إنالأساليب التي تستخدمها مدرسة الجشطالت هي امتداد للمفاهيم الأساسيةالسابقة ، وهي وسائل مناسبة لتحقيق الأهداف للعلاج الجشطالتي وهي مساعدةالمسترشد على اكتساب الوعي ، واستخدام الأساليب بشكل ماهر وملائم يجعلالمعالجة أهم بكثير من استخدام زائد لها يؤدي إلى معالجة زائفة تمنع النمووأكثر الأساليب المستعملة ، وهي :
1ـ الآن وكيف
Now and How: وهنا يشجع المرشد المسترشد على أن يعيش مشكلته الآن ، أي خلال المقابلة، وليس من الضروري أن يحصل المعالج ( المرشد ) على تاريخ مرضه ، كي لايسمح للمسترشد أن يتكلم عن باستخدام الأفعال الماضية والذكريات بل يشجعهعلى التحدث عن مشكلاته الآنية ( الآن ) أما كيف ، فهي تعني كيفية وصفالفرد لمشاعره خلال خبرة معينة والمهم هو شكل وطريقة التعبير ، وليسالمحتوى ودور المعالج هو لفت انتباه المسترشد إلى سلوكه وأحاسيسه دونترجمتها أو تفسيرها وأن ينمي لدى المسترشد الوعي للمواقف غير المنتهيةويحقق المعالج ( المرشد ) شفاء المسترشد من خلال الوعي والإدراك
2ـتحمل المسؤولية : وهو هدف العلاج الجشطالتي ، ودور المعالج هنا هو تشجيعالمسترشد على استخدام عبارة لا أريد ، حتى يعتبر نفسه المسؤول عما حدث ،وأن المبادرة بيده وبذلك يدفع المعالج المسترشد على تحمل مسؤولية مشاعرهوسلوكه
3ـالكرسي الساخن : يستعمل هذا الأسلوب لرفع حالة الوعي الذاتي لدى الفرد ومنفوائد هذا الأسلوب ، أنه يعمل على زيادة الوعي عند المسترشد لذاته ومشاعرهويشعره باهتمام الآخرين نحوها ، ويهدف إلى تعليمه من خلال المواجهة معالمشاعر الحقيقية
4ـالكرسي الخالي : وهو الأكثر استخداما ، وصمم من أجل مساعدة الفرد علىالتعامل مع شخص آخر ، أو بين أجزاء من شخصيته حيث يوضع كرسيان متقابلانيمثل أحدهما المسترشد أو أحد أجزائه ، مثل الأنا الأعلى ، أو الأنا الأسفلويبدأ الحوار بأن ينتقل المسترشد من كرسي لآخر ، وعلى المعالج مراقبةومعرفة مدى تقدمه في الحوار ويبدي المعالج ملاحظاته ويرشده عندما يجلس علىالكرسي ، أو يلفت نظره لما قيل
5ـعمل الجولات : قد يكون عمل الجولات على شكل سؤال شخصي ، مثل : بماذا أنتمتأثر ؟ هذا السؤال يساعد المسترشد على الوعي بحالته المزاجية ، ومشاعرهوأحاسيسه في هذه اللحظة والهدف من ذلك ، هو أن يكتشف الفرد ذاته ، حيث أناكتشاف الذات مهمة يركز عليها المعالجون الجشطالتيون
6ـ إجراء حوار بين الأنا العليا ، والأنا السفلى وقد أخذه بيرلز من اتجاه التحليل النفسي
7ـالتعبير عن مشاعر الاستياء والتقدير : وتهدف هذه الطريقة إلى مساعدةالمسترشد في التعبير عن مشاعره التي لم يعبر عنها في جلسات سابقة كما يهدفإلى بيان الجوانب التي يحبها أو يكرهها الآخرون فيه
8ـ لغة الجسم : حيث يشدد الجشطالت على استخدام لغة الجسم ، أو التلميحات في مساعدة المسترشد في تعامله مع مشكلته
9ـتحويل الأسئلة إلى جمل : حيث يتم تحويل السؤال إلى جملة خبرية ، مثل : قديقول مشارك من غير تفكير بأنه يعاني من مشاكل في المدرسة ، لأن الآخرينينظرون إليه على أنه عبقري لأن مشكلة الأسئلة عند الجشطالت أنها تحول دونالاتصال الصادق ، وتعطي رسائل مختلفة وغامضة
10ـ المشاركة في الأحاسيس الداخلية : مثل أنا أحس بكذا ، أو أنا أشعر هكذا عندما يطلب من المسترشد عدم تقديم تفسيرات لسلوك الآخرين
11ـ الأصالة : حيث يتصرف القائد دون مجاملة أو زيف
12ـالانسحاب : وأهميته تكمن في أنه يشير إلى التنظيم العضوي للفرد فالفرديقرر فيما هو يريد أو لا يريد الانسحاب أو أن يبقى على اتصال مع أناسآخرين
13ـالدور المعاكس : وذلك لمساعدة المشتركين على فهم السلوك العلني الظاهر فقديمثل عكس دوافعهم الكامنة وأفضل مثال على ذلك ، أن يُطلب من الشخص الخجولجدا لعب دور عارض في موقف جماعي ( العزة وآخرون ، 1999)
