ابــن الاسلام إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ : 22644 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: الإعلام والجريمة الخميس ديسمبر 16, 2010 7:40 pm | |
| الإعلام والجريمة
لايكاد يوجد مجتمع من المجتمعات لايتحدث فيه الناس عن الجريمة ، وأسبابها ، وطرق مكافحتها أو معالجتها ، نظرا لإنتشارها ، وازدياد خطورتها على الفرد والمجتمع ، والتي أصبح طابعها الجرأة والإستهتار والعنف والفساد ، في حين أنه كان بالإمكان التحدث عن الجريمة من باب الإتعاض وأخذ الدروس والعبر منها ، لمحاولة منعها من الحدوث في مرات أخر .
وقد حدث جدال كبير حول دور الصحافة في العمل على زيادة عدد الجرائم وانتشارها ، وحملوها مسئولية كبرى في " تزيين الجريمة والإجرام في نفوس الناس " لأنها تنشر الجريمة بطريقة سيئة ومثيرة ، وتبالغ في وصف الجريمة ، وكأنها ترفع من شأن مرتكبيها ، مما يزعزع الثقة بمثل وقيم وعقيدة المجتمع ، والصحف التي تباع في الأسواق والمواد المتلفزة خير شاهد على ذلك .
ومنذ بداية القرن العشرين أخذت الصحافة العالمية تزيد من المساحة المخصصة لأخبار الجريمة ، حتى أنه ظهرت صحف ومجلات متخصصة في نشر ألوان معينة من أخبار الجريمة ، ويمكننا
القول أن الصحافة الأمريكية كانت القدوة السيئة للصحافة العالمية في هذا الميدان ، حيث ينظر أصحابها ورؤساء تحريرها إلى هذا اللون من الأخبار نظرة تجارية بحتة ، ثم جاء بعد ذلك التلفاز هذه المسألة ، مؤكدا عملية تجارة الإجرام والعنف لمختلف دول العالم .
تؤكد الدراسات الإعلامية الحديثة حول التأثير المتبادل بين الإعلام والعنف ، أن أول لقطة فنية لمشهد من مشاهد العنف كانت اللقطة القريبة التي استخدمها المخرج السينمائي ( ادوين بورتر ) عام 1903 للص مخيف يطلق بندقية في وجه الكاميرا مباشرة لتستخدم كمقدمة وخاتمة لفيلم ( سرقة القطار الكبرى ) ثم زاد الإهتمام بتصوير وإنتاج مشاهد العنف تحت تأثير انتشار السينما في العالم خلال الحربين العالميتين .
كما أن منتجي البرامج وموظفي الشبكات التلفازية يرون أن برامج العنف أكثر رخصا وسهولة في إشعال إهتمام المشاهد ، ويعتمد بالتالي على أنها تزيد عدد المشاهدين ، وترفع تقييم البرامج ، وقبل كل شئ تزيد في إيرادات الإعلانات الدعائية ، ويبرر أحد كبار رجال صناعة التلفزيون في أمريكا في شهادة أدلى بها أمام لجنة تحقيق خاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي قبل سنوات قليلة ، أن زيادة برامج العنف والجريمة هي من الضرورات الفنية( التكنولوجية ) التي تتطلبها طبيعة المنافسة المشروعة مع وسائل الإعلام الأخرى كالسينما والمجلات والصحف ، ويقول آخر من كبار المنتجين للبرامج التلفزيونية في أميركا أن العنف ومشاهد الجريمة ضرورة عملية لتسويق البضاعة التلفزيونية التي تحرص صناعة التلفزيون على شيوعها بين الملايين من المشاهدين .
لقد أصبح الكثير من الناس لا يرتضون وجود العنف والأمور الشاذة فحسب بل صاروا يحبون ذلك ويستمتعون بمشاهدته لقد صار العنف جزء من عملية التسلية والترويح . فنحن اليوم ننشره على الصفحات الأولى من الصحف والمجلات كما وان ربع أو ثلث البرامج التلفزيونية تستخدم هذا العنف كجزء أساس في برامجها .
وليس من المتصور ، أن يختار الآباء هدايا ضارة لأبنائهم كتلك التي تشيع الخوف والذعر في نفوسهم أو تسئ إلى تنشئتهم بشكل يضر بمستقبل صحتهم الأخلاقية والنفسية والإنفعالية . إن هذا ما يجرى اليوم في غالبية المجتمعات المعاصرة التي أنعمت عليها منجزات العصر بهذه الآلة الساحرة التي إخترقت جدران كل بيت لتقدم إلى الناس ألوان العنف والرعب والجريمة في طبق شهي من التسلية والترويح .
وقدتم استعراض عدد من الدراسات المحكمة والتي تدلل على العدوانية المتنامية لدى الأطفال المعرضين للعنف المقروء والمشاهد في وسائل الإعلام ، واتضح من خلال هذه أن الأطفال يستطيعون تقليد أعمال جديدة للعدوان والعنف المعروض في الوسيلة الإعلامية ، وتركز الدراسات في هذا الجزء على الظروف والإستعدادات التي تدفع الاطفال حقيقة للقيام بهذه الأفعال العدوانية المقلدة .
