ZaKoO مشرف عام
الجنس : السٌّمعَة : 15 الْمَشِارَكِات : 2728 النقاط/ : 4503 العـمــر : 32 الدولة : المتصفح :
| موضوع: مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال الأحد ديسمبر 19, 2010 10:44 am | |
| مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال- مفاهيم عامة 1 مفهوم الاتصال:[hide]
يعود أصل كلمة Communication في اللغاتالأوروبية-والتي اقتبست أو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذورالكلمة اللاتينية Communis التي تعني "الشيء المشترك" ، ومن هذه الكلمةاشتقت كلمةCommune التي كانت تعني فيالقرنين العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعدانتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنساوإيطاليا قبل أن تكتسبالكلمةالمغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس" في القرنالثامنعشر؛ أما الفعل اللاتينيلجذر الكلمةCommunicare فمعناه "يذيع أويشيع " ومن هذا[b]الفعل اشتق من اللاتينيةوالفرنسية نعتCommunique الذي يعني "بلاغرسمي" أو بيان[b]أو توضيح حكومي. وقد تعددت المفاهيم التيطرحت لتحديد معنى الاتصال بتعددالمدارسالعلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال ، وبتعدد الزوايا والجوانب التييأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار عند النظر إلى هذهالعملية، فعلى المستوى العلميالبحثييمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال: المدخل الأول:ينظرإلى الاتصال على انه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل)بإرسال رسالة إلى طرفمقابل(مستقبل)بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة. المدخلالثاني: يرى أن الاتصال يقوم علىتبادل المعاني الموجودة في الرسائل والتي منخلالهايتفاعل الأفراد من ذوي الثقافات المختلفة ، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيلالمعنى ، وفهم الرسالة. والمدخل الأول يهدف إلىتعريف المراحل التي يمر بهاالاتصال، ويدرس كل مرحلة على حدة ، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل. أماالتعريف الثاني فهو تعريف بناءي أو تركيبي ، حيث يركزعلى العناصر[b]الرئيسية المكونةللمعنى ، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية: أ- الموضوع: إشارتهورموزه. ب- قارئو الموضوع والخبرةالثقافية والاجتماعية التي كونتهم، والإشاراتوالرموزالتي يستخدمونها. ج- الوعي بوجود واقعخارجي يرجع إليه الموضوعالناس. وفي ضوء المدخل الأول عرفبعض الباحثين الاتصال بالنظر إليه كعملية يتممنخلالها نقل معلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف،ومن نماذج هذه التعريفات: •الاتصال هو العملية التييتم من خلالها نقل رسالةمعينةأو مجموعة من الرسائل من مرسل أو مصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيريفهو ذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين اكثر من شخصينلإتمام العملية الاتصاليةوالتيغالبا ما تقوم بها بعض المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائلجماهيرية. •الاتصال هو نقل أو انتقالللمعلومات والأفكار والاتجاهات أو العواطفمن شخصأو جماعة لآخر أو للآخرين من خلال رموز معينة. •الاتصال يعرف على انهعملية تحدد الوسائل والهدف الذي يتصل أو يرتبط بالآخرين، ويكون من الضروري اعتبارهتطبيقالثلاثة عناصر :العملية-الوسيلة-الهدف. •الاتصال عملية تفاعل بينطرفين من[b]خلال رسالة معينة ،فكرة ،أو خبرة ،أو أي مضمون اتصالي آخر عبر قنوات اتصالية ينبغيأن تتناسب مع مضمون الرسالة بصورة توضح تفاعلا مشتركافيما بينهما. وفي ضوءالمدخل الثاني الذي ينظر إلى الاتصال على انه عمليةتبادل معاني يعرف بعض الباحثينالاتصالكعملية تتم من خلال الاتكاء على وسيط لغوي ، في ضوء أن كلا من المرسلوالمستقبل يشتركان في إطار دلالي واحد، بحيث ينظر إلىالاتصال هنا على انه عمليةتفاعلرمزي ، ومن نماذج هذه التعريفات: •الاتصال تفاعل بالرموزاللفظية بين[b]طرفين : أحدهما مرسل يبدأالحوار ، وما لم يكمل المستقبل الحوار ، لا يتحقق الاتصالويقتصر الأمر على توجيه الآراء أو المعلومات، من جانبواحد فقط دون معرفة نوعالاستجابةأو التأثير الذي حدث عند المستقبل. •الاتصال عملية يتم منخلالها[b]تحقيق معاني مشتركة(متطابقة) بين الشخص الذي يقوم بالمبادرة بإصدار الرسالة منجانب والشخص الذي يستقبلها من جانب آخر. والإعلام هو جزء منالاتصال ، فالاتصال[b]اعم واشمل، ويمكن تعريفالإعلام بأنه تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفةالمخبرالصحفي بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديدة بالنشر والنقل، ثم تتوالىمراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، نقلها، التعاطيمعها وتحريرها، ثم نشرهاوإطلاقهاأو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بهاومهتم بوثائقها. إذن لابد من وجود شخص أوهيئة أو فئة أو جمهور يهتم بالمعلوماتفيمنحهاأهمية على أهميتها، ويكون الإعلام عن تلك العملية الإعلامية التي تتم بينميدان المعلومات وبين ميدان نشرها أو بثها.