• تقويم ونقد نظرية العلاج الجشطالتي :
وجهت إلى نظرية الجشطالت عدد من النقاط التي قد تكون سلبية ، أو مواطن ضعف ، ومن تلك النقاط التي وجهت إليها ، ما يلي :
1ـ تحتاج عملية العلاج الجشطالتي إلى معالج متمرس وخبير بمفاهيم النظرية ودلالاتها ، فيكون خلاّق ومبدع وغير مقلد
2ـدور المعالج كموجه للأسئلة يجعله مصدر قوة ، وهذا يمنع الانسجام بينالنظرية والممارسة العلاجية ، حيث تهدف النظرية إلى التلاقي بين المرشدوالمسترشد كشخصين متساويين
3ـبعض النتائج يفتعلها المعالج الجشطالتي ، ولا تصدر بتلقائية عن المسترشدوبذلك فلا يستمع المعالج للمسترشد ، بقدر ملاحظة التفاعل اللفظي ، وغيراللفظي في الكرسي الخالي
4ـ عدم اهتمام الجشطالت بالعوامل المعرفية في شخصية المسترشد بشكل واسع ، فتركز على المواجهة والتحدي ، مهملة التجربة
5ـاستخدام المواجهة بين أعضاء المجموعة الإرشادية تؤدي إلى تجريدهم منإنسانيتهم ، بدلا من الألفة المتوقعة من المواجهة ، وتقود المجموعة إلىافتعال زائف بدلا من التفاعل التلقائي المقصود من المواجهة في المجموعة (العزة وآخرون ، 1999 )
نظرية الجشطلت :
الأصل التاريخي للجشطلت :
لمتكن الجشطلت وليدة العقد الأول من القرن العشرين ولم تكن بالمنبع الألمانيالأول الذي أورد العالم بحيوية جديدة في ميدان علم النفس خاصة في مجالالإدراك وإنما قد تشعبت بها سبل الماضي بين دفات الحضارات المختلفة تتواصلبه عبر العصور والأحقاب ولا يسوقنا مثل هذا القول بالجزم بأن الجذورالتاريخية للجشطلت هي نفس ما عليه الجشطلت الآن وإنما قد يشوبها النقصحينا والخطأ حينا آخر وإن كان هناك اتفاق على مبدأ الكلية فلا يأتي باحثبنقض ما أخطه من رأى أرسطو لأنه أقرب للفلسفية منه إلى مجال السيكولوجيكحقل علمي تجريبي وإنما شفيعي في ذلك أن لكل نظرية جذور ما هي إلا أفكارأو إرهاصات تتحاملها الأزمنة إلى أن تستقر وتنضج في الشكل المسمى لهاوالمتعارف عليها . لقد ذهب العقل اليوناني في العصور القديمة إلى رأيه فيالمسألة الكلية في إطار دراسته للعالم والهيولي والحكمة فرأى أرسطو أنالكائن الأول ينبغي أن يكون واحدا غير متجزئ لأن الأجزاء تسبق الكلالمتجمع منها
وكانلعلماء المسلمين ثمرة في العلم بأمر الكلية فإن ابن سينا يرى أن الإنسانوالحيوان وحده هو الذي يدرك الكليات بالنفس الناطقة التي لها الملكاتالمصورة والمفكرة والوهم والحافظة أو الذاكرة أي أنها الحس المشترك الذييؤلف بين آثار الحواس المختلفة ويجمع ما تفرق من المعاني والصفات . وفيمقابسة أبي حيان التوحيدي في الفرق بين الكلى والكل يرى أبو سليمان أنالكل إن رفع منه واحد من أجزائه بطلت صورة الكل
ومعتوالى الدهور جاء كانط بوحدة الفعل الإدراكي ، فإننا ندرك أشياء يمكن أنتقسم إلى أجزاء و إن كانت هذه الأجزاء تنتظم بشكل قبلي ، ثم جاء بعد ذلكبرنتانو الذي أكد على أن علم النفس علم دراسة الخبرات النفسية عملا وفعلاأكثر من كونه دراسة لمحتواها ، وجاء لنا أرنست ماش بتحليل الإحساس مقرا أنالمسافة والزمن مستقلان عن عناصرهما الجزئية ، ولا ينكر أحد أن تقدمالعلوم الطبيعية كان لها أثر تاريخي بالنسبة للجشطلت فقد سعت العلومالطبيعية إلي قوانين شمولية تنتظم تحتها موضوعات عديدة وقد يأخذني المبحثبعيدا بعض الشيء في أغوار التنقيب التاريخي لأصل الجشطلت ليصب روافده فينفس الوعاء الحقبي ، ففي مباحث نشأة العقيدة الإلهية عند الإنسان نجد أنجاء اعتقاده بكل آلهة قومه وأدرك كونها وأفعالها ولما كان التفكير لاحقاعلي عملية الإدراك فقد انتقل من طور تعدد الآلهة إلي طور التمييز والترجيحبينها ثم إلي طور الوحدانية .
