنوات البث المباشر بسبب تعرض المجتمعات العربية والاسلامية الى سيل لا ينقطع من مشاهد العنف والجنس والجريمة لتترك بصماتها على سلوك الاطفال والصبية والشباب والكبار ويدفعهم الى تصرفات غير مسؤولة واعمال عدوانية . ومن ثم فانه اذا كان لشبكة الانترنت ايجابيات وفوائد فان السلبيات خطيرة على العالمين العربى والاسلامى حيث تم استخدامها سلاحا ضد الآخرين لمحاربة الافكار ونقل المعلومات الخاطئة والقيم الفاسدة ويتمثل الخطر فيها في هذا التدفق المعلوماتى الذى لا يمكن السيطرة عليه في هذا الصدد بسبب عدم امتلاك المجتمعات العربية لخيار الانتقاء مما ادى الى نتائج وافرازات سلبية حتى اصبحت حياة الناس الشخصية عرضة للانتهاك والاقتحام لانه يمكن - الانترنت - الكشف عن اسرار الناس على نحو لم يسبق له مثيل وقد نجم عن ذلك اختلاط العلاقة بين الامور الخاصة بالانسان والامور العامة، اضافة الى المخاطر الاخلاقية وتبادل معلومات ارهابية او متصلة بالمخدرات او الجريمة المنظمة بل ان اسرار الحكومات اصبحت عرضة للانتهاك وقد يتحول المتلقى والجالس بالساعات امام جهاز الكمبيوتر الى مدمن دون احساس بالوقت او المسؤولية وقد يدخل الى مواقع منافية لتقاليد المجتمع العربى وهى المواقع الاباحية التى ترسخ مفاهيم وممارسات وعادات تتناقض مع ثوابت الامة . وقد شكل هذا الواقع المرير قلقا شديدا بين علماء الدين والاخلاق واساتذة العلوم الاجتماعية وانطلقت حملات الخوف والفزع على الاطفال والشباب من هذا الواقع الاليم ومضى هؤلاء يدقون نواقيس الخطر ويحذرون من هذا الاختراق الثقافى الذى جاء راكبا موجات الضوء والهواء وشحنات الكهرباء متسللا الى بيوتنا وعقولنا وقلوبنا ليدمر خلايا المخ ، ويصيب بالعطب ، مراكز التفكير بالشلل ويهدم القيم ، وينشر الرذيلة ويقضى على الفضيلة ويفتك بالاجيال الجديدة ويسحق الهوية الوطنية ويدمر الانسان العربى لا سيما ان هذا الغزو قد واصل زحفه واقبل الناس عليه غير عابئين بصيحات الفزع التى اطلقها المتوجسون بعد ان دخلت شبكة المعلومات الدولية والقنوات الفضائية بيوت كثير من ابناء المدن والقرى العربية وصارت تغزو الارياف والبوادى . وهذا يعنى ان هذا الواقع الجديد يتسم باختلال ظاهر بسبب عدم التوازن الذى فرضته الدول الكبرى على عملية تبادل المعلومات حتى اصبحت البلاد العربية والاسلامية مجرد بلاد مستهلكة للمعلومات والافكار التى تصدر اليها لا سيما بعد ان حصلت الدول المتقدمة على نصيب الاسد في مجال توزيع الذبذبات . وقد افسح العجز الاعلامى العربى المجال واسعا للافكار الشاذة والعقائد الفاسدة والاعلانات الضالة التى تحملها قنوات البث الاجنبية لافساد الشباب واختراق مرجعية الامة ، واثارة الطموحات الاستهلاكية التى لا يستطيع المتلقى العربى المسلم اشباعها مما اسفر عن اختلال كبير بين الدول التى تملك والدول التى لا تملك التى يقتصر دورها على التلقى دون ان تستطيع ايصال ما لديها من رؤى وافكار الى الآخرين، اضافة الى تهديد هويتها الدينية وامنها الثقافى . ويعود التراجع الاعلامى العربى الى التشتت والخلاف وغياب التنسيق بين الانظمة الاعلامية العربية على الرغم من كل عوامل التوحد والانسجام التى يمكن ان تجمع العرب على كلمة سواء، فاساء العرب الى انفسهم اكثر مما اساءوا الى غيرهم ، وقد استفاد اعداؤهم من هذه الخلافات ، فراحوا يبثون الفتن والكراهية بين الانظمة والشعوب العربية . وفى الحقيقة ان الدول العربية لم تنجح حتى الآن في وضع سياسة اعلامية