مكونات عملية الاتصال:
إنالنظر إلى الاتصال كعملية يعني أن الاتصال لا ينتهيبمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل)إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بينالرسالة والمتلقي بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرىفإن كلا من المرسل والمتلقييتحدثعن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذاالحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة ،ولكن أيضا يتأثر بما لديهمقيمومعتقدات وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية بما يثير لديه ردود فعل معينةتجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء وبما يحدد أيضا مدىتأثره بهذه المعلوماتوالآراء. في هذا الإطار المركزتطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصالبعناصرهاالمختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلكالعناصر هي مجرد المرسل والرسالة والمستقبل، ولكنالدراسات التي أجريت منذالأربعينياتبينت مدى قصور ذلك النموذج ، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلامتأثيرا مباشرا على الجمهور ؛ لقد ظهرت العديد من النماذجوالتي تطورت من الطبيعةالثنائيةإلى الطبيعة الدائرية والتي على ضوئها تتكون عملية الاتصال من ستة عناصرأساسية هي المصدر والرسالة والمتلقي (المستقبل) ثم رجعالصدى والتأثير، وفيما يلينبذةموجزة عن هذه العناصر: المصدر(source):
الرسالة(message):
منجهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجماليللمعلومات المتضمنة في الرسالة ،ومستوىهذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلةفإنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي ولا تحيطه علماكافيا بموضوع الرسالة الأمرالذييجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابهاولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها. الوسيلة أوالقناة(channel):ويقصد به منشأ الرسالة، وقد يكونالمصدر فردا أومجموعة من الأفراد وقد\ يكون مؤسسة أوشركة ، وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائمبالاتصال، غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدرليس بالضرورة هو القائمبالاتصال، فمندوب التلفزيون قد يحصلعلى خبر معين من موقع الأحداث ثم يتولى المحررصياغته وتحريره، ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور ، فيهذه الحالة وجدنا بعض دراساتالاتصال يذهب إلى أن كل من المندوبوالمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالاتصال واناختلف الدور، بينما يذهب البعض الآخر من الدراسات إلى أنالقائم بالاتصال هو قارئالنشرة فقط ، أي انه بينما يوسع البعضمفهوم القائم بالاتصال ليشمل كل من يشارك فيالرسالة بصورة أو بأخرى ، فإن البعض الآخر يضيق المفهومقاصرا إياه على من يقومبالدور الواضح للمتلقي.وهي المنبه الذي ينقله المصدر إلى المستقبل ، وتتضمنالمعاني من أفكار[b]وآراء تتعلق بموضوعاتمعينة يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غيرالمنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشتركللموضوع واللغة التي يقدم بها،فالمصطلحاتالعلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلاتكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدثنفس الأستاذ عن الموضوع معطلابالإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشتركللفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كانالأستاذ يلقي محاضرة بلغة لايفهمهاأو لا يعرفها الحاضرون ، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفةلهم. وتعرفبأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلىالمستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال، فهيالاتصال الجماهيري تكونالصحيفةأو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون، وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أوخطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون ، وفي بعضمواقف الاتصال الجمعي أيضا قدتكونالأداة مطبوعات أو شرائح أو أفلام فيديو، اما في الاتصال المباشر فإن الوسيلةلا تكون ميكانيكية (صناعية) وانما تكون طبيعية [b]مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال- مفاهيم عامة 2
[b]وظائف وسائل الإعلام: دور وسائل الإعلام فيالمجتمع هام جدا إلى[b]درجة خصصت الحكوماتأقساما ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجيةعن طريق تلك الوسائل، من تلك الأهداف رفع مستوى الجماهيرثقافيا، وتطوير أوضاعهاالاجتماعيةوالاقتصادية، هذا داخليا. أما خارجيا فمن أهدافدوائر الإعلام تعريف[b]العالم بحضارة الشعوبووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية. ولم يقتصر اهتماموسائل الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعيةوسياسية واقتصادية اهتمتبها،ووجدت ان تلك الوسائل تخدمها وتخدم اهدافها وتساعد في ازدهارها. وليس أدلعلى أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفا في العالم،من ان الدولة ذات الإعلامالقويتعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلكالتي وجدت فيه احدى دعاماتها الرئيسية الأولى، وقدمتهعلى باقي دعائم[b]الدولة. وسبب كل ذلك هو ان وسائل الإعلاممؤثرة في الجماهير وفاعلة سلباأو ايجابا؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟للإعلامخمس وظائف رئيسية هي:
أولا: التوجيه وتكوينالمواقف والاتجاهات: منالمتعارف عليه ان المدرسة تولى مهمة التوجيه، باعتبار انالطالب يقضي قسما مهما منحياتهفيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساته الاسرية والعائلية والاجتماعية والدينيةوالاقتصادية له دور كبير في مجال التوجيه، وتكوينالمواقف والاتجاهات الخاصة بكلفرد. من هنا تتلاقى تلكالمؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وتكوين المواقفوالاتجاهات،خاصة وان المجتمع ليس كله طلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخولالمدارس أو الاستمرار في الدرس والتحصيل. وإذا كانت المدرسة تقومبمهمتها تلك عن[b]طريق الهيئة التعليميةوالكتاب، فإن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر علىالسواء عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة عادة، فكلما كانتالمادة الإعلامية ملائمةللجمهورلغة ومحتوى، ازداد تأثيرها، فلا يعقل مثلا ان تخاطب الذين لا يجيدون اللغةالعربية باللغة الفصحى، ولا الذين ليس لديهم مستوى ثقافيمعين بالمنطق وعلم الكلاموالحججالفكرية والفلسفية.