مؤسسو حركة الجشطلت :
ماكس فريتمر :
ولدبمدينة براجو بألمانيا وانتهى من دراسة الجيمنزيم وهو في الثامنة عشرة منعمره ثم درس القانون واتجه بعده فجأة إلي دراسة الفلسفة مع علم النفس فيجامعة برلين وإن حصل على درجته العلمية الجامعية من جامعة فرزبورج1904كذلك درجة الأستاذية من جامعة فرانكفورت 1929 وخلال الحرب العالميةالأولى أسهم فرتيمر فيها من خلال أبحاثه التي تخص عمل التصنت علي الغواصاتالبحرية . كان فرتيمر من أوائل الذين هاجروا إلى أمريكا فوصل نيويوركعام1913 وقضي بها بقية حياته إلى أن وافته المنية بها وكانت سنوات إقامتهبها حافلة بالمناشط والأبحاث التربوية وإن كانت أقل الإنتاج عددا بينمؤسسي حركة الجشطلت كما أجمع المؤرخون .
كيرت كوفكا :
تلقىتعليمه حيث ولد بألمانيا،ودرس العلوم والفلسفة في شبابه في جامعة أدنبرة(1903ـ 1904) وبعد عودته إلى برلين درس علم النفس وحصل على درجته العلميةعام 1909 تحت إشراف كارل ستمف ، وبدأ مشوار العمل مع فرتيمر وكهلر وفي عام1911 عمل بجامعة جيشن التي تبعد عن فرانكفورت بأربعين كيلومتر حتى عام1924وعمل خلالها بوحدة للطب النفسي اهتم فيها بمعالجة أمراض الكلام وحالاتالانهيار العصبي ، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى أصبح علم النفسالأمريكي على دراية بحركة الجشطلت ومن ثم طلب من كوفكا أن يكتب عن الجشطلتفخط كتابه (الإدراك ـ مقدمة لنظرية الجشطلت) قدم فيه المفاهيم
الأساسيةللجشطلت وعلي الرغم من أهمية هذا الكتاب إلا أنه عرقل من انتشار الجشطلتفي أمريكا إذ أوحى عنوان الكتاب باقتصار الجشطلت في دراستها علي موضوعالإدراك ، وفي عام 1921نشر كوفكا كتابه (نمو العقل) وهو كتاب في علم نفسالطفل ولاقى نجاحا كبيرا في ألمانيا وأمريكا ثم عمل كوفكا أستاذا زائرابجامعةكورنل وسميث عام 1927 ، وفي عام 1933 قام بدراسات على شعوب وسط آسياثم توفر بعد ذلك على تأليف كتابه (مبادئ علم نفس الجشطلت
كهلر :
ولدبمنطقة البلطيق وانتقلت أسرته إلى شمال ألمانيا وتلقي كهلر تعليمه فيجامعات توبنجن وبون وبرلين وحصل على إجازته العلمية من جامعة برلي تحتإشراف كارل ستمف ، وفي عام 1913 دعته الأكاديمية الروسية إلى تنريف إحدىجزر الكناري لعمل دراسة على الشمبانزي ثم حالت الحرب العالمية الأولى دونمغادرته تنريف بعد إقامته بها ستة أشهر وأنجز عمله الرائع هناك (عقليةالقردة) ثم عاد كهلر إلى ألمانيا عام 1920 وخلف مكان كارل ستمف في جامعةبرلين وحاضر في جامعة كلارك وهارفورد ،ترك كهلرألمانيا عام1935 بسبب صراعهالمستمر مع النازي وعلى الرغم من أن كهلر لم يكن يهوديا إلا أنه طرد ضمنحركات طرد اليهود ولقد منح كهلر جائزة الإنتاج التميز من جمعية علم النفسالأمريكية وكانت كتابات كهلر من المظهر الممتاز لحركة الجشطلت ، وكان كهلرمن مشجعي تطبيق الفيزياء في المجالات الأساسية لعلم النفس .