تترجم معطياتها الحضارية وهويتها الفكرية ولم تستطع ان تحدد موقفها من العالم الذى اصبح يؤثر فيها بدلا من ان تؤثر هى فيه بسمو عقيدتها ونبل اخلاقها وسماحة دينها لا سيما بعد ان حصلت الدول المتقدمة على نصيب الاسد في مجال توزيع الذبذبات وذلك بنص قانونى يعطيها الحق في الابقاء على المصالح المكتسبة التى حققتها . وفى ضوء ذلك فان الحل يكمن في تبنى رؤية استراتيجية عصرية تتضمن ارادة سياسية حاسمة للتغير تتكامل فيها السياسات ، وتعبأ فيه الطاقات لتبنى مشروع حضارى عربى شامل يقوم على رؤية موضوعية تصاغ على اساسها السياسات الراهنة وفق خطوط ترتقى الى مستوى التحدى الذى تمثله الثورة العلمية والتكنولوجية ، فليس هناك من يمنع احدا من نشر ثقافته وان يستخدم ثورة الاتصالات لمصلحته ، فمجال البث عبر شبكة المعلومات الدولية والبث الفضائى مفتوح لمن يعمل وينجز ويطور افكاره وآلياته بفطنة وذكاء . وفى ظل هذا الواقع فان الدول العربية مطالبة بايجاد حل لمشكلاتها الاعلامية من خلال بذل الجهود الجادة والمخلصة للتغلب على هذا الاخلال مع الاستفادة الكاملة من المستجدات العلمية والمعطيات العصرية . ولن يتم الحفاظ على هوية الامة في عصر الانترنت والفضائيات الا اذا تم بناء نظام تعليمى واعلامى وثقافى عربى يواجه الاعلام المستورد وعدم ترك الساحة خالية للبث الوافد من الخارج حتى يستطيع المتلقى العربى ان يقارن بين الغث والسمين ، كما انه من الاهمية بمكان الارتقاء بمستوى البرامج العربية والاسلامية في الراديو والتليفزيون واقامة مواقع عربية واسلامية متميزة على شبكة المعلومات الدولية لمواجهة البث الوافد من الخارج الذى يحمل قيما سلبية وصورا اباحية وعلاقات محرمة وممارسات شاذة لا تتفق مع المنظومة القيمية والاخلاقية للمجتمع العربى المسلم . ومن ثم فلن تستطيع الدول العربية مواجهة الاختراق الفكرى والغزو الثقافى دون اصلاح لاجهزتها الاعلامية ومؤسساتها الثقافية ، ودون ان تتمكن من الوقوف في مواجهة عمليات الابهار والاستمالة والجذب التى تمارسها قنوات البث الفضائية الاجنبية بكل ما تملك من تقنيات عالية وتكنولوجيا متقدمة وهو ما يعنى ضرورة امتلاك شبكات اعلامية عربية قوية ، وامدادها بالكفاءات المدربة لمواجهة المنافسات الحادة للشبكات العالمية ، وفى هذه الحالة فان البث عبر الاقمار الصناعية او شبكة المعلومات الدولية لن يكون شرا كله اذا ما اعرض المشاهد العربى والمسلم بارادته عما يخدش الحياء ، وما لا يتفق مع عاداته وتقاليده ويقبل على ما يراه نافعا ومفيدا ولن يتأتى ذلك الا في حالة وجود البديل الاقوى تأثيرا والاشد جاذبية والاقدر استمالة وذلك من خلال ايجاد مناخ صحى في العالم العربى يحفظ للانسان كرامته او للامة ثوابتها ، مع تنسيق الخطط الجادة ، وتأهيل كوادر بشرية قادرة ومقنعة وتوفير امكانات مادية للتمويل والتنفيذ، اضافة الى اصلاح ودعم مؤسسات التعليم والبحث العلمى والمنابر الثقافية والسياسية للقضاء على الجهل الغالب والامية الثقافية بدلا من ضياع الوقت واهدار الجهد واقتطاع مساحات زمنية ومكانية ثمينة للدعاية للانظمة واضفاء البطولات على الزعماء وممارسة التضليل وتزييف الوعي.
| |
|
alpa_tchino عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 0 الْمَشِارَكِات : 175 النقاط/ : 174 العـمــر : 34 الدولة :
| موضوع: رد: أزمة المواقع الإباحية على شبكة المعلومات الدولية الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 5:33 pm | |
| | |
|