ثانيا: زيادة الثقافةوالمعلومات: التثقيفالعام هدفه هو زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلاموليس بالطرق والوسائلالاكاديميةالتلعيمية، والتثقيف العام يحدث في الإطار الاجتماعي للفرد أكان ذلكبشكل عفوي وعارض أو بشكل مخطط ومبرمج ومقصود. والتثقيف العفوي هومواجهة دائمة[b]من جانب وسائل الإعلامللفرد، هذه المواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصودبالذاتـ معلومات وافكار وصور وآراء، وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في ساحة ملعبجامعته فيفاجأ بجريد حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللافتاتالمرفوعة في أماكن[b]من الجامعة، وكلها تحملعبارات تلفت نظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعضالكلمات في ذهنه ويأخذ ببعض الآراء. أما التثقيف المخطط فهوحصيلة وظيفتي[b]التوجيه والتبشير؛ لكنهناك بعض الحالات تقع في دائرة التثقيف المخطط كالبرامجالزراعيةالتي هي عبارة عن حلقات ارشاد للمزارعين يدعون إليها أو تبث إليهم عبرالاذاعة أو التلفزيون.
ثالثا: الاتصال الاجتماعيوالعلاقات[b]البينية: ويعرف الاتصال الاجتماعيعادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم معبعض،هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عن طريق وسائل الإعلام التيتتولى تعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها. فعندما تقدم الصحف كل يوماخبارا[b]اجتماعية عن الأفراد اوالجماعات او المؤسسات الاجتماعية والثقافية فإنها بذلك تكونصلة وصل يومية تنقل أخبار الافراح من مواليد وزيجات،وأخبار الاحزان من وفيات وفشلوخسارة،وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في الصحف، بلانها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئاتالجماهير. وأمر ثان هو قياموسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الاشخاصالبارزين أو الذين هم في طريقالشهرةسواء في مجال السياسة او الفن او المجتمع او الادب.
رابعا: الترفيهعن الجمهور وتسليته: وتقوم وسائل الإعلام بماتقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقاتالفراغعند الجمهور بما هو مسل ومرفه؛ وهذا يتوقف بواسطة الابواب المسلية في الصحفأو كالبرامج الكوميدية في التلفزيون. في الحالتين تأخذ وسائلالإعلام في[b]اعتبارها مبدأ واضحا وهوان برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبهاليها؛وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وابواب ترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوةإلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهات او تحويرها وحتىتغييرها، وهذا يتطلب بالطبعاساليبمناسبة من جانب وسائل الإعلام.
خامسا: الاعلان والدعاية: تقوموسائل الإعلام بوظيفة الاعلان عن السلع الجديدة التي تهمالمواطنين، كما تقوم بدورهام فيحقول العمل والتجارة عندما تتولى الاعلان عن وجود وظائف شاغرة او وجودموظفين مستعدين للعمل ، او عندما تتولى الاعلان عن اجراءمناقصة او وضع التزام موضعالتنفيذ…الخ. ولهذا استطاعت وسائلالإعلام على تنوعها من صحافة وتلفزيون وسينماوأحياناإذاعة، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات انتقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهوروعرض فوائده واسعاره وحسناتهبشكلعام. مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال- مفاهيم عامة 3 [b]نظريات الإعلام:
مفهوم نظريات الإعلام: يقصد بنظرياتالإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصالالإنساني بالجماهير بهدف تفسيرظاهرةالاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع، فهي توصيف النظم الإعلامية فيدول العالم على نحو ما جاء في كتاب نظريات الصحافةالأربعلبيترسون وشرام. علاقة نظريات الإعلامبفلسفة الإعلام: هناك علاقة بيننظريات الإعلام وفلسفة الإعلام ففلسفة الإعلام هي بحثالعلاقة الجدلية بين الإعلاموتطبيقاتهفي المجتمع ، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساتهالفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أن نظرياتالإعلام جزء من فلسفةالإعلام،لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات ، وكثيرا ما شاع استخدام نظرياتالإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكنفي واقع الأمر أن استخدامتعبيرنظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقداتاجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العمليةالإعلامية(مرسل، ومستقبل،ووسيلة…الخ) وترتبط النظرياتبالسياسات الإعلامية في المجتمع، من حيث مدىالتحكمفي الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشرأو يذاع من خلالها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلقالحرية أم تحددها بعضالقوانين. -نظرية السلطةظهرت هذه النظرية فيإنجلترا في القرن السادس عشر، وتعتمد عل نظريات أفلاطونوميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أن يتحملالمسؤوليةأو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها. وتعمل هذه النظريةعلى الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائلالإعلام، حيث تقوم الحكومة علىمراقبةما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراءوموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص علىإصدار المجلات إلا انهينبغيأن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة. وتمثل تجربة هتلر وفرانكوتجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية ، وقد عبر هتلرعن رؤيته الأساسية للصحافةبقوله: "انه ليس من عمل الصحافةأن تنشر على الناس اختلاف الآراء بين أعضاءالحكومة،لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فردالحق في أن يقول ما يشاء". ومن الأفكار الهامة فيهذه النظرية أن الشخص الذييعملفي الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية ، يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيمالوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامةالوطنية.