الإدراك الخطوة الأولى لنقد البنائية وقيام الجشطلت
تجربة فريتمر :
لقدنشأت فكرة الجشطلت كنوع من الإلهام الذي هبط على رأس فريتمر عندما كانيستقل قطارا وخطر بباله أنه إذا كان هناك ضوءان ينطفئ كل منهما ويضيء بشكلمتتال فسيظهران كما لو كان نقطة مضيئة واحدة تتحرك إلى الأمام أو إليالخلف ،فلما وصل إلى فندقه اشترى آلة ستربوسكوب وأخذ يجرى بعض التجاربليتأكد من صدق ما أدركه
وفيفرانكفورت عام1912 كان فريتمر يقوم ببعض التجارب على رؤية الحركة وكانكوفكا وكهلر يقومان بدور أشخاص (موضوعات التجربة) والمشكلة يمكن أن تعدمشكلة في علم نفس صور الحركات ولعله ليس معلوما أن صور الحركة قد بدأتأصولها منذ مائة عام تقريبا وأنه قد اخترعها عالم نفسي أو على الأقل عالمفسيولوجي كان أحد السابقين إلى علم النفس التجريبي وأعني به (بلاتو ) الذيابتكر طريقة بسيطة لعرض مجموعة من الرسومات في تتابع سريع بحيث ترى كلواحدة منها في مجرد لمحة عابرة ،فأما إذا كانت الرسوم تعرض حيوانا فيمشاهد متتابعة لحركة ما فإن الملاحظ حين يرى تتابعا سريعا لهذه الصورةالساكنة كان يحصل له تأثير بالحيوان متحركا والذي حدث حينئذ في فن الصورالمتحركة هو اختراع التصوير وتقدم آلة التقاط الصور المتحركة تأخذ سلسلةمن الصور الخاطفة كل منها مأخوذ على حدة كمجموعة من المناظر الثابتة فيغير ما حركة للصورة على الشاشة وجهاز الإلقاء هذا يقطع الضوء أثناء حركةالشريط من منظر إلى الذي يليه لأنه إذا سمح للصورة أن تتحرك فعلا علىالشاشة فإن النظارة سيشاهدون بقعة بدلا من أن يروا حركة الأشياء المصورةفإذا رأيت ما يعرض فيزيقيا على الشاشة فسوف تري مجموعة من المناظر الثابتةتفصل بينها فترات من الظلام وعلى أي حال لن تستطيع أن ترى ما يعرض فيزيقيا، فأولا أنت لا تستطيع أن ترى فترات الظلام لأن الإحساس البصري يستمر أكثرمن المنبه الفيزيقي ويظل حتى العرض التالي على ألا تكون الفترة طويلة جدافإذا كانت طويلة أكثر مما ينبغي فإنك تحصل على بعض تلألؤ ،ثانيا أنت لاتستطيع أن ترى سلسلة المشاهد التالية .لأن مخك بهذه الطريقة أو تلك يستجيبإلى هذا النوع من المنبه برؤية الحركة خلال مجموعة المواقف ذاتها كل علىحدة وأنت تعلم أنه في مراقبة شخص يمشي أو يجري فعلا فأنت لا تستطيع أن ترىالنقط التي يمر فيها لأنك إذا أخذت صورة خاطفة له أثناء حركته فإنك تجدغالبا أن الصورة تبين غالبا ما يشبه موقف غريب جدا وقلما تستطيع أن تصدقأنه افترض هذا النوع في مجرى حركته ومع هذا فإن المصورة لم تكذب فإذا وضعتهذه الصورة الخاطفة في سلسلة من المناظر المتعاقبة وعرضت المجموعة علىالشاشة فإن حركة الشخص ستبدو طبيعية تماما والحقيقة إذا أنك لم تستطع أنتستخرج المواقف المتتابعة لا من الحركة المستمرة ولا من سلسلة من المناظرالثابتة ،تمثل هذه المواقف في تعاقب سريع فأنت مضطر في حكم تركيبك العضويأن ترى الحركة وكأنها كل مستمر لا كمجموعة من المواقف المتعاقبة ولديناهنا مشكلة هامة وواقعية جدا في ديناميكا النشاط العقلي وليس من حلها أننشير إلى تتابع الصور الساكنة كعناصر للتجربة الكلية فيما يتعلق برؤيةالحركة لأن هذه العناصر لا تكون الحركة التي تتطلب تفسيرا، وفي معالجة هذهالمشكلة اقتنع فريتمر أن محاولة التقدم بتحليل الخبرة الكلية لرؤية الحركةإلى عناصرها لم تكن تؤدي إلى شيء شأنها شأن المواقف المتتابعة وبدا له أنخط التقدم هو أن يدرس الشروط التي تحتها تبدو أولا الحركة فبسط الصور