ابــن الاسلام إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ : 22644 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: خطبة هانئ بن مسعود الشيباني الإثنين ديسمبر 20, 2010 3:02 am | |
| [center]خطبة هانئ بن مسعود الشيباني في يوم ذي قار
مناسبة النص:
كان النعمان بن المنذر قد خاف على نفسه من كسرى بعد أن امتنع من تزويجه إحدى بناته ففر إلى ديار بني شيبان، وسلَّم أسلحته وحرمه إلى هانىء بن مسعود أمانةً لديه، ثم رحل إلى كسرى يستعطفه فبطش به، وأرسل من يحمل ودائعه من هانىء، ولكن البطل العربي أبى وَرَدَّ رُسلَ كسرى مغضبين. فجًهز عاهلُ الفرس جيشاً لغزو العرب، وتأديبهم، فقام هانىء بقيادة الكتائب العربية الباسلة، وانتصر على الفرس في موقعة حاسمة تعرف بموقعة ذي قار، وكان قد جمع قومه وألقى فيهم هذه الخطبة قبل المعركة. النّــــص:
" يَا مَعْشرَ بكْرٍ ، هالِكٌ مَعْذورٌ، خير، مِنْ ناجٍ فرور، إنّ الحذَر لا يُنجي من القَدَرِ، وإنّ الصّبْرَ مِنْ أسْبَابِ الظّفرِ، النيّة ولا الدَّنيّةُ، استقبالُ الموتِ خير مِنْ استِدبَاره، الطَّعْنُ في ثُغَرِ النُّحُورِ، أكْرَم منه في الأعْجَازِ والظهورِ، يا آل بكر، قَاتِلُوا فَمَا للمنَايَا مِنْ بُدّ ".
التعريف بالخطيب:
هو سيد من سادات العرب، اشتهر بالوفاء، وقد تمسّك به حتىّ عرّض نفسه لحرب كسرى كي يظلّ خاضعاً لشرف العهد، وكان النعمان بن المنذر صَادِقَ الفراسة حين ترك له ودائعه وقد عظُم على كسرى ألا يأتمر هانىء بأمره، فجرّد جيشاً لقتاله، ولكنّ بطولة هذا الفارس تقدَّمت به إلى ميدان التضحية، وصَبَرَ وجَالَدَ حتى قهرت العربُ الفُرسَ لأول مرة في التاريخ على يده في يوم ذي قار، وهو يوم ميمون تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " هذا أول يوم ظهرتْ فيه العرب على العجم " ومات هانىء عن سن عالية ولم تعرف سنة وفاته. اللغويات: هالك : ميت الحذر: الخوف فرور : هارب القدر : ما كتب وقدَّر الظفر : النصر المنية :الموت الدنيَّة : الفعلة الخسيسة الحقيرة استدباره : الفرار منه ثغر: جمع ثغرة وهي النقرة في أعلى الصدر المنايا : الموت النُّحور : جمع نحر، وهو أعلى الصدر من بُدّ : أي مناص ومهرب الشـــــــــرح:
هذه خطبة بطل قد احتقر الحياة في جحيم الذل والاستكانة، ورأى الموت شرفاً في ساحة العزّ، وقد تكلَّم بحديثه الموجز ليُعلن أن المسألَةَ مسألة شرف وكرامة، وأن الموت في سبيلهما خير من الاستعباد. وكان الرجلُ حكيماً مجرّباً حين أخذ يَسردُ نصائحه العاقلة عن تأمل خبير، فأعلن أن الموت بعد الكفاح خير من الهرب إلى حياة ذليلة، وأنَّ الصبر باب الفوز، فما هي إلاّ ساعات حتىّ تنجلي المعركة عن نتائجها الحاسمة، وأنّ الموت أشرف من الهوان، والإقدام خير من الإحجام، واستقبال الموت خير من الفرار منه، وإذا كانت الحياة تنتهي بالموت لا محالة، فالقتالُ سَبيلُ المناضل إذ لا مفر من الموت بعيداً كان أو قريباً. الخصائص الأدبية:
هذه نصائح، ضُمَّ بعضُها إلى بعض، إذ آثر الخطيبُ إيجازَ القول، ولم يتشعبْ به الحديثُ لأنه يريدُ أن يركّز على أشياء دقيقة يَعيها كل سامع، وإذا تعذّر الربطُ والتسلسلُ في بعض هذه الحكم، فهذا سبيلُ الخطبة الجاهلية التي لا تنميق في إعدادها، ولا تنسيق، والقولُ الصائب والحكمةُ الموجزةُ، والمثلُ الدقيق كلُّها أدواتُ الخطيب الجاهليّ ووسائلهُ. [/center] | |
|
djamele7892 إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ : 10349 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: خطبة هانئ بن مسعود الشيباني الإثنين فبراير 28, 2011 3:22 pm | |
| | |
|