ظهرت فيبريطانيا عام 1688م ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترىهذه النظرية أن الفرد يجبأنيكون حرا في نشر ما يعتقد انه صحيحا عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظريةالرقابة أو مصادرة الفكر. ومن أهداف نظرية الحريةتحقيق اكبر قدر من الربحالماديمن خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبةالحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفسادوغيرها من الأمور، كما انه لايمكنبأي حال من الأحوال أن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفية إشراف وسائلالإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم من خلال عملية التصحيحالذاتي للحقيقة في سوق حرةبواسطةالمحاكمة. وتتميز هذه النظرية أنوسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمالوممارساتأصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداولالمعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعةهذه المعلومات عبر وسائلالإعلامكحق مشروع للجميع.
نقد النظرية: لقد تعرضت نظرية الحريةللكثير[b]من الملاحظات والانتقادات، حيث أصبحت وسائل الإعلام تحت شعار الحرية تُعرض الأخلاقالعامة للخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دونمبرر، وتبالغ في الأمورالتافهةمن أجل الإثارة وتسويق المادة الإعلامية الرخيصة، كما أن الإعلام اصبح يحققأهداف الأشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلكمن خلال توجيه الإعلاملأهدافسياسية أو اقتصادية ، وكذلك من خلال تدخل المعلنين في السياسة التحريرية ،وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبة لكن شريطة ان تكون فيإطار الذوق العام، فالحريةالمطلقةتعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه.
بعد ان تعرضت نظريةالحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظرية جديدة فيالساحة الإعلامية ، فبعدالحربالعالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدةالأمريكية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العمليةالإعلامية بحرية قائمة علىالمسؤوليةالاجتماعية ، وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا علىآداب المهنة وذلك بعد ان استُخدمت وسائل الإعلام فيالإثارة والخوض في أخبار الجنسوالجريمةمما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية. ويرى أصحاب هذه النظريةان[b]الحرية حق وواجب ومسؤوليةفي نفس الوقت، ومن هنا يجب ان تقبل وسائل الإعلام القيامبالتزاماتمعينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستوياتأو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازنوالدقة - ونلاحظ ان هذهالمعاييرتفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها لهذهالالتزامات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانونوالمؤسسات القائمة، ويجبانتكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحةالفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما ان للجمهورالعام الحق في ان يتوقع منوسائلالإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكونمبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك انالإعلاميين في وسائل الاتصال يجبانيكونوا مسؤولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهمالإعلامية. وتهدف هذه النظرية إلىرفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعيالبعيدعن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربحإلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى . ويحظر على وسائل الإعلامنشر أو عرض ما[b]يساعد على الجريمة أوالعنف أو ماله تأثير سلبي على الاقليات في أي مجتمع، كما يحظرعلى وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛وبإمكان القطاع العام والخاص انيمتلكواوسائل الإعلام في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع القطاع الخاص على امتلاكوسائل الإعلام.
ان الأفكار الرئيسية لهذهالنظرية التي وضع أساسها ماركسوانجلوسووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة هيالتي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي ، وحتى تحتفظ هذهالطبقة بالسلطة والقوة فإنهالابدان تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها، لهذايجب ان تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقةالعاملة وهم في الأساس الحزبالشيوعي . ان المجتمعات الاشتراكيةتفترض أنها طبقات لا طبقية، وبالتالي لا وجودصراعللطبقات، لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالحمتعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع. لقد حدد لينين اختصاصاتالصحافة وأهدافها : * زيادة نجاح واستمراريةالنظام الاشتراكي وبوجه خاصدكتاتوريةالحزب الشيوعي. • يكون حق استخدام وسائلوقنوات الاتصال لأعضاء الحزبالمتعصبينوالموالين أكثر من الأعضاء المعتدلين. • تخضع وسائل الإعلامللرقابة[b]الصارمة. • يجب ان تقدم وسائلالإعلام رؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئالشيوعيةووجود قوانين موضوعية تحكم التاريخ. • إن الحزب الشيوعي هو الذييحق له[b]امتلاك وإدارة وسائلالإعلام من أجل تطويعها لخدمة الشيوعيةوالاشتراكية.