إلىالحد الذي يبين فقط خطا طوليا ثم خطا مشابها بعد قليل إلى اليمين أواليسار خطان الواحد بعد الآخر بينهما مسافة الفراغ وجعل ينوع طول مسافةالفراغ فإذا كانت طولها ثانية رأى الملاحظ مجرد خط ثابت ، ثم الخط الآخرالثابت وفقا للحقيقة الفيزيقية تماما ثم تقدم فأنقص مسافة الفراغ فيما بينطرفي الخطين فاقتطعهما إلى 1/5 ثانية وما زال الملاحظ يرى أولا خطا ثابتاثم الآخر فقطع المسافة مرة أخرى فبدأ الملاحظ منظر الحركة فيما بين الخطينالأول والثاني فلما قلل المسافة إفى1/15 رأى الملاحظ حركة واضحة من النقطةالأولى إلى الثانية وبدا أن خطا مفردا يتحرك بينهما فلما ظلت المسافة تقلأصبحت الحركة أقل وضوحا وفي فترة 1/30 من الثانية لم تبق أية حركة ظاهرةوإنما بدا الخطان ساكنان جنبا إلى جنب ونوع فرتيمر التجربة بطرق كثيرةفإذا عرض خطا أفقيا يصحبه خط طولي ظهر ثمة خط يتذبذب خلال 90 درجةوبتصويرات مناسبة استطاع أن يحصل على خطين يبدو أنهما يتحركان في اتجاهاتمتعارضة في نفس الوقت وتلك كانت نتيجة هامة لأنها حددت تفسير حركة العينفلما لم تستطع العينان أن تتابعا في نفس الوقت حركتين في الاتجاهينالمتعارضين اقترح فريتمر تفسيرا يفترض بمعنى عام أن عمل المخ لمنبهينمتتابعين يكون في تغير مستمر بمعنى أن المخ لم يقف أولا على موقف ثم موقفثاني ثم يتقدم فيركبهما في إدراج للحركة ولكن عندما وصل الموقفان إلىمسافة ملائمة للموقف الأول بحركة تدريجية في الاستجابة للموقف الثانيفالحركة لم تستنبط وإنما تحس فعلا لأن عملية الإدراج الأولى للمخ كانتعملية حركة أو انطلاق
الإدراك والكل المنظم :
إنالإدراك غير متجزئ أي أن إدراك الكل سابق على إدراك الجزء فنحن لا نشاهدفي الحياة العناصر قبل الكل المركب منها فكما أن الكائن الحي يوجد فيالحياة من حيث هو كل وظيفي يعمل كوحدة وأنه بواسطة النمو المستمر تحدثعملية تخصص أعضائه لمهمات خاصة كذلك الحال في الإدراك إذ يحدث الإدراكللكل قبل الأجزاء ثم بعد إدراك الكل يحدث تفصيل للأجزاء وهذا ما يؤكدهجيوم بأن الجشطلت يمكن أن تنطوي على تمفصل داخلي على أجزاء أو أعضاءطبيعية تضطلع ضمن الكل بوظائف محددة فالجزء في كل هو شيء يختلف عن هذاالجزء منعزلا أو في كل آخر ويرتبط الكل المنظم بمسألة التعبير الوجهيوالانفعالي للشخصية فإن علماء النفس الآخرين قد نزعوا نحو دراسة تحليليةلهذه المسألة فيناولوا كل شكل على حدة معتبرين ما يتخذ من أوضاع مختلفةمحاولين أن يكشفوا عما يعبر عنه كل منها والقوانين التي ينم عنها انخفاضالحاجبين واتساع الحدقة وإغماض العين نصفيا وإبراز وضم الشفتين ، كل هذهالتفاصيل ربما تدل على حالة انفعالية بسيطة نسبيا وبضمها إلى بعضها البعضنحصل على تعبير على حالة انفعالية مركبة ويعرض عالم النفس الجشطلتي إلىهذه المسألة بفكرة أن الوجه يجب أن يعتبر شيئا آخر إلى جانب مجرد الوجه فيمجموعة فعلية أن يقيم وزنا للأشياء بطريقة ما ،ولكنه ينظر إليها في صلتهابالمجموع فإن التعبير الظاهري لجزء ما يمكن أن يتغير عندما يتغير بقيةالوجه في غير تغيير خارجي لهذا الجزء الخاص أو إذا كان الجزء الأعلى منالوجه بما فيه العينان يعرض أولا ثم يكون بقية الوجه غير مغطاة فإنه يبدوأن العينين ذاتهما تغيران تعبيرهما ، وفي أثناء اشتغاله بظلال الأشخاص وجدأن مجرد تغيير طفيف لجزء من البر وفيل ربما بدا أنه يغير خط الوجه كلهويعطي للكل شخصية مخالفة بينما تغييرات أخرى ربما كانت كبيرة في ذاتهاولكنها تحدث قليلا اختلاف في التعبير الكلي فمن الواضح أن شكل الوجه يوجدفي الوجه ككل.