فما هو مدى قوة الوسيلة الإعلامية في إحداث التنغيير في هذة الإستعدادات ؟ هل يمكن لبرنامج تلفزيوني يشهده الشخص من خلال الشاشة الصغيرة ان يفرض تحولا أو يحدث تغييرا كبيرا في مثل هذه الإستعدادات أو الظروف الأجتماعية والنفسية التي يتميز بها الفرد ؟ الأصل أن تكون الإستعدادات التكوينية سابقة على الوسيلة ، وهذا ما يحدث في حالة الأشخاص البالغين الذين تكاملت عناصر شخصيتهم الإجتماعية إلى حد كبير فما هو الحال مع الأطفال الصغار أو مع الأحداث المراهقين الذين يقفون على عتبة النضج والبلوغ ؟ لكل طفل أو مراهق أو بالغ مجموعة من الإستعدادات التكوينية التي تعمل قبل ، وفي أثناء ، وبعد التعرض للوسيلة الإعلامية ، ومثل هذه الإستعدادات تقرر نوعية الوسيلة التي يفضلها الشخص دون سواها من جهة ، وما يرسخ في ذهن الشخص من المعلومات التي تقدمها هذه الوسيلة ثانيا ، وأخيرا كيف يفسر الشخص هذه المعلومات
وقد أثبتت الدراسات أن الناس غالبا ما يختارون ما يقرأون وما يسمعون وما يشاهدون وفقا لما ينسجم وميولهم وينبذون ما يخالف ذلك ، كما ويبقى في ذاكرتهم كل ما يوافق هذه الميول أو لا ينسخها أو يعارضها . فالمدمنون على المخدرات مثلا لا يأبهون كثيرا لما يقال حول أضرار الإدمان بعكس أولئك الذين لايدمنون . وهذا يعنى بلغة علم النفس أن ما يختارون من هذه المواد لا يخلق ميولاوإستعدادات جديدة ، بل يقوى أو ينمى تلك الميول الموجودة لديهم بشكل من الأشكال .
وتقول بعض الاحصائيات الأمريكية أن معدل ما يشاهدة الطفل الأميريكي بين سن الخامسة والرابعة عشر من عمره يزيد على ثلاثة عشر ألف جريمةقتل يراها على شاشة التلفزيون . وقد أجرت جامعة " ستانفورد " بولاية كليفورنيا الأمريكية دراسة علمية إحصائية على أربع محطات تلفزيونية في الولاية جاء فيها أن هذه المحطات الأربع عرضت في فترة خمسة أيام عادية المشاهد التالية (12) جريمة قتل عمد ، (16) مشاجرة بالسلاح ، (21) إصابة بطلق نارى ، (4) شروع في الإنتحار ثلاثة منها ناجحة ، (4) أشخاص يسقطون من قمم الجبال أو من سطوح البنايات ، (2) سيارتان تتدحرجان من قمة الجبل ، (2) حادثتان دهس بصورة عمدية ، (21) معركة بالأيدي أو بالسكاكين ، (2) حادثة قتل بالخنق ، (37) معركة بالأيدي والسلاح الناري والسكاكين وبوسائل أخرى ، (1) قتل بالخنق غرقا ، ومجموعة متفرقة من القتل الإجرامي المأجور والسرقة بالإكراه والسرقة بالكسر والسرقة في وسائط النقل والإعدام بالشنق .
إن تأثير موضوعات العنف والجريمة خاصة على الأطفال والمراهقين قد حظي بإهتمام خاص من الباحثين وهو إهتمام جاء انعكاسا لقلق إجتماعي متزايد نفذ صبره أمام بطء خطوات البحث العلمي في التوصل إلى نتائج قاطعة وحاسمة بشأن تأثير وسائل الإتصال الجماهيري .
والواقع أن التلفزيون دون سائر وسائل الإتصال الجماهيرية قد تحمل الجزء الأكبر من إتهام الإعلام بنشر العنف والجريمة وأفلام الجنس ، والأمور الخارجة عن عقيدة وعادات وقيم وتقاليد المجتمع ، وإلا ما الفائدة التي يجنيها الفرد بل المجتمع من جراء نشرالإثارة على الصفحات الأولى من مجلاتنا كصور النساء الجميلات ، وبعض العبارات التي تؤدي إلى زعزعة كيان الأسرة ، والتي بزعزعتها ينشأ الطلاق ، والذي بدوره يؤدي إلى ضياع وتشتت الأطفال ، وهذا التشتت سيؤدي ولو بعد حين إلى ارتكاب جرائم أحداث وجرائم أخرى لا يعلمها الا الله.
| |
|
alpa_tchino عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 0 الْمَشِارَكِات : 175 النقاط/ : 174 العـمــر : 34 الدولة :
| موضوع: رد: الإعلام والجريمة الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 5:25 pm | |
| | |
|