نظرا لاختلاف ظروف العالمالنامي التي ظهرت للوجود فيمنتصفهذا القرن هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث الإمكانيات الماديةوالاجتماعية ، كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامييختلف عن النظريات التقليديةالأربعالتي استعرضناها، ويناسب هذا النموذج أو النظرية أو الأوضاع القائمة فيالمجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في عقدالثمانينات، وتقوم على الأفكاروالآراءالتي وردت في تقرير لجنة "واك برايل" حول مشكلات الاتصال في العالمالثالث،[b]فهذه النظرية تخرج عننطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية ،فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانيةتطبيق نظريات الإعلام التيأشرناإليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنيةوالمواد الثقافية والجمهور المتاح. ان المبادئ والأفكار التيتضمنت هذه النظرية[b]تعتبر هامة ومفيدة لدولالعالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنةالخارجية. كما ان هذه المبادئ تعملعلى تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القوميةوالخصوصيةالثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليلمن الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقتتفرض التعاون وتدعو إلىتظافرالجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنمويةوجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافهاوقبولها للتنمية الشاملةوالتغييرالاجتماعي. وتتلخص أفكار هذه النظريةفي النقاط التالية: • ان وسائلالإعلام يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق معالسياسة الوطنية[b]القائمة. • ان حرية وسائل الإعلامينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها الأولوياتالتنمويةوالاحتياجات الاقتصادية للمجتمع. • يجب ان تعطي وسائلالإعلام أولوية[b]للثقافة الوطنية واللغةالوطنية في محتوى ما تقدمه. • ان وسائل الإعلام مدعوةفي[b]إعطاء أولوية فيما تقدمهمن أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبةجغرافياوسياسيا وثقافيا. • ان الصحفيين والإعلاميينفي وسائل الاتصال لهمالحريةفي جمع وتوزيع المعلومات والأخبار. • ان للدولة الحق في مراقبةوتنفيذ[b]أنشطة وسائل الإعلامواستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية. - نظرية المشاركةالديمقراطية: تعد هذه النظرية أحدثإضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديدا، فقدبرزتهذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدةفي تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضادللطابع التجاري والاحتكاريلوسائلالإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزيةمؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤوليةالاجتماعية وتنتشر بشكل خاصفيالدول الرأسمالية. فالدول الأوروبية التياختارت نظام الإذاعة العامة بديلاعنالنموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاعالاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام، ولكن الممارسةالفعلية لوسائل الإعلام أدتإلىحالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي لبعض منظمات الإذاعةوالتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسيةوالاقتصادية ولمراكز القوى فيالمجتمعكالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر. ويعبر مصطلح"المشاركة[b]الديمقراطية" عنمع [/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b]كاضافة
مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال- مفاهيم عامة ________________________________________ مفهوم الاتصال:
يعود أصل كلمة communication في اللغات الأوروبية -والتي اقتبست أو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذور الكلمة اللاتينية communis التي تعني "الشيء المشترك" ، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة commune التي كانت تعني في القرنين العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس" في القرن الثامن عشر؛ أما الفعل اللاتيني لجذر الكلمة communicare فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن هذا الفعل اشتق من اللاتينية والفرنسية نعت communique الذي يعني "بلاغ رسمي" أو بيان أو توضيح حكومي. وقد تعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال ، وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار عند النظر إلى هذه العملية، فعلى المستوى العلمي البحثي يمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال: المدخل الأول: ينظر إلى الاتصال على انه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالة إلى طرف مقابل(مستقبل) بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة. المدخل الثاني: يرى أن الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائل والتي من خلالها يتفاعل الأفراد من ذوي الثقافات المختلفة ، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى ، وفهم الرسالة. والمدخل الأول يهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال ، ويدرس كل مرحلة على حدة ، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل. أما التعريف الثاني فهو تعريف بناءي أو تركيبي ، حيث يركز على العناصر الرئيسية المكونة للمعنى ، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية: أ- الموضوع: إشارته ورموزه. ب- قارئو الموضوع والخبرة الثقافية والاجتماعية التي كونتهم، والإشارات والرموز التي يستخدمونها. ج- الوعي بوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوع الناس. وفي ضوء المدخل الأول عرف بعض الباحثين الاتصال بالنظر إليه كعملية يتم من خلالها نقل معلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف، ومن نماذج هذه التعريفات: •الاتصال هو العملية التي يتم من خلالها نقل رسالة معينة أو مجموعة من الرسائل من مرسل أو مصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيري فهو ذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين اكثر من شخصين لإتمام العملية الاتصالية والتي غالبا ما تقوم بها بعض المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائل جماهيرية. •الاتصال هو نقل أو انتقال للمعلومات والأفكار والاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة لآخر أو للآخرين
| |
|
ZaKoO مشرف عام
الجنس : السٌّمعَة : 15 الْمَشِارَكِات : 2728 النقاط/ : 4503 العـمــر : 32 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال الأحد ديسمبر 19, 2010 10:44 am | |