ومن ثم كانت أبحاث نظرية الجشطلت موجهة في بدايتها إلىسيكولوجية الإدراك ،والإدراك هو الخطوة التي تلي الإحساس إذ أن الإدراكيتضمن شيئا من الوعي والتمييز الذي لا يمكن أن يتم بدون الإحساس ومنالمعروف أن الإدراك يتبع الإحساس في جميع أنواعه من إحساس بصري أو إحساسسمعي والمهم في فكرة الجشطلت عن الإدراك أن المدركات التي ندركها تتأثربعوامل معينة تتحكم في إدراكنا لها وتمييزها عن غيرها مما يوجد في المجالالمحيط بنا وأننا ندرك الأشياء التي تقع تحت حسنا كوحدات كلية وإن كنا بعدذلك نحاول التدقيق في تفاصيلها
نقد الجشطلت للبنائية :
استخدمتالبنائية منهج الاستبطان لتكشف به كمياء العقل فقد كانت متأثرة بنجاح علمالكيمياء الفيزيائية وحاولت مثله أن تعزل عناصر الفكر التي كانت في رأيهمتتجمع لتؤدي إلى الخبرات العقلية المركبة وكان اهتمامها ينصب على دراسةالوجه العقلي للإحساس وكانت التجربة الإستبطانية ببساطة هي أن يصف الإنسانخبرته الخام دون اللجوء إلى ذكر أسماء أو أوصاف الأشياء بل يذكر ما يحس بهفقط ولقد عارضت مدرسة الجشطلت البنائية لأنها تعتمد على تفتيت السلوكبعبارة أخرى تتبع منهج اختزالي يحاول رد الكليات إلى عناصرها الأولية لمير أصحاب مدرسة الجشطلت عيبا في منهج الاستبطان ولكنهم قالوا بأن البنائيةلم تستخدمه الاستخدام الصحيح فبدلا من أن تستخدمه في دراسة الكلياتاستخدمته في تفتيت هذه الكليات وهذا ما سماه علماء الجشطلت سيكولوجيةالطوب والمونة مع التشبث بالطوب لأن الصعوبة هي في إيجاد المونة ومن جهةأخرى فالعناصر النهائية للتحليل للواقعة العقلية لا يمكن للشعور أن يبلغإليها فكأنها ظواهر نفسية لا شعورية وهذا المفهوم ممكن أن يتبدى في صورتين، وهما :
1ـالصورة الأولى ــ يفقد العنصر فرديته في الإئتلاف الذي يدخل فيه ولكننا مانزال نقتدر على ملاحظته في حالته النقية في ظروف أخرى فاتسامه باللاشعورمسألة عارضة .
2ـالصورة الثانية ــ يكون العنصر لاشعوريا بطبيعته ذلك أنه لم يوجد قط إلاضمن ائتلاف ولكن في هذه الحالة كما في تلك لا يستند التحليل بصورة مباشرةإلى الملاحظة .
قواعد الإدراك التنظيمي عند الجشطلت :
إنقوانين الإدراك التنظيمي لا تنطبق على مواقف الإدراك وحدها وإنما تنطبقعلى كافة أوجه نشاط الفرد وسلوكه وخاصة في مواقف التعلم ويضرب كوفكا مثالالذلك بقانون الغلق وكيف أنه ينطبق على مجال الإدراك كما ينطبق على مواقفالتعلم المدرسي فيعتبر أن دائرة غير مغلقة تجعلنا نميل إلى إغلاقها
أولا ــ قاعدة الشكل والأرضية :
أساس عملية الإدراك إذ ينقسم المجال الإدراكي لظاهرة ما إلى قسمين ، وهما :
1ـ القسم الأول ــ الشكل السائد الذي يكون مركز للانتباه
2ـالقسم الثاني ــ هو الأرضية أي بقية المجال الذي يعمل كخلفية متناسقةمنتشرة يتضح عليها الشكل كما يتضح الماس على أرضية من المخمل الأسود فنحنعندما ننتبه إلى ظاهرة يكون هذا هو الشكل بينما كل ما يحيط بها هو الأرضية
ثانيا ــ قاعدة الاستمرار أو الاتجاه :
تقرر أننا نميل إلى إدراك الأشياء التي تتصل ببعضها البعض أو تسير في نفس الإتجاه بحيث لا تسير في الاتجاه الذي تميل فيه .
ثالثا ـ قاعدة التقارب :
وتقول بأن الموضوعات القريبة من بعضها البعض في الزمان والمكان نميل إلى إدراكها في كليات .
رابعا ــ قاعدة التشابه :
نحن نميل إلى إدراك العناصر المتشابهة في بناء كلي واحد .
خامسا ــ قاعدة المصير المشترك :
تقررهذه القاعدة أننا نميل إلى إدراك العناصر في أشكال مكتملة إذا ما كانيجمعها حركة مشابهة وذلك مثلما تنفصل أنوار الطائرة في الليل عن بقية نجومالسماء أو مثلما ندرك مجموعة من الخيل في السباق وكأنها وحدة واحدة متحركة.
سادسا ــ قاعدة الشمول :
نميلإلى إدراك الشكل الذي يشمل أكبر عدد من المنبهات فإذا اختفي شكل داخل شكلأكبر رغم اختلافه الواضح عنه فإننا سندرك الشكل الأكبر وتعتمد فكرةالتمويه على هذه القاعدة فالجندي الذي يرتدي ثيابا ذات بقع خضراء لا يمكنتمييزه داخل غابة من الأشجار .
سابعا ــ قاعدة الإغلاق :
نميلإلى إدراك الأشكال الناقصة باعتبارها مكتملة فعندما ينظر شخص إلى دائرة لايتصل طرفاها فإنه يدركها مكتملة بغض النظر عن هذا الانقطاع
. مدرسة الجشطالت :
اندراسة التجربة بوصفها وحدة متكاملة هو ما ركزت عليه مدرسة الجشطالت هذهالمدرسة التي تاسست عام 1912علىيد ماكس ويرثيمروهو عالم نفس الماني ، وقدنشات المدرسة كردفعل مضاد للمدرسة البنائيةالتي رات ان افضل طريقة لدراسةالتجربة هي تحليل عناصرها المنفصلة ،وعارضت كلا من المدرسة الارتباطيةوالسلوكية حيث ذهبوا الى انه من الخطأ تقسيم العمليات النفسية الى اجزائهاالاساسية مثل :الاحساسات الاولية - المنبهات والاستجابات ، واكدوا انالخبرة النفسية هي في كليتها امر يختلف عن انه مجرد مجموع الاجزاء التييتكون منها ،واعتقد علماء نفس الجشطالت ان البشر والحيوانات الاخرى يرونالعالم الخارجي وكانه نمط او شكل منظم كامل لامجموعة من احساسات فردية
فمثلا يتألف شريط الفيلم من الوف الصور الفردية الساكنة . ومع ذلك يبدو لنا تعاقب صوره لدى مشاهدتها كانها سلسلة حركات متواصلة ,
استمدتالمدرسة بعض افكارها من العلوم الطبيعية كاعتبار ان الكائن الحي يعيش فيمجال من القوى المؤثرة عليه والتي ينبعث بعضها منه وبعضها من البيئة فتشكلاسلوب السلوك .
وترىهذه المدرسة ان الظواهر النفسية هي ليست مجموعات من عناصر او اجزاء متراصةانما هي وحدات منتظمة وان مهمة علم النفس هي دراسة كيفية انتظام الخبراتفي صيغ واشكال مختلفة ، وليس تحليلها الى مثيرات واستجابات .
وقدكان لتجارب الجشطالتية وبحوثهم اثرا كبيرا على في مجالات التربية وعلمالنفس التطبيقي كا لنظر الى حالةالمريض نفسيا نظرة كلية تتناول كل ظروفحياته والنظر الى شخصية التلميذ كوحدة.
بقيان نقول ان نظرية علم نفس الجشطالت لا توجد بوصفها مدرسة منفصلة الان ،ومازال العلماء يستخدمون افكارها حيث يتم تطبيق مبادءها في دراسة الشخصيةوالسلوك الاجتماعي اضافة الى الادراك الحسي.
وهناك نوع من اساليب العلاج النفسي يدعى الجشطالت يستخدم مبدأ المدرسة في معالجة المصابين بالاضطرابات العاطفية.
والجشطالت كلمة المانية تعني نمطا او شكلا او صيغة ، من اشهر اعلامها كوفكا
وورثيمروكوهلر.
انالناظر او الدارس لمدارس علم النفس يرى ان لكل منها اثرها على المجتمعالذي انطلقت منه منتشرة في ارجاء العالم. وانا شخصيا ارى انه لولا ان تلكالمدارس كان لها اثرها الايجابي لما بقيت متدارسة الى يومنا هذا.
نموذج ا لجشطالت
بدأتحركة الجشطالت عندما كان فيرتهيمر مسافر في القطار في ألمانيا وشاهد بعضالإعلانات الضوئية حيث لاحظ أن مجموعات المصابيح التي يضيء بعضها بينماينطفئ البعض الآخر في سرعة محددة فإنها تعطي المشاهد الانطباع بأنهاتتحرك. وهذا ما يعرف بظاهرة الفاي وهي تعني إذا رأت العين مثيرات بشكلمعين فان هذه المثيرات يمكن أن تسبب خداعا حركيا, أن أهم الأفكار الذيقدمها هذا الاتجاه تتمثل في أن الكل اكبر من مجموع أجزائه.