| [b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b]مكونات عملية الاتصال: إن النظر إلى الاتصال كعملية يعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرى فإن كلا من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة ، ولكن أيضا يتأثر بما لديه مقيم ومعتقدات وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية بما يثير لديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء وبما يحدد أيضا مدى تأثره بهذه المعلومات والآراء. في هذا الإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصال بعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلك العناصر هي مجرد المرسل والرسالة والمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذ الأربعينيات بينت مدى قصور ذلك النموذج ، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلام تأثيرا مباشرا على الجمهور ؛ لقد ظهرت العديد من النماذج والتي تطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية والتي على ضوئها تتكون عملية الاتصال من ستة عناصر أساسية هي المصدر والرسالة والمتلقي (المستقبل) ثم رجع الصدى والتأثير، وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه العناصر: المصدر(source): ويقصد به منشأ الرسالة، وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الأفراد وقد\ يكون مؤسسة أو شركة ، وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائم بالاتصال، غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هو القائم بالاتصال، فمندوب التلفزيون قد يحصل على خبر معين من موقع الأحداث ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره، ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور ، في هذه الحالة وجدنا بعض دراسات الاتصال يذهب إلى أن كل من المندوب والمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالاتصال وان اختلف الدور، بينما يذهب البعض الآخر من الدراسات إلى أن القائم بالاتصال هو قارئ النشرة فقط ، أي انه بينما يوسع البعض مفهوم القائم بالاتصال ليشمل كل من يشارك في الرسالة بصورة أو بأخرى ، فإن البعض الآخر يضيق المفهوم قاصرا إياه على من يقوم بالدور الواضح للمتلقي. الرسالة(message): وهي المنبه الذي ينقله المصدر إلى المستقبل ، وتتضمن المعاني من أفكار وآراء تتعلق بموضوعات معينة يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها، فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلا تكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كان الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو لا يعرفها الحاضرون ، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم. من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة ، ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فإنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي ولا تحيطه علما كافيا بموضوع الرسالة الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها. الوسيلة أو القناة(channel): وتعرف بأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال، فهي الاتصال الجماهيري تكون الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون، وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أو خطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون ، وفي بعض مواقف الاتصال الجمعي أيضا قد تكون الأداة مطبوعات أو شرائح أو أفلام فيديو، اما في الاتصال المباشر فإن الوسيلة لا تكون ميكانيكية (صناعية) وانما تكون طبيعية وظائف وسائل الإعلام: دور وسائل الإعلام في المجتمع هام جدا إلى درجة خصصت الحكومات أقساما ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية عن طريق تلك الوسائل، من تلك الأهداف رفع مستوى الجماهير ثقافيا، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، هذا داخليا. أما خارجيا فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية. ولم يقتصر اهتمام وسائل الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت ان تلك الوسائل تخدمها وتخدم اهدافها وتساعد في ازدهارها. وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفا في العالم، من ان الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلك التي وجدت فيه احدى دعاماتها الرئيسية الأولى، وقدمته على باقي دعائم الدولة. وسبب كل ذلك هو ان وسائل الإعلام مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلبا أو ايجابا؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟ للإعلام خمس وظائف رئيسية هي: أولا: التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات. ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات. ثالثا: تنمية العلاقات البينية وزيادة التماسك الاجتماعي. رابعا: الترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ. خامسا: الاعلان والدعاية.
أولا: التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات: من المتعارف عليه ان المدرسة تولى مهمة التوجيه، باعتبار ان الطالب يقضي قسما مهما من حياته فيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساته الاسرية والعائلية والاجتماعية والدينية والاقتصادية له دور كبير في مجال التوجيه، وتكوين المواقف والاتجاهات الخاصة بكل فرد. من هنا تتلاقى تلك المؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات، خاصة وان المجتمع ليس كله طلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخول المدارس أو الاستمرار في الدرس والتحصيل. وإذا كانت المدرسة تقوم بمهمتها تلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب، فإن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة عادة، فكلما كانت المادة الإعلامية ملائمة للجمهور لغة ومحتوى، ازداد تأثيرها، فلا يعقل مثلا ان تخاطب الذين لا يجيدون اللغة العربية باللغة الفصحى، ولا الذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلام والحجج الفكرية والفلسفية.
ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات: التثقيف العام هدفه هو زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلام وليس بالطرق والوسائل الاكاديمية التلعيمية، والتثقيف العام يحدث في الإطار الاجتماعي للفرد أكان ذلك بشكل عفوي وعارض أو بشكل مخطط ومبرمج ومقصود. والتثقيف العفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل الإعلام للفرد، هذه المواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصود بالذات ـ معلومات وافكار وصور وآراء، وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في ساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريد حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللافتات المرفوعة في أماكن من الجامعة، وكلها تحمل عبارات تلفت نظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلمات في ذهنه ويأخذ ببعض الآراء. أما التثقيف المخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعض الحالات تقع في دائرة التثقيف المخطط كالبرامج الزراعية التي هي عبارة عن حلقات ارشاد للمزارعين يدعون إليها أو تبث إليهم عبر الاذاعة أو التلفزيون.