أولوية الإدراك لدى الجشطالت
إنالاهتمام الرئيسي للجشطالت هو الإدراك, وقد اهتم علماء الجشطالت بدراسةقانون الحمل " الامتلاء" وقد عرفه كوفكا هو التنظيم السيكولوجي يكون جيدبقدر جودة الظروف الحاكمة المتاحة . ومن أهم الأفكار التي قدمهاالجشطالتيون هي الشكل والأرضية والشكل هو الجزء السائد الموحد الذي يستحوذعلى بؤرة الانتباه, أما الأرضية فهي الأكثر تجانساً وتداخلاً وهي تمثلخلفية الشكل.
مبادئ الإدراك عند الجشطالت
1. مبدأ الاستمرار: أن المثيرات التي لها استمرار مع بعضها البعض ستتميز عن خلفياتها وتكون كلاً معاً.
2.
مبدأ التقارب: عندما تقترب المثيرات مع بعضها البعض فأنها تميل إلى أن تتجمع قي مجال إدراكنا.
3.
مبدأ الشمول: أن الشكل الذي يزداد احتمال إدراكنا له هو الشكل الذي يتضمن أكبر قدر ممكن من المثيرات.
4.
مبدأ التشابه: تميل الأشياء المتشابه إلى أن تتجمع في مجال إدراكنا.
5.
مبدأ المصير المشترك: أن العناصر التي تتحرك معاً قي نفس الوقت أو بطريقة واحدة فإنها تميل لان تتجمع معاً في مجالنا الإدراكي .
6.
مبدأ الإغلاق: أننا نميل إلى إكمال أو إغلاق الخبرات الناقصة.
7.
الثباتالإدراكي: أننا ندرك الأشياء كما هي حتى عندما تحدث فيها بعض التغيرات أوعندما تكون في ظروف مختلفة, وهكذا فأن المعنى الذي يدل على الشيء أهمبكثير من الإثارة الفيزيقية التي يسببها هذا الشيء.
تجارب التعلم
أن أهم تجارب الجشطالت هي تلك التي أجراها كوهلر في جزر الكناري عام 1913 –1917 ولخص كل نتائجه في كتابه " عقليةالقردة". وبعد ذلك تناول قدرة حل المشكلات لدى الدجاج, فهم يرون أن الكائنالحي عندما يواجه مشكلة يحدث لديه حالة من عدم الاتزان المعرفي وتستمر هذهالحالة حتى يحل المشكلة, والتعلم لدى الجشطالتيون هو ظاهرة معرفية , ويرىالجشطالتيون أن عملية التعلم عملية غير متصلة أو مستمرة فهي إما الوصولإلى الحل أو عدم الوصول إليه. والتعلم لديهم يتم عن طريق الاستبصار وهوالإدراك المفاجئ للعلاقات .
خصائص التعلم الاسبصاري:-
1.
الانتقال من مرحلة قبل الحل إلى مرحلة الحل بشكل مفاجئ.
2.
الأداء الكامل للحل يكون واضحاً وخالياً من الأخطاء .
3.
يبقى هذا الحل فترة معقولة من الزمن.
4.
يمكن تطبيق هذا الحل على مشكلات أخرى مشابهة.
الطبيعة الكلية للإدراك:
أكد علماء الجشطالت إن إدراك الشكل ينتج عن إدراك العلاقات الموجودة بين أجزائه.بعض قضايا التعلم
1. نظريةالأثر: إن المدركات تطبع وتترك أثراً في الذاكرة ، ويعتقد الجشطالتيون بأنالعمليات العصبية التي تنشط أثناء الإدراك يمكن أن تترك أثر , وهكذا فأنالمعلومات تخزن على نفس هيئتها المدركة.
2.
النسيان: يحدد العلماء سببان للنسيان هما
• الصعوبات التي تواجه عملية إحياء الأثر وقت الطلب .
•
اضمحلال وتفتت الأثر بسبب تداخله مع أثار أخرى في الذاكرة.
3.
التذكرالأصم في مقابل الفكر: المقصود بالتذكر الأصم هو تعلم مادة لا معنى لها عنطريق التدريب المتكرر .وهو نسق غير فعال ونادر الحدوث في الحياة الواقعية.
4.
الجشطالتوالتعليم: التعلم في وجهة نظر الجشطالت يعتمد على فهم طبيعة المشكلة وهذاالنوع من التعلم يأتي من داخل المتعلم وغير مفروض عليه ويمكن تعميمه ويبقىفي الذاكرة فترة طويلة . وقد ذكر فيرتهيمر طريقتين في التدريس قال انهماتقضيان على الفهم وهما :
•
طريقة التدريس التي ترتكز على أهمية المنطق الاستنتاجي أو الاستقرائي.
•
طريقة التدريس التي تتبنى مفهوم الترابطية.