ثالثا: الاتصال الاجتماعي والعلاقات البينية: ويعرف الاتصال الاجتماعي عادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم مع بعض، هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عن طريق وسائل الإعلام التي تتولى تعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها. فعندما تقدم الصحف كل يوم اخبارا اجتماعية عن الأفراد او الجماعات او المؤسسات الاجتماعية والثقافية فإنها بذلك تكون صلة وصل يومية تنقل أخبار الافراح من مواليد وزيجات، وأخبار الاحزان من وفيات وفشل وخسارة، وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في الصحف، بل انها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئات الجماهير. وأمر ثان هو قيام وسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الاشخاص البارزين أو الذين هم في طريق الشهرة سواء في مجال السياسة او الفن او المجتمع او الادب.
رابعا: الترفيه عن الجمهور وتسليته: وتقوم وسائل الإعلام بما تقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفراغ عند الجمهور بما هو مسل ومرفه؛ وهذا يتوقف بواسطة الابواب المسلية في الصحف أو كالبرامج الكوميدية في التلفزيون. في الحالتين تأخذ وسائل الإعلام في اعتبارها مبدأ واضحا وهو ان برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبه اليها؛ وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وابواب ترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوة إلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهات او تحويرها وحتى تغييرها، وهذا يتطلب بالطبع اساليب مناسبة من جانب وسائل الإعلام.
خامسا: الاعلان والدعاية: تقوم وسائل الإعلام بوظيفة الاعلان عن السلع الجديدة التي تهم المواطنين، كما تقوم بدور هام في حقول العمل والتجارة عندما تتولى الاعلان عن وجود وظائف شاغرة او وجود موظفين مستعدين للعمل ، او عندما تتولى الاعلان عن اجراء مناقصة او وضع التزام موضع التنفيذ…الخ. ولهذا استطاعت وسائل الإعلام على تنوعها من صحافة وتلفزيون وسينما وأحيانا إذاعة، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات ان تقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهور وعرض فوائده واسعاره وحسناته بشكل عام.
هذه هي الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام ، وهي وان جرى حصرها في خمس وظائف، لكن تبقى هناك مهمات تفصيلية أيضا لوسائل الإعلام تندرج تحت هذه الوظائف، فوسائل الإعلام في الواقع أصبحت تقوم مقام المعلم والمربي وحتى الاب والام في حالات كثيرة، فالبرامج التربوية والمدرسية وبرامج الاطفال وبرامج الطلاب وغيرها من برامج تبثها وسائل الإعلام انما تلتقي بوظيفة التثقيف ، لكنها تتعدى تلك الوظيفة إلى ما هو اعمق وأعم واشمل، إلى درجة يمكن القول معها ان الفرد يولد وينمو قليلا حتى تتولاه وسائل الإعلام وترعاه وتقدم إليه ما يلزم من تثقيف وتوجيه وترفيه واعلان وغير ذلك، وأحيانا تقدم إليه ما يسيء إلى نمو شخصيته وآرائه، فتنحرف بها او تشوهها. نظريات الإعلام: مفهوم نظريات الإعلام: يقصد بنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال الإنساني بالجماهير بهدف تفسير ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع ، فهي توصيف النظم الإعلامية في دول العالم على نحو ما جاء في كتاب نظريات الصحافة الأربع لبيترسون وشرام. علاقة نظريات الإعلام بفلسفة الإعلام: هناك علاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام ففلسفة الإعلام هي بحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع ، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام، لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات ، وكثيرا ما شاع استخدام نظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكن في واقع الأمر أن استخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العملية الإعلامية(مرسل، ومستقبل، ووسيلة …الخ) وترتبط النظريات بالسياسات الإعلامية في المجتمع، من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين. 1-نظرية السلطة ظهرت هذه النظرية في إنجلترا في القرن السادس عشر ، وتعتمد عل نظريات أفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أن يتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها. وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام، حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص على إصدار المجلات إلا انه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة. وتمثل تجربة هتلر وفرانكو تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية ، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافة بقوله: "انه ليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف الآراء بين أعضاء الحكومة، لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء". ومن الأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية ، يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية. 2-نظرية الحرية: ظهرت في بريطانيا عام 1688م ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون حرا في نشر ما يعتقد انه صحيحا عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر. ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق اكبر قدر من الربح المادي من خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور، كما انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفية إشراف وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم من خلال عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة بواسطة المحاكمة. وتتميز هذه النظرية أن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحق مشروع للجميع. نقد النظرية: لقد تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات والانتقادات ، حيث أصبحت وسائل الإعلام تحت شعار الحرية تُعرض الأخلاق العامة للخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر، وتبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة وتسويق المادة الإعلامية الرخيصة، كما أن الإعلام اصبح يحقق أهداف الأشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلك من خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية أو اقتصادية ، وكذلك من خلال تدخل المعلنين في السياسة التحريرية ، وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبة لكن شريطة ان تكون في إطار الذوق العام، فالحرية المطلقة تعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه. 3- نظرية المسؤولية الاجتماعية: بعد ان تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظرية جديدة في الساحة الإعلامية ، فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية الإعلامية بحرية قائمة على المسؤولية الاجتماعية ، وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد ان استُخدمت وسائل الإعلام في الإثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية. ويرى أصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب ان تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة - ونلاحظ ان هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها لهذه الالتزامات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة، ويجب ان تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما ان للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك ان الإعلاميين في وسائل الاتصال يجب ان يكونوا مسؤولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم الإعلامية. وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى . ويحظر على وسائل الإعلام نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنف أو ماله تأثير سلبي على الاقليات في أي مجتمع، كما يحظر على وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛ وبإمكان القطاع العام والخاص ان يمتلكوا وسائل الإعلام في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع القطاع الخاص على امتلاك وسائل الإعلام. 4- النظرية السوفيتية(الاشتراكية): ان الأفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلوس ووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة هي التي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي ، وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد ان تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها، لهذا يجب ان تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي . ان المجتمعات الاشتراكية تفترض أنها طبقات لا طبقية، وبالتالي لا وجود صراع للطبقات، لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع. لقد حدد لينين اختصاصات الصحافة وأهدافها : * زيادة نجاح واستمرارية النظام الاشتراكي وبوجه خاص دكتاتورية الحزب الشيوعي. •يكون حق استخدام وسائل وقنوات الاتصال لأعضاء الحزب المتعصبين والموالين أكثر من الأعضاء المعتدلين. •تخضع وسائل الإعلام للرقابة الصارمة. •يجب ان تقدم وسائل الإعلام رؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئ الشيوعية ووجود قوانين موضوعية تحكم التاريخ. •إن الحزب الشيوعي هو الذي يحق له امتلاك وإدارة وسائل الإعلام من أجل تطويعها لخدمة الشيوعية والاشتراكية. 5- النظرية التنموية: نظرا لاختلاف ظروف العالم النامي التي ظهرت للوجود في منتصف هذا القرن هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث الإمكانيات المادية والاجتماعية ، كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامي يختلف عن النظريات التقليدية الأربع التي استعرضناها، ويناسب هذا النموذج أو النظرية أو الأوضاع القائمة في المجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينات، وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة "واك برايل" حول مشكلات الاتصال في العالم الثالث، فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية ، فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح. ان المبادئ والأفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية. كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي. وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية: •ان وسائل الإعلام يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة. •ان حرية وسائل الإعلام ينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها الأولويات التنموية والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع. •يجب ان تعطي وسائل الإعلام أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه. •ان وسائل الإعلام مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبة جغرافيا وسياسيا وثقافيا. •ان الصحفيين والإعلاميين في وسائل الاتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات والأخبار. •ان للدولة الحق في مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل الإعلام واستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية. 6- نظرية المشاركة الديمقراطية: تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديدا، فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية. فالدول الأوروبية التي اختارت نظام الإذاعة العامة بديلا عن النموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام، ولكن الممارسة الفعلية لوسائل الإعلام أدت إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي لبعض منظمات الإذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية والاقتصادية ولمراكز القوى في المجتمع كالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر. ويعبر مصطلح "المشاركة الديمقراطية" عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهل الاقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والاقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها. وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى ان نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام. وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ووسائل الإعلام التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها، وتقد فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدلا من المسيطرين عليها. وتتلخص الأفكار الأساسية لهذه النظرية في النقاط التالية: •ان للمواطن الفرد والجماعات والاقليات حق الوصول إلى وسائل الإعلام واستخدامها ولهم الحق كذلك في أن تخدمهم وسائل الإعلام طبقا للاحتياجات التي يحددونها. •ان تنظيم وسائل الإعلام ومحتواها لا ينبغي ان يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية. •ان سبب وجود وسائل الإعلام أصلا هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات التي تصدرها هذه الوسائل أو المهنيين العاملين بوسائل الإعلام. •ان الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ينبغي ان يكون لها وسائلها الإعلامية. •ان وسائل الإعلام صغيرة الحجم والتي تتسم بالتفاعل والمشاركة افضل من وسائل الإعلام المهنية الضخمة التي ينساب مضمونها في اتجاه واحد. •ان الاتصال أهم من ان يترك للإعلاميين أو الصحفيين[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] | |
|
alpa_tchino عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 0 الْمَشِارَكِات : 175 النقاط/ : 174 العـمــر : 34 الدولة :
| موضوع: رد: مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 5:20 pm | |
| | |
|